هجوم 7 أكتوبر.. كاتبان غربيان: 4 دروس مستفادة تكشف عبقرية حماس
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
اعتبر محللون عسكريون غربيون أن حركة "حماس" وهجومها الناجح والمتطور الذي نفذته ضد مستوطنات غلاف غزة وقواعد جيش الاحتلال الإسرائيلي هناك في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، برهن بقوة على تأثير وأهمية الحرب غير النظامية، وأفرز 4 دروس مستفادة في هذا الإطار.
وفي تحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي"، وكتبه كل من فارشا كودوفايور، أحد كبار المحللين في مركز الحرب غير النظامية، وبيتر تشين، مستشار مركز الحرب غير النظامية، فإن "حماس" جمعت كل خصائص الحرب غير النظامية بنجاح منطقع النظير.
كما يقول الكاتبان، فإن هذا الأسلوب من الحرب له خصائص واضحة، مثل استخدام وسائل غير متماثلة ومتعددة الأبعاد وغير مباشرة لتحقيق النتيجة المرجوة، عادة من قبل دولة أو قوة تفتقر إلى الوسائل اللازمة للنجاح في صراع عسكري تقليدي، وفق ما ترجمه "الخليج الجديد".
ويرى الكاتبان أن "حماس" جمعت هذه الخصائص ببراعة، حيث شنت هجمات متزامنة عبر الجو والبر والبحر، ملتفة على قوات جيش الاحتلال الأكثر قوة.
اقرأ أيضاً
الجارديان: هذه تفاصيل تنفيذ حماس لطوفان الأقصى.. وهكذا حافظت الحركة على سريتها
ومن خلال إطلاق ما يقدر بنحو 2200 صاروخ على الأراضي المحتلة في الصباح الباكر من يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، تمكنت "حماس" من التغلب على نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي "القبة الحديدية".
وتحت غطاء وابل الصواريخ، قامت الجرافات باختراق الحدود التي يفترض أنها محصنة جيدًا لقطاع غزة، مما سمح لمئات المسلحين بالمرور.
ثم هاجم هؤلاء المسلحون قواعد جيش الاحتلال الإسرائيلي وانتشروا في المستوطنات الإسرائيلية، مستخدمين تأثير الصدمة والرعب.
ويضيف الكاتبان: مضت "حماس" في خطتها الموضوة سلفا، حيث أسرت العشرات من المستوطنين والجنود الإسرائيليين وجلبتهم إلى غزة، لاستخدامهم في المفاوضات عندما تبدأ إسرائيل حملتها العسكرية، وهو ما يحدث الآن.
تقنيات معروفة.. لكن الدمج عبقريويعترف الكاتبان أن "حماس" لم تستخدم، في هجوم السابع من أكتوبر، أي تقنيات أو تكتيكات أو عقيدة حربية غير نظامية لم يسبق لها مثيل. وبدلاً من ذلك، قامت بدمج التكتيكات غير النظامية القائمة بشكل فريد لتحقيق مكاسب استراتيجية كبيرة.
اقرأ أيضاً
موقع عبري: هكذا خدعت "حماس" إسرائيل 18 شهرا قبل "طوفان الأقصى"
4 دروسومن خلال استخدامها للوسائل غير المباشرة، تسلط "حماس" الضوء على أربعة دروس رئيسية حول الحرب غير النظامية وتطورها المستقبلي للمجتمع الدولي.
الدرس الأول: لا تضمن الأدوات عالية التقنية دائما تحقيق أي ميزة؛ فالوسائل منخفضة التقنية المستخدمة بفعالية يمكن أن تتفوق على الدفاعات الأكثر تقدمًا.
هنا يقول الكاتبان إن "حماس" استخدمت أساليب تجارية سرية تقليدية للتغلب على التفوق التكنولوجي الذي تتمتع به دولة الاحتلال.
وباستخدام الاستخبارات البشرية، جمعت "حماس" بيانات دقيقة عن أهدافها الإسرائيلية، بما في ذلك نقاط الضعف في المعدات العسكرية والمخططات التفصيلية للقواعد والمستوطنات التي هاجمتها.
ولم تكن "حدود إسرائيل" شديدة التحصين مع غزة، المليئة بتكنولوجيا الاستشعار والكاميرات وغير ذلك من الميزات، تضاهي مزيج "حماس" من الطائرات بدون طيار، والطائرات الشراعية، والجرافات، والدراجات النارية، والصواريخ، كما يقول الكاتبان.
اقرأ أيضاً
جنود الاحتلال العائدين من غزة: بالكاد نرى مقاتلي حماس.. ونعلن أن القادم أقوى
مزج الأدوات التقليديةالدرس الثاني: لا يشترط استخدام أساليب وتكتيكات جديدة للحرب غير النظامية، لكن المزج الصجيح والفعال بين الأساليب المعروفة قد يفرز نتائج هائلة.
وهنا يقول الكاتبان إن "حماس" استخدمت الطائرات الشراعية، والطائرات بدون طيار، والقناصة، والصواريخ، والقوات الهجومية بالدراجات النارية، والقوارب المطاطية، وهي أدوات تقليدية وليست جديدة، لكن طريقة المزج بينها حققت النتيجة المرجوة، حيث تم استخدامها بطريقة مجمعة ومنسقة ومتعددة الأبعاد وغير متماثلة.
الدرس الثالث: بشكل متصل، سيتعلم الخصوم غير النظاميين في النهاية كيفية التغلب على قدرات هدفهم، أو على الأقل تحييده لفترة كافية لتحقيق ميزة استراتيجية.
تحييد "القبة الحديدية"ما سبق فعلته "حماس" صبيحة السابع من أكتوبر مع منظومة "القبة الحديدية" الدفاعية الإسرائيلية المتطورة، حيث دمرت تلك القبة تقريبا من خلال وابل متزامن من الصواريخ.
وفي الواقع، إحدى السمات المميزة للحرب غير النظامية هي كيفية استخدام الجهات الفاعلة لتكتيكات غير متماثلة وغير مباشرة للتحايل على القدرات الأقوى، وهو ما تجسد في هجوم "حماس" الصاروخي.
الدرس الرابع: يجب على الجهات الفاعلة (إسرائيل في تلك الحالة) تطوير خيارات غير عسكرية والحفاظ عليها بشكل استباقي للرد في سيناريو الحرب غير النظامية.
وهنا يرى الكاتبان أن دولة الاحتلال حاليا في مأزق، فالوسائل العسكرية تشكل خيارها الرئيسي لسحق "حماس" في الأمد القريب، إلا أن الضرر الذي قد تلحقه هذه الوسائل بحياة المدنيين في غزة والبنية الأساسية المدنية في غزة سوف يؤدي بكل تأكيد إلى نتائج عكسية.
اقرأ أيضاً
تجاهلتها الحكومة.. وثيقة إسرائيلية سرية تنبأت بهجوم "حماس" عام 2016
ويقولان إن الاختيارات غير العسكرية - مثل إجراء عمليات معلوماتية لتقويض رسائل الخصم، أو استخدام التكتيكات الاقتصادية، كما فعلت الصين، لتقويض الأسس الاقتصادية للعدو - والتي يمكن أن تحقق انتصارات على المدى القريب ستكون ذات أهمية حيوية في سيناريوهات الحرب غير النظامية المستقبلية.
ويختم الكاتبان تحليلهما بالقول إن "هجوم حماس مليء بالدروس حول الحرب غير النظامية. ومن المرجح أن يلعب هذا التكتيك دوراً حاسماً في الصراعات المستقبلية، وخاصة تلك التي تتسم بعدم التماثل في السلطة أو السمعة أو الشرعية بين الجهات الفاعلة فيها".
المصدر | فارشا كودوفايور وبيتر تشين / فورين بوليسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حماس كتائب القسام غزة طوفان الأقصى هجوم 7 أكتوبر اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
القضاء على حماس والنصر المطلق.. ماذا يقول مسؤولون ومحللون إسرائيليون؟
#سواليف
في كل خطاب ومناسبة وتصريح، يؤكد #قادة_الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسهم بنيامين #نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل #كاتس على هدف #القضاء على حركة #حماس كشرط لإنهاء الحرب. لا يقدّم هؤلاء تصورا تفصيليا حول الطبيعة النهائية للقضاء على حركة حماس، لكنهم يشددون في كل مرة على الأداة؛ مزيد من استخدام #القوة وتكثيف #الإبادة.
تختلف التفسيرات حول مركزية هذا الهدف في خطاب نتنياهو ومن حوله، فهناك من يرى أنه هدف لإطالة أمد الحرب من شخص يعرف تماما أنه سيذهب للمحكمة والسجن بعد أن تتوقف أصوات المدافع، وهناك من يرى أن هذا التوجه هو رؤية خاصة ببعض أطراف ائتلاف نتنياهو الحكومي ويخشى أن التنازل عنه قد يؤدي لانهيار الائتلاف وهذا سبب يتقاطع مع السبب السابق، وآخرون يرون أنه توجه استراتيجي ضمن المتغيرات التي طرأت على مفاهيم الأمن القومي الإسرائيلي بعد السابع من أكتوبر.
كما أشرنا، فإن أحدا لدى الاحتلال وقادته لا يقدّم تصورا تفصيليا لطريقة وطبيعة القضاء على حماس، أو حتى إن كان هذا بالفعل ممكن بالمعنى الكلاسيكي للقضاء على حركة مقاومة؟!. يرصد موقع قدس في هذه المادة، مواقف عسكريين وسياسيين إسرائيليين ومحللين سياسيين وعسكريين حول القدرة على القضاء على حركة حماس:
مقالات ذات صلةفي مقابلة مع موقع “صحيفة يديعوت أحرونوت” بتاريخ 16/10/2023 قال إيهود باراك، رئيس وزراء ووزير حرب سابق لدى الاحتلال إنه “لا يمكننا القضاء تمامًا على حماس. حماس هي فكرة، تعيش في أحلام الناس وقلوبهم وعقولهم. الهدف العملي للعملية العسكرية يجب أن يكون القضاء على القدرات العملياتية لحماس في قطاع غزة، وهذه مهمة معقدة بما يكفي ويجب التركيز عليها”.
أما إيهود أولمرت وهو رئيس وزراء سابق لدى الاحتلال، فقد أكد في مقابلة مع موقع ICE في ديسمبر 2023 أن “القضاء على حماس غير ممكن… الحديث عن إبادة حماس وإزالتها من على وجه الأرض هو أمر غير ممكن بشريًا… لا يمكن تدمير حماس”.
وفي السياق ذاته، أشار دانيال هاجاري، الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في مقابلة مع “يديعوت أحرونوت” بتاريخ 19/6/2024 إلى أن “حماس فكرة. من يعتقد أنه يمكن القضاء عليها فهو مخطئ. هي جزء من #المجتمع_الفلسطيني وحركة الإخوان، وما يمكن فعله هو خلق بديل آخر يحل محلها”.
العميد احتياط في جيش الاحتلال أمير أفيفي، مؤسس ورئيس “منتدى ضباط من أجل أمن إسرائيل”، كتب في مقال بموقع المنتدى 7/10/2024 أن “الشعور الذي ساد الأيام التي تلت السابع من أكتوبر 2023 كان الإحباط والجهل بكيفية تحقيق النصر… القيادة الجنوبية كانت قدّرت أنه سيستغرق عامًا لتفكيك حماس كجسم عسكري، وحتى اليوم، ما زالت الطريق طويلة ولم تنتهِ”.
وبالنسبة للعميد احتياط في #جيش_الاحتلال يعقوب عميدرور، الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي لدى الاحتلال، فإن “الحرب في غزة هي حرب على الوعي، ليس فقط على الأرض… لا يمكن تدمير فكرة، لكن بالإمكان إضعافها”، وهو ما كتبه د في مقال بصحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية.
أما إمكانية تحقيق #نصر_كامل على حماس، فهي أيضا محط تشكيك، وقد أعرب عدد من كبار الضباط والسياسيين والمحللين عن شكوكهم حيال إمكانية تحقيق حسم عسكري كامل ضد الحركة. الجنرال احتياط غادي آيزنكوت، رئيس الأركان السابق لجيش الاحتلال، قال في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن ” #حماس_فكرة وليست مجرد تنظيم، ولا يمكن القضاء على فكرة بالقوة العسكرية فقط”.
أما المحلل العسكري رونين بيرغمان فقد كتب في “يديعوت أحرونوت” “حتى لو تمكنت إسرائيل من تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس، فإن الأيديولوجيا والقاعدة الاجتماعية ستبقى، ومن الممكن أن تتجدد في المستقبل”.
عضو الكنيست يوآف غالانت، وزير الحرب السابق، صرح في مقابلة مع “القناة 12” بأن “الحسم العسكري الكامل ضد حماس هو هدف غير واقعي. يجب الجمع بين الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي من أجل إضعاف التنظيم على المدى الطويل”.
وبحسب الصحفي عاموس هرئيل المراسل العسكري في صحيفة “هآرتس” فإن “على إسرائيل أن تعترف بأنها لا تستطيع تحقيق نصر كامل على حماس، بل عليها أن تسعى لإدارة الصراع بشكل ذكي لمنع التصعيد”.