السودان.. الجيش يعلن إسقاط مسيّرة وقوات الدعم السريع تؤكد إسقاط مقاتلة حربية وعقار يعزو فشل الهدن لآليات التنفيذ
تاريخ النشر: 2nd, July 2023 GMT
أعلن الجيش السوداني إسقاط مسيّرة تابعة للدعم السريع، فيما أكدت قوات الدعم السريع إسقاط طائرة حربية تابعة للجيش، في حين قال مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة إن محاولات وقف إطلاق النار تفشل بسبب افتقارها إلى آليات التنفيذ الصحيحة.
وقال مصدر عسكري في الجيش السوداني للجزيرة إن أجهزة المراقبة في منطقة بحري العسكرية تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة تابعة للدعم السريع، مشيرا إلى أن المسيّرة كانت تستهدف المنطقة.
وأوضح المصدر أن الجيش السوداني ينصب أجهزة دفاع متطورة في كل مناطقه العسكرية.
وعلى الجانب الآخر، أعلنت قوات الدعم السريع أنها أسقطت طائرة حربية من طراز "ميغ" تابعة للجيش السوداني في منطقة الكباشي شمالي الخرطوم بحري.
وتظهر صور على مواقع التواصل الاجتماعي جنودا من الدعم السريع في أحد المواقع وهم يستعرضون حطاما يقولون إنه للطائرة التي أسقطت.
وقالت قوات الدعم في بيان صحفي إنها تصدت لهجمات نفذتها الطائرات الحربية على أحياء سكنية.
بالمقابل، نشر رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة السودانية السابق إبراهيم الحوري عبر حسابه على فيسبوك مقطع فيديو وصورا تظهر بقايا حطام الطائرة المسيرة التي أسقطها الجيش السوداني في منطقة بحري العسكرية بالخرطوم اليوم الأحد.
وقال مراسل الجزيرة في السودان إن الجيش استهدف تجمعات للدعم السريع بمنطقة "حلة كوكو" شرقي النيل، كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع في أم درمان غربي الخرطوم.
مالك عقار في إثيوبيا
سياسيا، وصل مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني اليوم الأحد إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في زيارة غير معلنة هي الثانية له خلال شهر.
وحسب مصدر دبلوماسي سوداني، سيجري عقار مباحثات في الحكومة الإثيوبية وعدد من المنظمات الإقليمية بشأن الملف السوداني.
وفي حديث للجزيرة قال عقار الموجود حاليا في أديس أبابا إن الحرب في السودان أدت إلى دمار كبير في البنية التحتية ومعاناة كبيرة في حياة الناس.
وشدد عقار على أن سبب فشل محاولات وقف إطلاق النار هو افتقارها إلى آليات التنفيذ الصحيحة، مشيرا إلى أن السودانيين "هم من بدؤوا الحرب، وهم من تأثروا بها، لذلك هم مسؤولون عن إنهائها".
وفي سياق آخر، نفى عقار وجود قوات لفاغنر في السودان، مشيرا إلى أنها موجودة في عدد من الدول المجاورة وفي المناطق الحدودية.
ورجح أن تكون لها علاقة مع قوات الدعم السريع على مستوى الاستثمارات، قائلا إنها "شركة عسكرية خاصة، ولديها شبه كبير مع قوات الدعم السريع التي هي أيضا قوة عسكرية خاصة في السودان، وهي المتسببة في المشكلة الحالية".
الوضع في دارفوروفي تطور آخر، قالت هيئة محامي دارفور إن قوات الدعم السريع تتجه نحو إنهاء وجود أجهزة الدولة في ولايات دارفور ونشر الفوضى الشاملة.
وحذرت الهيئة في بيان من أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى تدمير كل مدن ولايات دارفور وتشريد سكانها.
واتهمت الهيئة قوات الدعم السريع بمواصلة ارتكاب انتهاكات جسيمة في الجنينة وزالنجي ونيالا وكتم وغيرها من المناطق بولايات الإقليم، مشددة على "أن هذه التجاوزات لا علاقة لها بأي عمل يستهدف الانتقال الديمقراطي في البلاد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی فی السودان
إقرأ أيضاً:
38 قتيلا بالفاشر واتهامات للدعم السريع بارتكاب “عنف جنسي”
السودان – أسفر هجوم شنته قوات الدعم السريع بطائرة مسيّرة عن 38 قتيلا على الأقل في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في حين اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف جنسي في السودان.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان لتنسيقية “لجان المقاومة-الفاشر” ارتفاع حصيلة قتلى “مجزرة” حي أولاد الريف بالفاشر إلى 38 منذ وقوع الهجوم في وقت متأخر السبت.
وكانت التنسيقية قالت في بيان سابق “قصفت طائرة مسيرة إستراتيجية تابعة للمليشيا، ليلة أمس، حي أولاد الريف وسط المدينة بـ4 صواريخ شديدة الانفجار”، معلنة مقتل 3 مدنيين وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح خطيرة.
وترزح مدينة الفاشر منذ أشهر تحت وطأة حصار تفرضه قوات الدعم السريع، كما تشهد اشتباكات توصف بالأكثر عنفا، في ظل سيطرة قوات الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور.
ومساء الجمعة، نفّذت قوات الدعم السريع هجوما آخر بطائرة مسيّرة على مستشفى رئيسي في الفاشر، وفقا لوزارة الصحة التابعة للحكومة السودانية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 9 أشخاص قُتلوا وأصيب 20 بجروح في هذا الهجوم، في حين أفاد طبيب بأن المنشأة اضطرت إلى التوقف عن العمل.
من جانب آخر، أورد إعلام مجلس السيادة الانتقالي تصريحات لقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، قال فيها إن “العالم غير مهتم بما يجري في السودان”، مشيرا إلى قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن فك الحصار عن الفاشر، والتي لم يتم تنفيذها بجانب استمرار إمداد المليشيا بالسلاح”.
وخلال تفقده مواقع للجيش بمنطقة البطانة، أفاد البرهان بأن ما سماها “معركة الكرامة” مستمرة بفضل الإسناد الشعبي، مؤكدا أنه “لا تفاوض ولا هدنة” مع المتمردين.
من جهتها، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش “قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة” معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد التي تشهد حربا دامية منذ أكثر من عام ونصف العام.
وأكّدت المنظمة -في تقرير نشرته الاثنين- أن “عشرات النساء والفتيات، تراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاما، تعرّضن للعنف الجنسي في ولاية جنوب كردفان”.
وبحسب “هيومن رايتس ووتش”، تعرضت الكثير من الضحايا للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن أو أمام عائلاتهن، بينما اختطفت بعضهن واستُعبدن.
واعتبرت المنظمة أن هذه الحالات من العنف الجنسي “انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، وجريمة حرب” داعية “الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة”.
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر حذّر الشهر الماضي -أثناء زيارة للسودان- من “وباء عنف جنسي” تتعرض له النساء، محذرا من أن نطاق هذه الاعتداءات “غير مقبول”.
وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول، قالت الأمم المتحدة في تقرير إن جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت “معممة”، في حين أوضحت المنظمة الأممية أنها أجرت تحقيقا أكد أن معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع.
وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان محمد شاندي عثمان في بيان “لقد صعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان”.
وأضاف عثمان، الذي يرأس هذه البعثة التي أُسِّست أواخر العام الماضي من جانب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ بدء الصراع في أبريل/نيسان 2023، “لا يوجد مكان آمن في السودان الآن”.
واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وبين قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وقد خلفت هذه الحرب عشرات آلاف القتلى، وشردت أكثر من 11 مليون سوداني، وتسببت -وفق الأمم المتحدة- بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.
المصدر : الفرنسية + مواقع التواصل الاجتماعي