ترددت مؤخرًا تقارير عن تحذيرات من عالم هولندي للزلازل تحذر من أن القصف الإسرائيلي المكثف في قطاع غزة قد يؤدي إلى حدوث زلزال كبير في منطقة الشرق الأوسط، خاصة أن مرصد حقوق الإنسان أشار إلى أن قوات الاحتلال أسقطت أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على غزة، مما يوحي بكميات كبيرة جدًا من القنابل. 

وأشار إلى أن الكميات الهائلة من المتفجرات المستخدمة قد تكون بمثابة ضعف قوة القنبلة النووية التي أسقطت على هيروشيما في عام 1945 في هذا التقرير، نستعرض التفاصيل ونقوم بتحليل الأدلة والآراء المختلفة حول هذا الادعاء.

تحذيرات العالم الهولندي

 قام العالم الهولندي فرانك هوغربيتس بإصدار تحذير مفاجئ على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) حول تداعيات القصف الإسرائيلي على غزة. 

وأشار هوغربيتس إلى أن هذا القصف قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تسريع حدوث زلزال كبير في المنطقة، مشددًا على ضرورة وقف هذا الجنون.

الهولندي فرانك هوغربيتس أظهر تعاطفا مع الشعب الفلسطيني وعدم رضاه عن أفعال إسرائيل العدوانية. كما أن هوغربيتس نشر خريطة لفلسطين قبل وبعد عام 1948 لتوضيح حقيقة الوضع الفلسطيني. 

المعهد القومي للبحوث الفلكية يرد 


 قال الدكتور صلاح الحديدي، أستاذ الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، في تصريحات صحفية  إن القصف الإسرائيلي ليس بمقدوره حاليًا أن يؤدي إلى حدوث زلازل فورية، ولكنه أشار إلى أن تخزين الطاقة في الصخور نتيجة للتفجيرات يمكن أن يؤدي في المستقبل إلى حدوث زلازل متوسطة القوة.

وأحد الأسباب التي يذكرها  أستاذ الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، للتأكيد على عدم حدوث زلزال فوري نتيجة القصف الإسرائيلي في غزة هو أن الطاقة الناتجة من التفجيرات تخزن في الصخور وتتراكم مع مرور الوقت، على الرغم من أن حدوث زلزال في الوقت الحالي بسبب القصف الإسرائيلي غير مرجح، فإن هذه الطاقة المخزنة في الصخور قد تؤدي في النهاية إلى حدوث زلازل مستقبلية.

ويرى الدكتور الحديدي أن مع زيادة تجميع الطاقة الناتجة من التفجيرات داخل الصخور، قد يحدث تنشيط للصدوع القائمة بالفعل. عندما تتفاعل تلك التفجيرات مع الصدوع الموجودة، قد تعمل على إعادة تنشيطها وتحفيزها، مما يؤدي في النهاية إلى حدوث زلازل. ومع ذلك، يؤكد الحديدي أن هذه الزلازل غير المتوقعة لن تحدث على الفور بل بعد مرور فترة من الزمن.

المنطقة نشطة زلزاليا 

تمتاز منطقة الشرق الأوسط بنشاط زلزالي، وخاصة منطقة البحر الميت، كما أن  المنطقة الفلسطينية تحيط بها البحر الميت، الذي يمثل جزءاً من الأخدود الأفريقي. هذا الواقع يجعل المنطقة تابعة لمناطق نشطة زلزاليا، حيث أن غزة تبعد نحو 100 إلى 200 كيلومتر عن البحر الميت، وهي مسافة قريبة وليست بعيدة.تتكون هذه المنطقة من أخدود إفريقي مما يزيد من احتمال حدوث الزلازل. وعلى الرغم من أن هناك زلازل متوسطة الشدة تحدث بشكل دوري في المنطقة، إلا أن الزلازل الكبيرة غير معتادة.

الردود على التحذير

ويؤكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن  الزلازل التي تحدث في المنطقة تكون عادة ذات شدة أقل من المتوسطة، حيث تتراوح قوتها بين 4 و 5 درجات ريختر. ورغم كثرتها، إلا أنها تبقى زلازل ذات شدة متوسطة لأنها لم تتجاوز الحد الخمس درجات. وأضاف أن الزلازل التي يشهدها البحر الميت تظل في الغالب دون هذا المستوى الكبير، وأن حدوث زلزال يفوق هذه الشدة نادر وغير متوقع.

أشار الى أن الكم الهائل من التفجيرات التي نفذتها إسرائيل في غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر وصل إلى حوالي 25 ألف طن، وأوضح أن هذا العدد لا يعني أنها قنبلة واحدة انفجرت في مكان واحد، بل هي تفجيرات متفرقة توزعت على فترة زمنية طويلة. وبالتالي، فإن تلك التفجيرات السطحية لا تصل إلى مستوى يؤثر في النشاط الزلزالي بصورة غير طبيعية. ورغم وجود نشاط زلزالي محتمل مع القصف، إلا أن القصف بحد ذاته هو العامل الرئيسي والمحرك للتلك الزلازل.


على الرغم من التحذيرات الهولندية، يبدو أن الفرصة لحدوث زلزال كبير نتيجة القصف الإسرائيلي في غزة في الوقت الحالي ضئيلة، ومع ذلك، يجب أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار وتوخي الحذر في المستقبل، خاصة مع استمرار التوترات في المنطقة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القصف الاسرائيلي العالم الهولندي فرانك هوغربيتس المعهد القومي للبحوث الفلكية زلزال غزة منطقة البحر الميت القصف الإسرائیلی إلى حدوث زلازل البحر المیت حدوث زلزال فی المنطقة إلى أن

إقرأ أيضاً:

ترامب.. والذين معه!

رغم الإجماع العربي «السُّداسي» على الرفض القطعيّ لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، يبدو إصرار «ترامب» والذين معه، من القوى الاستعمارية القديمة «المُطَعَّمة صهيونيًّا»، على عدم التراجع عن مخططات التهجير، لإحداث تغيير في خارطة الشرق الأوسط.
خلال الأيام الماضية، لم ينقطع الحديث عن «مخططات» الرئيس الأمريكي، بفرض مشاريعه الاستعمارية، خصوصًا ما يتعلق بترحيل شعب غزة إلى مصر والأردن، وفقًا للمشروع «الصهيوني» ـ الاستراتيجي العقائدي ـ بعد تدمير القطاع، والعدوان على لبنان، وإسقاط «نظام الأسد» في دمشق، ومحاصَرة طهران!
منذ عودته مرة أخرى، إلى البيت الأبيض، لم تتغير عقلية «ترامب»، و«أوهامه» بالتحكم في البشرية، إذ يعتقد أن ما يقوله هو الحقيقة المطلقة، وأن توقعاته للمستقبل هي نبوءات ثابتة ستتحقق رغم أنف الجميع، فنراه يرسم خرائط العالم المستقبلية، ومحاولته التحكم في مصائر الشعوب، وترويج مخططاته لإعادة توزيع البشر وأماكن إقامتهم، وكذلك تحديد مستقبل الأمم وتقرير مصائرها بدلًا عن الأنطمة والحكومات!
ربما لا يعي «ترامب» والذين معه، أن معظم مَن حكموا «الدولة العبرية»، جاءوا إلى فلسطين التاريخية، ثم استولوا على أراضيها وقتلوا شعبها، بعد ان أسسوا تنظيماتهم الإرهابية وعصابات القتل، مثل «هاجانا وشتيرن وأرجون».. وغيرها.
لذلك، عندما يستقبل الرئيس الأمريكي، «الصهيوني المهاجر» بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، نرجو ألا يتغافلان عن أن الحل الجذريّ لأزمة الشرق الأوسط، يتمثل في إعادة يهود المستوطنات إلى الدول التي جاءوا منها، وإن لم يتسنَّ ذلك، فما على «ترامب» إلا ان يستضيفهم في «جرينلاند» أو «آلاسكا»، أو أي مكان آخر يخطط ضمه إلى أمريكا!
لقد أثبتت الولايات المتحدة ـ بكل حكامها من الأفيال والحمير ـ أنها في خدمة «الصهيونية العالمية»، ولذلك لا نبالغ عندما نقول إن مآل ملف التهجير لأهالي غزة، سيكون المعيار الحاسم، لبقاء القضية الفلسطينية حيَّة أو تصفيتها، كما سيكون عاملًا إضافيًّا لترسيخ وتعزيز قوة ونفوذ أمريكا، أو مؤشرًا واضحًا لبداية انهيار أنظمة عربية، وتغيير خارطة الشرق الأوسط!
الحاصل الآن، أن «ترامب» والذين معه في أمريكا وأوروبا، ينأون بأنفسهم أن تكون قواتهم جزءًا من الحل في غزة، لأنهم لا يريدون مواجهة مباشرة مع حماس ولا فصائل المقاومة الفلسطينية، لكن في المقابل، لا حلَّ مطروحًا في الأفق، ما دامت الدول العربية، وفي مقدمتها مصر والأردن، ترفضان ملف التهجير.
أخيرًا.. نعتقد أن الأيام والأسابيع القادمة، سيزداد العرب ارتباكًا مع مخططات «ترامب» للشرق الأوسط، التي لا يمكن فصلها عن القضية الفلسطينية، إذ نتوقع إعادة تحريك قطار «التطبيع العربي» مع «إسرائيل»، وإحياء «صفقة القرن»، وتوسيع «اتفاق إبراهام» باتجاه السعودية، وسحب القوات الأمريكية من سوريا، وممارسة أقصى درجات الضغط على إيران.

فصل الخطاب:

يقول «ونستون تشرشل»: «الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات، وتسقى بالعرق والدم».


[email protected]

مقالات مشابهة

  • ترامب يمنح إسرائيل أسلحة بمليار دولار ونتنياهو يسعى لتأمين 8 مليارات أخرى
  • ترامب.. والذين معه!
  • طرح Meta AI في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا رسميًا
  • مخاوف من سيناريو كارثي.. 200 زلزال بالبحر المتوسط يثير الذعر باليونان
  • جولة مكوكية للرئيس الألماني في الشرق الأوسط
  • مفاجأة قطرية تقلب الموازين في غزة: خطة تهدد اليمين الإسرائيلي وترامب وابن سلمان
  • سلسلة زلازل تضرب جزيرة سانتوريني اليونانية في الأيام الأخيرة
  • سلسة زلازل تهز جزيرة سانتوريني اليونانية
  • في اليوم الثاني عشر.. 24 قتيلاً وإصابات في جنين جرّاء القصف الإسرائيلي
  • البيت الأبيض: ترامب أكد خلال اتصاله بالرئيس السيسي أهمية تحقيق السلام بالمنطقة