عواصم-سانا

“الولايات المتحدة لا تريد وقف الحرب على غزة”، هذه هي الخلاصة التي توصل إليها تقرير نشرته مجلة بوليتيكو الأمريكية، مشيرة إلى أن هناك أسباباً عديدة تجعل واشنطن “غير راغبة في دفع إسرائيل إلى قبول وقف إطلاق النار في غزة”.

ورغم ارتفاع الأصوات الدولية والأمريكية المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي الهمجي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلا أن “إدارة الرئيس جو بايدن والبيت الأبيض لا يريدان بالضرورة وقف القتال، أو على الأقل ليس بعد” حسب وصف المجلة.

ونقلت المجلة عن محللين قولهم: إن المسؤولين الأمريكيين يحددون أهدافهم في الحرب على غزة ضمن أربعة بنود، هي “توضيح أنّ الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بقوة، ووقف القتال من الانتشار خارج قطاع غزة، وكذلك إطلاق سراح أكثر من 200 أسير لدى المقاومة الفلسطينية، والمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية”، ما يعني أنّ “وقف الحرب على غزة ليس على القائمة”، بالنسبة للإدارة الأمريكية التي “تضغط في الوقت الحالي على إسرائيل للسماح بوقف القتال لأغراض إنسانية دون أن تدعم وقف إطلاق نار طويل الأمد”.

وحتى في الجانب الإسرائيلي، يدرك المسؤولون أن الولايات المتحدة لا تسعى لوقف إطلاق النار، ويقول اللواء المتقاعد في جيش الاحتلال الإسرائيلي ياكوف أميدرور في هذا الإطار: إنّ “حكومة نتنياهو لا تشعر حالياً بأي دفع حقيقي من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب بل كل ما يمكن أن تطلبه واشنطن هو السماح بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة”.

وليس بعيداً عن هذه المعطيات يمكن الإشارة إلى العديد من المسائل التي تثبت تورط الولايات المتحدة الواضح في هذا العدوان الهمجي، حيث أرسلت منذ البداية حاملتي طائرات وبوارج حربية وعززت قواتها الموجودة في المنطقة لإبراز وقوفها ودعمها الكامل للكيان الإسرائيلي في شن هذا العدوان.

وفور بدء العدوان أيضاً، سارعت الولايات المتحدة إلى إرسال ذخائر وقنابل للجيش الإسرائيلي لتعويض أي نقص قد يتعرض له، وكان آخر ما تم الإعلان عنه هو صفقة قنابل دقيقة التوجيه بقيمة 320 مليون دولار، إضافة إلى نقاش حول إرسال مئات آلاف البنادق الحربية لتسليح قوات الاحتلال ومستوطنيه.

وفي نهاية الشهر الماضي، طلب جو بايدن من الكونغرس حزمة مساعدات إضافية للكيان في حربه على غزة بما لا يقل عن 14.3 مليار دولار بهدف تخصيصها لأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، بما في ذلك تجديد القبة الحديدية، فيما رفض مسؤولون أمريكيون وضع أي شروط لإرسال المساعدات كما هو الحال مع العديد من الدول التي يتم إرسال أسلحة إليها.

وهذا الدعم ليس جديدا بالطبع، حيث تنظم مذكرة تفاهم تم توقيعها عام 2016 بين الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي حجم المساعدات العسكرية الثنائية لمدة 10 سنوات، بحيث تلزم واشنطن بتزويد الكيان بمبلغ 3.3 مليارات دولار من التمويل العسكري الأجنبي سنوياً، وهو أكبر دعم عسكري أمريكي لأي دولة بقيمة إجمالية تصل إلى 38 مليار دولار تم توقيعه في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.

كما تلزم المذكرة الولايات المتحدة بإنفاق 500 مليون دولار سنويا على برامج الدفاع الصاروخي المشتركة من السنة المالية 2019 إلى 2028، وتشير إلى إمكانية تقديم مساعدات تكميلية في حالات الطوارئ مثل الحروب.

ومع ارتقاء كل شهيد فلسطيني تثبت الأسلحة الأمريكية والإسرائيلية قدرتها على القتل والتدمير فتقفز أسهم شركات صناعة الموت في البورصات العالمية، ولحسابات تتعلق بصندوق الاقتراع الرئاسي الأمريكي أيضاً، لن توقف الإدارة الأمريكية ربيبتها الرعناء في الشرق الأوسط عن الاستمرار في عدوانها على الأبرياء في قطاع غزة، فيما نرى ومنذ اليوم الأول أنه لم يعارض الكثير من الساسة الأمريكيين هذا العدوان على الأطفال والمدنيين العزل، الذي خلف أكثر من 10 آلاف شهيد حتى الآن خدمة لغايات ومصالح أمريكية وإسرائيلية وغربية مشتركة في استهداف المنطقة وشعوبها.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الحرب على غزة

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة بالغة الخطورة من التصعيد بعد استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى التي حصلت عليها من الولايات المتحدة وبريطانيا لضرب أهداف في العمق الروسي، في وقت عدّلت فيه موسكو عقيدتها النووية بما يسمح لها باستخدام ترسانتها النووية ردا على أي هجوم كبير بأسلحة تقليدية.

واضطرت الولايات المتحدة أمس إلى إغلاق سفارتها في العاصمة الأوكرانية كييف وطالبت كل العاملين فيها بالدخول إلى الملاجئ عند سماع صافرات الإنذار، في ظل المخاوف من هجوم روسي ضخم على كييف، واستهداف مبان أميركية ردا على سماح واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى أتاكمز.

وفي تحليل نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأميركية، قال دانيال إل. ديفيز، الخبير العسكري في مؤسسة أولويات الدفاع والضابط السابق في الجيش الأميركي إنه من غير الواضح السبب الذي دفع الرئيس جو بايدن، في هذه المرحلة المتأخرة من الحرب وفي اللحظة الأخيرة من رئاسته، للقيام بإجراء يحمل في طياته مخاطر تصعيد الحرب بشكل كبير.

خطر كبير

ومن الواضح جدا -وفق ديفيز- أن هذا القرار يمثل خطرا كبيرا وغير ضروري على الولايات المتحدة، في حين يزيد احتمالات هزيمة أوكرانيا، وليس العكس.

في المقابل، هناك شخصيات معروفة في واشنطن أشادت بقرار بايدن، فقد خرج الجنرالات السابقون جاك كين وباري ماكافري وويسلي كلارك لدعم قرار الرئيس، في حين انتقد كين وجود قيود كثيرة جدا على استخدام الصواريخ الأميركية في أوكرانيا.

ويرى ديفيز أن هؤلاء الجنرالات قدّموا نصائح كارثية على شاشات التلفزيون طيلة هذا الصراع، مشيرا إلى أنه في سبتمبر/أيلول العام الماضي، عندما تم الكشف عن فشل هجوم الصيف الأوكراني، أعلن الجنرال ديفيد بتريوس أن أوكرانيا لا تزال قادرة على التسبب في "انهيار" الدفاعات الروسية.

أما ديفيز فكتب قبل أشهر من بدء هجوم الصيف أن أساسيات الحرب أظهرت أن أوكرانيا ليس لديها أي فرصة تقريبا للنجاح.

ويقول ديفيز إنه في يوليو/تموز 2023 وبعد شهر واحد من بدء هجوم الصيف الأوكراني وشهرين من ادعاء بتريوس بأن قوات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مازالت قادرة على تحطيم الدفاعات الروسية، كتب مقالا قال فيه إنه من الواضح أن الهجوم قد فشل.

وأضاف حينها أن المسار الأكثر حكمة وعقلانية وأخلاقية لكييف والغرب هو "السعي إلى تسوية تفاوضية تحافظ على أكبر قدر ممكن من الحرية والأراضي لكييف، وأن إنهاء الحرب من شأنه أن يوقف مسلسل القتل والإصابة لعشرات الآلاف من المقاتلين الشجعان والأبطال في أوكرانيا الذين ستحتاجهم كييف لإعادة بناء بلادهم بمجرد انتهاء الحرب".

ويقول ديفيز إن هذا يكشف حقيقة الموقف الصعب للقوات الأوكرانية سواء قبل الهجوم أو أثناءه أو بعده.

ومع ذلك، تجاهل كبار الجنرالات في الولايات المتحدة هذه الحقيقة، ونصحوا الحكومات الغربية بمواصلة الحرب، وهو ما أدى إلى مقتل آلاف الأوكرانيين الذين كان يمكن أن يظلوا على قيد الحياة لو اعترف بايدن بالحقائق العسكرية الأساسية في صيف عام 2023 وسعى إلى تسوية تفاوضية للحرب.

ويضيف ديفيز أن الحقيقة اليوم أشد وضوحا، فعدد الصواريخ بعيدة المدى التي تمنحها واشنطن لأوكرانيا لن يغير في الأمر شيئا، فهذه الصواريخ لا تستطيع وحدها تغيير ديناميكية ساحة المعركة، تماما مثل الدخول السابق للدبابات الغربية وناقلات الجنود المدرعة وقطع المدفعية وأسلحة الدفاع الجوي وأنظمة هيمارس، أو حتى طائرات إف16المقاتلة إلى المعركة.

الحقيقة الوحيدة

ويضيف "لقد خسرت كييف الحرب، وهذه هي الحقيقة الوحيدة والاستمرار في تجاهل الواقع -والاستماع إلى الجنرالات- سيزيد التكلفة النهائية لخسارة الحرب بالنسبة لأوكرانيا. ومع ذلك، فإن ما يفعله بايدن الآن أسوأ لأنه يخاطر بتوسيع الحرب، مما قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع روسيا".

وتؤكد المجلة أن روسيا كانت واضحة في تصريحاتها بأن إدخال صواريخ بعيدة المدى أميركية أو غربية في الحرب ضد روسيا يمثل انخراطا مباشرا للغرب ضد روسيا ويفرض عليها "ردا".

ووفقا لتقارير إخبارية، فقد وقعت مثل هذه الهجمات الآن، وربما كان هذا هو السبب وراء إخلاء الولايات المتحدة لسفارتها أمس، خوفا من أن تنفّذ روسيا تهديدها، فتنفجر صواريخ أتاكمز الأميركية التي أطلقتها أوكرانيا على روسيا في وجه الولايات المتحدة.

ويقول ديفيز إن المخاطرة بتوسيع الحرب من خلال السماح باستخدام الأسلحة الأميركية بعيدة المدى ضد روسيا تمثل مجازفة متهورة إلى أقصى حد، خاصة وأن هذا لا يحقق أي فائدة عسكرية لأوكرانيا، بل يمثل خطرا إستراتيجيا كبيرا يتمثل في احتمال تورط واشنطن في الحرب.

مقالات مشابهة

  • «الجارديان»: مخاوف لدى الولايات المتحدة وأوروبا من تصعيد الحرب الهجينة الروسية بعد استخدام أوكرانيا الصواريخ بعيدة المدى
  • خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن
  • الولايات المتحدة: نهاية الحرب في لبنان قد تكون قريبة
  • المبعوث الأمريكي للسودان: الولايات المتحدة تؤيد إنهاء الحرب والجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني
  • مصادر لـ عربي21: الولايات المتحدة تعتزم نشر قوات عسكرية جنوب اليمن
  • واشنطن تستخدم الفيتو للمرة الرابعة ضد قرار وقف العدوان على غزة
  • الولايات المتحدة تخصص حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة 275 مليون دولار
  • زيلينسكي: أوكرانيا قد تخسر الحرب إذا خفضت الولايات المتحدة المساعدات
  • نحو 540 ألف شخص فرّوا من لبنان إلى سوريا منذ العدوان الإسرائيلي
  • «زيلينسكي»: سوف نخسر الحرب إذا توقفت الولايات المتحدة عن مساعدة أوكرانيا