أول تعليق من طبيب فلسطيني ودع أسرته لمصر وعاد لغزة: «مقدرش أتخلى عن واجبي»
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
33 يومًا مرت على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، ومنذ يوم الأول، لم يغادر الطبيب محمد سليمان أبو ناموس، جراح العظام، غرفة العمليات بمجمع الشفاء الطبي، وهو أكبر مستشفى يستقبل المصابين في غزة، لكنه خرج للمرة الأولى، ليودع أسرته التي تحمل الجنسية المولدوفية، من معبر رفح الفلسطيني لتعبر إلى مصر ومنها إلى بلدهم، وسط مشاعر مختلطة بين الحزن لمغادرتهم والفرحة لنجاتهم.
«بيتي تم هدمه في غزة، فنقلت أسرتي إلى مخيم جباليا ولما اتقصف نقلتهم إلى مخيم النصيرات لكنه اتقصف برضو، فقولت لازم يسافروا على بلد زوجتي ليدا بوبوفا، علشان يكونوا في أمان، وكمان أقدر أباشر عملي في مداواة جراح المرضى وأنا مركز»، كلمات عبر بها «أبو ناموس»، عن حزنه لـ«الوطن»، مؤكدًا أنّ غزة لم يعد بها مكانًا آمنًا، وأنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد قصف المستشفيات وقتل المرضى دون رحمة.
حبه لعمله وتقديره لوطنه وتحمله مسؤوليته، كان دافعًا لعدم ترك الطبيب الفلسطيني مدينة غزة، وفق حديثه: «مقدرش اتخلى عن واجبي، المرضى أمانة في رقبتي، ولو كلنا مشينا مين هيداوي جراح وطننا، أنا عشت عمري كله في غزة وهندفن فيها، مش هسيبها، والحرب البشعة اللي بتخوضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على بلدنا، لن تثنينا عن خدمة بلدنا».
طبيب فلسطيني يودع أسرته بمعبر رفحأحضان ودموع، كان المشهد بين الطبيب الفلسطيني وابنته دنيا وزوجته ليدا، داخل معبر رفح الفلسطيني، لكنه يأمل أن يلتقوا مرة أخرى بعد انتهاء الحرب وانتصار وتحرير فلسطين، وفقا له: «بكيت وحضنت مراتي وبنتي كتير، ربما يكون الحضن الأخير بيننا، لكن أنا واثق إننا هنلتقي يوما ما بعد تحرير بلدنا المحتل من قبضة العدو، ولو استشهدت يبقى اطمنت على أسرتي».
لحظات صعبة مر بها الطبيب الفلسطيني، في أثناء توديع أسرته بمعبر رفح، لتكون شاهدة على آلام طبيب ترك أسرته وفّضل إنسانيته وعمله: «صعب عليا أسيب بنتي تغادر لبلد آخر، لكن إنسانيتي تحتم عليا البقاء داخل بلدي المحتل الذي يحتاجنا أكثر من أي وقت مضى، وابنتي وزوجتي متفهمين لوضع بلدنا، وهما بيحبوا غزة جدا ولآخر لحظة رفضوا المغادرة، لكن حياتهم غير آمنة، فقررت سفرهم إلى بلد زوجتي».
الوضع في قطاع غزة تخطى مرحلة الصعوبة، وفق تعبير «أبو ناموس»: «إحنا بقينا في كارثة المستشفيات مبقاش فيها مكان لا للمرضى ولا اللاجئين، بقينا غير قادرين على إجراء الجراحات بسبب نقص المستلزمات الطبية والأدوات الجراحية، والوقود، لكننا نجاهد حتى الرمق الأخير».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: طبيب فلسطيني مستشفى الشفاء الحرب على غزة الاحتلال الإسرائيلي فی غزة
إقرأ أيضاً:
بعد فبركته.. تقرير مضلل عن الأوضاع الأمنية في مصر بذكرى عيد الشرطة الـ73.. والمصريون يلقنون «الحرة» دروسًا في الوطنية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
جدل واسع بمواقع التواصل الاجتماعي بسبب تقرير مفبرك وبدون أية مصادر موثوقة نشرته قناة الحرة عن الأوضاع الأمنية في مصر بالتزامن مع حلول ذكرى عيد الشرطة الـ73 الذي يوافق غدا السبت الخامس والعشرين من يناير.
تناول التقرير المشبوه عددًا من الوقائع القديمة الغير موثقة عن ضبط خلايا إرهابية في مصر ومحاولة نشر أخبار كاذبة عن الشرطة في مصر.
لم يتوانى المصريون عن الدفاع عن وطنهم مصر عبر الصفحة الرسمية للقناة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، رصدت «البوابة نيوز» بعضا منها: في هذا السياق قال مواطن يدعى مؤمن معندناش تهم جاهزة زيكم عندنا الي بيغلط بيتحاسب والقضاء المصري مش مسيس زي عندكم القضاء المصري جهة مستقله... خليكم انتوا بس في الحرايق الي عندكم الي حتي مش عارفيين تسيطروا عليه لحد الان وسيبوا الشأن المصري للمصريين احنا عاجبنا وضع بلدنا وحال بلدنا ورئيس بلدنا وجيش بلدنا وشرطة بلدنا ولازم تعرفوا كويس مصر كبيرة عليكم ومعادلة صعبه علي اي حد واسال التاريخ كويس علي شعب مصر عمل ايه في 56 و73 واظن انكم عارفيين ده كويس مصر عفيه وقويه بشعبها وصخرة صعبه جدا بتتحطم عليها احلام اي حد فكر بس يجيي عليها ولا يدوس ارضها حفظ الله مصر شعبا وجيشا وشرطة مدنيه وقيادة سياسيه قوية».
وأضاف محمد الخولي «اللهم احفظ مصر وشعب مصر وجيش مصر وأمن مصر من كل مكروه ومن كل سوء».
25 يناير.. يوم خالد في تاريخ مصر«25 يناير».. أحد أهم أيام التاريخ في مصر نظرًا لما شهده من أحداث وتضحيات قدمها رجال الشرطة في معركة الإسماعيلية الشهيرة ضد الاحتلال الإنجليزي، والذى سجل فيه رجال الشرطة نموذجًا للدفاع عن أرض وعرض المصريين ضد احتلال متغطرس، والتى راح ضحيتها خمسون شهيدًا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952، بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزي.
25 يناير 1952 والذى يُمثل تكريمًا لذكرى رجال واجهوا قدرهم بشجاعة وإستبسال وكانت صلابتهم من صلابة وطن عريق وكان عطاؤهم من فيض عطائه وعزتهم من علو قدره ومكانته.
لقد واجه رجال الشرطة في هذا اليوم الخالد المعتدين بكل شجاعة وإقدام وسطروا مع أبناء شعبهم أروع البطولات لتجسد أحداث معركة الإسماعيلية حلقة فى تاريخ النضال الوطنى لشعب عظيم يتكاتف مع قيادته ومؤسساته عبر السنين، من أجل الحفاظ على سيادة الوطن وإعلاء رايته خفاقة فوق أحقاد الطامعين وكيد المتربصين.
مضى 73 عامًا على معركة الشرطة المصرية ضد القوات البريطانية في 25 يناير 1952 في الإسماعيلية، والتي خلدت بطولة فريدة من الكفاح الشعبي، وإحدى شرارات ثورة يوليو بعد أن رفض رجال الشرطة إخلاء مبنى المحافظة للقوات الإنجليزية ليسقط فيها نحو 50 شهيدًا و80 جريحًا، ليكون أحد أبطالها «اليوزباشي مصطفى رفعت».
بأحرف من فداء وحب الوطن سطر «رفعت» اسمه في سجلات الشرطة المصرية ليظل أيقونة بارزة بتصديه للقوات البريطانية بشجاعة وبسالة، ومساندة أهالي الإسماعيلية، ليوجه له التحية الجنرال ماتيوس قائد قوات الاحتلال الإنجليزي في منطقة القناة بالكامل، قبل أن يتوصلوا لاتفاق وقف القتال بشرط نقل المصابين والخروج الكريم للضباط المصريين، وهو ما تحقق بالفعل ليكون عيدا قوميا للمحافظة، ثم الشرطة بأكملها.
دور اللواء مصطفى رفعت البارز مازال حاضرا في عيد الشرطة رغم وفاته قبل عدة أعوام حيث حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، على تكريم أسرته من زوجته نائلة عبدالله محمد، ونجليه محمد، وألفت مصطفى رفعت كما تم تجسيد الملحمة الشعبية ودوره القيادي الباسل ضمن الفيلم التسجيلي «يوم التحدي».
«لم نكن ندافع عن أنفسنا أو مواقعنا بل كانت المدينة بكاملها تدافع ضد اجتياحها».. بهذه الكلمات عبر البطل الراحل عن دوافع الملحمة حينذاك، في أحد حواراته الصحفية السابقة، موضحا أنه جرت اتصالات بينه وبين وزير الداخلية حينذاك فؤاد سراج الدين، حيث شرح له الأمر وسقوط العساكر، قائلا: «سألني إيه قراركم، أجبت القرار قرار العساكر كلها، وهو لن نخرج ولن نستسلم، سنقاوم لآخر طلقة ولن يتسلموا إلا جثثا هامدة، ليرد عليه الوزير بقوله شدوا حيلكم».
«شجاعة ضابط مصري».. كان عنوان أحد الأخبار التي نشرتها صحيفة «الأهرام»، في صفحتها الأولى باليوم التالي، 26 يناير 1952، لتسرد فيه قصة البطل الراحل وبسالته وشجاعته والإعجاب الضخم الذي حصده بين الإنجليز.
درس «رفعت» ضمن بعثة دراسية في إنجلترا، عام 1951، ثم عاد منها ليصبح مدرسا بكلية البوليس، ولكنه تأثر لاحقا بالأحداث الوطنية في البلاد والفدائيين، لذلك تطوع لتدريب المقاومة في القنال، وطلب نقله للخدمة في الإسماعيلية، ليكون بطلا قوميا في تلك الملحمة الشعبية التي صمدت فيها قوات الشرطة المصرية ببنادقهم الخشبية أمام الاحتلال البريطاني، ليجرى اعتقاله وعزله من عمله بالبوليس، قبل أن يعيده الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تكريما له، ويمنحه وسام الجمهورية.
وعقب ذلك تدرج في العمل بوزارة الداخلية، حيث أصبح مديرا للأمن بمدينة السويس خلال 1976 و1977، ثم حصل على رتبة لواء، ومساعد أول لوزير الداخلية، ليظل بعيدا عن الأضواء والإعلام حيث لم يتم نشر الكثير عنه فيهم، لحين وفاته في 13 يوليو ٢٠١٢.
1000030499 1000030497 1000030495