الحرب... هل تُقرِّب جنبلاط من حزب الله؟
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
يُعتبر النائب والوزير السابق وليد جنبلاط من أبرز الداعمين للقضيّة الفلسطينيّة، لكنّه دعا لعدم التصعيد في الجنوب، عندما اندلعت الإشتباكات بين "المقاومة الإسلاميّة" والعدوّ الإسرائيليّ، كيّ لا يتمدّد الصراع إلى لبنان. ورغم الخلافات بين الحزب "التقدميّ الإشتراكيّ" و"حزب الله" في العديد من المسائل السياسيّة، يقول مراقبون إنّه إذا حصلت أيّ حرب مستقبلاً مع إسرائيل، فإنّ موقع جنبلاط سيكون داعماً لجهود مقاومة العدوّ، وهذا الأمر لا يعني بالضرورة أنّ "زعيم المختارة" سيُبدلّ من خياراته أو من تموضعه، وذلك لوجود تباينات كثيرة بين الطرفين.
ولعلّ أوّل نقطة خلاف عالقة بين المختارة وحارة حريك هي موضوع السلاح، فجنبلاط يُطالب بضرورة أنّ يكون محصوراً فقط بيد القوى المسلّحة الشرعيّة، من جيش وقوى أمنيّة، فيما "حزب الله" لا يُبدي إستعداداً لمناقشة الإستراتيجيّة الدفاعيّة، وقد أتت الحرب في غزة لتُعزّز موقفه المتشدّد تجاه سلاحه. ويلفت المراقبون إلى أنّه لو أراد فعلاً "الحزب" تسليم عتاده العسكريّ، لما كان يزيد من ترسانته الصاروخيّة، والتقنيات المتطوّرة مثل الطائرات المسيّرة. وأيضاً، يوضح المراقبون أنّ قرار إيران بتوحيد الساحات بين فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن، أتى لتثبيت فكرة المقاومة في المنطقة ضدّ العدوّ الإسرائيليّ والمصالح الأميركيّة، أيّ أنّ طهران لم تُعطِ الضوء الأخضر لنزع سلاح "حزب الله"، وهي لا تزال تستخدمه كورقة ضغط على تل أبيب وواشنطن.
ويُذكّر المراقبون أنّ جنبلاط حاول في السابق أنّ يُضيّق الخناق على "حزب الله"، فاندلعت أحداث 7 أيّار في العام 2008، وحصلت إشتباكات عنيفة في الجبل بين عناصر "التقدميّ" و"المقاومة"، انتهت بعدها بتراجع حكومة الرئيس السابق فؤاد السنيورة عن قراراتها التي استهدفت سلاح الاشارة التابع لـ"الحزب".
وقد حافظ جنبلاط على علاقة تُعتبر جيّدة مع "حزب الله"، رغم الخلافات الجوهريّة بينهما، وذلك لأنّه يُؤمن أنّ الحوار بين كافة الأطراف هو أساس الحلول للمشاكل في البلاد، فلم يقطع تواصله مع حارة حريك، والإتّصالات بينهما لا تزال قائمة عبر وسيط هو رئيس وحدة الإرتباط والتنسيق في "الحزب" وفيق صفا، حتّى ولو لم يكن هناك من نقاط تلاقٍ بينهما.
وحُكِيَ في الأوساط السياسيّة، وخصوصاً في تلك التابعة لفريق "الممانعة"، أنّ الإشتباكات الدائرة في الجنوب، والحرب في غزة، وإمكانيّة خروج محور "المقاومة" منتصراً منها، سيُعزّز من موقع "حزب الله" في لبنان، و"حماس" في فلسطين، والحوثيين في اليمن، وبشار الأسد في سوريا، الأمر الذي سيرتدّ على الملف الرئاسيّ اللبنانيّ، ويدفع بعض الأفرقاء المعارضين أو وسطيين لانتخاب رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة.
وفي هذا السياق، يبدو أنّ لا شيء تغيّر على الصعيد الرئاسيّ، وجنبلاط وكتلته النيابيّة يُؤيّدان في الوقت الراهن جهاد أزعور، رغم أنّ ترشّيحه بمثابة المنتهي، و"اللقاء الديمقراطيّ" يدعو للحوار بهدف التوافق على مرشّحٍ وسطيّ، وهو ما يُعارضه "حزب لله" المتمسّك بفرنجيّة، خلافاً لرئيس "التقدميّ" السابق.
وتجدر الإشارة أيضاً، إلى أنّ جنبلاط أعلن في آخر مقابلة تلفزيونيّة معه، أنّه لا يزال ضدّ فكرة السلاح الخارج عن سيطرة الدولة، وقد دعا إلى تحييد لبنان عن الصراع الدائر في غزة، ما يعني وفق المراقبين أنّه لا يدعم ما يقوم به "حزب الله" منذ حوالى شهر على حدود لبنان الجنوبيّة مع فلسطين المحتلة. في المقابل، يقول المراقبون إنّ جنبلاط لن يقف بوجه "الحزب" إنّ اندلعت حرب بين لبنان وإسرائيل، فهو وحزبه تاريخيّاً كانا إلى جانب الحركات المُقاوِمَة، علماً أنّه يُنادي منذ حوالي 20 سنة، بتطبيق القرارات الدوليّة القاضيّة بحصر السلاح بيد المؤسسات العسكريّة الشرعيّة التابعة للدولة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
مقدمات نشرات الأخبار المسائية
مقدمة تلفزيون "أم تي في"
انه يوم لبنان في سوريا. فبعد اسبوعين تماما على هروب بشار الاسد، وبعد ثلاثة عشر عاما على آخر زيارة لوليد جنبلاط الى دمشق، زار الزعيم الدرزي عاصمة الامويين حيث التقى قيادتها الجديدة وعلى رأسها احمد الشرع. في الشكل، الزيارة للتهنئة، لكنها في العمق حملت اكثر من دلالة. فصورة وليد جنبلاط في قصر الشعب وهو يسير على السجادة الحمراء، بدت كانتقام من السيرة الحمراء للنظام السابق في حق لبنان واللبنانيين. فحافظ الاسد هو من قتل كمال جنبلاط وعددا كبيرا من زعماء لبنان. وقد سار بشار الابن على خطى والده، فقتل من قتل من ثوار انتفاضة الاستقلال، بعدما افتتح سجلَه الدموي في لبنان باغتيال رفيق الحريري. في العمق، مجرى المحادثات والتصريحات يشير الى ان القيادة السورية الجديدة تريد علاقات مميزة حقيقية مع لبنان، والعلاقات المميزة عندها لا تعني بتاتا وضع اليد على لبنان ولا مصادرة قراره، ولا اعتبار لبنان بمثابة حديقة خلفية لدمشق. اذا، البداية جيدة، لكنها ككل بداية تحتاج الى متابعةٍ دقيقة وحثيثة من المسؤولين اللبنانيين والسوريين، على ان تبقى العبرة في التنفيذ.
في الجنوب، اسرائيل تواصل قصف اهداف محددة لحزب الله، وقد عمدت اليوم الى تدمير مجمع قتالي كبير للحزب احتوى ثمانية مخازن للاسلحة فوق الارض وتحتَها مرتبطة بشبكة من الانفاق. واللافت ان المتحدث باسم الجيش افيخاي ادرعي اعتبر العملية الاسرائيلية حصلت وفقا للتفاهمات بين لبنان واسرائيل، فيما اكد وزير الدفاع الاسرائيلي ان بلاده ستسحق حزب الله اذا لم ينسحب الى ما وراء الليطاني، او اذا حاول خرق وقف اطلاق النار. فاين توازن الردع في الجنوب الذي كان يتحدث عنه الحزب سابقا؟ ، واين الانتصار الذي يتحدث عنه الان؟
مقدمة تلفزيون "المنار"
عمليةٌ نوعيةٌ بثمانيةِ صواريخَ مجنّحةٍ وسبعَ عَشْرةَ مُسيّرةً انقضاضية، اَفشلت هجوماً اميركياً بريطانياً على الاراضي اليمنية، اَصابت حاملةَ طائراتٍ وعدداً من مدمراتِ الاعداء ، ما اربكَ عملَ القواتِ المتخبطةِ بمياهِ البحرِ الاحمر، وادَّت الى اسقاطِ مقاتلةٍ اميركيةٍ من نوع اف ثمانيةَ عشر..
هي نيرانٌ حارقةٌ للاميركيين ، لن تكونَ صديقةً لهم ما دامَ اَنهم يشاركونَ الصهاينةَ كلَّ عدوانٍ من غزةَ ولبنانَ الى عمومِ المنطقة، فالهجومُ اليمنيُ تسببَ بسقوطِ المقاتلةِ الاميركية، وهو ما اعترفَ به الاميركيون مُدَّعِينَ انها سَقطت بنيرانٍ صديقة. وستَسقطُ مثيلاتُها وكلُّ مخططاتِ قواتِها، ولن تَسقُطَ النخوةُ اليمنيةُ التي ستَبقى قِبلةُ جهادِها فلسطينَ وعنوانُ واجبِها نُصرةَ المستضعفين ..
وسيبقى اليمنيون بدافعِهم الايمانيِّ حاضرينَ في الميدان، وكذلك حزبُ الله وحركتا الجهادِ الاسلامي وحماس وكلُّ حركاتِ المقاومة – كما اكدَ الامامُ السيدُ علي الخامنئي اليوم . فايرانُ ليس لديها قواتٌ بالوِكالة، وليست بحاجةٍ الى ذلك متى ارادت ان تبادرَ الى ايِّ خطوةٍ في يومٍ من الايام، كما لفتَ الامام، اما غدُ المنطقةِ فسيكونُ أفضلَ من اليومِ بفضلِ الله ..
ولدعاةِ الانتصارِ من اميركيين وغيرِهم بعدَ خلقِهم الفوضى في سوريا – تاكيدٌ من الامامِ الخامنئي بأنهم واهمون، والحديثُ بتفاخرٍ عن دعمِ كلِّ من يثيرُ الاضطرابَ في ايرانَ سيَرُدُّ عليه الشعبُ الايرانيُ، الذي سيَسحقُ كلَّ من يَقبلُ ان يكونَ عميلاً لاميركا – كما حسمَ سماحتُه ..
والحسمُ على ما ستؤولُ اليه الصورةُ السوريةُ لا يزالُ صعباً، فالعدوُ الصهيونيُ على الارضِ باقٍ ويتمدّد، وتَبَدُّلُ الزِّيِّ لحكامِ سوريا الجددِ وصلَ الى ربطةِ عُنق، وتَبدُّلٍ بالخطاب، سمِعَهُ من قصرِ الشعبِ النائبُ السابقُ وليد جنبلاط الذي زارَ دمشقَ بعدَ طولِ انقطاعٍ على رأسِ وفدٍ من اللقاءِ الديمقراطي ومشايخِ الطائفةِ الدرزيةِ في لبنان .
فجنبلاط الذي يعرفُ المكانَ جيداً والخطابَ نفسَه، سمِعَه اليومَ من شخصٍ جديد، هو احمد الشرع الذي كان ابو محمد الجولاني، وآخرُ كلامِه ، اِنه يتحدث بمنطقِ الدولةِ والانفتاح وصفحةٍ جديدةٍ مع جميعِ المكوناتِ اللبنانيةِ بغضِّ النظرِ عن المواقفِ السابقة كما قال، على املِ ان تكونَ الاعمالُ اللاحقةُ مطابقةً للخطابِ المستجد.
مقدمة تلفزيون "أن بي أن"
في فترة العد العكسي لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني تمضي عجلة المشاورات والاتصالات الناشطة تحت الأضواء وخلفها لعل خرقاً يحصل في الجلسة التي يتمسك رئيس مجلس النواب نبيه بري بموعدها وكلُّه املٌ بأن يتصاعد منها الدخان الأبيض.
خرقٌ في اتجاهٍ آخر سجله الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اليوم من خلال قيامه بأول زيارة الى دمشق منذ ثلاثة عشر عاماً. وتُعَدُّ هذه الزيارة التي رافقه فيها وفد ضخم من الحزب واللقاء الديمقراطي والمشايخ أول تواصل لبناني وازن مع الإدارة الجديدة في سوريا. هذا الحشد الدرزي حَمَلَ بحد ذاته رسائل ذات مغازٍ كبيرة بحجم اهمية المواقف التي أعلنت بعد اللقاء مع القائد العام للادارة السورية الجديدة أحمد الشرع وقبله مع رئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير. "فسوريا - العهد الجديد" تقف على مسافة واحدة من الجميع في لبنان ولن تكون حالة تدخل سلبي فيه على الإطلاق بحسب الوعد الذي اطلقه الشرع على مرأى ومسمع الحشد الزائر. اكثر من ذلك قال الرجل ان سوريا ستكون سنداً للبنان وإن المكوّن الشيعي جزء من البيئة اللبنانية مشيراً الى صفحة جديدة مع كل مكونات لبنان بغض النظر عن المواقف السابقة. وعلى نحوٍ متناغم تمنى جنبلاط ان تعود العلاقات اللبنانية - السورية إلى الأصول الطبيعية من خلال العلاقات الدبلوماسية كاشفاً انه سيتقدم باسم اللقاء الديمقراطي بمذكرة حول العلاقات اللبنانية - السورية. وبعدما هنأ الشعب السوري بانتصاراته الكبرى وحيّا مستضيفه بالمعركة التي قام بها من أجل التخلص من القهر قال جنبلاط ان الطريق طويل ونعاني وإياكم من التوسع الاسرائيلي.
أما شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى فقد اقترح عقد قمة تجمع القادة الروحيين بين البلدين لتعزيز روح الطمأنينة.
وتحت مظلة هذه الروح حطّ في قصر الشعب بدمشق وفد سعودي رفيع المستوى للقاء الشرع على ما افادت وسائل الإعلام السورية.
وهذا الحجّ الى دمشق من الشرق والغرب يأتي على ايقاع استمرار الإدارة السورية الجديدة في ترتيب اوضاعها. وأحدثُ حلقات هذا الترتيب تعيين وزيرين للدفاع والخارجية في الحكومة المؤقتة بُعيد اعلان ابو محمد الجولاني ان جميع الفصائل العسكرية سيتم دمجها في مؤسسة واحدة تحت ادارة وزارة الدفاع في الجيش السوري الجديد.
وعلى خط الترتيبات المرتقبة مؤتمر حوار وطني سيعقد قريباً وفد دعي اليه على وجه الخصوص نائب الرئيس السابق فاروق الشرع خلال لقاءٍ جمعه مع أحمد الشرع.
مقدمة تلفزيون "أو تي في"
في انتظار اتضاح الصورة الرئاسية الغامضة حتى اللحظة، ثلاث اولويات لبنانية لا تحتمل اضاعة مزيد من الوقت:
الاولوية الاولى، متابعة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار بما يضمن انسحاب الجيش الاسرائيلي من كامل الاراضي اللبنانية التي احتلها في الحرب الاخيرة، تكريسا لحق لبنان في ارضه من جهة، ومنعا لاستعادة تجربة الشريط الحدودي المشؤوم وما وفره من ذرائع لحمل السلاح اللبناني وغير اللبناني بعيدا من اي استراتيجية دفاعية متوافَق عليها بين اللبنانيين من جهة اخرى.
الاولوية الثانية، حماية لبنان من اي تداعيات محتملة للتطورات السورية الاخيرة، على قاعدة القرارات الدولية واحترام سيادة البلدين وعدم تدخل اي منهما في شأن الآخر، على ان يوظِّف جميع اللبنانيين علاقاتهم الخارجية، ان وجدت، في سبيل مَنْعَة الدولة اللبنانية، بعيدا من اي مشاريع خاصة خارج اطار المؤسسات.
الاولوية الثالثة، العودة الى الميثاق الوطني ارضية صلبة للحفاظ على العيش المشترك بين اللبنانيين على قاعدة المساواة والاحترام المتبادل بين الجميع، انطلاقا من وثيقة الوفاق الوطني بنَصِها وروحها، وبعيدا من اي تفسيرات او اجتهادات تؤدي عمليا الى افراغ المناصفة الكاملة بين اللبنانيين من مضمونها الفعلي.
اما جلسة التاسع من كانون الثاني، فلا جديد في شأنها، ريثما تَحسِم ثلاث جهات مواقفها: الثنائي الشيعي والكتل والنواب السنة وحزب القوات اللبنانية الذي يبدو انه لم يَشطب احتمال تعطيل النصاب من الحسبان بشكل نهائي.
مقدمة تلفزيون "أل بي سي"
جنبلاط في دمشق ويلتقي الجولاني الذي ظهر بربطة عنق للمرة الأولى. الجولاني يلتقي فاروق الشرع ويلتقي أيضاً حقان فيدان، ويلقتي وفدًا سعوديًا. الزعيم الدرزي وليد جنبلاط التقط لحظة المتغيِّرات العربية والإقليمية والدولية، ودخل على خطِّها، حاملاً التاريخ بيد والمستقبل بيد، أهدى الجولاني كتاب أبن خلدون لمؤلفه الأمير شكيب أرسلان منذ قرابة المئة عام، وفي الإهداء ضرب عصفورين بحجر واحد: الإضاءة على إرث الموحِّدين الدروز، والدعوة إلى التعمق بمقدمة إبن خلدون رائد عِلم الإجتماع. الجولاني رد التحية لجنبلاط فذكَّره بأن جده لوالده كان رفيقاً لسلطان باشا الأطرش، هكذا سار التاريخ والحاضر والمستقبل بين الرجلين علمًا ان الجولاني تمنى محو الذاكرة السورية التي نكَّلت باللبنانيين.
جنبلاط هو اول زعيم لبناني يلتقي الجولاني كما كان اول زعيم لبناني يتصل به. الحدث في سوريا لم يقتصر على زيارة جنبلاط، بل تضمَّن زيارة وزير الخارجية التركي حقان فيدان الذي يزور دمشق للمرة الاولى بعد سقوط بشار الاسد، وقد أظهرت الصور الحرارة اللافتة التي ميزت استقبال الجولاني لفيدان الذي وصل غلى دمشق بعدما غادرها جنبلاط.
والحدث في سوريا أيضا أن الجولاني التقى وفدً سعودياً بعيدًا من الأضواء.
الحدث الثالث الكشف عن لقاء الجولاني بنائب الرئيس السوري السابق في نظام الأسد فاروق الشرع. اللقاء تم في منزل فاروق الشرع في دمشق والذي دعاه الجولاني إلى المؤتمر الوطني الذي سيدعو إليه، واعرب فاروق الشرع عن ترحيبه بتلبية الدعوة.
مقدمة تلفزيون "الجديد"
شرعا ظهرت القيادةُ السوريةُ الحديثة على صورةِ الدولة ورجالاتِها ورسّمَت العلاقةَ مع لبنان بحدودٍ تنتهي عند الحدودِ البرية وبربطةِ عنقٍ تُلغي ما قبلها من عصبة الرأس. شكلاً كان احمد الشرع يتدرج الى المدَنية سالكاً طريقَ رجلِ الدولة التي انقلبت على تنظيمِ الدولة. وقدم رجلُ سوريا الاول خطاباً شرعياً تجاه لبنان لناحية احترامِ سيادتِه وعدمِ التدخلِ في شؤونِه قائلا : إننا نقف على مسافةٍ واحدة من الجميع في لبنان ولن تكون هناك حالة تدخلٍ سلبيٍ على الاطلاق هذا الخطابُ الموسع الاول تجاه لبنان قدمه الجولاني السابق امام وفدٍ كبيرٍ من طائفة الموحدين الدروز نيابةً وشيوخا وزعامةً برئاسة وليد جنبلاط. زعيمُ الجبل الذي صمد طويلا في عدائه لنظام الاسد وراهن منذ ثلاثةَ عشر عاماً على سقوطه كان اولَ المطبعين مع الحكم الجديد فتمنى ان تعود العلاقات اللبنانية السورية الى الأصول الطبيعية من خلال العلاقات الدبلوماسية وأن يُحاسبَ كل الذين أجرموا بحق اللبنانيين وتُقامَ محاكم عادلة للذين أجرموا بحق الشعب السوري وأن تبقى بعض المعتقلات متاحفَ للتاريخ حيا جنبلاط الشعبَ السوري في انتصاراته الكبرى ومعركتِهم للتخلص من القهر والاستبداد.
وبخلاف الإطباق على انفاس الصحافيين سابقا فان الاجتماع بين جنبلاط والشرع جاء في الهواء الصحافي الطلق ومفتوحا على شتى انواع الاسئلة التي كانت تعتبر محرّمة. واتضح من خلال المحادثة بين الطرفين ان لاحمد الشرع روابطَ على سلطان باشا الاطرش أول من رفع علم الثورة العربية على أرض الشام وان جدَّه رافقه في رحلة مغادرته الى الاردن . ومن تمنيات القيادة السوية الجديدة للبنان أنّ تُمحى الذاكرة السوريّة السابقة من أذهن اللبنانيين والتي كان تدخلُها سلبا حيث قتل النظامُ السوري كمال جنبلاط وبشير الجميل ورفيق الحريري واشار احمد الشرع الى ان المكونَ الشيعي جزءٌ من البيئة اللبنانية وهناك صفحة جديدة مع كل مكوناتِ لبنان بغض النظر عن المواقف السابقة.
ولمّا كان لبنان يفتح صفحةً جديدة من بوابات الزعامة الدرزية فان سوريا الحديثة كان لديها مهمة ترتيب الاولويات مع تركيا لاسيما وان صراعا ً داميا يأخذ موقعه في الشمال السوري وحمل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان هذا الصراع الى قصر الشرع مطالبا بالقضاء على التنظيمات الارهابية في سوريا والتي تدعي أنها تكافح تنظيم الدولة، وبتلخيص لخريطة الصراع هناك ان تركيا فتحت حرباً على الاكراد وقسد..الاكراد تدعمهم اميركا فيما سلطة ُسوريا الجديدة تريدهم ضمنَ الاقليات وليس دويلة ضمن الدولة. هو صراعٌ يمتد لتصفية انقرة فصائلَ كردية ويحشد الجيشُ الوطني التابع لتركيا بشرق الفرات ما يربو على خمسة ٍ وعشرين الف مقاتل لمهاجمة ما يعتبرونه ارهاباً كردياً جاثما على الخاصرة التركية . وفي صراع الاقليات اللبنانية على الاكثريات الرئاسية فان الوضع الانتخابي يراوح مكانَه دون اي اعتبار لزمانه. اسبوعان يفصلان عن جلسة الانتخاب , والكتل الكبيرة لا تزال عصيةً على الاتفاق فالاسماء على وضعيتها .. مع تقدم الحديث عن تعديلٍ دستوري سيحتاجه قائد الجيش العماد جوزيف عون اذا ما توفرت لديه اكثرية ٌنيابية.