لوموند: الولايات المتحدة تقع في فخ دعمها المطلق لـإسرائيل
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة نتيجة دعمها الدائم للاحتلال الإسرائيلي في ظل التصاعد الدائم للصراع والذي يعرضها لانتقادات دولية وضغوط داخلية متزايدة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنّ الولايات المتحدة تجد صعوبةً في مراعاة جانبي المأساة، "مأساة إسرائيل" من جهة، التي تَحطم مفهومها للأمن القومي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
ومن جهة ثانية مأساة المدنيين في غزة الذين وصل عذابهم إلى مستويات غير مسبوقة، في ظل القصف والحصار الإسرائيلي، بعد أن وضعت واشنطن مصداقيتها ومواردها إلى جانب "إسرائيل" التي يهيمن على حكومتها قوميون عنصريون، ويُتهم "جيشها" بارتكاب جرائم حرب في غزة.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنّ هذا الدعم، بالنسبة للرئيس الأمريكي، جو بايدن، "ليس مسألة حسابات حزبية، بل هو مسألة موقف ضروري في مواجهة حماس". ومع ذلك، "كلما تراكمت جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة، بدأ تأثير الرعب الذي عانت منه إسرائيل يتلاشى في الرأي العام".
التحالف بالبرهان
وأضافت الصحيفة أنّه بعد الصدمة التي سببها هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، قدّمت إدارة بايدن الدعم السياسي والعسكري الكامل "لإسرائيل" وقام وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ثم جو بايدن نفسه، بزيارة الموقع.
كما تم تحديد عمليات تسليم الأسلحة بشكل عاجل، وكان النشر المذهل لقوات الطيران البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط بمثابة رسالة مثبطة لحزب الله اللبناني وإيران.
وقد تكثفت التبادلات الثنائية فيما يتعلق بالمعلومات الاستخباراتية وكذلك التحليلات العسكرية. مثبتة بذلك "التزام الولايات المتحدة الحزبي بالوقوف إلى جانب إسرائيل إذا تعرّض أمنها للتهديد".
وأبرزت الصحيفة أن تصوّر هذا الالتزام انقلب ضد البيت الأبيض وتسبب في عزله"، خصوصا بسبب "تشكيكه في التقارير الرسمية التي تصدرها وزارة الصحة في غزة، حتى لو كانت تحت سيطرة حماس.
وكذلك في "إلقاء المسؤولية الكاملة عن الوفيات على عاتق حركة حماس"، حيث تزعم (واشنطن) أنّ "مقاتلي الحركة يختبئون بين المدنيين"، وكذلك "تتبنى علنا أفعال إسرائيل"، الأمر الذي خلق فجوة مع الآراء العربية، ولكن أيضا مع جزء كبير من الناخبين الديمقراطيين في الولايات المتحدة.
والجدير بالذكر أن المظاهرة التي نظمت في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر في واشنطن، والتي ضمت عشرات الآلاف من الأشخاص دعما للفلسطينيين، سلطت الضوء على هذه الظاهرة.
تناقض إدارة بايدن
وربما تكون إدارة بايدن قد تحدثت عن "إعادة تأهيل" حل الدولتين، لكنها في الواقع استمرت في الظهور بمظهر غير متكافئ ومنحاز.
وعلى ضوء ذلك، تساءلت الصحيفة الفرنسية، "كيف يمكننا أن نضع أنفسنا كحامي رئيسي لإسرائيل ونطالب بدور الوسيط"؟، مشيرة إلى أنّ "هذا التناقض الذي كان في قلب سياسة الولايات المتحدة منذ 30 سنة وصل اليوم إلى ذروته".
كما تساءلت الصحيفة أيضا: "كيف يمكننا أن نفتخر بالموقف الأخلاقي ونحن نرفض فكرة وقف إطلاق النار؟.. وكيف يمكننا أن ندين الضربات الروسية على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا ونكتفي بالتذكير بالقوانين الإنسانية الدولية في حالة "إسرائيل"؟ لافتة إلى أنهم في واشنطن يزعمون أنّ "إسرائيل لا تقتل المدنيين عمدا".
وفي هذا السياق، قال السيناتور الأمريكي ذو أصل يهودي بيرني ساندرز فيرمونت لشبكة سي إن إن يوم الأحد: "يجب على إسرائيل أن تغير استراتيجيتها. اسمحوا لي فقط أن أقول هذا، إن الولايات المتحدة تقدم 3.8 مليار دولار، في شكل مساعدات عسكرية، كل سنة لإسرائيل".
وخلال حوار مع الصحافة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، أعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى عن "تركيز تكتيكي محتمل على الحملة البرية"، ابتداء من هذا الأسبوع. أو عدد أقل من الغارات الجوية التي تتسبب في خسائر بشرية كارثية. ويبقى أن نرى كيف سيكون البيت الأبيض قادرا على القيام بعمليات محتملة ضد المستشفيات في غزة، وهي مواقع مدنية بامتياز تقع تحتها أنفاق ومخابئ حركة المقاومة حماس، وفقا لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
في المقابل، تحاول واشنطن منح اسرائيل الوقت، في سياق غير مناسب على نحو متزايد. مع ثلاث أولويات: دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من مصر؛ خروج الرعايا الأجانب (خاصة الأمريكيين وعائلاتهم، أي ألف شخص)؛ وأخيرا إطلاق سراح الأسرى.
ومن جانبه، يتنقل ديفيد ساترفيلد، وهو دبلوماسي متمرس، بين المحاورين في هذه الأزمة، في قطر ومصر وأماكن أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أنه، وفقا لمسؤول أميركي رفيع المستوى، كان إطلاق سراح امرأتين أميركيتين في 20 تشرين الأول/أكتوبر بمثابة اختبار لمصداقية دائرة المفاوضات، بمساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر. والأمل هو أن نتمكن من تكرار هذه التجربة لجميع الأجانب (حوالي 6000 شخص). لكن سيتعين على جيش الاحتلال الإسرائيلي أن يوقف ضرباته، بسبب المسافات التي يتعين قطعها للوصول إلى معبر رفح.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الولايات المتحدة غزة غزة الاحتلال الاحتلال الولايات المتحدة غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن تنقل بطارية ثاد إضافية لـإسرائيل تحسبا لهجوم إيراني محتمل
وصلت إلى "إسرائيل" خلال الأيام الأخيرة مكونات رئيسية لمنظومة دفاع أمريكية من طراز "ثاد"، وهي الثانية التي تُنشر في البلاد منذ الهجوم الإيراني الأخير على "إسرائيل"، قبل نحو 6 أشهر، وفق إعلام عبري.
وقالت وسائل إعلام عبرية من بينها هيئة البث الرسمية، وصحيفة "معاريف"، أن طائرة شحن عسكرية أمريكية ضخمة من طراز "غالاكسي" نقلت مكونات البطارية خلال الأيام الأخيرة إلى أحد قواعد سلاح الجو الإسرائيلي، دون ذكر اسمها.
ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد الضغط الأمريكي على إيران في ملفها النووي، حيث حدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا "موعدًا نهائيًا" للرد الإيراني، في وقت أرسلت فيه واشنطن قاذفات استراتيجية إلى المحيط الهندي وعشرات الطائرات المقاتلة إلى المنطقة.
وبحسب هيئة البث الرسمية فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال أن تُقدِم إيران على "خطأ استراتيجي" بشنّ هجوم واسع يشمل إطلاق مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة تجاه أهداف إسرائيلية.
وتوجّه الاستعدادات الإسرائيلية العسكرية حاليًا نحو إيران واليمن كمصدرين أساسيين للتهديدات المحتملة.
وقال مصدر أمني إسرائيلي، مساء الأحد، لهيئة البث: "إسرائيل والولايات المتحدة تعملان بتنسيق كامل، وتستعدان لكافة السيناريوهات".
وتُعدّ "ثاد"، من أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطورا في العالم، وهي مخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى في مرحلتها النهائية، أي عند دخولها الغلاف الجوي للأرض أو حتى خارج الغلاف الجوي.
وفي الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، شنت إيران هجومها الثاني على إسرائيل خلال العام 2024، واستخدمت فيه أكثر من 180 صاروخا، وذلك ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بطهران، والأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله في بيروت، ومجازر إسرائيل بغزة ولبنان.