كتاب "كل شيء كسلاح".. دليل ميداني للحرب في القرن الحادي والعشرين
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
صدر عن "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أبوظبي، كتاب "كل شيء كسلاح: دليل ميداني للحرب في القرن الحادي والعشرين" للكاتب البريطاني مارك غاليوتي وترجمة دينا عبد المنصف. يقدم هذا الكتاب نظرة عامة وواضحة على نحو مثير للإعجاب لأشكال الصراع الغامضة والعصية على الفهم. إذ توصف هذه المساحة بالحروب الهجينة أو حروب المنطقة الرمادية أو الحروب منخفضة الكثافة.
والمؤلف مارك غاليوتي هو باحث ومؤرخ بريطاني متخصص في الشؤون الأمنية الروسية والجريمة العابرة للحدود. ويدير شركة "مايك للاستخبارات"، وأستاذ شرفي بكلية الدراسات السلافية ودراسات شرق أوروبا بجامعة لندن، كما أنه زميل للمعهد الملكي للخدمات المتحدة، ومعهد الشرق الأوسط بواشنطن. وصدرت له العديد من الكتب والدراسات حول تاريخ روسيا والنظام السياسي الروسي والجريمة المنظمة.
لقد أضحت الصراعات التقليدية -تلك التي يخاض فيها القتال بالبنادق والمدافع والطائرات المسيرة- أكثر تكلفة ولا تحظى بالشعبية في الداخل وتستعصي على الإدارة. وفي العصر الذي تهدد فيه الولايات المتحدة أوروبا بالعقوبات، وتنفق الصين المليارات لشراء النفوذ في الخارج، يتجه العالم نحو عصر جديد من الصراعات الدائمة منخفضة الكثافة، غير الملحوظة وغير المعلنة وغير المنتهية في أغلب الأحوال.
مع عودة الصراعات إلى أوروبا مرة أخرى مع الصراع في شرق أوروبا وأوكرانيا، يقدم مارك غاليوتي مسحاً شاملاً وجديداً لطرق الحرب الجديدة. من خلال إلقاء نظرة فاحصة على مختلف مناطق العالم، وكذلك مختلف الحقب التاريخية، من العالم القديم حتى عصرنا الحالي، ويوضح غاليوتي الطرق التي تخاض بها صراعات العالم حيث يستخدم كل شيء كسلاح، بداية من عمليات التضليل والتجسس والجريمة والتخريب، وهو ما يؤدي إلى نشر الاضطرابات داخل الدول وعدم الشرعية في أغلب دول العالم. وبدلاً من التعويل على العودة إلى ما فات من "عالم مستقر ومعروف ويقيني"، يشرح غاليوتي طرق البقاء والتكيف، بل واستغلال الفرص التي يقدمها الواقع الجديد.
يقول غاليوتي إن هذا الكتاب ليس تنبؤاً بالمستقبل؛ بل مقدمة لمسار مستقبلي محتمل؛ حيث نبهتنا جائحة "كورونا" إلى أننا في الحياة نصطدم بأمواج غير متوقعة قد تغير العالم بأكمله. وقد يكون من السهل اعتبار المستقبل المقصود هنا واقعاً مريراً الصراع فيه أبدي، ويمكن استخدام كل شيء فيه من أعمال خيرية إلى القانون كسلاح.
ولا يعني هذا أن صراعات المستقبل ستكون دون إراقة دماء -حيث يموت الناس جراء العقوبات الاقتصادية، والمعلومات المضللة المناهضة للقاحات، والفساد في ميزانية الصحة أيضاً- ولكن أقل دموية؛ حيث تصبح الحروب المباشرة بين دولة وأخرى خروجاً عن السائد. وقد يكون عالماً يستطيع فيه الأخيار استخدام الأدوات نفسها بفاعلية كما يفعل الأشرار إن وحدوا جهودهم. ونعم، أستخدم هذه العبارات الساخرة -ففي الجيوسياسية كلٌ يخدم مصالحه الخاصة، ونادراً ما يكون أحد خيّراً أو شريراً كلياً؛ بل يتنوع القبح بين الناس- ومع ذلك يمكن وضع حدود فاصلة بين تلك القوى المطالبة نوعاً ما بحفظ الاستقرار ونظام دولي قائم على القواعد وبين من هم على استعداد عام لتحديهما.
يهدف الكتاب، كما يقول غاليوتي، إلى تعزيز القدرات التكيفية للمجتمعات الغربية على حروب المستقبل التي تشمل كل شيء تقريباً. بدلاً من التعويل على عودة العالم اليقيني والمعروف والمستقر، فهناك طرق للبقاء والتكيف وتعزيز فرص الاستفادة من طرق الحرب الجديدة. وتشمل وسائل التكيف ضرورة سعي الحكومات الغربية لمحو أمية وسائل الإعلام الجديدة والمنصات التي تشيع من خلالها وسائل التضليل والمعلومات الزائفة. كذلك، فمن الضروري قطع الطريق على الجماعات الإجرامية الصغيرة التـي تستغل احتياجات بعض التجمعات والمجتمعات الصغيرة وتكون من خلالها شبكات الإجرام والإرهاب والتهريب والتزييف وغيرها من سبل تقويض الاستقرار. ويشير غاليوتي أيضاً إلى أنه لا مفر من تعزيز الديمقراطيات الغربية وإعادة بث الثقة في مكوناتها الرئيسية، وإعادة تشكيل "الشرعية الشعبية" التي تقوم عليها هذه الديمقراطيات.
ويذكر غاليوتي أنه بعيداً عن الصراعات العسكرية الصريحة، أصبح الفارق بين الحرب والسلام، والنصر والهزيمة ضبابيّاً. فثمة انتصارات وليس نصراً واحداً، وهناك تصعيد للتنافس وتخفيف من التصعيد من حيث المستوى والجدية. وثمة تعريفات جديدة تماماً للقوة. فتعتمد القوة في أي نوع من الصراعات على استخدام الأدوات المناسبة والإصرار على توظيفها. وإذا أصبحت الصراعات المتزايدة صراعات على النفوذ، والعلاقات، واستعراض القوى الاقتصادية، والتلاعب السري، فإن ثمة مؤشرات قوة جديدة أكثر أهمية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات کل شیء
إقرأ أيضاً:
هيئة التفتيش القضائي تنفذ نزولًا ميدانيًا إلى محاكم محافظة إب
الثورة نت|
نفذت هيئة التفتيش القضائي، اليوم، نزولًا ميدانيًا، للتفتيش على أعمال محاكم محافظة إب واستقبال شكاوى المواطنين، وفقًا لتوجيهات رئيس الهيئة وخطة دائرة التفتيش المفاجئ للدورة الثانية من العام 1446هـ.
ففي المجمع القضائي، التقت لجنة التفتيش برئاسة القاضي، صادق سرحاني، رئيس محكمة استئناف محافظة إب القاضي ساري العجيلي وقضاة والاستئناف ومحكمتي شرق وغرب إب والجزائية الابتدائية.
ووجه رئيس استئناف المحافظة، قضاة وموظفي المحاكم بالتعاون مع اللجنة وتسهيل مهامها الهادفة تقييم وتقويم العمل بالمحاكم للارتقاء بالأداء القضائي وتقريب العدالة من المواطنين.
بدوره أكد رئيس اللجنة أن هيئة التفتيش تسعى من خلال هذه الأعمال إلى مساعدة القضاة للقيام بدورهم في سرعة البت بالقضايا، وتلافي الأخطاء، ومعالجة جوانب القصور، والقدرة على تطبيق التعديلات القانونية المتصلة بعمل السلطة القضائية.
واستمعت اللجنة بحضور رئيس دائرة شؤون التفتيش المفاجئ القاضي زيد الحمزي، ومدير إدارة التفتيش المفاجئ فيصل المليكي، إلى مشاكل وتطلعات القضاة في التغلب على التحديات الراهنة، سيما كثافة الوارد من القضايا.
كما التقت اللجنة بالمواطنين والمحامين واستمعت إلى شكاويهم ومقترحاتهم لتطوير العمل وإنجاز المعاملات والبت بالقضايا ومكافحة الفساد.
واطلعت اللجنة على نسبة إنجاز القضايا وسجلات قيدها وكفاءة أقلام الكتاب في استقبال الدعاوى، ومستوى الانضباط في عقد الجلسات ومدة التأجيل بين كل جلسة وأخرى، ومدى الالتزام بالإجراءات المتعلقة بإصدار الأحكام وتنفيذها، ومدونة السلوك القضائي.