سيول البحر الأحمر وجنوب سيناء.. سويلم يشيد بخطة الأجهزة المعنية في التعامل مع الأزمة -تفاصيل وصور
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
كتب- أحمد السعداوي:
تلقى الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، تقريرًا اليوم الأربعاء، من مصلحة الري ممثلاً في قطاع المياه الجوفية بشأن الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها مدن محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء مؤخرًا، والتي نتج عنها سيول بسفاجا وشلاتين والشيخ الشاذلي بمرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، وسانت كاترين ودهب ونويبع بمحافظة جنوب سيناء.
وقال سويلم إنه على الرغم من شدة الأمطار وما نتج عنها من كميات كبيرة من مياه السيول؛ فإن الأعمال الصناعية التي أنشأتها الوزارة (سدود وبحيرات وحواجز توجيه وبرابخ ومعابر)، أسهمت في توفير قدر كبير من الحماية للمواطنين والمنشآت .
وكان التنبؤ الصادر عن مركز التنبؤ بالفيضان التابع لوزارة الموارد المائية والري قد أشار إلى احتمالية تعرض بعض مدن محافظتَي جنوب سيناء والبحر الأحمر إلى أمطار رعدية قد ينتج عنها حدوث سيول، حيث تم التنسيق بين كل الجهات والتأكد من جاهزية جميع المنشآت الصناعية وعدم وجود أي عوائق بالمخرات لحركة المياه، وتشكيل لجان على مدار الساعة للمتابعة والرصد وحساب كميات مياه الأمطار التي يتم حصادها، وبعد الانتهاء من العاصفة تم المرور على جميع الأعمال الصناعية المنفذة في محيط المنطقة التي تعرضت إلى العاصفة المطرية .
وتابع سويلم: ونتيجة العاصفة المطرية فقد حدث سيل خفيف بوادي وتير بمدينة نويبع حدوث أية مشكلات، وسقوط أمطار خفيفة إلى متوسطة على مدينتَي دهب ونويبع وطريقي دهب- شرم الشيخ ودهب- نويبع .
وصرح الدكتور أسامة الظاهر رئيس قطاع المياه الجوفية، بأنه في محافظة البحر الأحمر، تعرضت مدينة شلاتين إلى عاصفة مطرية أدت إلى حدوث سيول تجمعت أمام المنشآت الصناعية التي تم إنشاؤها بمعرفة الوزارة، وهي عبارة عن عدد (٢) بحيرة وعدد (٢) حاجز، حيث قامت البحيرة ب١ بحجز ما قدر بنحو ٣ ملايين متر مكعب من المياه، وقامت البحيرة ب٢ بحجز ٥.٥٠ مليون متر مكعب من مياه السيول؛ الأمر الذي أسهم في حماية مدينة شلاتين ومنشآتها الحيوية من أخطار السيول .
وأكد الظاهر أنه تم حصاد واحد مليون متر مكعب أمام سد وادي الجيبي بدهب والذي تم إنشاؤه عام ٢٠٠٤ وتأهيله عام ٢٠١٩ ضمن عملية استكمال عملية درء مخاطر السيول المرحلة الثانية بمحافظة جنوب سيناء .
وتابع رئيس قطاع المياه الجوفية: في مدينة مرسى علم تعرضت قرية الشيخ الشاذلي لعاصفة مطرية أدت إلى حدوث سيول تجمعت أمام السدود الخمسة التي تم إنشاؤها بمعرفة الوزارة (أم دهيس- أم سمرة م١- أم سمرة م٢- أم حرينة- أم لطيبة)؛ قامت بحجز كمية من المياه قدرت بـ١٠٠ ألف متر مكعب .
وتعرضت منطقة سفاجا إلى عاصفة مطرية أدت إلى حدوث سيول عند ك ٦٠ بطريق سفاجا- قنا، حيث انسابت المياه عبر وادي المرخ ووادي أم سيكات في اتجاه قنا لتصب في نهر النيل، وقد قام مسؤولو الوزارة بالمرور على الأودية بالمنطقة؛ للاطمئنان على الموقف .
وأشاد الدكتور سويلم بالتنسيق المتميز بين كل الأجهزة المعنية (أجهزة وزارة الموارد المائية والري- المحليات- هيئة الطرق- شركة المياه والصرف الصحي- الكهرباء- الصحة والإسعاف- الحماية المدنية- المرور)، حيث قامت كل الجهات بالتنسيق سويًّا وتنفيذ بنود خطة التعامل مع السيول بكل دقة والمتابعة من خلال غرف العمليات الرئيسية والفرعية والمرور الميداني والإبلاغ الفوري عن المستجدات في حينه، كما قامت أجهزة وزارة الموارد المائية والري بعد انتهاء موجة الطقس السيئ بالمرور الميداني على مناطق تجمعات المياه بمرافقة المسؤولين بمحافظتي جنوب سيناء والبحر الأحمر وأعدت تقارير مبدئية بمعايناتها وتقديرها للموقف .
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: انقطاع الكهرباء زيادة البنزين طوفان الأقصى الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس أمازون سعر الدولار سعر الفائدة سيول البحر الأحمر الدكتور هاني سويلم الأمطار طوفان الأقصى المزيد الموارد المائیة والری البحر الأحمر جنوب سیناء حدوث سیول متر مکعب
إقرأ أيضاً:
تصاعد التوتر في البحر الأحمر| هل تنجح سياسة ترامب في ردع الحوثيين؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تواجه الولايات المتحدة الأمريكية تحديًا كبيرًا في البحر الأحمر يتمثل في الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون على السفن التجارية والعسكرية، ومع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يرى العديد من الخبراء أنه أمام فرصة مثالية لوضع حد نهائي لهذا التهديد، فمن خلال سياسته الهجومية، التي تميزت بالقضاء على تنظيم داعش خلال ولايته الأولى، قد يسعى ترامب إلى تطبيق نهج مماثل ضد الحوثيين، بما يضمن إعادة الاستقرار للممرات الملاحية الاستراتيجية.
وبحسب تقرير نشره موقع "ديلي كولر" الإخباري الأمريكي، شنت الولايات المتحدة ضربات دقيقة على مواقع الحوثيين في اليمن بهدف شل الجماعة من خلال استهداف قياداتها وعناصرها التقنية الرئيسية، وذلك وفقًا لتصريحات الفريق أليكسوس جرينكويتش خلال مؤتمر صحفي، هذه الضربات تهدف إلى تقويض قدرة الحوثيين على تنفيذ المزيد من الهجمات البحرية، التي أثرت بشكل كبير على التجارة الدولية في البحر الأحمر، أحد أهم الممرات الملاحية في العالم.
وأشار التقرير إلى أن الرئيس ترامب اكتسب سمعة قوية في التعامل مع الجماعات الإرهابية، بعدما تمكن من القضاء على تنظيم داعش خلال ولايته الأولى، وعلى الرغم من أن الحوثيين يمثلون تحديًا مختلفًا مقارنة بداعش، إلا أن العديد من الخبراء يرون أن ترامب لديه الفرصة لتطبيق نهج مماثل ضدهم، مما يعزز الأمن البحري ويفرض نظامًا جديدًا في المنطقة.
وتشير سيمون ليدين، الباحثة البارزة في مركز ستراوس للأمن الدولي والقانون، إلى أن إدارة بايدن تعاملت مع الحوثيين باستراتيجية دفاعية، حيث شنت ضربات محدودة في إطار الردع فقط، لكنها لم تتخذ إجراءات حاسمة لوقف عملياتهم بشكل كامل، في المقابل يبدو أن إدارة ترامب ستتبع نهجًا أكثر شمولية، يشمل الهجوم إلى جانب الدفاع، بهدف القضاء على التهديد الحوثي وضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، وهو أمر ضروري ليس فقط للولايات المتحدة، بل للعالم أجمع.
ووفقًا لتقرير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، تسبب الحوثيون في فوضى كبيرة في البحر الأحمر، حيث انخفضت حركة الشحن عبر هذا الممر بنسبة 90% بين ديسمبر 2023 وفبراير 2024، فمنذ عام 2023 شن الحوثيون 174 هجومًا على السفن البحرية الأمريكية و145 هجومًا على السفن التجارية، ما تسبب في اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد العالمية، هذا الانخفاض الحاد في حركة الشحن أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل البحري، حيث يكلف استخدام المسار البديل عبر القرن الأفريقي الشركات التجارية مليون دولار إضافي في استهلاك الوقود، فضلًا عن تأخير الشحنات لمدة تصل إلى أسبوعين.
وبحسب التقرير، يُعد الحوثيون حليفًا وثيقًا لإيران، التي تزودهم بالأسلحة والدعم اللوجستي، مما يمكنهم من شن هجمات أكثر تطورًا على السفن في البحر الأحمر واستهداف حلفاء الولايات المتحدة مثل إسرائيل، فمنذ عام 2002 نفذت الولايات المتحدة أكثر من 400 ضربة جوية في اليمن، ومع بداية عام 2016، قدمت دعمًا مباشرًا للقوات السعودية في حربها ضد الحوثيين، لكن الصراع ظل مستمرًا، ويرى الخبراء أن السياسة الأمريكية تجاه الحوثيين لم تكن حاسمة، وهو ما ساهم في استمرار هجماتهم.
وخلال ولايته الأولى، اعتمد ترامب نهجًا هجوميًا ضد تنظيم داعش، ما أدى إلى تدمير 98% من مكاسبه الإقليمية بحلول عام 2018، وإذا ما انتهج نهجًا مشابهًا ضد الحوثيين، فمن المحتمل أن تكون هناك ضربات أكثر اتساعًا واستراتيجية تهدف إلى إنهاء تهديدهم بشكل كامل.
وفي هذا السياق، وسّع ترامب سابقًا صلاحيات القادة العسكريين لتنفيذ عمليات دون الحاجة إلى موافقة البيت الأبيض، مما منح الجيش الأمريكي القدرة على التحرك بسرعة وفاعلية أكبر.
وأعلن ترامب أنه سيحمّل إيران المسؤولية عن أي هجمات مستقبلية يشنها الحوثيون، كما أعادت إدارته تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، بعدما ألغى بايدن هذا التصنيف خلال ولايته، ويرى غابرييل نورونيا، المدير التنفيذي لمؤسسة Polaris National Security، أن هذه الخطوة قد تضع الحوثيين في مأزق، إذ إنها تهدد بجرّ إيران إلى صراع لا ترغب في خوضه بشكل مباشر.
علاوة على ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن فرض عقوبات جديدة على إيران، مستهدفة محطة نفطية مقرها الصين تُستخدم لتمكين إيران من تداول النفط سرًا، حيث يعدّ تصدير النفط مصدرًا رئيسيًا لإيرادات الحكومة الإيرانية، فقد حققت طهران 53 مليار دولار من عائدات صادرات النفط عام 2023، ما يعكس أهمية العقوبات الجديدة في تقليص الموارد المالية المتاحة لدعم الحوثيين.
ويشير الخبراء إلى أن التعامل مع الحوثيين يمثل تحديًا فريدًا، حيث أنهم ليسوا مجرد منظمة إرهابية أيديولوجية، بل امتداد للقبيلة الحوثية، مما يجعل القضاء عليهم أمرًا معقدًا، ويقول نورونيا: "الحوثيون أشبه بحركة طالبان أكثر من كونهم شبيهين بداعش، الضربات العسكرية يمكن أن تضعفهم، لكن الهدف الأساسي هو ردعهم وإضعاف قدراتهم الهجومية."
ورغم ذلك، يحذر بعض المحللين من أن التصعيد العسكري ضد الحوثيين قد يدفع الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط، وتقول الباحثة أنيل شيلين من معهد كوينسي: "حتى لو قرر ترامب شنّ حرب شاملة، فإن الطبيعة الجغرافية لليمن وتاريخه الطويل في مقاومة الاحتلال تجعل من غير المرجح أن ينجح التدخل العسكري الأمريكي في القضاء على الحوثيين تمامًا، بل إن مثل هذا التدخل قد يوحد اليمنيين ضد الولايات المتحدة، مما سيؤدي إلى صراع طويل الأمد."
وعلى الرغم من هذه التحذيرات، لطالما دافع ترامب عن إنهاء الحروب التي لا تنتهي، وأكد مرارًا على رغبته في تفادي النزاعات العسكرية المطولة، خلال حملته الانتخابية عام 2016، شدد على أنه سيسعى إلى تقليل التدخلات العسكرية الأمريكية غير الضرورية، وهو ما دفعه خلال ولايته الأولى إلى سحب القوات من مناطق صراع مختلفة، ودفع نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا والصراع بين إسرائيل وحماس.
وقد امتنعت القيادة المركزية الأمريكية عن التعليق على التطورات الأخيرة، بينما لم يصدر أي رد من البيت الأبيض على طلب "ديلي كولر" للحصول على تعليق رسمي بشأن التصعيد ضد الحوثيين.
وختامًا ومع استمرار الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، يتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وبينما يرى البعض أن استراتيجية ترامب قد تؤدي إلى ردع الحوثيين وإضعافهم، يحذر آخرون من مخاطر التورط في حرب طويلة الأمد، ويبقى السؤال مفتوحًا حول مدى فعالية النهج الجديد، وما إذا كان سيؤدي بالفعل إلى إعادة الاستقرار للمنطقة، أم أنه سيفتح الباب أمام مزيد من الصراعات؟