زنقة 20 | الرباط

قال الملك محمد السادس إن المغرب ما فتئ يدعو إلى تعزيز سبل التنسيق والتعاون بين البلدان الإفريقية في مختلف الميادين، سعيا إلى تحقيق اندماجها الاقتصادي.

وأكد الملك، في رسالة موجهة، اليوم الأربعاء، إلى المشاركين في الدورة الرابعة لمنتدى الاستثمار الإفريقي، التي تنعقد بمراكش بين 08 و10 نونبر تحت شعار “تحرير سلاسل القيمة في إفريقيا”، أن المغرب، ومن منطلق الوفاء بالتزامه الثابت بدعم الاندماج الإقليمي الإفريقي، ظل يعمل بمعية شركائه الأفارقة، من أجل إطلاق مشاريع كفيلة بتحقيق التحولات المنشودة، بما يمكن من إحداث نقلة كبيرة في ظروف عيش ملايين الأشخاص في إفريقيا.

وأوضح صاحب الجلالة في هذه الرسالة التي تلاها عمر القباج مستشار جلالة الملك، أنه في هذا الإطار يندرج مشروع أنبوب الغاز الذي سيربط بين المغرب ونيجيريا، والذي يعد نموذجا يجسد إرادة جلالته السامية لإرساء الأرضية اللازمة لبلورة تعاون إقليمي حقيقي.

وأبرز جلالة الملك أن هذا المشروع سيؤمن لمجموع البلدان التي سيمر منها الأنبوب مصدرا يمكن الاعتماد عليه للتزود بالطاقة، ويزيد من قدرتها على تحمل الصدمات الخارجية المتعلقة بأسعار المنتجات الطاقية، منوها جلالته بما أبداه الشركاء، على المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف، لاسيما المؤسسات المالية الإقليمية والدولية، من اهتمام بهذا المشروع الاستراتيجي واستعداد للإسهام الفعلي في إنجازه.

بالموازاة مع ذلك، أكد صاحب الجلالة أن المغرب جعل من تطوير بنياته التحتية في جميع قطاعات الاقتصاد المغربي أولوية من أولويات استراتيجيته التنموية خلال العقدين الأخيرين، مما أهله ليصبح نموذجا في هذا المجال بفضل الدينامية التي يشهدها الاستثمار في البنيات التحتية.

وسلط جلالة الملك الضوء على عدد من الأمثلة التي تجسد السياسة الإرادية التي ينتهجها المغرب في مجال تنمية مشاريع البنية التحتية الكبرى التي أسهمت في دعم مختلف الاستراتيجيات القطاعية التي أطلقتها المملكة.

ففي ما يتعلق بالبنيات التحتية الطاقية، سجل صاحب الجلالة أن المغرب يتوفر اليوم على 4,1 جيغاواط من القدرة الكهربائية المتأتية من مصادر متجددة، مشيرا جلالته إلى أن المملكة ماضية قدما في تنزيل استراتيجيتها الرامية إلى الرفع من حصة مصادر الطاقة المتجددة في إنتاج الطاقة الكهربائية وطنيا إلى أزيد من 52 بالمائة في أفق عام 2030.

كما أبرز جلالة الملك أن المغرب يتوفر حاليا على شبكة من الطرق السيارة يبلغ طولها ألفي كيلومتر، و”هو ما مكن من الربط بين جميع المدن التي يفوق عدد سكانها 400 ألف نسمة، ويرتقب تعزيز هذه الشبكة لتبلغ 3 آلاف كيلومتر بحلول عام 2030”.

وأكد صاحب الجلالة أيضا أن المغرب، أصبح بفضل الخط السككي فائق السرعة، أول بلد إفريقي يتوفر على قطار بسرعة 320 كيلومترا في الساعة، مضيفا جلالته، أن المغرب صُنف منذ عدة سنوات ضمن أفضل 20 بلدا في مجال الربط اللوجيستي، بفضل المركب المينائي طنجة المتوسط الذي يعد أول منطقة حرة صناعية في إفريقيا.

واعتبر جلالة الملك أن هذا التقدم الكبير الذي حققه المغرب من حيث تطوير بنياته التحتية، رافق مسلسل الإصلاحات الهيكلية المنجزة، على مدى العقدين الأخيرين، بهدف تقليص مخاطر ضعف المالية العمومية والحسابات الخارجية، وتوفير أرضية مستدامة لنمو قوي ومندمج للاقتصاد المغربي.

وقال صاحب الجلالة إن هذه الدينامية، ستتعزز من خلال الميثاق الجديد للإستثمار الذي يدعو إلى توجيه الاستثمارات نحو الأولويات الاستراتيجية للمملكة، ويقترح إطارا محفزا وكفيلا بجذب الاستثمارات، مضيفا جلالته “تظل غايتنا المثلى من ذلك كله أن نرفع حصة الاستثمارات الخاصة إلى ثلثي إجمالي الاستثمارات في أفق عام 2035”.

وخلص جلالة الملك إلى التأكيد على الدور الأساسي الذي ينبغي للقطاع الخاص أن يضطلع به من أجل الإسهام بشكل فعال في دينامية الإقلاع الاقتصادي التي تشهدها المملكة.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: صاحب الجلالة جلالة الملک أن المغرب

إقرأ أيضاً:

أخنوش أمام القادة العرب في قمة الرياض : جلالة الملك يضع القضية الفلسطينية ضمن ثوابت السياسة الخارجية

زنقة 20 | الرباط

أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يضع القضية الفلسطينية ضمن ثوابت السياسة الخارجية للمملكة المغربية، مشيرا الى أن جلالته خصص مساحة مهمة للقضية الفلسطينية، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 25 لعيد العرش المجيد، حيث جدد فيه، حفظه الله، التأكيد على مواصلة “دعم المبادرات البناءة، التي تهدف لإيجاد حلول عملية، لتحقيق وقف ملموس ودائم لإطلاق النار، ومعالجة الوضع الإنساني”.

وأوضح أخنوش الذي يمثل جلالة الملك في أشغال هذه القمة أن جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اعتبر “أن تفاقم الأوضاع بالمنطقة يتطلب الخروج من منطق تدبير الأزمة إلى منطق العمل على إيجاد حل نهائي لهذا النزاع”.

وأضاف رئيس الحكومة في كلمة خلال القمة ،أن جلالة الملك اعتبر أنه إذا كان التوصل إلى وقف الحرب في غزة أولوية عاجلة فإنه يجب أن يتم بموازاة مع فتح أفق سياسي، كفيل بإقرار سلام عادل ودائم في المنطقة، مضيفا أن اعتماد المفاوضات لإحياء عملية السلام، بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، يتطلب قطع الطريق على المتطرفين من أي جهة كانوا.

وأكد رئيس الحكومة أن جلالة الملك يرى أن “إرساء الأمن والاستقرار بالمنطقة، لن يكتمل إلا في إطار حل الدولتين، تكون فيه غزة جزءا لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.”

وقال إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وانطلاقا من واجبه السياسي والإنساني، بصفته رئيسا للجنة القدس، “أعطى تعليماته النيرة لوكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذي للجنة القدس، لإرسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة إلى إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس الشريف، وهو ما تحقق بعون الله وتوفيقه من خلال إيصال تلك المساعدات عبر طريق بري غير مسبوق”.

وأضاف السيد أخنوش أنه بالموازاة مع الدعم الإنساني، تحرص المملكة المغربية، من منطلق تشبثها بالسلام كخيار استراتيجي، على التأكيد، في مختلف المحافل الدولية، على أن السلام الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط يجب أن يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة في ظل حل الدولتين.

كما تدين المملكة المغربية ،يقول السيد أخنوش، قرار إنهاء عمل وكالة “الأونروا ويعتبر ذلك تهديدا مباشرا لوجود الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن توسيع إسرائيل لدائرة التصعيد العسكري إلى الأراضي اللبنانية لدليل واضح على أن المنطقة برمتها أضحت تتجه إلى مرحلة يصعب التكهن بملامحها وبمآلاتها،” مما يدفعنا إلى التساؤل عن الأهداف الحقيقية من وراء هذا التصعيد وعن المستفيد من هذا الوضع المأساوي، لا سيما وأن المجهودات لا زالت مستمرة على أكثر من صعيد لنزع فتيل الحرب المتواصلة بقطاع غزة منذ أكثر من سنة”.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس الحكومة أن المملكة المغربية تضم صوتها إلى بقية الدول العربية والإسلامية لتعبر عن تضامنها مع لبنان من أجل الحفاظ على سيادته على كامل أراضيه، ودعم مؤسساته الدستورية في ممارسة سلطتها بما يعزز الوحدة الوطنية ويحفظ أمن واستقرار البلاد.

وبالاضافة الى رئيس الحكومة ،الذي رافقه في هذه القمة ، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، ضم الوفد المغربي، على الخصوص، السادة محمد أيت وعلي سفير المغرب في مصر ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية ومصطفى المنصوري سفير المغرب بالمملكة العربية السعودية ، ومندوبه الدائم لدى منظمة التعاون الاسلامي، وعدد من الأطر الدبلوماسية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.

و تأتي هذه القمة ، وفق مصدر رسمي سعودي ، امتدادا للقمة العربية الاسلامية المشتركة التي عقدت في الرياض بتاريخ 11 نونبر 2023، استشعارا من قادة الدول العربية والإسلامية بأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موحد، يُعبر عن الإرادة العربية – الإسلامية المُشتركة بشأن ما شهدته غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة وغير مسبوقة، تستوجب وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهتها واحتواء تداعياتها.

مقالات مشابهة

  • نوفمبر يُذكرني (2)
  • أستاذ بيئة: مصر تتطلع لاستخدام الطاقة الجديدة بنسبة 42% بحلول 2030| فيديو
  • أستاذ بيئة: مصر تتطلع لاستخدام الطاقة الجديدة بنسبة 42% بحلول 2030
  • إسبانيا تقبل المساعدة التي عرضها جلالة الملك في فيضانات فالنسيا إلى جانب فرنسا والبرتغال
  • 7 معلومات عن محطة تحلية مياه البحر بالجلالة.. توفر 4 آلاف فرصة عمل
  • رئيس الوزراء المصري: نستهدف الوصول بالطاقة المتجددة إلى 42% من مزيج الطاقة بحلول 2030
  • أحرار الدنمارك يتجندون وراء جلالة الملك للدفاع عن الصحراء المغربية بالمحافل الدولية
  • روسيا تعتزم زيادة الصادرات الصناعية إلى الهند لـ 8 مليارات بحلول 2030
  • أخنوش أمام القادة العرب في قمة الرياض : جلالة الملك يضع القضية الفلسطينية ضمن ثوابت السياسة الخارجية
  • أخنوش يحل بالرياض لتمثيل جلالة الملك في القمة العربية الاسلامية المشتركة غير العادية