33 يومًا مرت على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، ومنذ يوم الأول، لم يغادر الطبيب محمد سليمان أبو ناموس، جراح العظام، غرفة العمليات بمجمع الشفاء الطبي، وهو أكبر مستشفى يستقبل المصابين في غزة، لكنه خرج للمرة الأولى، ليودع أسرته التي تحمل الجنسية المولدوفية، من معبر رفح الفلسطيني لتعبر إلى مصر ومنها إلى بلدهم، وسط مشاعر مختلطة بين الحزن لمغادرتهم والفرحة لنجاتهم.

قصف منزل طبيب فلسطيني في غزة 

«بيتي تم هدمه في غزة، فنقلت أسرتي إلى مخيم جباليا ولما اتقصف نقلتهم إلى مخيم النصيرات لكنه اتقصف برضو، فقولت لازم يسافروا على بلد زوجتي ليدا بوبوفا، علشان يكونوا في أمان، وكمان أقدر أباشر عملي في مداواة جراح المرضى وأنا مركز»، كلمات عبر بها «أبو ناموس»، عن حزنه لـ«الوطن»، مؤكدًا أنّ غزة لم يعد بها مكانًا آمنًا، وأنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد قصف المستشفيات وقتل المرضى دون رحمة.

حبه لعمله وتقديره لوطنه وتحمله مسؤوليته، كان دافعًا لعدم ترك الطبيب الفلسطيني مدينة غزة، وفق حديثه: «مقدرش اتخلى عن واجبي، المرضى أمانة في رقبتي، ولو كلنا مشينا مين هيداوي جراح وطننا، أنا عشت عمري كله في غزة وهندفن فيها، مش هسيبها، والحرب البشعة اللي بتخوضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على بلدنا، لن تثنينا عن خدمة بلدنا».

طبيب فلسطيني يودع أسرته بمعبر رفح

أحضان ودموع، كان المشهد بين الطبيب الفلسطيني وابنته دنيا وزوجته ليدا، داخل معبر رفح الفلسطيني، لكنه يأمل أن يلتقوا مرة أخرى بعد انتهاء الحرب وانتصار وتحرير فلسطين، وفقا له: «بكيت وحضنت مراتي وبنتي كتير، ربما يكون الحضن الأخير بيننا، لكن أنا واثق إننا هنلتقي يوما ما بعد تحرير بلدنا المحتل من قبضة العدو، ولو استشهدت يبقى اطمنت على أسرتي».

لحظات صعبة مر بها الطبيب الفلسطيني، في أثناء توديع أسرته بمعبر رفح، لتكون شاهدة على آلام طبيب ترك أسرته وفّضل إنسانيته وعمله: «صعب عليا أسيب بنتي تغادر لبلد آخر، لكن إنسانيتي تحتم عليا البقاء داخل بلدي المحتل الذي يحتاجنا أكثر من أي وقت مضى، وابنتي وزوجتي متفهمين لوضع بلدنا، وهما بيحبوا غزة جدا ولآخر لحظة رفضوا المغادرة، لكن حياتهم غير آمنة، فقررت سفرهم إلى بلد زوجتي».

الوضع في قطاع غزة تخطى مرحلة الصعوبة، وفق تعبير «أبو ناموس»: «إحنا بقينا في كارثة المستشفيات مبقاش فيها مكان لا للمرضى ولا اللاجئين، بقينا غير قادرين على إجراء الجراحات بسبب نقص المستلزمات الطبية والأدوات الجراحية، والوقود، لكننا نجاهد حتى الرمق الأخير».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: طبيب فلسطيني مستشفى الشفاء الحرب على غزة الاحتلال الإسرائيلي فی غزة

إقرأ أيضاً:

السوداني: ساهمنا بإبعاد بلدنا أن يكون ساحة للحروب والصراعات في المنطقة

بغداد اليوم -  


مقالات مشابهة

  • السوداني: ساهمنا بإبعاد بلدنا أن يكون ساحة للحروب والصراعات في المنطقة
  • تمصلوحت :انتحار رب أسرة في الأربعينات من عمره بدوار أولاد منصور
  • أسرة طبيب أردني تطالب بالإفراج عنه بعد اعتقاله أثناء توجهه لغزة
  • السلطات البرازيلية ترفض طلب روبينيو بقضاء عيد الميلاد مع أسرته
  • بين العواصف والغارات.. النازحون في غزة يكافحون للبقاء في خيام مهترئة (فيديو)
  • سقوط سقف غرفة العمليات على طبيب مستشفى جامعة سوهاج.. ماذا حدث؟
  • برلمانية بـ"الشيوخ": قانون المسؤولية الطبية متوازن ويحقق مصلحة المريض ويعطى الطبيب الحماية
  • حسام الخولي: مشروع قانون المسؤولية الطبية متوازن ويحقق مصلحة الطبيب والمريض
  • ملخص أهداف مباراة السعودية والبحرين في كأس الخليج العربي 26
  • شادي محمد: مقدرش أقول للحكمة هبطلك تحكيم وهل أنا سمير عثمان؟