موكب السعادة.. فرحة تجول شوارع قطاع غزة من أجل إسعاد الأطفال
تاريخ النشر: 2nd, July 2023 GMT
غزة- "أطفالنا بحاجة إلى الفرحة في ظل الظروف الصعبة والحروب المؤلمة"، بهذه الكلمات عبّر الأهالي عن حاجة أطفالهم لفعاليات تساهم في الترويح عن أنفسهم وكسر حالة الحزن الصعبة التي خلفتها الحرب الأخيرة على غزة والتي كانت حصيلتها استشهاد 6 أطفال وإصابة العشرات منهم.
واستجابة لذلك جاءت فعالية "موكب السعادة" التي أشرف عليها نشطاء من مواقع التواصل الاجتماعي بمساعدة شركات اقتصادية في غزة لتوفير ألعاب للأطفال، واستمرت الفعالية أكثر من 6 ساعات بشكل متواصل وجابت الشوارع من شمال قطاع غزة إلى جنوبه مرورا بالمخيمات على طول ساحل بحر غزة.
المئات من الأطفال تجمعوا في مختلف المناطق في غزة ينتظرون وصول المهرجين والهدايا لكي يعيشوا لحظات من الفرح والرقص على أغاني الأطفال التي كانت تصدح مع الموكب طوال ساعات التنقل في الشوارع.
يقول عبد الله أبو لبن -وهو أحد القائمين على هذا الموكب- للجزيرة نت "لقد حضرت الكثير من الفعاليات في السابق وشاركت الناس فرحتهم بنجاحاتهم المختلفة في غزة، لكن هذه الفعالية كانت مختلفة جدا، فقد جمعت بين فرحة الإجازة الصيفية وعيد الأضحى المبارك، عندما اقترح الأصدقاء أن تكون فعالية للأطفال حاولت أن أفكر بطريقة تسعد الجميع من شمال إلى جنوب قطاع غزة دون استثناء لهذا اخترت موكب السعادة لكي يتنقل معنا ويجول كافة المناطق في غزة".
ويضيف أبو لبن "عندما شاركت على مواقع التواصل الاجتماعي حول هذه الفعالية وجدت تشجيعا وإقبالا من جميع الأهالي لهذه الفكرة واقتراحا للمناطق التي نزورها، شعرت بأن الأهالي يبحثون عن طريقة لإسعاد أطفالهم وينتظرون لحظة بلحظة لبدء جولة هذا الموكب، انتظار الأطفال على الشوارع وهتافهم عند رؤيتنا كان مشهدا مبهجا جدا".
وقال "آثار الحرب على الأطفال كانت سيئة للغاية، وتابعنا العديد من قصص الأطفال، بينهم من فقد منزله وآخرون فقدوا أصدقاءهم في المدرسة، لهذا لا أعتقد أن ما يعيشه أطفال غزة سهل أبدا، هم يحتاجون كل يوم فعالية لكي تجدد الطاقة لديهم وتبدد حالة الخوف والفقد الذي يشعرون به إلى حالة فرح لكي يكملوا طريقهم وحياتهم".
محمد حسان (25 عاما) يعمل مهرجا وكان له حضور لافت خلال فعالية موكب السعادة، ويقول للجزيرة نت "أينما وجدت طفلا أشعر بأنني على قيد الحياة والأمل، هذه هي رسالتي في الحياة والهدف الذي أستيقظ كل يوم لكي أحققه لهذا لم أتردد في المشاركة بفعالية موكب السعادة، وهي فعالية مختلفة لفائدة الأطفال من شمال قطاع غزة إلى جنوبه".
وأضاف أن "تجمّع الأطفال في الشوارع وانتظارنا لساعات للوصول إلى مناطقهم كان مبهجا جدا، وعند رؤيتهم لي أخرج من السيارة ملأت هتافاتهم المكان بهجة وكأنها تخبر العالم أن قلوبنا تستحق الفرح".
ويقول حسان "أنا أشعر بحزن شديد على الأطفال في غزة، لأنهم يعيشون ظروفا صعبة مع الحروب والأزمات الاقتصادية الخانقة وحرمانهم من التمتع بحياتهم مثل أطفال العالم، كيف لطفل ألا يستطيع الشعور بالأمان للحظة واحدة؟! لهذا طاقتي كلها أمنحها للأطفال، وهذه هي رسالتي".
وأضاف أن "المهرج هو ألطف شخص والأقرب لقلوب الأطفال، ولهذا اخترت أن أكون مهرجا، لا يهم التعب الذي أشعر به للعمل لساعات طويلة ولكن بهجتهم خلال مرور الموكب والتنقل من ميناء غزة إلى المخيمات والشوارع كانا أشبه بالحلم وتحقق".
من جانبها، ثمنت ماجدة محمد المبادرة، وقالت للجزيرة نت "الأطفال يفرحون على أي شيء حتى لو لم تكن هناك هدايا، فقط يريدون رؤية المهرج واللعب معه والرقص، عندما أرى هذه المبادرات من الشباب من أجل الأطفال أشعر بالسعادة، لأن أطفالنا بحاجة إلى الفرحة والبعد عن أجواء الحروب والقصف".
وأضافت ماجدة أن "ما يعيشه أطفالنا لا يستطيع أن يتحمله أحد أبدا، عندما علم أطفالي بهذا الموكب ارتدوا ملابس العيد وخرجوا إلى الشارع مع الجيران لكي ينتظروا وصوله إلى منطقتنا، ولا أستطيع وصف فرحتهم عندما لعبوا مع المهرج، ووصفوا لي ما عاشوه خلال الدقائق المعدودة كأنهم قضوا ساعات طويلة معه".
وتقول "جميع الأمهات طالبن بأن يصل هذا الموكب إلى مناطق سكنهم لإسعاد الأطفال، لأن الأمهات يعشن ظروفا صعبة مع الحالة النفسية المتغيرة للأطفال بفعل الحروب والظروف الاقتصادية وعدم قدرة الأهل على تلبية طلباتهم كاملة، ويشعرون بالنقص والحزن ويريدون الخروج للتنزه كل يوم، وهذا لا يمكن للأب القيام به لعدم وجود دخل مادي كاف، لهذا فإن هذه المبادرات تخفف على الأطفال والأهل أيضا".
الطفلة ريتال صقر (11 عاما) تقول "انتظرت لساعات طويلة هنا مع بنات عمي وصديقاتي، وعندما جاء المهرج لعبنا ورقصنا كثيرا، ونحن نقول دائما إن صوت الموسيقى أجمل من صوت القصف".
وبخصوص هذه المبادرة، قال المتخصص في علم النفس الدكتور درداح الشاعر للجزيرة نت المبادرات التي تنطلق في قطاع غزة من أجل دعم الأطفال نفسيا هي جهود جميلة لاحتواء الآثار النفسية السيئة الواقعة على الأطفال جراء الحروب الإسرائيلية.
وأشار درداح إلى أن الأطفال عانوا من حالات هلع رسخت في أذهانهم جراء سماع دوي الانفجارات الضخمة وتعرض منازل المدنيين للاستهداف المباغت بالصواريخ الإسرائيلية.
وأضاف أن الأهالي يشتكون من أوضاع نفسية يتعرض لها أبناؤهم أثرت على مستوى التعليم لديهم، ومن أبرز الأعراض التي باتت مشتركة بنسبة كبيرة من الأطفال قلة النوم والقلق والتبول اللاإرادي، فضلا عن الميل إلى ملازمة أولياء أمورهم وتحاشي الخروج في الأماكن المفتوحة، والخوف عند سماع أصوات الطائرات التي تحلق في سماء قطاع غزة، ورفضهم الدراسة بسبب التشتت الذهني الذي يتعرضون له.
وأكد درداح أن بعض الحالات إما تتم معالجتها خلال يوم، وهناك أخرى تحتاج إلى جلسات متواصلة من أجل التوصل إلى علاج لها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على الأطفال للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
دوجاريك: حياة أطفال غزة على المحك والقطاع على وشك الانهيار
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يؤكد أنه لم تدخل أي شاحنة غذاء أو وقود أو دواء إلى قطاع غزة منذ أوائل شهر مارس/آذار الماضي، محذرا من أن مخزونات الغذاء انخفضت بشكل خطير على مدى 50 يوما، وتناقصت الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية.
وأضاف المسؤول الأممي أن سيارات الإسعاف اضطرت لتقليص خدماتها المنقذة للحياة بسبب نفاد الوقود، بينما اضطرت المخابز للإغلاق، كما نفدت الخيام اللازمة للنازحين من مخازن الأمم المتحدة ومخازن شركائها في المجال الإنساني.
وأكد دوجاريك أن الأمم المتحدة لا تتمكن من الوصول لبعض مستودعاتها داخل غزة بسبب أوامر التهجير القسري.
بدورها، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقالت إنّ بقاء الأطفال على قيد الحياة يعتمد على ذلك.
وأضافت المنظمة الأممية أنّ المستشفيات التي تعالج الأطفال وحديثي الولادة في قطاع غزة تفتقر للمعدات الطبية وتعمل في ظروف بالغة الصعوبة، وطالبت بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة مجددًا.
إعلان تحذيرات صحيةفي السياق نفسه، قال فادي المدهون المدير الطبي لدى منظمة "أطباء بلا حدود"، للجزيرة إن النظام الصحي في كل أرجاء قطاع غزة شمالا وجنوبا وفي الوسط شبه منهار تماما، وسط تفش كبير للأمراض.
وأضاف المدهون أن نحو 50 ألف مريض وجريح بغزة يحتاجون إلى عمليات جراحية سريعة، وحذر من أن آلاف الأطفال يعانون من سوء التغذية بسبب نقص الإمدادات الغذائية.
كما كشف الدكتور منير البرش، المدير العام بوزارة الصحة في غزة أن هناك زيادةً في عدد الوفيات بين الأطفال في القطاع نتيجة سوء التغذية وعدم توفر العلاج.
وأضاف في لقاء مع الجزيرة، أن فحوصا طبية أُجريت لعدد من المتبرعين بالدم في مستشفيات القطاع أظهرت إصابتهم بفقر الدم.
من جهته، شدد مدير الإغاثة الطبية في غزة الدكتور محمد أبو عَفَش أنه في حال لم يتمّ إدخال المساعدات الطبية إلى غزة، فالقطاع برمته على شفا انهيار كامل للعمل الإنساني، وأكد أن السماح بدخول الوفود الطبية ضرورة ملحة لإنقاذ حياة عدد كبير من المصابين.