صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مقابلة مع صحيفة "كازاخستانسكايا برافدا"، بأن روسيا وكازاخستان تفتحان آفاقا واسعة للتعاون في صناعة الغاز.

وقال بوتين إن "التعاون في صناعة الغاز يفتح آفاقا واسعة أمام روسيا وكازاخستان، ويفسر ذلك بالبنية التحتية ومسارات نقل وأنظمة توزيع الغاز في روسيا وآسيا الوسطى، التي تطورت على مدى سنوات".

إقرأ المزيد بوتين: موسكو تتطلع بصورة خاصة لتنمية منظمة شنغهاي للتعاون

كذلك أشار بوتين إلى أن روسيا وكازاخستان إلى جانب شركائهما في "أوبك+"، يساهمان في ضمان الاستقرار بسوق النفط العالمية.

وقال: "يتعاون بلداننا بشكل بناء في قطاع النفط وذلك من خلال استخدام القدرات اللوجستية لخط أنابيب قزوين، الذي ينقل النفط إلى الأسواق العالمية بطريقة فعالة وموثوقية. كما يقدم البلدان إلى جنب الشركاء في "أوبك+" مساهمة كبيرة في ضمان الاستقرار بسوق النفط العالمية".

وتأتي مقابلة الرئيس الروسي مع الصحيفة عشية زيارته إلى كازاخستان، حيث من المقرر عقد مباحثات مع رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكايف.

إقرأ المزيد نائب رئيس الوزراء الروسي يشير إلى غروب الحضارة الأوروبية

وسيناقش الرئيسان القضايا الرئيسية المتعلقة بتطوير العلاقات الروسية الكازاخستانية، وآفاق التعاون في إطار فضاء الاتحاد الأوراسي (روسيا، بيلاروس، كازاخستان، أرمينيا، قرغيزستان) والتطورات الإقليمية والدولية الراهنة.

وبحسب ما نشرته الخدمة الصحفية للرئاسة الروسية فإن بوتين وتوكايف سيشاركان عبر تقنية الفيديو في الجلسة العامة للمنتدى التاسع عشر للتعاون الإقاليمي بين روسيا وكازاخستان، والذي سيعقد في 9 نوفمبر الجاري في مدينة كوستناي، الواقعة في شمال غرب البلاد.

المصدر: نوفوستي

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أستانا أوبك الاستثمار الطاقة النفط الصخري النفط والغاز فلاديمير بوتين منظمة الدول المصدرة للنفط موسكو

إقرأ أيضاً:

انعكاسات السياسات التجارية العالمية على الاقتصاد العُماني

 

عباس آل حميد

في ظل التحولات الجذرية التي يشهدها الاقتصاد العالمي، تبرز السياسات الحمائية التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تهدف إلى إعادة هيكلة نظام التجارة الحُرة بما يخدم مصالحها القومية. وعلى الرغم من أن هذه السياسات تبدو للوهلة الأولى مقلقة، إلا أنها قد تحمل في طياتها فرصًا غير مباشرة لاقتصادات مثل الاقتصاد العُماني، خاصة فيما يتعلق بأسعار النفط والتغيرات في سلاسل الإمداد العالمية.

أثر السياسات الحمائية على أسعار النفط

تشير التوقعات إلى أن زيادة القيود الجمركية في الولايات المتحدة، إلى جانب الإجراءات المضادة التي تتخذها الدول العظمى كرد فعل على هذه السياسات، ستؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة، مما يدفع الصناعات المحلية إلى التوسع لسد الفجوة الناتجة عن تقلص الواردات. هذه التوجهات ستؤدي بدورها إلى ارتفاع الطلب على الطاقة، حيث ستحتاج المصانع إلى المزيد من النفط والغاز لتلبية احتياجات الإنتاج، مما يعزز فرص ارتفاع أسعار النفط عالميًا.

بالنسبة لعُمان، التي تعتمد على إيرادات النفط كمصدر رئيسي للدخل، فإن أي ارتفاع في أسعار الخام سينعكس إيجابيًا على الميزانية العامة للدولة، مما يوفر مجالًا أوسع لتعزيز الاستثمارات الحكومية في قطاعات البنية التحتية والتعليم والصحة، ويدعم جهود السلطنة في تنفيذ رؤية عُمان 2040 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل.

تغيرات التجارة العالمية وتأثيرها على الاقتصاد العُماني

تؤدي السياسات الحمائية إلى اختلال ميزان التجارة العالمي، حيث تصبح السلع المنتجة في الدول ذات الحماية الجمركية المرتفعة أكثر تكلفة، بينما تتجه المنتجات إلى الأسواق التي لا تفرض قيودًا جمركية صارمة. بالنسبة لعُمان، التي تعتمد على نظام تجاري مرن ومنفتح، فإن هذه التغيرات قد تؤدي إلى تدفق مزيد من المنتجات إلى الأسواق المحلية بأسعار أقل، مما يمنح المستهلك العُماني خيارات أوسع، لكنه في المقابل قد يشكل تحديًا أمام أي محاولات للنهوض بالصناعة المحلية.

إعادة توزيع الميزة التنافسية العالمية

يستند نظام التجارة الحرة العالمي إلى مفهوم الميزة التنافسية النسبية، حيث تتخصص الدول في إنتاج السلع التي تمتلك فيها تفوقًا نسبيًا. إلا أن القيود الحمائية المفروضة حاليًا تعطل هذا النظام، مما يدفع بعض الدول إلى تعزيز صناعاتها المحلية، سواء لتلبية الطلب الداخلي أو لزيادة صادراتها إلى الأسواق ذات الرسوم الجمركية المنخفضة.

وهذه التغيرات قد تؤثر بشكل مباشر على الدول التي تعتمد على الاستيراد، ومنها عُمان، حيث ستشهد الأسواق تغيرات في الأسعار، وتوافر بعض السلع، وقد تواجه بعض القطاعات التجارية تحديات جديدة نتيجة اضطراب سلاسل التوريد. ومع ذلك، فإن عُمان، بحكم موقعها الاستراتيجي كمركز تجاري إقليمي، يمكنها استغلال هذه التحولات لتعزيز دورها كمحور لوجستي للتجارة العالمية.

الفوضى الاقتصادية العالمية: هل تشكل فرصة لعُمان؟

من المتوقع أن تؤدي هذه التحولات إلى حالة من عدم الاستقرار في الأسواق العالمية، حيث تعيد الدول الكبرى ترتيب أولوياتها الاقتصادية وفقًا لمصالحها القومية. هذه الفوضى الاقتصادية قد توفر فرصًا للدول التي تمتلك مرونة في سياساتها الاقتصادية، حيث يمكن لعُمان استغلالها بعدة طرق:

1- تعزيز قطاع الخدمات واللوجستيات:

- تطوير الموانئ العُمانية مثل ميناء الدقم وصلالة كمحاور رئيسية لإعادة التصدير والتجارة الإقليمية.

- تحسين كفاءة النقل والتخزين لتعزيز قدرة السلطنة على استقطاب مزيد من الاستثمارات في مجال التجارة.

2- جذب الاستثمارات الأجنبية:

- في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، تبحث العديد من الشركات عن وجهات بديلة للاستثمار. عُمان يمكنها أن تقدم نفسها كبيئة استثمارية مستقرة وملائمة، خاصة في القطاعات التكنولوجية والخدمات المالية والطاقة المتجددة.

3- تعزيز الأمن الغذائي والتكنولوجيا الزراعية:

- مع اضطراب سلاسل الإمداد العالمية، أصبح الاستثمار في التقنيات الزراعية الحديثة ضرورة استراتيجية لتقليل الاعتماد على الواردات وتأمين احتياجات السوق المحلية.

الاقتصاد العُماني بين التحديات والفرص:

ورغم أن عُمان قد لا تكون طرفًا مباشرًا في النزاعات التجارية العالمية، إلا أن تأثيرات هذه التغيرات ستكون ملموسة على اقتصادها، سواء من خلال تقلبات أسعار النفط، أو تغيرات تدفقات التجارة العالمية، أو فرص الاستثمار الجديدة.

والمرحلة الحالية تتطلب نهجًا اقتصاديًا ديناميكيًا قادرًا على استيعاب هذه التغيرات، وتعزيز القدرة التنافسية للقطاعات غير النفطية، واستغلال الموقع الاستراتيجي للسلطنة كمحور اقتصادي وتجاري في المنطقة.

وكما قال الإمام علي: "اغتنموا الفرص، فإنها تمر مر السحاب"، فإن على عُمان أن تستثمر هذه التحولات العالمية لتعزيز موقعها الاقتصادي، والاستفادة من الفرص التي قد تنشأ في ظل إعادة تشكيل النظام التجاري العالمي.

مقالات مشابهة

  • روسيا تكشف الموعد المحتمل لقمة بوتين وترامب
  • هل أضرت هجمات المسيرات الأوكرانية بقطاع الطاقة الروسي؟
  • انعكاسات السياسات التجارية العالمية على الاقتصاد العُماني
  • بعد تصريحات ترامب: صنبور الغاز يغلق و العراق نحو أزمة طاقة خانقة!
  • ممثل بوتين يلتقي وفد البرلمان العربي ويؤكد دعم روسيا لموقف مصر والأردن
  • ممثل الرئيس بوتين يلتقي وفد البرلمان العربي ويؤكد دعم روسيا للموقف المصري الأردني الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني
  • النفط: تحقيق الاكتفاء الذاتي  في قطاع التصفية قريباً
  • دعماً من وزارة النفط للقطاع الزراعي .. المنتجات النفطية تضاعف الكمية المجهزة من زيت الغاز للمزارعين
  • بوتين يطلق مسابقة غنائية بعد إقصاء روسيا من يورو فيجن
  • تحقيق إسرائيلي يقول إنه كشف شبكة تضليل واسعة على منصة "بلوسكاي" لدعم روسيا والصين