منبر جدة التفاوضي: خطوة الى الامام، خطوتان الى الخلف !!
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
بعد طول ترقب لمؤتمر صحفي ، لفريق ميسري منبر جدة التفاوضي ،كان مقررا له ،حسب مارشح في السوشال ميديا ،مساء الاحد الماضي، اصدر الفريق مساء امس الثلاثاء ، بيانا بمحصلة ما تم التوافق بشأنه بين طرفي حرب 15 ابريل ، فيما يخص "تسهيل مرور المساعدات الانسانية " و "اجراءات بناء الثقة "،بجانب الاقرار بفشل الفريق في حمل الطرفين على القبول بوقف لاطلاق النار فوري وغير مشروط.
واذ يتقدم الفريق بهذا الاتفاق خطوة ،على طريق وقف الحرب وانهاء العدائيات ،هي الثانية بعد "اعلان جدة الانساني " ،الصادر في 11 مايو الماضي ، فانه يتراجع خطوتين،على الاقل ،بفشله في تحقيق الوصول لاتفاق بشان وقف اطلاق النار ،وهو الحلقة الاكثر اهمية ،في سلسلة القضايا والموضوعات ذات الصلة بانهاء الحرب.منذ البداية ،يمكن ملاحظة ان منهجية التفاوض قد نهضت على فرضية امكان تبعيض قضايا الحرب والسلام، وموضوعاتهما،و الفصل بين تلك القضايا والموضوعات ،من قبيل المسألة الانسانية ،فصلا ميكانيكيا،مع ما تمتاز به من ترابط جدلي.
فوقف اطلاق النار ،مسالة مفتاحية ،للقضايا المطروحة على جدول اعمال جولة التفاوض المنقضية ، وواسطة عقدها ،وقد تم تحديدها في الاتي :-
" - ايصال المساعدات الانسانية،
- تحقيق وقف اطلاق النار واجراءات بناء الثقة،
- امكانية التوصل لوقف دائم للاعمال العدائية."
ان وقف اطلاق النار،الفوري وغير المشروط، هو ضرورة انسانية قبل اي اعتبار آخر، وشرط لاغنى عنه لتوصيل المساعدات الانسانية للمحتاجين ،وقبل ذلك ،تمكين المواطنين ،الذين اخرجوا من ديارهم ،من العودة الى بيوتهم، لانهاء مأساة النزوح الاضطراري والتشريد القسري . فوفق التقديرات الذائعة ، ادت الحرب العبثية الى تشريد سبعة ملايين مواطن ، منهم ثلاثة من العاصمة الخرطوم التي يقدر عدد سكانها بخمسة ملايين. كما انه يشكل اهم مدماك في بنيان الثقة بين طرفي الحرب.
وتبدو فكرة عزل المسألة الانسانية ،من مجموع قضايا الحرب،ومعالجتها بشكل مستقل عنها ،مدخلا متفردا، ،غير انه لايمكن تصور تحققه في الواقع. (لعل الشروط التاريخية، لم تعد هي هي ،بما يمكن من اعادة تشغيل برنامج شريان الحياة الشهير ).
في هذا الاطار ،لا تخلو فكرة" بناء الثقة اثناء القصف المتبادل" من ظرافة، ومن رومانسية، لكنها ترقى لمصاف الواقعية السحرية ،عندما يتعلق الامر بتضامن طرفي الحرب على قمع مؤججي الحرب،كما تقترح وصفة بناء الثقة !!
ان الفشل في تحقيق وقف اطلاق النار، في هذه الجولة من التفاوض، يعني- على الاقل - ان هناك من لايزال يعتقد في امكانية الحسم العسكري ، مما حتم تذكيره، مجددا ،بانه " لا يوجد حل عسكري مقبول لهذا الصراع "،كما جاء في بيان الميسرين.
قد يبدو الاتفاق خطوة اولى لاباس بها ،خطوة صغيرة لكنها مهمة، وايجابية في اتجاه انهاء الحرب. غير انها اقل من طموحات المواطنين، المصطلين بنيران الحرب ومعاناة النزوح والتشرد القسري.
ويبدو ان فريق ميسري مفاوضات جدة لم يأبه كثيرا للتوقف عند مصائر الالتزامات التي رتبها اتفاق 11 مايو، على طرفي الحرب،خاصة ،فيما يتعلق بحماية المدنيين وفتح الممرات الآمنة،ومدى تقيدهما بها، وبوضعها موضع التنفيذ ، قبل ان يثقل كاهلهما بمزيد من الالتزامات التي لا تتوفر اي ضمانات واضحة، بشأن تنفيذها.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: وقف اطلاق النار بناء الثقة
إقرأ أيضاً:
مصر تجدد الثقة في الرئيس وترفض التهجير في العيد.
مصر قلب العروبة النابض: الشعب يصطف خلف قيادته رفضًا للتهجير وتأكيدًا على أصالة الموقف من القضية الفلسطينية
خرج الشعب المصري العظيم عن بكرة أبيه، في مشهد مهيب تجلى في صلاة العيد المبارك، ليقدم للعالم أجمع صورة صادقة عن معدنه الأصيل ووقوفه صفًا واحدًا خلف قيادته الرشيدة، ممثلة في فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي. لم تكن الجموع الغفيرة التي ملأت الميادين مجرد احتفاء بالعيد، بل كانت استفتاء شعبيًا حقيقيًا يؤكد على ثقة المصريين المطلقة في رئيسهم ومواقفه الثابتة تجاه قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
لقد أثبت الشعب المصري، بوعيه الوطني العميق وإدراكه للتحديات المحيطة، رفضه القاطع لمخططات التهجير المشبوهة التي تستهدف النيل من الحق الفلسطيني. هذا الرفض الشعبي العارم هو صدى لموقف الرئيس السيسي الشجاع والصريح، الذي لم يتوانَ يومًا عن التأكيد على أن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية أو المساس بحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.
في المقابل، تجد قوى الظلام والجماعات المتطرفة، التي دأبت على محاولة بث الفتنة والوقيعة بين الشعب وقيادته، نفسها في عزلة تامة. لقد انكشف زيف ادعاءاتهم وبطلان مخططاتهم أمام وعي الشعب المصري الذي لفظهم وأدرك خيانتهم للقضايا الوطنية والقومية. هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على القضية الفلسطينية لم يقدموا لها سوى المزايدات الفارغة والمواقف الضبابية التي لم تخدم سوى أعداء الأمة.
إن خذلان هذه الجماعات المناوئة، التي تتستر بعباءة الدين أو تتخذ من الخارج منبرًا لبث سمومها، بات واضحًا جليًا. لقد فشلوا في تحقيق أي مكسب حقيقي للقضية الفلسطينية، بل على العكس، ساهمت مواقفهم المتذبذبة في إضعافها وتشويه صورتها. أما مصر، بقيادتها وشعبها، فقد ظلت وستظل السند القوي والداعم الأصيل للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل استعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة.
إن المشهد المهيب في صلاة العيد، بتلك الحشود المليونية التي هتفت تأييدًا للرئيس ورفضًا للتهجير، يمثل رسالة واضحة وقوية إلى كل من تسول له نفسه العبث بأمن المنطقة أو تجاهل إرادة الشعب المصري. إنها رسالة تؤكد أن مصر، بتاريخها العريق ومكانتها الراسخة، ستبقى الحارس الأمين على قضايا الأمة العربية، وأن الشعب المصري سيظل دائمًا في طليعة المدافعين عن الحق والعدل.
فتحية إجلال وتقدير لهذا الشعب العظيم ولقيادته الحكيمة على هذا الموقف الوطني المشرف الذي يعكس أصالة معدن المصريين وعمق انتمائهم لأمتهم العربية وقضاياها العادلة. وستبقى مصر، كما كانت دائمًا، قلب العروبة النابض وضميرها الحي.