يوما بعد يوم تتصاعد المخاوف من انزلاق إقليم دارفور في غرب السودان في أتون حرب أهلية وقبلية، بعدما امتدت إليه شرارة القتال المندلعة منذ شهرين بين الجيش وقوات الدعم السريع.

فقد كشفت مصادر العربية/الحدث اليوم الاثنين، عن سيطرة قوات الدعم السريع على عدد من مراكز الشرطة بإقليم دارفور المكون من خمس ولايات.

السودان السودان اليونيسف: آلاف الأسر تفر بأطفالها من العنف في غرب دارفور مادة اعلانية

وفي ولاية وسط دارفور وتحديداً مدينة زالنجي استولت قوات الدعم السريع على مقر رئاسة الشرطة وكذلك الجمارك والاحتياطي المركزي وجميع الوحدات التابعة للشرطة.

أما في جنوب دارفور بمدينة نيالا سيطرت قوات الدعم السريع على مقر الاحتياطي المركزي الذي يقع في منطقة انتشار الدعم السريع.

وفي ولاية غرب دارفور بمدينة الجنينة، تم تدمير مراكز الشرطة ونهب السلاح والسيارات في الوقت الذي تعيش فيه مدينتي الفاشر بشمال دارفور والضعين بشرق دارفور أوضاعاً مستقرة بفضل المبادرات المجتمعية المحلية.

يذكر ان قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو تتقاسمان مناطق النفوذ في هذا الإقليم، الذي اختبر سنوات سوداء مريرة من الاقتتال.

ذكريات أليمة

ومنذ انطلاق الصراع بين القوتين العسكريتين في منتصف أبريل الماضي (2023)، تصاعدت المخاوف من تفجر الوضع في دارفور، لاسيما أن الإقليم شهد خلال السنوات الماضية، اشتباكات قبلية متقطعة.

ويزخر هذا الإقليم الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريبا، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى، فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.

آلية عسكرية في دارفور - السودان - فرانس برس مخاوف من حرب أهلية

فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيول، وأدت أعمال العنف إلى مقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين.

ورغم اتفاقيات السلام العديدة، فلا يزال التوتر مستمراً منذ ذلك الوقت، كالجمر تحت الرماد، ينتظر شرارة لإيقاظه.

وقد تصاعد العنف بالفعل خلال العامين المنصرمين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبياً، ليعود إلى الاشتعال ثانية إثر النزاع الذي اندلع بين الجيش والدعم السريع قبل شهرين.

وأجج هذا الاقتتال الذي تفجر بين الجانبين المخاوف من أن ينزلق هذا الإقليم مجددا في أتون حرب أهلية وقبلية طاحنة.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News العربية

المصدر: العربية

كلمات دلالية: العربية قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الحرب الأهلية في السودان تخلّف أزمة إنسانية غبر مسبوقة: 150 ألف قتيل و12 مليون نازح

لقد أطلقت الحرب الأهلية في السودان العنان للعنف والموت والجوع على نطاق واسع، حيث سجلت التقارير مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وترك ملايين آخرين في ظل نزوح مستمر. أكثر من 12 مليون سوداني يعيشون الآن خارج منازلهم، والبلاد على حافة المجاعة، حيث يعاني أكثر من نصف سكانها من انعدام الأمن الغذائي.

اعلان

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، يعاني 24 مليون شخص من نقص حاد في الغذاء، بينما تواجه الدولة تفشي وباء الكوليرا، وهو ما يفاقم الوضع.

تقرير لليونيسيف يبرز الأرقام الضخمة للمتشردين في السودان بسبب الحرب الأهلية

وفي وقت تزداد فيه المخاوف من تصاعد القتال، قال محللون سياسيون ومنظمات إغاثة إنه من المحتمل أن تتدهور الأوضاع الإنسانية أكثر في الأشهر القادمة. ووفقًا للمحللة السودانية خلود خير، فإن الوضع بالنسبة للمدنيين سيزداد سوءًا مع بداية عام 2025، نظرًا لاستمرار العنف وعدم وجود أفق للسلام. ومن جانبه، أشار مايكل جونز من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إلى أن الحرب أصبحت "حربًا على المدنيين"، حيث يعاني السكان من الهجمات العشوائية من قبل القوات المتناحرة.

ولقد بدأت الحرب في 15 أبريل من العام الماضي بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وهي ميليشيات كانت حليفًا سابقًا قبل أن يتفجر الصراع بينهما. وقد أدى هذا الانقسام إلى اندلاع عنف عشوائي استهدف المدنيين، حيث اتُهمت كل من القوات المتحاربة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

ومن جانبها، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم تطهير عرقي في دارفور، بينما وُجهت للقوات المسلحة السودانية اتهامات باستخدام القصف العشوائي ضد المناطق المدنية.

تفيد منظمة هيومن رايتز واتش بحدوث جرائم اغتصاب في العاصمة خرطوم من قبل قوات الدعم السريع

ووفقًا للمحللين، لا تبدو نهاية الحرب قريبة في ظل استمرار التسلح المتزايد من قبل الأطراف المتنازعة. ولقد حذرت التقارير من أن السودان مغمور بالأسلحة الصغيرة، وهو ما جعل المدنيين أكثر عرضة للخطر. وقد أكدت التقارير الدولية التي استشهدت بها الأمم المتحدة أن الوضع يزداد تعقيدًا بسبب التدخلات الخارجية، حيث تدعم الإمارات العربية المتحدة قوات الدعم السريع، بينما تمد إيران القوات المسلحة السودانية بأسلحة متطورة، مما يطيل أمد الحرب ويزيد من معاناة الشعب السوداني.

قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في قلاوي، شمال السودان، بتاريخ 15 يونيو 2019.STR

وعلى الرغم من أن عمليات الإغاثة بدأت في الوصول إلى بعض المناطق، إلا أن هناك صعوبة كبيرة في تقديم المساعدات بسبب الصراع المستمر. وتواجه منظمات الإغاثة تحديات كبيرة للوصول إلى المناطق المتضررة، رغم جهود الشبكات المحلية مثل غرف الاستجابة للطوارئ، التي تسعى لإطعام الملايين وتوفير المساعدات. ومع كل هذا، فإن السودان يعاني من نقص حاد في التمويل الإنساني، مما يفاقم الأزمة.

وبينما يتواصل القتال، لا توجد أرقام دقيقة حول حصيلة القتلى، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد القتلى قد يصل إلى 150,000. ووفقًا لدراسة حديثة، يُعتقد أن 61,000 شخص قد لقوا حتفهم في الخرطوم فقط في الأشهر الأولى من الحرب، ما يضاعف المعدلات السابقة. هذه الإحصائيات تبرز الفداحة التي تتعرض لها الحياة المدنية في السودان.

جنود من قوات الدعم السريع في ولاية شرق النيل بالسودان، بتاريخ 22 يوليو 2022.Hussein Malla

ومع اقتراب السنة الجديدة، يُتوقع أن يستمر النزاع الدموي، مما يثير تساؤلات حول مستقبل السودان. ويعتقد المحللون أن النزاع قد يستمر لعشرين عامًا أخرى إذا استمرت العوامل السياسية والإقليمية الحالية، مع عدم وجود تحرك جاد لفرض السلام.

وفي خضم هذه الأزمة، تبقى حياة المدنيين في السودان على المحك، حيث يواجهون مزيجًا من العنف والجوع والأمراض، بينما تتضاءل آمالهم في التوصل إلى حل ينهي معاناتهم.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية السودان: المجاعة آخذة في الازدياد والأزمة تتعمق.. ضحاياها الأساسيون ما بين لاجئ ونازح على ضفاف رحمة الطبيعة.. الفيضانات تشرّد 379 ألف في جنوب السودان جنوب السودان: الفيضانات السنوية تفاقم الأزمة الإنسانية وتدفع المجتمعات إلى العيش على حافة المياه مجاعةأزمة إنسانيةجمهورية السودانضحاياحرب أهليةأمناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب في يومها الـ448: مقتل إسرائيلية بعملية طعن والحوثيون يعلنون عن عملية نوعية يعرض الآن Next عاجل. الرئيس الألماني يحل البرلمان ويحدد 23 فبراير موعدًا للانتخابات يعرض الآن Next عاجل. روسيا تعلن تحييد خلية لتنظيم "داعش" كانت تخطط للهجوم على مركز الشرطة في موسكو يعرض الآن Next عاجل. الخطوط الأذرية توقف رحلاتها إلى 7 مدن روسية وخبير روسي يرجح إسقاط طائرتها بصاروخ مضاد للطائرات يعرض الآن Next عاجل. بعد أقل من أسبوعين على استلام مهامه.. برلمان كوريا الجنوبية يعزل الرئيس المؤقت هان داك سو اعلانالاكثر قراءة يورونيوز نقلا عن مصادر حكومية أذرية: صاروخ أرض جو روسي وراء تحطم الطائرة في كازاخستان اليوم الـ447 للحرب: الرضّع يتجمدون من البرد في غزة وهجوم إسرائيلي واسع على اليمن فرنسا: إنقاذ 240 شخصا في جبال الألب بعد أن بقوا عالقين في الجو بسبب انقطاع الكهرباء عن مصعد التزلج طرطوس: مقتل 14 من قوات الحكومة السورية الحالية خلال "محاولة اعتقال ضابط في نظام الأسد" كله إلا سارة.. نتنياهو ينتقد وسائل الإعلام دفاعًا عن زوجته: ارتكبوا جريمة اغتيال معنوية خطيرة بحقها اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومروسياعيد الميلادضحايابشار الأسدغزةرأس السنةالصحةالحرب في سورياتسوناميلبنانكازاخستانسورياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • القوات المشتركة: انتصرنا في شمال دارفور.. والدعم السريع تنفي
  • والي جنوب دارفور يتهم الدعم السريع بتهريب كميات كبيرة من الذهب
  • السودان...مقتل 22 نازحا بهجوم للدعم السريع على مدرسة بالفاشر
  • 21 قتيلا بهجوم للدعم السريع على مركز إيواء بالفاشر  
  • الدعم السريع: سنعالج مشكلة الأوراق الثبوتية حال تشكيل حكومة في مناطق سيطرتنا
  • بالفيديو .. الجيش السوداني ينفذ عملية عسكرية لـ”إنقاذ” 15 أسرة أستخدمتها الدعم السريع دروع بشرية ويقتل قائد كبير
  • الدعم السريع تطلق سراح معتقلين بشروط .. بالأسماء
  • الحرب الأهلية في السودان تخلّف أزمة إنسانية غبر مسبوقة: 150 ألف قتيل و12 مليون نازح
  • قصف مدفعي على مخيم أبو شوك يسفر عن 3 قتلى
  • قتلى بينهم طفلتان بقصف للدعم السريع على مخيم في الفاشر