المطيري: «جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن» دلالة على حرص ولاة الأمر على خدمة كتاب الله وإكرام أهله وحفظته
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
أكد وزير الإعلام ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عبدالرحمن المطيري على حرص ولاة أمر الكويت على خدمة كتاب الله الكريم، وتيسير قراءته وتلاوته، وإكرام أهله وحفظته ونشر قيمه وتعاليمه، وتدريس أحكامه.
وقال المطيري في كلمة له في حفل افتتاح جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءاته وتجـويد تلاوته في دورتها الثانية عشر، "يشرفني أن أنوب عن حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه راعي هذه الجائزة في افتتاح الدورة الثانية عشرة للجــائــزة وأنقل لكم تحيات سموه وتمنياته للجميع بالتوفيق والسداد لما فيه خدمة كتاب الله عز وجل والعمل به".
وأضاف: "لقد أصبحت اليوم جائزة الكويت الدولية للقرآن الكريم، شرفاً عظيماً، ومعلَماً حضاريًّا، وإنجازاً عالميًّا، ودلالة قاطعة على حرص ولاة أمر الكويت على خدمة كتاب الله الكريم، ليس فقط في تيسير قراءته وتلاوته، وإكرام أهله وحفظته فحسب، وإنما في الحرص على نشر قيمه وتعاليمه، وتدريس أحكامه، وتفقيه الناس بما فيه من أخلاق وفضائل وآداب ومسائل، وذلك من خلال رعاية حلقات المساجد، وفتح دور القرآن الكريم، وإنشاء الهيئة العامّة للعناية بطباعة المصحف الشريف ونشره، ودعم الجمعيّات الخيرية التي تعنى بتعليم القرآن باعتباره أهم مكون من مكونات الشخصية الكويتية التي عرفت بحبها للخير، وتسامحها مع الآخر، وتسلحها بقيم الوحدة الوطنية، والتعايش السلمي، والحوار الحضاري، وإرساء قواعد العدل والقيم الإنسانية والحضارية النبيلة التي عززها القرآن وأكدها، وشارك في تشكيلها، ورسم معالمها".
وأشار المطيري إلى أنه "إذا كنا نجتمع اليوم في حفل افتتاح جائزة الكويت الدوليّة للقرآن الكريم فإننا لا ننسى أبداً البلاد المباركة والأرض المقدّسة ومسرى سيّد الأنبياء عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، التي جاء ذكرها في آيات الذكر الحكيم، والتي يجري فيها الآن على أشقّائنا وإخواننا في العقيدة والدين في غزّة وفلسطين، من الأحداث المؤلمة الجسام والمجازر الدامية العظام، ما تعجز الكلمات عن وصفه واللسان عن التحدّث به".
وأكد أن "قضيّة القدس الشريف ليست قضيّة الفلسطينيين وحدهم، وإن دولة الكويت حكومة وشعباً لتقف دوماً إلى جنب الشعب الفلسطيني الشقيق، وتسعى لنصرته ودعمه على مختلف الأصعدة وفي جميع المحافل، ونسأل الله تعالى أن ينصر إخواننا في فلسطين، وأن يحقن دماءهم، ويعجّل بتفريج كربهم، ويكبت عدوّهم.
وأعرب المطيري عن الشكر الجزيل وعظيم الامتنان لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح على عنايته الأبوية الحانية واهتمامه البالغ بجائزة الكويت الدولية، ولولي عهده الأمين سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح.
وتوجه بجزيل الشكر للقائمين على هذه المسابقة وتنظيمها وللمشاركين فيها، سائلاً الله تعالى أن يحفظ الكويت أميراً وحكومة وشعباً، وأن يديم عليها الأمن والأمان، وسائر بلاد المسلمين.
المصدر: الراي
إقرأ أيضاً:
معرض الكويت الدولي.. جائزة الشيخ حمد: الترجمة طريق لفك اشتباكات العالم وترسيخ الانفتاح
قالت الدكتورة حنان الفياض، الناطق الرسمي والمستشار الإعلامي لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، إن الترجمة كانت وما تزال "من أوسع أبواب رفع الجهل عن ماهية الآخر، واستكشاف جوهره الإنساني، واستثمار ثقافته وفكره ووعيه في سبيل خدمة الإنسانية.
وأضافت "الفياض" خلال ندوة أقيمت في الرواق الثقافي ضمن فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته السابعة والأربعين وأدارها ناصر الهيبة، أن الترجمة من شأنها أن تكون "طريقاً لفك اشتباكات هذا العالم، وإحلال السلام محل العنف، وترسيخ مبادئ الانفتاح المتزن محل الانغلاق والعنصرية".
وأوضحت أن جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تأسست في سياق التأكيد على أهمية التقارب الإنساني، وضرورة تعزيز هذا التقارب في ظل عالم يموج بالصراعات، وأنها انطلقت من وعيٍ عميق لدولة قطر بالدور المحوري للترجمة في نهوض الأمة العربية عبر التاريخ، ومن إيمانٍ كبير بأن هذا الدور يمكن أن يُستأنَف من جديد، وأن العالم العربي الذي كان يتصدر مشهد نقل العلوم والمعارف من اللغات الأخرى إلى لغته يمكنه أن يستعيد مكانته.
وبينت الفياض أن الجائزة التي تأسست عام 2015 بمبادرة من دولة قطر، تهدف إلى تكريم المترجمين، ودعم الجهود التي تسهم في بناء جسور التفاهم الثقافي والحضاري بين الشعوب، وتشجيع الترجمة من اللغة العربية وإليها، وإبراز أهمية الترجمة في الفضاء الإنساني.
وأكدت أن الجائزة تقوم على ثلاثة معايير، هي الشفافية والجودة والتنوع، مشددةً على أهمية تنوع اللغات المطروحة في كل موسم، وأن المهنية والشفافية التي تتمتع بها لجان الجائزة أكسب الجائزةَ مصداقية عالية في الأوساط الثقافية العالمية، فأصبحت بعد مرور عشر أعوام على تأسيسها "مشروعاً ثقافياً يمتد أثره على مستوى العالم".
وتحدثت الفياض عن النشاط الإعلامي للترويج للجائزة ممثَّلاً بالزيارات والجولات التعريفية، والندوات الوجاهية وعن بُعد، واللقاءات والحوارات عبر وسائل الإعلام المتلفزة والمسموعة والورقية وغيرها، وذلك بهدف الوصول إلى المترجمين في أنحاء العالم.
وأكدت أن فرق الجائزة تسعى باستمرار لدعوة المترجمين للمشاركة بمسارات الجائزة وفئاتها المطروحة سنوياً، موضحة أن مجتمع المترجمين في العادة هو "مجتمع علماء"، وكثير منهم من كبار السن وينغمسون في مشاريع الترجمة انغماساً كبيراً وقد يقضون سنوات طويلة في عمل واحد لدرجة أنهم ينقطعون عمّا يحدث حولهم في العالم ولا يبحثون عن جوائز.. لهذا تبادر فِرَق الجائزة للوصول إليهم لـ "تحقيق مبدأ الشفافية والعدالة في توزيع النتائج والجوائز".
وختمت الفياض حديثها بقولها إن الترجمة "فعلٌ ثقافيّ/ تثاقفي وفعلٌ معرفيّ يجول فيه المترجم بين لغتين/ ثقافتين، نقلاً من إحداهما إلى الأخرى"، ليكون بذلك "سفيرَ الثقافة والوسيط بين الأمم والشعوب"، لهذا "تشيّد الأعمال المترجمة جسراً من التفاهم والتعارف بين ثقافتين، مختصرةً الفروق الثقافية ومحاوِلةً تجاوزها".
بدورها، قالت عضو الفريق الإعلامي للجائزة الدكتورة امتنان الصمادي إن علاقة العرب بالترجمة قديمة، إذ بدأت في العصر الأموي مع خالد بن يزيد بن معاوية الذي اهتم بالكيمياء لرغبته في تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب، فطلب من بعض علماء اليونان الذين يقيمون بالإسكندرية أن يترجموا له كتب الكيمياء، كما أمرهم بترجمة كتب أرسطو في المنطق (الأرغانون).
وأوضحت أن العصر الذهبي للترجمة كان في عهد المأمون الذي أرسل البعثات لاستقدام أمهات الكتب في العلوم، وتُرجمت في زمنه مؤلفات بطليموس أفلاطون وأرسطو وغيرهم من فلاسفة اليونان وعلمائهم.
ووصفت "بيت الحكمة" الذي أنشأه المأمون في بغداد بـ "أول جامعة في بغداد وأعظم مكتبة في العالم الإسلامي ترعاها الدولة"، مشيرة إلى أن الترجمة تمثل عملية تواصُل ثنائية اللغة، وأن ممارستها فعل إبداعي؛ إذ "لا توجد ترجمة جيدة إلا وتكون في الوقت نفسه فعلاً إبداعياً بالإضافة إلى كونها فعلاً إدراكياً".
وأكدت الصمادي أن الترجمة تنتعش وتزدهر إذ ما اهتمت بها الدول، وأنه لا بد من الترجمة لتعزيز "تقبُّل ثقافة الآخرين" وتحقيق الازدهار للأمم والشعوب.
وفي حديثها عن جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، قالت الصمادي إن الجائزة تحمل شعار "من العربية إلى البشرية"، وإنها تعنى بالعلوم الإنسانية دون الطبيعية لكون الأخيرة تتسم بتعدد المصطلحات غير المتفق عليها وتحتاج إلى كادر تحكيم كبير.
واشتملت الندوة التي خصصت للجائزة بوصفها إحدى أبرز الجوائز الداعمة للحوار الثقافي وتبادل المعرفة بين الشعوب، على عرض لقاءات مع عدد من الفائزين بالدورات السابقة وصور ومقاطع تعرّف بجولات فِرَق الجائزة حول العالم.