«تيليجراف» تبرز جهود مصر للقضاء على فيروس C: المحروسة أكدت للعالم أنّه لا شيء مستحيل
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
في غضون عقد من الزمن، نجحت مصر في القضاء شبه الكامل على التهاب الكبد الوبائي سي، وهو إنجاز أشاد به مجتمع الصحة الدولي ووصفه بأنّه «ليس أقل من مذهل»، وهو ما أبرزته صحيفة «تيليجراف» البريطانية، حيث أشارت إلى حصول مصر على مرتبة «الطبقة الذهبية» في القضاء على فيروس C.
وقال الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، إنّ مصر قدذمت نموذجًا مثاليًا لرعاية مرضى التهاب الكبد الوبائي C، وأثبتت أنّ القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي (سي) أمر ممكن على الرغم من كونها دولة منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل.
وأوضح وزير الصحة والسكان، أنّ التهاب الكبد C هو فيروس يصيب الكبد وينتقل عن طريق الممارسات الجنسية وممارسات الحقن غير الآمنة وعمليات نقل الدم غير المفحوصة، متابعا: «غالبًا ما تكون العدوى المبكرة غائبة عن الأعراض ويصعب اكتشافها، ما يؤدي عادةً إلى الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي المزمن (HCV)، وبمرور الوقت، أمراض الكبد، وأحيانًا تليف الكبد».
وذكرت الصحيفة أنّ نحو 58 مليون شخص على مستوى العالم يعيشون مع العدوى، 80% منهم لا يعرفون أنّهم مصابون بفيروس التهاب الكبد الوبائي - ويموت أكثر من مليون شخص كل عام بسبب أمراض مرتبطة به، مثل فشل الكبد والسرطان.
وأضافت أنّه بعد أن كافحت البلاد لعقود من الزمن لمكافحة المرض، الذي أودى بحياة 40 ألف مصري في عام 2015 وحده، فإنّ السرعة التي عكست بها البلاد حظوظها لفتت انتباه العالم.
مراكز الكبد المتخصصةوتابعت الصحيفة، أنّه قبل عشر سنوات كان 14.7% من السكان مصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي (سي)، وكان أغلبهم في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي بسبب استيطان داء البلهارسيات، أو دودة البلهارسيا ــ وهي طفيل المياه العذبة الذي يعيش في المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية، ولفترة طويلة، كان العلاج الوحيد المتاح هو حقن الجير المقيئ، والذي من شأنه تخليص الجسم من الطفيلي.
منال السيد، العضو المؤسس للجنة الوطنية المصرية لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي، قالت إنّ المحاقن الآمنة أو البلاستيكية المخصصة للاستخدام مرة واحدة، لم تكن متوافرة كما هي موجودة الآن، بل كانت عبارة عن محاقن زجاجية قديمة يجب تطهيرها بين شخص وآخر - ولم يحدث ذلك بشكل صحيح، لأنه كان هناك علاج جماعي للناس في القرى، ونتيجة لذلك، استمر المرض في الانتشار، حيث أظهرت الأبحاث أنّ شخصًا واحدًا في مصر يمكن أن ينقل العدوى لـ4 أشخاص خلال حياته.
وفي عام 2008، أظهر المسح الصحي الديموغرافي الأول في البلاد أنّ 15% من السكان لديهم أجسام مضادة بعد التعرض لفيروس التهاب الكبد الوبائي، وأنّ 10% مصابين بالعدوى ويحتاجون إلى العلاج.
أوضحت العضو المؤسس للجنة الوطنية المصرية لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي: «بدأنا في بناء بنية تحتية لمراكز الكبد المتخصصة داخل مرافق الرعاية الصحية الحالية، مدعومة بالحملات الإعلامية التي تم نشرها في الجامعات، والتي بدأت في زيادة الوعي بهذه القضية في سن مبكرة، كما بدأ أيضًا برنامج فحص، تم دمجه ضمن المسح الوطني للصحة الديموغرافية، مما ساعد على تحديد الأماكن التي كانت المشكلة أكثر حدة فيها بشكل أفضل».
تحول المد بعد أن وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على «سوفوسبوفير»، وهو دواء مضاد للفيروسات مباشر المفعول بنسبة شفاء تصل إلى 90% في أواخر عام 2013. وحذت الهيئة التنظيمية في مصر حذوها في العام التالي، والأهم من ذلك، وافقت الشركة المصنعة لشركة جلعاد ساينسز على بيع الدواء للحكومة بـ1% من سعر بيعه.
وأضافت منال السيد، أنّ مصر كانت فرصة جذابة لجلعاد أيضًا، وكانت مراكز العلاج المتخصصة وبرنامج الفحص الذي تم إطلاقه قبل 5 سنوات، يعني أنّنا نمتلك البنية التحتية، ولدينا قاعدة البيانات، وعرفنا عدد المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج، وكان لدينا نظام تسجيل جيد جدًا، لذلك كان كل شيء جاهزًا.
وبحلول هذه المرحلة، كان لدى البلاد أيضًا آلاف الأطباء والممرضات المدربين على علاج فيروس التهاب الكبد الوبائي.
استراتيجية مشتركة مع منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقايةأطلقت مصر استراتيجية مشتركة مع منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، نُشرت في عام 2014، جنبًا إلى جنب مع برنامج العلاج المضاد للفيروسات؛ وسجل مليون شخص في غضون أسبوع.
وذكرت منال السيد أنّ الأرقام كانت مذهلة، وأنّ مصر سرعان ما أصبحت «المخطط لجميع البلدان الأخرى لتطوير استراتيجياتها»، وفي حين حافظت خطة الحكومة المدعومة بالكامل على الزخم لبعض الوقت، بحلول عام 2017، بدأت عمليات التسجيل في التباطؤ.
وأكدت السيد، أنّ الأبحاث الإضافية أظهرت أنّ ما يقدر بنحو مليونين إلى 3 ملايين شخص في مصر مصابون بفيروس التهاب الكبد الوبائي دون أن يدركوا أنّهم مصابون به، وكان من الواضح أنّه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به.
ووافقت منظمة الصحة العالمية مسبقًا على اختبار تشخيصي سريع في عام 2018، وتقرر المضي قدمًا في برنامج فحص وطني، بمبادرة رئاسية وإرادة سياسية للقيام بذلك في أقصر وقت ممكن، كما جرى إنشاء وحدات متنقلة في نوادي الشباب والمساجد والكنائس، وجرى تم تعبئة البلاد بأكملها، بدءًا من وسائل الإعلام إلى جميع أصحاب المصلحة، إلى جميع الوزارات، إلى الجميع: العلماء، والجمعيات العلمية، والمنظمات غير الحكومية، والمجتمع المدني، والمجتمع، وحتى الناس أنفسهم.
وجرى فحص أكثر من 60 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان خلال 7 أشهر ــ وهو «أكبر برنامج فحص في العالم أجمع» مع تحفيز المواطنين من خلال حقيقة أنّ فحص الأمراض غير المعدية يتم إجراؤه أيضا في نفس الوقت، ما شجع كثير من الناس، وأزال وصمة العار والتمييز بشأن الذهاب لإجراء اختبار التهاب الكبد C فقط.
وشخّصت مصر حتى الآن 87% من المصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي (سي)، وحصل 93% منهم على العلاج العلاجي – وهو ما يتجاوز المعدلات الذهبية التي حددتها منظمة الصحة العالمية والتي تبلغ 80 و70% على التوالي.
وجرى إنشاء برنامج لإدارة ومتابعة المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد المتقدمة لتعزيز الكشف المبكر عن سرطان الكبد، لأن ذلك سيكون مشكلة لبضع سنوات قبل أن يبدأ في الانخفاض مع انخفاض معدل الانتشار.
والسؤال المطروح الآن هو كيفية تشجيع الدول الأخرى على اتباع نفس المسار، وأوضحت وزارة الصحة والسكان، أنّ مصر تتعاون مع العديد من البلدان والمنظمات للمساعدة في برامج القضاء على المرض في العديد من الدول الإفريقية والآسيوية، ويشمل هذا الدعم برامج بناء القدرات إضافة إلى توفير وسائل التشخيص والأدوية لفيروس التهاب الكبد الوبائي سي والتهاب الكبد بي من خلال التبرعات المباشرة، ويظل هذا إضافة إلى نجاح جهودهم، مصدر فخر كبير لجميع المشاركين.
وقال وزير الصحة: «أنا كمصري، شهدت منذ فترة طويلة مدى تأثير فيروس التهاب الكبد الوبائي بشكل خطير على الأسر المصرية، الذكريات السيئة والمعاناة كانت مرادفة لكلمة فيروس التهاب الكبد الوبائي، هذا الإنجاز التاريخي يجلب لمصر مستقبلا أكثر إشراقا، ويؤكد أنّه لا شيء مستحيل».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أجسام مضادة أربعة أشخاص أمراض الكبد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إرادة سياسية الأسر المصرية البنية التحتية التهاب الكبد الحملات الإعلامية آمنة فيروس سي منظمة الصحة العالمیة ملیون شخص فی عام
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية تحذر من فيروس ليسا
حذّرت منظمة الصحة العالمية من فيروسات ليسا التي تنتمي لعائلة رهابيدوفيروسيات (Rh إذ يُعدّ فيروس داء الكلب أشهرها، حسبما ذكرت شبكة «فوكس نيوز».
أشارت المنظمة إلى أن فيروس ليسا يصيب الجهاز العصبي المركزي، مسببًا أعراضًا عصبية حادة قد تكون قاتلة دون علاج سريع وفعال.
وأكدت المنظمةأن الخفافيش هو الفيروس الأساسي لبعض فيروسات ليسا، والتي قد تنتقل إلى البشر والحيوانات الأخرى عن طريق اللدغات أو ملامسة سوائل جسمها.
وبجانب فيروس داء الكلب، تمّ اكتشاف فيروسات ليسا أخرى في الخفافيش، مثل فيروس ليسا الخفاش الأسترالي وفيروس ليسا الخفاش الأوروبي، والتي تُسبب أمراضًا مشابهة لداء الكلب.
..ينتقل فيروس داء الكلب غالبًا عبر عضة أو خدش حيوان مصاب، مثل الخفافيش أو الحيوانات البرية، وتبدأ أعراض داء الكلب بحمى وألم في مكان الإصابة، ثم تتطور إلى مشاكل عصبية خطيرة كالاختلاج، والشلل، والهذيان والوقاية من داء الكلب في المناطق الموبوءة تتمثل في التطعيم، وتجنب التعامل المباشر مع الخفافيش والحيوانات البرية.
ويجب عدم التعامل مع الحيوانات البرية، خاصةً الخفافيش، وفي حال تعرضك لعضة أو خدش من حيوان مشتبه بإصابته، تلقى العلاج الوقائي فورا، كما يجب توعية المجتمعات بأهمية تطعيم الحيوانات الأليفة لمنع انتشار المرض، وفقا للمنظمة.