علماء: عام 2023 الأكثر سخونة والحل في انبعاثات الغازات الدفيئة.. تفاصيل!
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
كان شهر أكتوبر الماضي هو الشهر الأكثر سخونة في العالم منذ بدء تسجيل درجة الحرارة العالمية، كما يعتقد العلماء أن متوسط درجة الحرارة العالمية يزداد بمقدار 1.7 درجة مئوية عن أواخر القرن التاسع عشر.
قبل مؤتمر قمة المناخ (Cop28) الذي من المنتظر أنه يُعقد في دولة الإمارات في نهاية الشهر الجاري، أعلن العلماء أنه من المتوقع أن يكون العالم أكثر سخونة في عام 2023 مقارنة بأي عام آخر على الإطلاق، وفقًا لصحيفة "ذا جارديان"
وقالت سامانثا بيرجيس، نائبة مدير خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ: "يمكننا أن نقول على وجه اليقين أن عام 2023 سيكون العام الأكثر دفئًا على الإطلاق، وهو حاليًا أعلى بمقدار 1.
ووجد علماء كوبرنيكوس أن شهر أكتوبر الماضي كان الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم، حيث بلغت درجات الحرارة 1.7 درجة مئوية أعلى مما كان يعتقد أنه كان خلال شهر أكتوبر في المتوسط في أواخر القرن التاسع عشر.
ومن خلال حرق الوقود الأحفوري وتدمير الطبيعة، قام البشر بضخ الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، مما أدى إلى رفع درجة حرارة الكوكب بمقدار 1.2 درجة مئوية منذ الثورة الصناعية.
ووجد العلماء أن شذوذ درجات الحرارة العالمية لشهر أكتوبر 2023 كان ثاني أعلى مستوى على الإطلاق في جميع الأشهر في مجموعة البيانات الخاصة به.
معاناة إنسانية قياسيةوقالت فريدريك أوتو، عالمة المناخ في إمبريال كوليدج لندن "حقيقة أننا نشهد هذا العام الحرارة القياسية تعني معاناة إنسانية قياسية". مؤكدة أنه خلال هذا العام، تسببت موجات الحر الشديدة وموجات الجفاف، التي تفاقمت بسبب درجات الحرارة القصوى هذه، في وفاة الآلاف، وفقدان الناس لسبل عيشهم، وتشريدهم، وما إلى ذلك.
وأشارت أن هذا هو السبب في أن اتفاق باريس هو معاهدة لحقوق الإنسان، وعدم الالتزام بالأهداف الواردة فيه يعد انتهاكا لحقوق الإنسان على نطاق واسع.
يذكر أنه عُقدت قمة في باريس قبل ثماني سنوات، وعد زعماء العالم بها بمحاولة وقف ارتفاع حرارة الكوكب بمقدار 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن. لكن السياسات الحالية تهدف إلى رفع درجة حرارته بنحو 2.4 درجة مئوية.
الاحتباس الحراري وظاهرة النينووقال أكشاي ديوراس، عالم أبحاث الأرصاد الجوية في جامعة ريدينغ: “إن شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023 الحار هو مثال مؤسف آخر يوضح كيف تتحطم سجلات درجات الحرارة بهامش هائل. مضيفًا أن ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة وظاهرة النينيو في المحيط الهادئ الاستوائية تضرب الكوكب بشدة.
لقد تسببت الحرارة القياسية الشهر الماضي في إصابة العلماء بحالة من الذهول ويتوقعون أن تكون درجات الحرارة القصوى ناجمة عن مزيج قوي من التلوث بالغازات الدفيئة، وعودة نمط الطقس الطبيعي (ظاهرة النينيو)، وعدد قليل من العوامل الأخرى بما في ذلك انخفاض التلوث الكبريتي وثوران البركان في تونغا.
وقال علماء كوبرنيكوس إن ظروف ظاهرة النينيو استمرت في التطور، لكن شذوذات درجات الحرارة حتى الآن كانت أقل من تلك التي تم الوصول إليها خلال الأحداث القوية السابقة في عامي 1997 و2015.
وقال ديوراس: "من المخيف أن نرى أن درجة الحرارة العالمية منذ يونيو 2023 أكثر دفئا بكثير مما كانت عليه خلال النصف الثاني من عام 2015، عندما كانت ظاهرة النينيو أقوى بكثير". مشيرًا إلى أن كوكبنا لا يزال يمر بمراحل مؤسفة في تاريخ الأرصاد الجوية، ولن يكون من المفاجئ رؤية أرقام قياسية جديدة في الأشهر اللاحقة.
ووجد علماء كوبرنيكوس أن متوسط درجة الحرارة العالمية بين يناير وأكتوبر 2023 كان الأعلى على الإطلاق. لقد تجاوز متوسط العشرة أشهر لعام 2016 - صاحب الرقم القياسي الحالي للسنة الأكثر حرارة - بمقدار 0.1 درجة مئوية.
وقال ريتشارد آلان، عالم المناخ في جامعة ريدينغ: "فقط من خلال التخفيضات السريعة والهائلة في انبعاثات الغازات الدفيئة، في جميع القطاعات، يمكننا تجنب هذه العناوين الرئيسية المتكررة عن السخونة القياسية. مضيفًا أن الأهم من ذلك، هو الحد من الخطورة المتزايدة من الظواهر الرطبة والحارة والجافة المتطرفة التي تصاحب عالم الاحترار السريع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأكثر سخونة في العالم درجة الحرارة العالمية الاحتباس الحراري ظاهرة النينو إنبعاثات الغازات الدفيئة درجة الحرارة العالمیة الغازات الدفیئة درجات الحرارة ظاهرة النینیو الأکثر سخونة على الإطلاق شهر أکتوبر درجة مئویة بمقدار 1
إقرأ أيضاً:
عام 2024 الأشد حرارة في التاريخ
أكد خبراء بالمناخ أن 2024 كان أول عام تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وفقا لبيانات خدمة كوبرنيكوس لمراقبة تغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.
وأشارت البيانات، التي تم الكشف عنها اليوم الجمعة، إلى أن تغير المناخ يدفع كوكب الأرض إلى مستويات حرارية غير مسبوقة في العصور الحديثة.
ووصف كارلو بونتيمبو مدير خدمة كوبرنيكوس الوضع لوكالة رويترز الروسية بأنه "مسار لا يصدق"، مشيرا إلى أن كل شهر من عام 2024 كان أكثر الشهور حرارة أو ثاني أكثر الشهور حرارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.
وأضاف بونتيمبو أن متوسط درجة حرارة الكوكب في عام 2024 كان أعلى بمقدار 1.6 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية (1850-1900)، وهي الفترة التي سبقت بدء البشر في حرق الوقود الأحفوري على نطاق واسع، مما أدى إلى انبعاثات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.
وقبل عام 2024، كان 2023 أكثر الأعوام حرارة منذ بدء التسجيلات. كما أظهرت البيانات أن كل سنة من السنوات العشر الماضية (2015-2024) كانت من بين الأعوام العشرة الأكثر سخونة منذ بدء التسجيلات المناخية.
من جهته، رجح مكتب الأرصاد الجوية البريطاني أن تكون درجات الحرارة قد تجاوزت عتبة 1.5 درجة مئوية في عام 2024، مع تقديرات تشير إلى أن الارتفاع بلغ 1.53 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الصناعة. ومن المقرر أن تنشر جهات علمية أميركية بياناتها الخاصة بمناخ عام 2024 في وقت لاحق من اليوم.
إعلانويأتي هذا الارتفاع في درجات الحرارة في وقت تعهدت فيه الحكومات بموجب اتفاق باريس لعام 2015 ببذل الجهود لمنع متوسط درجات الحرارة العالمية من تجاوز 1.5 درجة مئوية، وذلك لتجنب كوارث مناخية أكثر حدة وتكلفة.
وحذر بونتيمبو من أن ارتفاع انبعاثات "الغازات الدفيئة" يشير إلى أن العالم في طريقه لتجاوز هدف باريس قريبا، لكنه أكد أن الوقت لم يفت بعد لاتخاذ إجراءات سريعة لخفض الانبعاثات وتجنب الارتفاع الكارثي في درجات الحرارة. وقال "لم ينتهِ الأمر بعد، لدينا القدرة على تغيير المسار بدءا من الآن".
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تشير فيه البيانات إلى أن العالم يشهد تغيرات مناخية غير مسبوقة مع تزايد وتيرة الظواهر الجوية القاسية مثل موجات الحر والفيضانات والأعاصير، مما يزيد الضغط على الحكومات والمنظمات الدولية لتكثيف جهودها في مواجهة تغير المناخ.
وخلص التقرير إلى أن عام 2024 يمثل نقطة تحول في تاريخ المناخ الحديث، حيث أصبحت آثار تغير المناخ أكثر وضوحا من أي وقت مضى، مما يتطلب تحركا عالميا عاجلا لمواجهة هذه التحديات.