علامات انهيار الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
في مثل هذا الوقت من عام 2020 فاز جو بايدن في السباق الرئاسي على الرئيس السابق دونالد ترامب، وبدأ الرئيس الأمريكي الأكبر عمرا في تاريخ بلاده مشواره في البيت الأبيض.
إقرأ المزيدبعد مرور أكثر من 3 سنوات من ولايته الأولى، لم يعد بايدن الذي ناهز الثمانين من العمر، الرئيس الأكبر سنا في التاريخ الأمريكي، بل والأسوأ، بحسب السناتور الجمهوري السابق تيد هارفي الذي كتب في مقالة نشرت منصف عام 2022 أن بايدن "أسوأ رئيس أمريكي في القرن الحادي والعشرين".
على صفحات "واشنطن تايمز"، فسر في تلك المناسبة هارفي ما ذهب إليه بقوله: "لماذا؟ لأن السيد بايدن هو أسوأ رئيس أمريكي منذ عقود" ولأن الولايات المتحدة منذ أيام الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، لم تكن الولايات بـ"مثل هذه الإدارة غير الكفؤة بشكل مذهل وغير الفعالة تماما والمثيرة للشفقة بصراحة".
السيناتور الجمهور السابق وصف إدارة بايدن أيضا بأنها عبارة عن "كوميديا من الأخطاء، لا يوجد فيها شيء مضحك"، لافتا حينها في هذا السياق إلى أن التضخم في الولايات المتحدة بلغ أعلى مستوى له منذ عام 1980، وأن أزمة الحدود والهجرة غير الشرعية هي في أسوأ حالاتها منذ أكثر من عقدين، كما أن أفغانستان أصبحت واحدة من أشهر الأخطاء الفادحة في السياسة الخارجية في السنوات الأخيرة.
السياسي الأمريكي وصل إلى استنتاج مفاده أن إدارة بايدن يلاحقها الفشل في جميع خطواتها، وهو لا يرى في عهده سببا "للتفاؤل بشأن الاقتصاد أو الهجرة غير الشرعية أو الجريمة أو الصحة العامة أو السياسة الخارجية".
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بدوره، لا يوفر أي مناسبة للسخرية من خصمه السياسي، حيث قال عنه في مطلع نوفمبر الجاري إن الأطفال في عمر 6 سنوات، أذكى منه حتى حين كان أصغر سنا!
ترامب رأى أن السياسة التي انتهجها جو بايدن وفريقه أدت إلى أن الولايات المتحدة تعامل الآن مثل الأطفال الصغار في جميع أنحاء العالم، مشيرا في نفس الوقت إلى أن بايدن لا يمكنه شغل منصب الرئيس ليس فقط بسبب عدم كفاءته، ولكن أيضا بسبب ماضيه وتورطه في قضايا فساد.
الرئيس الأمريكي السابق اتهم رئيس بلاده الحالي بأنه أفقد الولايات المتحدة الاحترام في العالم، وأن الأمريكيين في عهده لا يشعرون بالأمان التام.
الانتقادات التي توجه إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن واتهامه بعدم الكفاءة لا تأتي فقط في سياق التنافس مع الجمهوريين، بل يتبنى هذا الموقف عدد من الخبراء من بينهم الاقتصادي والأكاديمي الأمريكي جيفري ساكس الذي يرى أن الولايات المتحدة تسقط في الهاوية بسبب قرارات بايدن العسكرية.
أما بالنسبة للناخبين الأمريكيين، فقد أظهر استطلاع للرأي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام المقبل، نشرت نتائجه صحيفة نيويورك تايمز أن أكثر من 70 بالمئة من العينة يوافقون على العبارة التي تقول إن بايدن "أكبر سنا من أن يكون رئيسا فعالا".
لا ترتكز الانتقادات التي توجه إلى بايدن على الشيخوخة والوهن وفقدان الذاكرة أحيانا، بل يرى البعض على أن ذلك يتصادف مع "شيخوخة الإمبراطورية" الأمريكية.
في هذا السياق يشبه الخبير السياسي الأمريكي نيل فيرجسون، الوضع الحالي في الولايات المتحدة بمثيله في الإمبراطورية البريطانية التي كانت شهدت "بين عامي 1920 - 1930 انخفاضا اقتصاديا في الإنتاج، وبدأت دول أخرى في شغل أدوار قيادية".
أما المؤرخ البريطاني الشهير أرنولد توينبي الذي كان توفى في عام 1975 فقد كتب بهذا الشأن يقول: "من بين الحضارات الاثنتين والعشرين التي ظهرت في التاريخ، انهارت تسعة عشر منها عندما وصلت إلى الحالة الأخلاقية التي تعيش فيها الولايات المتحدة الآن"، ما يدل، بحسب هذا الموقف، على أن انهيار الإمبراطورية الأمريكية ليس جديدا، وأنه بدأ منذ فترة طويلة، إلا أن "الشواهد" عليه الآن "كثيرة وواضحة للعيان.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف البيت الأبيض جو بايدن دونالد ترامب الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی
إقرأ أيضاً:
الكشف عن الأهداف التي طالها القصف الأمريكي في صنعاء اليوم
مقاتلات أمريكية (وكالات)
في تطور ميداني يعكس تصعيدًا عسكريًا لافتًا، شنت مقاتلات أمريكية، فجر اليوم الخميس، تسع غارات جوية استهدفت مناطق شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، في إطار ما وصفه مراقبون بأنه حلقة جديدة من التصعيد المزدوج الذي تتعرض له البلاد من قبل القوات الأمريكية والإسرائيلية، في ظل تزايد الدعم اليمني للقضية الفلسطينية وقطاع غزة.
وبحسب مصادر محلية، فقد استهدفت ست غارات جوية منطقة "براش" الواقعة شرقي جبل نقم، وهي منطقة تشهد بين الحين والآخر نشاطًا عسكريًا محدودًا لجماعة الحوثيين. كما طالت ثلاث غارات عنيفة جبل نقم نفسه، وسط سماع دوي انفجارات ضخمة في أرجاء العاصمة، ما أثار حالة من الهلع في أوساط السكان المدنيين.
اقرأ أيضاً تصعيد أمريكي غير مسبوق: أكثر من 20 غارة على 5 محافظات يمنية خلال ساعات 24 أبريل، 2025 انهيار قياسي جديد للريال اليمني.. الدولار يلامس سقفًا غير مسبوق في عدن اليوم 24 أبريل، 2025هذه الضربات الجوية تأتي بعد أقل من 24 ساعة على غارات إسرائيلية شنتها طائرات حربية على محافظة صعدة شمال البلاد، والتي شهدت تسع ضربات جوية استهدفت مواقع متفرقة، وفق ما أفادت به مصادر إعلامية.
وتأتي هذه الهجمات في سياق متواصل من الضغوط العسكرية التي تمارسها واشنطن وتل أبيب على قوات صنعاء، في محاولة – كما ترى أوساط سياسية – لثنيها عن موقفها المناصر لفلسطين، لا سيما بعد تصاعد الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثيين ضد المصالح الإسرائيلية والغربية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وتعتبر صنعاء أن دعمها لغزة هو "جزء من واجبها القومي والديني"، وقد تبنّت منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع سلسلة من المواقف والخطوات التصعيدية، شملت تهديد الملاحة الإسرائيلية وشن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى.
الضربات الجوية الأخيرة أثارت موجة استنكار واسعة في الأوساط الشعبية والرسمية داخل اليمن، حيث اعتُبرت الهجمات انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية، واستمرارًا لما تصفه صنعاء بـ"العدوان الأمريكي-الإسرائيلي المشترك" على الشعب اليمني.
منظمات حقوقية نددت أيضًا بما أسمته "الاستهداف المتعمد للأحياء السكنية"، مشيرة إلى أن العديد من هذه الضربات تخلف أضرارًا كبيرة في الممتلكات، وتؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، ما يفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلًا في البلاد.