سرايا - قال مسؤول الإعلام في مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سليم عويس، إن أوضاع الأطفال الناجين من عمليات القصف والقتل في قطاع غزة "مروّع وكارثي" جسديا ونفسيا وإنسانيا، منوها بأن هناك حالات تبلغت بها المنظمة لأطفال يعانون من اضطرابات نفسية جسيمة، مثل "نتف شعر الرأس"، و"خدش الجلد"، بطريقة قهرية مسببة للنزيف الدامي.




وبين عويس، مع دخول الحرب على غزة شهرها الثاني، عن العمليات الميدانية لليونيسف وجهودها في إيصال الدعم والمساعدات للأطفال والأسر الأكثر احتياجا، مؤكدا مواصلة عمل الفرق في الميدان حتى الآن، عدا بذل الجهود في التواصل مع الأطراف الدولية من أجل تبني وقف إطلاق النار أو الالتزام بهدنة إنسانية، لافتا إلى أن المسؤولية تقع على "أطراف النزاع والمجتمع الدولي في وقف الحرب".

وقال عويس إن وضع الأطفال منذ الأيام الأولى للحرب كان "كارثيا" لكنه يزداد يوما بعد يوم، وأن هناك أكثر من 4 آلاف طفل قتلوا، وأكثر من 7600 طفل أصيبوا بإصابات مختلفة.

وشدد على أن هناك حاجة ماسة لحماية الأطفال من العنف ومنحهم حماية خاصة يستحقونها وفق القانون الدولي، مضيفا: "يجب التدخل حالا لوقف إطلاق النار ولكن في غياب ذلك، هناك حاجة لحمايتهم الحماية الخاصة".
وعن الاضطرابات النفسية للأطفال الناجين حتى الآن في غزة، أكد عويس أن هناك حالات أُبلغت عنها المنظمة، لأطفال "يعانون من نتف شعر الرأس وحك جلد الجسم بطريقة دامية" وغير ذلك، من بينهم أطفال زملاء لهم في الميدان.

وقال: "الاضطرابات النفسية للأطفال قد تتفاقم مع استمرار القتل والمعاناة. هناك ندوب وجروح قد تستمر مدى الحياة إن بقي هؤلاء الأطفال يتعرضون لهذا العنف، وإذا لم تقدم المساعدة لهم."

وعن الأطفال الرضع في المستشفيات، أكد عويس أن هناك نقصا في المواد الأساسية، ما يعني أنهم يرزحون تحت "خطر الموت" بسبب نقص المياه النظيفة، واحتمالات انتقال الأمراض المعدية القاتلة، فيما أشار إلى أن هناك 100 طفل في وحدات العناية لحديثي الولادة في المستشفيات.

وأضاف: "الكثير منهم يتلقون العناية عبر أجهزة التنفس الاصطناعي، ما يعني أن هناك مخاطرة بحياتهم في حال الانقطاع التام للوقود والكهرباء ولو لدقائق".

وأدخلت اليونيسف أكثر من 50 شاحنة مساعدات ومواد إغاثية، منذ بدء دخول المساعدات الإنسانية من خلال معبر "رفح" بحسب عويس، وقال: "للأسف هذه الأرقام غير كافية، لكن هذا ما استطعنا إدخاله، أما الكميات من المنظمات الأخرى فهي أيضا غير كافية، وهي لا تلبي حجم الاحتياجات الهائل في قطاع غزة".

وأكد عويس استمرار دعم "اليونيسف" لعمل محطات تنقية المياه وإيصال المياه لمحتاجيها، في الوقت الذي تتصاعد فيه التحديات في تأمين إيصالها، مبينا أن غياب دخول الوقود من خارج القطاع حتى الآن، يعيق ذلك.

وقال: "نستمر في المطالبة بدخول كميات أكبر من الدعم والمساعدات ودون انقطاع، ودخول الاحتياجات الأساسية مثل المياه النظيفة ومواد تنقيتها والمواد الطبية والوقود الذي يعد الأساس لاستمرار عمل الخدمات الصحية وأيضا لتحلية المياه ونقلها".

ونوه عويس بأن كل المساعدات التي تم إيصالها للآن، "قد تخفف قليلا من أوضاع الأطفال الصعب ولكنها بالتأكيد غير كافية"، وقال: "نحتاج المزيد".

وعن المطلب الأساسي اليوم لوقف معاناة الأطفال والمدنيين عموما في غزة، شدد عويس على أن المطلب المهم بالدرجة الأولى، كما أعلنت المنظمة هو "وقف إطلاق النار" وحتى "الهدنة الإنسانية التي قد تساعد في الوصول إلى الأطفال الأكثر احتياجا ووصول الأطفال إلى الخدمات" وفقا له.

وأضاف: "مطلوب الآن من المجتمع الدولي التحرك الفوري، واتخاذ الخطوات المناسبة لوقف إطلاق النار، المسؤولية تقع على أطراف النزاع كما في كل نزاع، ولكن على المجتمع الدولي أيضا التدخل".

وعن عمل اليونيسف وكوادرها في قطاع غزة، قال عويس إنها تعمل قبل التصعيد ومستمرة للآن، ولكن العمليات على الأرض صعبة جدا، موضحا أن "كل عاملي الإغاثة يواجهون صعوبة كبيرة في العمل بسبب فقدان الأمان وعدم توفر المساعدات.. في بداية التصعيد قمنا بتحريك كل المساعدات المخزنة في القطاع من مواد صحية وأدوية نقلت للمستشفيات والمياه للأطفال، والعائلات الأكثر احتياجا، ومواد تنقية المياه وتحليتها للمحطة المدعومة من اليونيسف، وكذلك قطع الغيار عندما تعرضت لأضرار ولكن بعد مضي 4 أسابيع كل هذه المواد قد نفدت".

وأكد المسؤول الأممي أن "العمل داخل قطاع غزة صعب جدا، وأن ما يتم القيام به هو التنسيق بين الجهات المختلفة من منظمات أممية ومنظمات محلية ودولية داخل القطاع، وكذلك التنسيق لإيصال المساعدات من خارج قطاع غزة من خلال معبر رفح".
إقرأ أيضاً : شرطة الاحتلال تحاول إزالة علم فلسطين احتوى على كتابات نددت بالصهيونيةإقرأ أيضاً : منظمة "أوكسفام": لم يصل شمال قطاع غزة مساعدات مطلقاإقرأ أيضاً : بلينكن: يجب عدم فرض حصار على غزة أو اقتطاع أجزاء منها


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: إطلاق النار قطاع غزة أن هناک

إقرأ أيضاً:

رويترز: الأردن يظفر بإعفاء من خفض ترامب للمساعدات الخارجية

حصل الأردن على تأكيدات من واشنطن بأن الجزء الأكبر من التمويل -الذي تمنحه له الولايات المتحدة والذي لا تقل قيمته عن 1.45 مليار دولار سنويا- لن يتأثر، وفقا لوكالة رويترز.

ويشمل التمويل الأميركي للأردن الدعم العسكري والدعم المباشر للميزانية، ولا يسبق المملكة سوى أوكرانيا وإسرائيل وإثيوبيا وهي أكثر الدول استفادة من المساعدات الأميركية.

وأشارت رويترز إلى أن ملايين الدولارات من المنح الأميركية -لأكبر مشروع تحلية مياه بالأردن- تلاشت فجأة عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تخفيضات شاملة في المساعدات الخارجية في يناير/كانون الثاني.

غير أن محادثات أجرتها رويترز -مع أكثر من 20 مصدرا بالأردن والولايات المتحدة- كشفت أنه في غضون شهرين من ذلك التاريخ بدأ الدعم يعود مرة أخرى نتيجة للدبلوماسية التي يمكن القول إنها وضعت المملكة على أساس مالي أكثر صلابة مما كانت عليه قبل الخطوة الصادمة التي اتخذها ترامب حينها لإعادة تشكيل المساعدات الخارجية العالمية.

وطلبت معظم المصادر، بما في ذلك مسؤولون أردنيون ودبلوماسيون ومسؤولون أمنيون إقليميون ومسؤولون أميركيون ومتعاقدون مشاركون في مشروعات تقوم على المساعدات الأميركية، عدم الكشف عن أسمائها بسبب مشاركتها في مناقشات دبلوماسية حساسة جارية.

الدعم الأميركي للأردن يشمل قطاعات متعددة (التواصل الاجتماعي) استئناف المدفوعات

وقالت 4 مصادر منها إن المدفوعات استؤنفت في مارس/آذار لشركة (سي دي إم سميث) الأميركية التي كلفتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالإشراف على مشروع تحلية المياه ونقلها بين العقبة وعمان بكلفة 6 مليارات دولار، والذي يُنظر إليه على أنه مفتاح الاكتفاء الذاتي للمملكة.

إعلان

وعلى الرغم من أن مصادر عدة قالت إن الكثير من المساعدات السنوية البالغة 430 مليون دولار لبرامج التنمية لا تزال مجمدة، مما يؤثر على مشروعات التعليم والصحة، فإن مولي هيكي طالبة الدكتوراه في جامعة هارفارد التي تدرس المساعدات الأميركية والمشهد السياسي بالأردن قالت إن هذه المجالات يُنظر إليها على أنها أقل أهمية من الناحية الإستراتيجية.

وأضافت هيكي "قام ترامب بحماية التمويل الذي يعتبر بالغ الأهمية لاستقرار الأردن، خاصة الدفاع والمياه والدعم المباشر للميزانية" مشيرة لاتصالات مع مسؤولين أميركيين تؤكد النتائج التي توصلت إليها رويترز.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن المساعدات العسكرية للأردن لم تمس، واصفا الأخير بأنه شريك قوي للولايات المتحدة وله دور حاسم في الأمن الإقليمي.

وقال أيضا إن قرارا اتُخذ الآن بمواصلة تقديم التمويل العسكري الأجنبي لجميع المستفيدين، بعد أن أكمل وزير الخارجية ماركو روبيو مراجعته للمساعدات الخارجية التي تمنحها الدولة والوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

ولم يسبق الإعلان عن هذه التطمينات للأردن والتي قدمت خلال زيارتي الملك عبد الله الثاني ورئيس وزرائه جعفر حسان إلى واشنطن في الأسابيع القليلة الماضية، وتمثل فيما يبدو تراجعا عن تحذير ترامب السابق بأنه قد يستهدف مساعدات الأردن إذا لم توافق المملكة على استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين بموجب اقتراح تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

وقال 4 مسؤولين مطلعين، اثنان من الولايات المتحدة ومثلهما من الأردن، -لرويترز- إن ترامب أكد لعبد الله في اجتماع خاص بالبيت الأبيض في فبراير/شباط أن المساعدات الأميركية لن تستخدم وسيلة ضغط لتقديم تنازلات سياسية.

ورفض المتحدث باسم الخارجية التعليق على "المفاوضات الجارية". وقال البيت الأبيض إن الأسئلة المتعلقة بهذه القضية يجب أن توجه إلى وزارة الخارجية.

ترامب علق معظم المساعدات الأميركية الخارجية فور وصوله للسلطة (رويترز) نقاش في البيت الأبيض

وقال 3 مسؤولين مطلعين على الوضع -لرويترز- إن كبار مساعدي البيت الأبيض اجتمعوا في الأسابيع القليلة الماضية لمناقشة مصير التمويل الذي يقدم للأردن، وخلصوا إلى أن استقرار المملكة أمر بالغ الأهمية للأمن القومي الأميركي. وقال أحد المسؤولين إن هناك اتفاقا في الاجتماعات على ضرورة إعادة هيكلة المساعدات وتعزيزها لدعم هذا الهدف دعما مباشرا.

إعلان

ولم يتحدث أي من المصادر عن تنازلات محددة قدمها الأردن، بل أشارت بدلا من ذلك إلى موقفه كحليف مستقر يشكل اتفاق السلام -الذي أبرمه مع إسرائيل منذ فترة طويلة وعلاقاته العميقة مع الفلسطينيين- حصنا واقيا من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.

وقال وزير الدولة الأردني للاتصالات محمد المومني -لرويترز- ردا على سؤال عن محادثات حسان، وما إذا كانت الضغوط الأردنية للحفاظ على المساعدات الحيوية تؤتي ثمارها "نحن نقدر الدعم الاقتصادي والمالي الأميركي وسنواصل الانخراط في المناقشات التي ستفيد القطاع الاقتصادي في البلدين".

الضغط المالي على الأردن

ومن جانبه، قال مسؤول أردني رفيع المستوى إن الضغط المالي على المملكة لا يخدم المصالح الأميركية نظرا للتعرض لـ"تأثيرات راديكالية".

وكان الأردن أعلن قبل نحو أسبوع عن حظر جماعة الإخوان المسلمين، واعتبرها جمعية غير شرعية وحظر نشاطاتها بالمملكة، مؤكدا أن أي نشاط أيا كان نوعه يعد عملا يخالف أحكام القانون، ويوجب المساءلة القانونية.

وفي 15 أبريل/نيسان، أعلن وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني اعتقال 16 شخصا بتهمة التورط في تصنيع صواريخ ومسيّرات بهدف "إثارة الفوضى والتخريب داخل المملكة" وقد نفت جماعة الإخوان المسلمين أي صلة لها بهذا الموضوع.

وفي اليوم ذاته (15 أبريل/نيسان) التقى رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية الأميركي. وقال مسؤول -لرويترز- إن تهديد الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين نوقش خلال الاجتماع، لكن لم يتسن لرويترز التأكد مما إن كان الاجتماع تناول مسألة حظر الجماعة.

وقال مسؤول كبير آخر ومسؤول مخابرات من المنطقة إن الضغط الاقتصادي ينذر باضطرابات بين السكان الغاضبين من معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية وموقف الحكومة الموالي للغرب.

وفي تصريحات بثها التلفزيون، قال وزير التخطيط السابق وسام الربضي إن إلغاء هذا الدعم سيفاقم عجز الأردن المالي وكذلك عبء الديون، مشيرا إلى أن خسارة 800 مليون دولار ستكون أمرا بالغ الصعوبة.

إعلان

غير أن 5 مصادر، منها مصدران أميركيان، قالت لرويترز إن واشنطن أكدت لعمَّان أن دعم هذا العام سيظل دون تغيير، وهو مقرر في ديسمبر/كانون الأول ومدرج بالفعل في الميزانية الأردنية البالغ حجمها 18 مليار دولار.

ومن ناحية أخرى، قال مسؤول أردني رفيع المستوى مطلع على المناقشات إن الرياض تدرس تقديم حزمة مساعدات عسكرية لتعزيز قدرات الأردن الدفاعية.

وقال مسؤولان ودبلوماسي غربي كبير -مطلع على المحادثات مع صندوق النقد الدولي– إن الحكومة تقترب من إتمام اتفاق استدامة لتكملة برنامج تسهيل الصندوق الممدد الحالي البالغ 1.2 مليار دولار لمدة 4 سنوات.

وأضافوا أن الترتيب الجديد ربما يتيح الحصول على دفعات إضافية تصل إلى 750 مليون دولار، بيد أن صندوق النقد أحجم عن التعليق.

مقالات مشابهة

  • الأونروا: الحصار الإسرائيلي على غزة يقتل مزيدا من الأطفال والنساء يوميا
  • أطفال غزة.. أرقام تنزف تحت نيران العدوان الإسرائيلي
  • غزة تحت الحصار.. جوع وفقر ومرض
  • الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بوقف العقاب الجماعي في غزة
  • منظمة الصحة العالمية: الوضع في غزة «كارثي»
  • الجحيم.. هذا ما يواجهه أطفال غزة
  • رويترز: الأردن يظفر بإعفاء من خفض ترامب للمساعدات الخارجية
  • أطفال من غزة في صرخة جماعية للعالم: نحن نموت جوعا
  • دراسة: الصداقات المتنوعة تعزز اللطف والتعاون بين الأطفال
  • منظمة حقوقية تحذر من ارتفاع عدد وفيات الأطفال في غزة بسبب سوء التغذية