العاملون في الدبلجة يرصون صفوفهم لمواجهة وحش الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 2nd, July 2023 GMT
بدأ الممثلون المتخصصون في دبلجة الأصوات في الأعمال السينمائية والتلفزيونية، وقارئو الكتب المسموعة في مختلف أنحاء العالم يخوضون مواجهة مع الذكاء الاصطناعي الذي يهدد مستقبلهم المهني، ويرون فيه "وحشا ضخما" قادرا على إنشاء أصوات رقمية مطابقة للأصوات البشرية.
وأنشأت 20 نقابة ومنظمة عمالية من أوروبا والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية، "منظمة الأصوات المتحدة" التي تقوم بحملات تحت شعار "لا تسرقوا أصواتنا" من أجل الدفع نحو إقرار تشريع يوائم بين الذكاء الاصطناعي والإبداع البشري.
وتحذر المنظمة من الاستخدام "العشوائي وغير المنظم" للذكاء الاصطناعي، ما قد يؤدي إلى القضاء على "التراث الفني للإبداع الذي لا تستطيع الآلات إنتاجه".
في السنوات الأخيرة، لم يُبدِ العاملون في مجال الدبلجة قلقا كبيرا عند انتشار تكنولوجيا "تكست تو سبيتش" (Text To Speech)، وهي تقنية تجعل من الممكن تحويل نص مكتوب إلى كلام صادر من صوت بشري بإلقاءٍ آلي، وهي وسيلة مستخدمة في خدمات المساعدة الصوتية مثل "سيري" و"أليكسا".
التعلم الآليلكنّ الذكاء الاصطناعي أضاف "التعلم الآلي" الذي يسمح للبرنامج بمقارنة عينة صوتية بملايين العينات الأخرى.
وتُقدّم منصات عاملة بالذكاء الاصطناعي، مثل "ريفويسر دوت كوم" (revoicer.com)، مجموعة واسعة من الخدمات الصوتية مقابل رسم شهري قدره 27 دولارا، وهو مبلغ زهيد مقارنة مع ما يتقاضاه الأشخاص المحترفون في هذا المجال.
وتقول المنصة، عبر موقعها الإلكتروني، إن الخدمة "لا تهدف إلى استبدال الأصوات البشرية"، لكنّها تقدم بديلاً فعّالاً من حيث التكلفة.
وتوضح رئيسة الجمعية المكسيكية للعاملين في مجال الإلقاء الصوتي التجاري أن هذه التكنولوجيا الجديدة "تغذيها أصوات قدّمناها على مدى سنوات. نحن نتحدث عن حق الإنسان في استخدام الصوت والترجمة الفورية من دون موافقة".
وتواصل شركات التكنولوجيا توظيف مترجمين، لكنّ هؤلاء يدركون أن خدماتهم تسهم في تغذية أرشيف صوتي ضخم.
حصص للبشروينادي فنانو الصوت هؤلاء بإقرار قوانين لمنع استخدام أصواتهم من دون موافقتهم، وفرض "حصص عمالة بشرية"، كما يوضح المدبلج الكولومبي دانيال سولر دي لا برادا الذي مثّل "منظمة الأصوات المتحدة" في الأمم المتحدة والمنظمة العالمية للملكية الفكرية.
ويفتح الذكاء الاصطناعي إمكانيات لا حصر لها. ففي المستقبل، يمكن على سبيل المثال دبلجة الصوت الحقيقي للممثل ويل سميث بلغات عدة، مع طريقة نطق محترفة شبيهة بأداء ممثلي الصوت المحترفين، بحسب الراوي والمدبلج المكسيكي ماريو فيليو.
ويقول فيليو الذي تولى الأداء الصوتي بالإسبانية لدور قدّمه ويل سميث، ووضع صوته على شخصيات شهيرة "نحن نقاتل ضد وحش ضخم"، مشيرا إلى إمكانية عقد اتفاقات تحافظ على المكاسب التي يتوخاها الجمهور وتحفظ الوظائف "بشرط أن نتقاضى رواتب عادلة"، مشددا على "نقص الحماية" في هذه المهنة المستقلة.
اتصلت وكالة الصحافة الفرنسية بـ6 شركات للخدمات الصوتية الرقمية، لكن لم يرد أي منها عن أسئلتها. ومع ذلك، توقفت الوكالة عند بند تعاقدي ينص على أن بيع الحقوق يشمل "وسائل وطرقا غير موجودة أو غير معروفة (…) يمكن أن تظهر في المستقبل". ويرى العاملون بمجال الدوبلاج أن هذا البند "ينتهك" حقوقهم.
وتُجري ماكلوفيا غونزاليس، وهي مدبلجة مكسيكية تتعاون مع علامات تجارية بارزة، حاليا مفاوضات مع شركة للذكاء الاصطناعي، وقالت إنها قبل الالتزام مع تلك الشركات تطرح الكثير من الأسئلة، لكنها تحصل فقط على إجابات جزئية تقتصر على تقديم وعود بالعائدات، وتؤكد غونزاليس "أريد أن أكون جزءا من هذه الثورة، لكن ليس بأي ثمن".
وتوقف ماريو فيليو عن إعطاء صوته للكثير من العملاء، رافضا "الاستسلام لكل شيء"، ويقول "حان الوقت لدعم زملائي"، مبديا قناعته بأن الذكاء الاصطناعي "لا يمكن" أن يحل محل البشر لأنه ببساطة "بلا روح".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
ترامب يروّج لمستقبل غزة بفيديو استفزازي عبر الذكاء الاصطناعي
في مشهد تقني حوّل قطاع غزة المدمّر جراء الحرب الإسرائيلية إلى منتجع سياحي عالمي، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصته الخاصة "تروث سوشيال" فيديو تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، يظهر فيه الشكل الذي يأمل أن تبدو عليه غزة في عام 2025.
وحمل الفيديو عنوان "غزة 2025 - ما هو التالي؟"، حيث أظهر الفيديو صوراً تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لسكان غزة النازحين، وهم يسيرون بين الأنقاض، قبل الانتقال إلى مدينة تشبه نيويورك.
في خلفية الفيديو المزعج، كما وصفته صحيفة "مترو" البريطانية، يتم تشغيل أغنية تقول "ترامب، غزة هنا أخيراً، مستقبل ذهبي، حياة جديدة تماماً".
ويعرض الفيديو مستقبلًا افتراضياً للقطاع، إذ ظهرت فيه أبراج تحمل اسم "ترامب غزة"، كما شوهد ترامب بجانب امرأة تمارس الرقص الشرقي، بينما كان الملياردير إيلون ماسك يرمي الأموال في الهواء، والأطفال الصغار يقفزون لالتقاطها.
وعرضت إحدى مشاهد الفيديو أطفالاً يلهون ويركضون على الساحل، بجانب الفنادق التي تم بناؤها على الأنقاض.
JUST IN: President Trump shares a video of an AI vision for the Gaza Strip, ends with Trump having drinks at a pool with Benjamin Netanyahu.
The video also features bearded men in bikini tops.
Nothing could have prepared me for this. pic.twitter.com/1tO19aFN2t
واحتوى الفيديو، الذي لا يتجاوز 35 ثانية، مشاهد لناطحات سحاب تحيط بالساحل مع المياه الزرقاء وأشجار النخيل، إلى جانب ماسك وهو يتناول وجبة خفيفة تحت ظل الشمس.
واختتم الفيديو بتمثال ذهبي كبير لترامب في وسط ساحة المدينة، ومقطع آخر يضم ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو وهما يستجمان تحت أشعة الشمس.
ويتجاهل الفيديو حقيقة ما يعانيه قطاع غزة بعد 15 شهراً من الحرب الإسرائيلية التي دمّرت القطاع تماماً، وشرّدت ما يقرب من مليوني فلسطيني، وأسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف.