مصدران لقوة إسرائيل.. دعم أميركي مفتوح ولا مبالاة عربية غير محدودة
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
"ليس لدى إسرائيل قوة خاصة بها، لديها فقط دعاية تسعى من ورائها لتبدو قوية، لكن قوتها التي تسمح لها بالبقاء حية اليوم تأتي من مصدرين: الأول هو الدعم غير المحدود من الولايات المتحدة، والثاني هو اللامبالاة غير المحدودة من الدول العربية".
هكذا استهل ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مقاله الذي نشرته صحيفة "يني شفق" التركية، قائلا إن هذه الكلمات التي ذكرها المفكر عبد الوهاب المسيري في مقابلة أجريت قبل وفاته مع أحمد منصور على قناة الجزيرة التلفزيونية، تقدم صورة أخرى للإرهاب الإسرائيلي الذي نشهده اليوم، ونقول "صورة أخرى" لأن الواقع لا يمكن أن يُحصر في صورة واحدة، لكن قبل أن ننتقل إلى صور أخرى، دعونا ننظر إلى هذه الصورة قليلاً.
بسبب الدعم غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة لها، تقوم إسرائيل اليوم بعرض قوة كبير مثل الثور الذي انقطع حبله، بسبب خروجها عن السيطرة، تتسبب في خسائر كبيرة للغاية بفعل القوة التي تظهرها، ولكن هذه القوة ليست تحت سيطرتها أيضا.
وأشار أقطاي إلى أن الولايات المتحدة التي تقدم لها هذا الدعم غير المحدود، هي في الواقع تستنفد أيضا إمكاناتها كمحور في البحث عن نظام عالمي متعدد الأقطاب، بالقدر الذي تقدمه من دعم غير متناسب. بالطبع، فإن توقع سلوك مختلف من أميركا اليوم -التي لديها تاريخ في إبادة الهنود الحمر والعنصرية العبودية ضد السود وهيروشيما وفيتنام وأفغانستان والعراق- يعني إسناد أهمية زائدة لقيم أميركا التي تم الترويج لها. إن جوهر أميركا هو السرقة والإبادة الجماعية وجرائم الحرب، ولم يتم محاسبتها على أي منها أبدا.
وأضاف أن مفهوم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات والعلمانية، بالنسبة للولايات المتحدة، هي مجرد أدوات للخطاب الاستعماري التي تُستخدم لإدخال "حصان طروادة" إلى الدول الأخرى. ومع ذلك، حينما يكون هناك منافسة داخل النظام العالمي، تكتسب هذه القيم قيمة كأدوات لجذب العملاء، ورغم تعهد القوى الكبرى بتقديم دعم غير محدود، فإنه ليس هناك أي قوة حقا غير محدودة. وتصبح هذه القوة عديمة الفائدة عندما تصل إلى نقطة الضعف.
بالمقابل، عندما التقى وزير الخارجية الأميركي بلينكن بنظيريه المصري والأردني في الأردن، واجه سؤالًا حول جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل أمام أعين العالم، بما في ذلك هجمات المستشفيات والمدارس والوفيات الناجمة عنها للأطفال والنساء والمدنيين. ورغم أنه تلعثم وتعذر عليه الرد، فإنه لم يتردد في تكرار ترديد العبارة "إسرائيل لديها حق الدفاع عن نفسها" دون أي حرج.
لا مبالاة عربية غير محدودةوعلق أقطاي أنه رغم الدعم غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة لهذه الوحشية، فإن عدم الاهتمام واللامبالاة التي يظهرها العالم الإسلامي تشكلان إحدى أهم مصادر القوة لإسرائيل. "نحن لا نتحدث عن الشعوب بالطبع، إن قادة العالم الإسلامي، ولا سيما العرب، يرون وجودهم مرهون بالقوى التي أسست إسرائيل أيضًا. ومع ذلك مر عقد من الزمن منذ تأسيس تلك الفترة، والعالم لم يعد كما كان".
وذكر بأن المسجد الأقصى هو مكان مقدس لا يمكن لأي شخص يدعي أنه مسلم أن يظل غير مبالٍ به. والهجمات على المسجد الأقصى، والقدس، وأطفال غزة، ونسائها، والمدنيين، هي إهانة وهجوم مباشر على السعودية، والإمارات، ومصر، وتركيا، وكل العالم الإسلامي. وصمت العالم العربي والإسلامي والتركي يشكل هذه اللامبالاة، أكبر قوة لإسرائيل. وإلا ليس لدى إسرائيل أي قوة في حد ذاتها.
رسالة أساسية للعالم الإسلاميورأى أقطاي أن عملية طوفان الأقصى يجب أن تكون رسالتها الأساسية لقادة العالم الإسلامي، أنهم إذا قاموا بتحويل مدافع أسلحتهم التي جمعوها أو طوروها لسنوات والتي كانت دائمًا موجهة ضد شعوبهم إلى إسرائيل مرة واحدة فقط، فسيكون كل شيء مختلفًا تمامًا.
من عملية طوفان الأقصى (وكالة الأناضول)إن القوة التي يحتاجها العالم الإسلامي للوقوف في وجه إسرائيل والولايات المتحدة التي تعتقد أن قوتها لا حدود لها، موجودة فقط لديهم. ولقد أظهرت ذلك كتائب القسام بعدد قليل من أفرادها وإمكانياتها، وأظهرت أن إسرائيل ومن خلفها ليسوا قوة مخيفة. في الوقت نفسه، أظهر ذلك أيضًا أنهم ليس لديهم حتى القدرة على تقديم الفائدة التي تعهدوا بها لأنفسهم. وأخيرًا، جاء اليوم، واقترب يوم الحساب.
وبعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لن يتوقف قادة العالم العربي والإسلامي أو يتمكنوا من الوقوف وراء الحماية التي اعتمدوا عليها من الولايات المتحدة أو أوروبا أو إسرائيل، وسيكون عليهم التفكير في مشاكلهم الخاصة وستكون كافية بالنسبة لهم. وفي هذه اللحظة بالذات، سيرون أنهم لن يكونوا أبدًا أصدقاء لإسرائيل والولايات المتحدة، التي كانوا يثقون كثيرًا في صداقتهم، في الواقع، هم يرون ذلك الآن.
واختتم مقاله بأن كلمات المسيري تعد تحذيرًا للعالم العربي الذي يعتمد على إسرائيل بشكل كبير بسبب اعتقادهم الزائد في القوة التي تمتلكها، وتظهر لهم أن لديهم القوة والقدرة على مقاومتها والتعامل معها بدلاً من الاستسلام لها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة العالم الإسلامی
إقرأ أيضاً:
المسلمي: القوة الناعمة تؤثر في الشعوب مثل الدبلوماسية الهادئة والفن والرياضة (فيديو)
كشف رضا المسلمي، رئيس قسم الاقتصاد بجريدة الأسبوع، تفاصيل تصدر مصر قائمة أكثر 10 دول أفريقية ذات الأكبر من حيث القوة الناعمة في العالم للعام 2024.
وقال المسلمي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية رشا مجدي، مقدمة برنامج صباح البلد، المذاع على قناة صدى البلد، أن العالم يوجد به نوعان من القوى الصلبة والناعمة، موضحا أن الثانية تعني التأثير في الآخرين من خلال الجذب والإقناع.
وأكد أن القوة الناعمة تؤثر في الشعوب مثل الدبلوماسية الهادئة والفن والرياضة والإعلام والثقافة، موضحا أن القوة الصلبة تعني اللجوء للقوة في فرض السيطرة والنفوذ.
ولفت إلى أن القوة الناعمة على أساس 8 مقاييس بينها التجارة والأعمال والاقتصاد، موضحا أن الصين احتلت المرتبة الثانية بعد أمريكا بسبب البرندات والماركات التجارية الخاصة بها تقتحم أسواق العالم.
اقرأ أيضاًمصر تتصدر قارة أفريقيا في تأثير «القوة الناعمة» عالميا
مدحت العدل: دور الفنانين مهم.. والقوة الناعمة تخدم المسار السياسي
رئيس جامعة الأزهر: جولة الإمام الأكبر في آسيا تؤكد عالمية رسالة الأزهر وأنه القوة الناعمة لمصر