بوليتيكو: واشنطن لا تريد وقف الحرب على غزة
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
عواصم-سانا
“الولايات المتحدة لا تريد وقف الحرب على غزة”، هذه هي الخلاصة التي توصل إليها تقرير نشرته مجلة بوليتيكو الأمريكية، مشيرة إلى أن هناك أسباباً عديدة تجعل واشنطن “غير راغبة في دفع إسرائيل إلى قبول وقف إطلاق النار في غزة”.
ورغم ارتفاع الأصوات الدولية والأمريكية المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي الهمجي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلا أن “إدارة الرئيس جو بايدن والبيت الأبيض لا يريدان بالضرورة وقف القتال، أو على الأقل ليس بعد” حسب وصف المجلة.
ونقلت المجلة عن محللين قولهم: إن المسؤولين الأمريكيين يحددون أهدافهم في الحرب على غزة ضمن أربعة بنود، هي “توضيح أنّ الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بقوة، ووقف القتال من الانتشار خارج قطاع غزة، وكذلك إطلاق سراح أكثر من 200 أسير لدى المقاومة الفلسطينية، والمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية”، ما يعني أنّ “وقف الحرب على غزة ليس على القائمة”، بالنسبة للإدارة الأمريكية التي “تضغط في الوقت الحالي على إسرائيل للسماح بوقف القتال لأغراض إنسانية دون أن تدعم وقف إطلاق نار طويل الأمد”.
وحتى في الجانب الإسرائيلي، يدرك المسؤولون أن الولايات المتحدة لا تسعى لوقف إطلاق النار، ويقول اللواء المتقاعد في جيش الاحتلال الإسرائيلي ياكوف أميدرور في هذا الإطار: إنّ “حكومة نتنياهو لا تشعر حالياً بأي دفع حقيقي من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب بل كل ما يمكن أن تطلبه واشنطن هو السماح بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة”.
وليس بعيداً عن هذه المعطيات يمكن الإشارة إلى العديد من المسائل التي تثبت تورط الولايات المتحدة الواضح في هذا العدوان الهمجي، حيث أرسلت منذ البداية حاملتي طائرات وبوارج حربية وعززت قواتها الموجودة في المنطقة لإبراز وقوفها ودعمها الكامل للكيان الإسرائيلي في شن هذا العدوان.
وفور بدء العدوان أيضاً، سارعت الولايات المتحدة إلى إرسال ذخائر وقنابل للجيش الإسرائيلي لتعويض أي نقص قد يتعرض له، وكان آخر ما تم الإعلان عنه هو صفقة قنابل دقيقة التوجيه بقيمة 320 مليون دولار، إضافة إلى نقاش حول إرسال مئات آلاف البنادق الحربية لتسليح قوات الاحتلال ومستوطنيه.
وفي نهاية الشهر الماضي، طلب جو بايدن من الكونغرس حزمة مساعدات إضافية للكيان في حربه على غزة بما لا يقل عن 14.3 مليار دولار بهدف تخصيصها لأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، بما في ذلك تجديد القبة الحديدية، فيما رفض مسؤولون أمريكيون وضع أي شروط لإرسال المساعدات كما هو الحال مع العديد من الدول التي يتم إرسال أسلحة إليها.
وهذا الدعم ليس جديدا بالطبع، حيث تنظم مذكرة تفاهم تم توقيعها عام 2016 بين الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي حجم المساعدات العسكرية الثنائية لمدة 10 سنوات، بحيث تلزم واشنطن بتزويد الكيان بمبلغ 3.3 مليارات دولار من التمويل العسكري الأجنبي سنوياً، وهو أكبر دعم عسكري أمريكي لأي دولة بقيمة إجمالية تصل إلى 38 مليار دولار تم توقيعه في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.
كما تلزم المذكرة الولايات المتحدة بإنفاق 500 مليون دولار سنويا على برامج الدفاع الصاروخي المشتركة من السنة المالية 2019 إلى 2028، وتشير إلى إمكانية تقديم مساعدات تكميلية في حالات الطوارئ مثل الحروب.
ومع ارتقاء كل شهيد فلسطيني تثبت الأسلحة الأمريكية والإسرائيلية قدرتها على القتل والتدمير فتقفز أسهم شركات صناعة الموت في البورصات العالمية، ولحسابات تتعلق بصندوق الاقتراع الرئاسي الأمريكي أيضاً، لن توقف الإدارة الأمريكية ربيبتها الرعناء في الشرق الأوسط عن الاستمرار في عدوانها على الأبرياء في قطاع غزة، فيما نرى ومنذ اليوم الأول أنه لم يعارض الكثير من الساسة الأمريكيين هذا العدوان على الأطفال والمدنيين العزل، الذي خلف أكثر من 10 آلاف شهيد حتى الآن خدمة لغايات ومصالح أمريكية وإسرائيلية وغربية مشتركة في استهداف المنطقة وشعوبها.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الحرب على غزة
إقرأ أيضاً:
ترامب: سأتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه سيتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
وفي إطار آخر، واصل الرئيس الأمريكي ترامب تصريحاته بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية التي تحصد الأرواح منذ عدة سنوات.
قال ترامب، في تصريحاتٍ صحفية، :"لو كُنت رئيساً لما شن بوتن حربه ضد أوكرانيا.
وأضاف قائلاً :"سنعمل من إجل إنهاء الحرب في أوكرانيا، هُناك أكثر من 700 ألف أوكراني تعرضوا للإصابة خلال الحرب".
وأكمل :"مدن كثيرة في أوكرانيا دمرت جراء الحرب، ما يحدث في أوكرانيا أمر مؤسف".
وأضاف ترامب :"سأتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دورًا محوريًا في الحرب الروسية الأوكرانية، لكنها ليست مجرد وسيط يسعى لإنهاء الحرب، بل هي طرف رئيسي يدعم أوكرانيا عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، مما يجعل دورها في وقف الحرب معقدًا ومتداخلًا مع أهدافها الاستراتيجية. فمنذ بداية الحرب في فبراير 2022، قدمت واشنطن مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية لكييف، بما في ذلك أنظمة دفاع جوي متطورة، دبابات، وصواريخ بعيدة المدى، كما فرضت عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا لإضعاف قدرتها على تمويل العمليات العسكرية. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أكدت دعمها لحل دبلوماسي، إلا أن سياساتها تعكس رغبة في إطالة أمد الصراع لإضعاف روسيا استراتيجيًا ومنعها من تحقيق أي انتصار يعزز نفوذها العالمي.
أما من الناحية الدبلوماسية، فقد حاولت الولايات المتحدة حشد المجتمع الدولي ضد روسيا عبر المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة، لكنها لم تبذل جهودًا جادة لإطلاق مفاوضات سلام حقيقية، بل ركزت على تعزيز القدرات الأوكرانية في ساحة المعركة لإجبار موسكو على تقديم تنازلات لاحقًا. وفي المقابل، ترى روسيا أن واشنطن هي العائق الأساسي أمام أي تسوية سلمية، حيث ترفض الولايات المتحدة أي اتفاق قد يمنح روسيا مكاسب جغرافية أو سياسية، ما يعقد احتمالية التوصل إلى وقف إطلاق النار قريبًا. لذلك، فإن دور أمريكا في وقف الحرب يظل مشروطًا برؤيتها لمصالحها الجيوسياسية، فإذا وجدت أن استمرار القتال لم يعد يخدم استراتيجيتها أو أن تكلفة دعم أوكرانيا أصبحت مرتفعة جدًا، فقد تضغط نحو مفاوضات، لكن حتى الآن، يبدو أن خيار الحسم العسكري هو الأولوية لدى واشنطن أكثر من السعي لحل دبلوماسي حقيقي.