قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني أحمد عمر خوجلي إن السودان يبحث عن فضاءات جديدة وخيارات ومبادرات مختلفة عما تم طرحه منذ اندلاع الحرب، والتي -حسب رأيه- لم تراعِ المصالح الحقيقية للشعب السوداني.

وأوضح خوجلي أن مجلس السيادة السوداني وحكومته يعولان على تعارض المصالح بين روسيا وقوى الغرب -وعلى رأسها أميركا- في إمكانية أن تقوم موسكو بدور مختلف عبر تقديم مبادرة تخلو من التحفظات التي أخذها السودان على ما سبق من مبادرات.

وجاء حديث خوجلي خلال الحلقة التي خصصها برنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2023/7/2) لزيارة مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني إلى روسيا، ودعوته إياها للعب دور في حل الأزمة الراهنة في بلاده، مع إشارته إلى وجود تقارير غير مؤكدة عن اتصالات بين مجموعة فاغنر العسكرية وقوات الدعم السريع.

ورغم نفي نائب رئيس مجلس السيادة وجود قوات فاغنر في السودان مع تحذيره من وجودها في دول حدودية فإنه رجح في تصريحات لاحقة للجزيرة أن تكون لها علاقات مع قوات الدعم السريع على مستوى الاستثمارات.

وتساءلت حلقة "ما وراء الخبر" عن السياق الذي جاءت فيه زيارة عقار إلى موسكو، وحديثه عن دور فاغنر في السودان ودعوته لدور روسي في تسوية النزاع، والرسائل التي يبعثها توقيت الزيارة، وكيف ستتعاطى روسيا مع هذه الدعوة.

لا عزلة

واعتبر خوجلي أن زيارة عقار لموسكو تؤكد على عدم وجود أي عزلة للسلطات السودانية، وأن حركتها مريحة ويتم استقبال ممثليها استقبالا رسميا في دول كبرى، مؤكدا أن التوجه لموسكو مهم وضروري، وأن فائدته مرجوة بناء على تجارب سابقة.

وذكر أن مجلس السيادة يعول على الموقف الروسي بمجلس الأمن في حال سعت واشنطن للضغط على السودان عبر قرارات تتعارض مع مصالحه، حيث تنتظر الخرطوم أن تقف موسكو إلى جانبها وتفعّل الفيتو ضد تلك القرارات.

ولا ينكر الكاتب السوداني أن تكون لروسيا طموحات ومصالح تسعى لتحقيقها من خلال هذا الدور، حيث يراها مشروعة في سياق السعي إلى استقرار الأوضاع، لافتا إلى أن السودان بلد واعد وفيه فرص استثمارية كبرى من حق الجميع أن يسعى إليها، مما يصب في مصلحة الشعب السوداني.

الحل الأفضل

بدوره، يرى الباحث الروسي المتخصص في العلاقات الدولية ستانيسلاف ميتراخوفيتش أن روسيا يمكن أن تتوسط في كل ما يتعلق بالشؤون السودانية، ولها سوابق في قضايا أفريقية، ويمكن أن يكون تدخل موسكو الحل الأفضل مقارنة بالمبادرات السابقة للقوى الغربية.

لكنه أوضح أن أي مبادرة جديدة من قبل موسكو لن تكون بمثابة عصا سحرية، وإنما ستكون مقاربة عملية أفضل قد تكون عبر الدعوة لمفاوضات بين طرفي النزاع برعايتها، وربما لاحقا تتداخل مع الجانب العسكري.

ويرى ميتراخوفيتش أن من مصلحة الجميع توقف القتال في السودان، حيث إن استمرارها سيؤدي إلى المزيد من موجات النزوح المقلقة، ذاهبا إلى أنه في نهاية المطاف يمكن تنسيق الجهود لإيجاد حكومة للسودان، ربما لا تكون ديمقراطية ولكن من شأنها أن تساعد على استقرار الأوضاع فيه.

استعادة مجال

بدوره، رأى كاميرون هيدسون مستشار المبعوث الأميركي السابق إلى السودان ومسؤول شؤون أفريقيا السابق في البيت الأبيض أن روسيا تسعى لاستعادة المجال الذي كانت تسيطر عليه من خلال مجموعة فاغنر، ولا مانع لديها من أن تلعب دور الوسيط في الأزمة السودانية.

ولم يخفِ المسؤول السابق تشاؤمه من دور روسيا المتوقع في السودان كونه -حسب تقديره- ينطلق من سعيها لتحقيق مصالحها الإستراتيجية حيث تسعى إلى الحصول على قاعدة بحرية، وهي تعرض خدماتها الآن للتقدم في هذا الملف، لافتا إلى أن موسكو خلال السنوات الأخيرة توازن مواقفها مع الطرفين المتصارعين للحصول على تلك القاعدة.

وفي هذا السياق، أشار إلى أن روسيا ووكلاءها مجموعة فاغنر يعملون خلال السنوات الأخيرة في أفريقيا لتطوير علاقات على حساب الغرب، لافتا إلى أن ما يثير قلق واشنطن هو كيفية إقامة حكومة ديمقراطية مدنية في السودان، وهو الأمر الذي ترى أنه ليس واضحا لدى روسيا في مساعيها لحل الأزمة السودانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی السودان إلى أن

إقرأ أيضاً:

السودان: الدعم السريع توسع هجماتها على مناطق بشمال دارفور

أكد الشهود إن قوة مسلحة تتبع لقوات الدعم السريع بقيادة إبراهيم التوم، متمركزة في إدارية أم بادر بمحلية حمرة الشيخ شمال كردفان، شنت هجوما على مناطق “بروش، أم شأوه، حلة جبل، أم قفلة كاجا..

التغيير: الخرطوم

وسعت قوات الدعم السريع هجومها على مناطق محلية أم كدادة 187 كلم جنوب شرق الفاشر عاصمة شمال دارفور، التي يحتمي بها مسلحون يتبعون لجماعة شوقارة المتحالفة مع الجيش السوداني، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى وسط السكان المسلحين إلى 35 شخصاً، وفق شهود عيان.

وأكد الشهود لـ” دارفور 24″ إن قوة مسلحة تتبع لقوات الدعم السريع بقيادة إبراهيم التوم، متمركزة في إدارية أم بادر بمحلية حمرة الشيخ شمال كردفان، شنت هجوما على مناطق “بروش، أم شأوه، حلة جبل، أم قفلة كاجا”، وذلك بعد يومين من هجوم مماثل شنته قوة أخرى بقيادة التجاني شمال، على مدينة كبكابية أوقعت عدداً من القتلى والجرحى وسط المقاومة الشعبية والسكان المحليين.

وقال عماد أحمد، المتطوع ببلدة “بروش” لـ” دارفور 24″ إن الهجمات الأخيرة خلفت عدد 29 قتيلا و6 جرحى، فضلًا عن نزوح السكان المحليين من جميع القرى إلى تخوم كردفان وبعض المناطق المجاورة لمدينة أم كدادة.

وأشار إلى أن الهجوم على المنطقة يأتي ضمن خطة الدعم السريع لفرض سيطرتها على مدينة أم كدادة والمناطق التابعة لها، والتي تسيطر عليها جماعة شوقارة المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني.

“جماعة شوقارة” هي مليشيا قبلية كونها القيادي في نظام البشير السابق، عثمان محمد يوسف كبر، إبان حكمه لولاية شمال دارفور، كانت قد سيطرت هذه المجموعة على “أم كدادة” في فبراير 2024م بعد أن قضت على قوة من الدعم السريع كانت تتمركز بالمدينة.

دارفور 24

الوسومحرب الجيش والدعم السريع ولاية شمال دارفور ولاية شمال كردفان

مقالات مشابهة

  • «الجيش السوداني» يحبط هجوما للدعم السريع بالمسيرات على محطات الكهرباء
  • السودان: الدعم السريع توسع هجماتها على مناطق بشمال دارفور
  • الجيش السوداني يواصل انتصاراته في مواجهة قوات الدعم السريع في الخرطوم
  • هل تنجح مساعي البرهان في تطويق الدعم السريع بمنطقة الساحل؟
  • اتهامات لحفتر بدعم حميدتي.. هذه نسب المرتزقة في قوات الدعم السريع
  • الدعم السريع تمهل الجيش السوداني 48 ساعة
  • السيادة السوداني: قرار وزارة الخزانة الأمريكية ضد البرهان كيدي ويستهدف وحدة السودان
  • البرهان يقود المعارك العسكرية بنفسه من خطوط القتال
  • مساعد قائد الجيش السوداني: المرتزقة من جنوب السودان يشكلون 65% من قوات الدعم السريع
  • مالك عقار: العقوبات الأميركية ضد البرهان «كيدية» تستهدف «وحدة السودان»