تتمسك جماهير كرة القدم يومًا بعد يوم وحدثًا خلف الآخر كونها المحرك الرئيسي للأحداث وصاحبة الكلمة العليا داخل الملاعب حتى وإن خالفت توجهات إدارات أنديتها.

ورغم الانحياز الواضح لمعظم إدارات الأندية العالمية والإعلام الرياضي الغربي ضد القضية الفلسطينية إلا أن أعلام فلسطين ولافتات الدعم لغزة وأهلها بالإضافة لهتافات الحرية لفلسطين طغت على المدرجات داخل القارة العجوز.

‌بعض جماهير الدوريات الأوروبية ظهرت بصمتها لنصرة الفلسطينيين ولم تأبه لعقوبات قد تفرضها اتحادات الكرة داخل بلادهم فيما التزمت الغالبية الصمت تجاه غزة وما يحدث فيها.

البداية مع رابطة "اللواء الأخضر" الخاصة بجماهير نادي سيلتيك، والمبادرة دائما بدعم فلسطين وأهلها منذ عشرات السنين.

تضامن الجماهير

جماهير سيلتك التزمت بالدعم التام لأهل غزة في حربهم ضد فلسطين منذ بدء الحرب أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ورغم التهديدات من قبل الاتحاد الأوروبي والغرامات الموقعة عليها، تمسك الجمهور الإسكتلندي بالدعم خلال كافة مبارياته المحلية والقارية.

‌وفي إسبانيا قام جماهير أندية أوساسونا وريال سوسيداد وبرشلونة برفع الأعلام والهتافات القوية ردًا على دعوة اللاعب الإسرائيلي شون ياوزمان والذي يمثل فريق غرناطة لإلقاء 500 طن من القنابل على فلسطين وإبادة شعبها بالكامل.

‌اقرأ أيضاً

هتلر يظهر في الملاعب الأمريكية وسط مخاوف تزايد معادة السامية

 

موقف الجماهير عارضه الاتحاد الإسباني وأعلن رفض التضامن مع غزة وأهلها داخل مدرجات إسبانيا إلا أنه لم تصدر عقوبات على الجماهير المتضامنة حتى الآن.

الجماهير الإنجليزية مثّلها مشجعو ليفربول بلافتة كبيرة كُتب عليها: "لأجل الله أنقذوا غزة"، كذلك قاطعت الجماهير دقيقة الصمت التي سبقت المباراة عبر ترديد هتاف: "الحرية لفلسطين".

الموقف سبقه تضامن حكومي رسمي مع الاحتلال وتبعه زيارة رئيس الحكومة لتل أبيب مقابل تظاهرات في العاصمة البريطانية دعمًا لغزة وأهلها.

‌تباين الإدارات الإنجليزية ظهر جليًا مع نادي أرسنال الذي علق على دعم المصري محمد النني لفلسطين وأهها طالبا عدم خلط السياسة بالرياضة إلا أنه لم يعلق على على منشور زينشنكو الذي أعلن دعمه بشكل مباشر لإسرائيل عبر إنستجرام.

‌وعلى صعيد المنتخب، شهدت دقيقة الصمت التي فرضها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم خلال مباراة إنجلترا ضد إيطاليا بملعب ويمبلي ضمن تصفيات المونديال صافرات استهجان رافضة الوقوف دقيقة صمت قبل مواجهات التصفيات المؤهلة لأمم أوروبا لتأبين قتلى الاحتلال الإسرائيلي في الحرب على فلسطين.

وخلال وقوف اللاعبين لدقيقة الصمت، ضجت المدرجات بهتاف فلسطين حُرة والحرية لفلسطين.

‌المغربي الدولي السابق عبدالعزيز بنيج انتقد ما أسماه تشدق الدول الغربية بالحريات مقابل منع العرب والمسلمين من التضامن مع اخوتهم الفلسطينيين في قضيتهم الأولى.

ويضيف بنيج لـ"الخليج الجديد" أن التألق العربي في الدوريات الأوروبية يُلزم اللاعبين العرب بتحديد بنود تُلزم الأندية الغربية باحترام حريتهم في التعبير عن آرائهم.

لوبي إسرائيلي

أما المصري عمرو الدسوقي فيقول إن حجة الأندية الغربية بعقود الرعاية التي يتحكم بها اللوبي الإسرائيلي يجب أن تتوقف خاصة بعد الزحف العربي تجاه الأندية الأوروبية بعقود رعاية واستحواذات وغيرها.

المحلل الرياضي أكد لـ"الخليج الجديد" إن مُلاك الأندية الأوروبية من الجنسيات العربية بالإضافة للرُعاة العرب في أوروبا يجب أن يفرضوا كلمتهم خلال هذه الأحداث حتى تتزن كفة الإنصاف.

‌الملاعب الألمانية جاءت مختلفة عن سابقيها حيث لم يصدر هتاف أو يُرفع علم من مدرجات الملاعب إلا أن لاعبين عرب مثل المغربي "نصير مزراوي" لاعب بايرن ميونخ والتونسي العيدوني لاعب يونيون برلين الذين أعلنوا مناصرة فلسطين والتضامن مع أهل غزة في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً

تشهير وتهديدات بالقتل ورفض توظيف.. اللوبي اليهودي في أمريكا يحارب الداعمين لغزة

أما اللاعب "أنور الغازي" صاحب الأصول المغربية فيخوض معركة حامية مع ناديه ماينز الألماني وصلت للطرد من التدريبات، كرد فعل على منشور على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، ناصر فيه القضية الفلسطينية.

‌أما الجماهير الفرنسية فلم يظهر تعاطفها عبر الملاعب بل حارب اتحاد كرة القدم والحكومة تضامن اللاعبين داخل وخارج الأراضي الفرنسية.

الدولي الجزائري يوسف عطال أول ضحايا هذه الحرب الرسمية على المتعاطفين مع غزة بعدما تمت معاقبته من طرف إدارة ناديه، بإبعاده عن تدريبات الفريق وفتح تحقيق بشأنه من طرف المدعي العام لمدينة نيس الذي قرر إيقافه لمدة 7 مباريات.

ورغم عدم لعب بنزيما داخل فرنسا في الوقت الحالي إلا أن تعاطفه مع أهل غزة أثناء لعبه مع اتحاد جدة وضعه أمام نيران الانتقادات التي شنها ضده اليمين المتطرف في فرنسا وصلت للمطالبة بتجريده من الجنسية الفرنسية ومن الكرة الذهبية التي تحصل عليها.

المحلل الرياضي الجزائري إبراهيم شاوش طالب اللاعبين العرب بمغادرة الأندية الفرنسية وتركها للأوروبيين.

وأضاف شاوش لـ"الخليج الجديد" أن اللاعبين العرب والمسلمين في فرنسا يعانون منذ فترة طويلة من العنصرية وتقييد رأيهم ورفض التضامن مع أي قضية تخص المسلمين بينما تفتح المجال للتعاطف مع دولة مثل أوكرانيا وتطالب اللاعبين بالمشاركة في الدعم بشكل إجباري.

المصدر | يوسف عامر - الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: ملاعب أوروبا غزة الخلیج الجدید التضامن مع إلا أن

إقرأ أيضاً:

بعد فوزه برئاسة إيران.. تحديات تنتظر مسعود بزشكيان.. رفع العقوبات الأبرز.. ومطالب بتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير فرص العمل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فاز المرشح الانتخابي مسعود بزشكيان برئاسة إيران، ليصبح الرئيس التاسع في تاريخ البلاد.

وينتظر بزشكيانمهام كثيرة بعد فوزه، خاصة في ظل ما تعيشه إيران حاليا من حالة يرثى لها على الصعيد الاقتصادي والسياسي، وقد اتهم بيزشكيان والمتشدد سعيد جليلي بعضهما البعض بالكذب والنفاق وعدم الكفاءة والفساد عدة مرات خلال مناظرات هذا الأسبوع. 

ولم تتح لأي منهما حتى الفرصة للرد على هذه المزاعم بسبب الطبيعة الفوضوية للمناقشات التي بثها التلفزيون الرسمي الإيراني، ولقد قوض جميع المرشحين، وخاصة المرشحين الأخيرين، بشكل خطير مكانة الرؤساء الإيرانيين، في الماضي والمستقبل. 

وأكدوا مراراً وتكراراً أن الرؤساء غير قادرين على إحداث أي تغيير في النظام السياسي الصارم في البلاد، وأشاروا أيضًا إلى أن هناك مجالات، مثل فرض الحجاب وفرض الرقابة على الإنترنت، ليس للرؤساء الإيرانيين أي تأثير فيها. 

وأظهرت العديد من البرامج التي تم بثها على التلفزيون الحكومي أن كلا السياسيين، إلى جانب مساعديهما ومؤيديهما، لم يتمكنوا من السيطرة على غضبهم، وأثبتوا عدم قدرتهم على التعامل مع التحديات والخلافات دبلوماسياً. 

ويواجه بزشكيان تحديات دولية خطيرة، بدءاً بقرع بما يحدث في الشرق الأوسط، واحتمالات حدوث تغييرات سياسية في أوروبا والولايات المتحدة، والتي من المرجح أن تؤثر على مكانة إيران في التوازن الدولي. 

وهناك أيضاً الحرب المستمرة في أوكرانيا والمزاعم حول تورط إيران في الصراع، وهناك حاجة إلى قرارات وتسويات صعبة لتحقيق التوازن بين مصالح طهران، خاصة بالنظر إلى تفاعلات الصين وروسيا مع جيران إيران الجنوبيين. 

ويتعين اتخاذ قرارات صعبة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لرفع العقوبات الخانقة المفروضة على صادرات البلاد من النفط والتي فرضتها الولايات المتحدة لكبح جماح برنامجها النووي. 

فطهران في حاجة ماسة إلى الدولارات لتمويل وارداتها الأساسية والقيام على الأقل باستثمارات ضئيلة في صناعة النفط والغاز القديمة، وإن الرد على الادعاءات المتعلقة بطموحات إيران الإقليمية وتورطها في الإرهاب الدولي قد يكون أكثر صعوبة من المعاملات الدبلوماسية الروتينية. 

بالإضافة إلى ذلك، تتفاقم هذه التحديات بسبب اختيار جزء كبير من السكان عدم التصويت في الجولة الأولى، مدفوعًا بالاستياء المستمر من القمع العنيف لاحتجاجات عام 2022 والمشاكل المالية المستمرة التي تفاقمت على مدى السنوات الثلاث الماضية في ظل حكم محافظ للغاية. 

ويجب أن تكون معالجة الجوع، وتوفير فرص العمل للعاطلين عن العمل، وتهدئة الشباب والنساء الساخطين، من أولويات الرئيس الجديد داخل البلاد. 

ويتطلب تحقيق هذه الأهداف التغلب على الحواجز الأيديولوجية بين الشعب والدولة. وبعيداً عن هذه المخاوف المباشرة، هناك التحديات النظامية التي أعاقت تنمية البلاد منذ عام 1979.

مقالات مشابهة

  • راعي حملة التضامن مع فلسطين: مركز بريطاني متواطئ مع الأعمال الإسرائيلية
  • غزة فلسطين .. عار العرب والمسلمين والإنسانية..!
  • أخيرا.. استفادة جميع اللاعبين واللاعبات والأطر التقنية بالبطولة المغربية من الحماية الاجتماعية
  • وزير الرياضة: الصيف الماضي بعض المندوبين عايشين في لندن للتفاوض مع اللاعبين.. فيديو
  • بعد فوزه برئاسة إيران.. تحديات تنتظر مسعود بزشكيان.. رفع العقوبات الأبرز.. ومطالب بتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير فرص العمل
  • 12 ناديا تشارك في دوري ناشئي الهوكي.. والانطلاقة الخميس المقبل
  • المقاولون العرب يواصل رحلة البحث عن المواهب
  • لقجع يجتمع برؤساء الأندية لضمان معاش اللاعبين بعد الإعتزال
  • بحضور عربي مميز، احتفالية تقديم وتوقيع كتاب السفير د. خالد فرح في باريس
  • الزمالك يفاضل بين جوناثان ويعقوبو