عربي21:
2025-01-20@05:21:02 GMT

لماذا تعتبر المقاومة في غزة خط الدفاع الأول عن مصر؟

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

لماذا تعتبر المقاومة في غزة خط الدفاع الأول عن مصر؟

تعد شبه جزيرة سيناء بوابة مصر الشرقية وأقدم ممر بين قارات العالم القديم وشهد سقوط وقيام دول وحضارات عبر التاريخ، وعلى الضفة الأخرى يوجد قطاع غزة وينظر إليه على أنه خط الدفاع الأول عن سيناء، وبات حجر عثرة بين دولة الاحتلال ومصر.

يقول خبراء وسياسيون إنه منذ فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس بالانتخابات عام 2006 أصبح القطاع هو حاضنة شعبية لحركات المقاومة والتحرر الفلسطيني، وخط الدفاع الأول عن مصر ضد أطماع دولة الاحتلال الإسرائيلي الذي أجبرتها المقاومة الشعبية على تسليم القطاع.



‌تشير التقارير الصحفية العربية والدولية إلى أن الهجوم المفاجئ الذي نفذته حركة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال في غلاف قطاع غزة دمر إحدى الأساطير المرتبطة بإسرائيل في ساعات قليلة.



‌وتسعى الحكومة المصرية على مدى عقد من الزمن على إنفاق مئات المليارات من الجنيهات لتنمية شمال سيناء وتحسين حياة سكانها من خلال استراتيجية شاملة متعددة الأبعاد، وتدشين مئات المشاريع على اعتبار أن التنمية والإعمار خط الدفاع الأول عن سيناء.

من يسيطر على فلسطين يسيطر على سيناء
تعد سيناء أهم وأخطر مدخل لمصر على الإطلاق، وبالتالي تكتسب فلسطين أهمية استراتيجية بالنسبة لمصر، والتي لخصها المفكر والجغرافي المصري الشهير، جمال حمدان في كتابه "سيناء في الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا" في قوله: إن الدفاع عن فلسطين هو قضية أمن قومي مصري بالأساس الأول، وأن ‏من يسيطر على فلسطين يهدد خط دفاع سيناء الأول، ومن يسيطر على سيناء يتحكم في خط دفاع مصر الأخير ويهدد الوادي".


إزاء الدعم العسكري والمادي المفتوح من الولايات المتحدة الأمريكية لدولة الاحتلال وتحريك بوارجها وسفنها الحربية العملاقة إلى شواطئ فلسطين لحماية إسرائيل من تداعيات أي تطور لعملية الإبادة التي تشنها على قطاع غزة يظل القطاع وحيدا محاصرا لا يستطيع العرب إدخال أي مساعدات إغاثية أو وقود دون إذن مسبق من تل أبيب ما يعكس تواطؤ أو فشل عربي كبير.



‌مبارك يختزل السبب وراء صمت العرب
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا من مؤتمر صحفي للرئيس المصري الراحل حسني مبارك، في تسعينيات القرن الماضي، يختزل حقيقة الدعم الأمريكي لإسرائيل وسبب عدم قدرة العرب على مساندة الفلسطينيين.

وفي إجابته على سؤال أحد الصحفيين بشأن مساندة الدول العربية للفلسطينيين لعودة القدس،  قال ساخرا: "عاوز مساندة الدول العربية مع الفلسطينيين ضد أمريكا وإسرائيل.. تعالى قابلني (وهو مصطلح مصري شعبي يعني أنه من المستحيل حدوثه).

وأضاف مبارك: "ياراجل.. لا معلش أنا بتكلم بصراحة.. أمريكا بتدي إسرائيل كل شيء من مساعدات لإنشاء الصواريخ إلخ عايزين إسرائيل تكون هي الأقوى..وهم يريدون إسرائيل تكون هي البلد المهيمنة على المنطقة كلها؛ لذلك إضعاف مصر مهم جدا.. هو هذا الهدف".

واستدرك ضاحكا: "العرب كلهم.. العرب كلهم عايزين مساندة أمريكا.. خليك مع الله".

#مبارك أوضح الموقف...
تسريب ينشر لأول مرة...
تعليقي: لا يمكن الانتصار الا بتوحيد العرب وبتحييد أمريكا وكلاهما مستحيل في الواقع الحالي.#Gaza #فلسطين_الان pic.twitter.com/CEdbmPzPUG

— Moataz A. Fattah (Ph.D) (@MoatazAFattah) November 7, 2023


أطماع إسرائيل تحجبها المقاومة
مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، عبد الله الأشعل، المشارك في مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل ومفاوضات استعادة طابا، تحدث إلى "عربي21" عن حقيقة أطماع العدو في مصر، مؤكدا أن "أطماع إسرائيل في سيناء قائمة، وقطاع غزة هو حجر عثرة أمام تحقيقها، بالتالي فإن المقاومة الفلسطينية هي خط الدفاع عن سيناء ومصر".

وبشأن موقف العرب من دعم المقاومة في فلسطين، أوضح  أن "أمريكا أعدت للأمر عدته منذ عقود وتمكنت من القرار العربي، والعواصم العربية لا تستطيع اتخاذ قرار جماعي دون المرور على أمريكا، للأسف الشديد تم ربط مستقبل الحكام العرب بالقرار الأمريكي والموقف من إسرائيل، لا نملك جميعا فتح أو تأمين العبور من معبر رفح للجانب الفلسطيني، ولا يمر مريض أو مصاب دون إسال اسمه هناك".

واعتبر أن "المعارك الحاسمة في تاريخ العالم الإسلامي كانت على الضفة الأخرى من شبه جزيرة سيناء، وهناك تم صد الأعداء سواء التتار أو الصليبيين وهزيمة الروم وغيرهم، فأرض فلسطين هي خط الدفاع الأول والحصين لمصر ومن مصلحة مصر أن يظل قويا صامدا وبانهياره تصبح هدفا سهلا للأعداء".

ووصف الدبلوماسي المصري عدم تقديم دعم حقيقي للمقاومة بأنه "فشل كبير بسبب عدم قدرتهم جميعا على تحريك عبوة وقود إلى قطاع غزة دون إذن من إسرائيل، هناك رغبة لتقديم الدعم والمساعدة والمساندة لدى البعض، والبعض الآخر يرى فيما يحدث مصلحة ولكن ليس مصر".

في الـ 30 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، خرج عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق في مقابلة تلفزيونية قائلا، "إن الكثير ممن أتواصل معهم من جهات أجنبية للمساعدة يقولون إنهم يتكلمون مع جهات عربية، وبينهم من السلطة الفلسطينية، يشجعون على إخراج حماس من المشهد، ولكن لا يستطيعون الحديث عن هذا أمام الجمهور لأنه يرفضه".



خنق المقاومة ومحاصرتها
عند الحديث عن المقاومة في غزة من الضروري إدراك الآتي، يقول رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري، الدكتور عمرو عادل، كان الشمال الشرقي هو نقطة الغزو لمصر على مر تاريخها لذلك فأمن مصر مرتبط عضويا بأمن الشام كلها، النظام المصري الحالي غير مكترث بأمن مصر القومي وجزيرتي تيران وصنافير بعد بيعهما للسعودية خدمة للكيان الصهيوني  سد النهضة إثباتات لا تقبل الجدل حول تخلى النظام عن أمن مصر".

وأضاف لـ"عربي21": "النظام المصري الحالي يعادي المقاومة منذ تفريغ الشريط الحدودي وإغلاق الأنفاق، النظام المصري يتمنى سقوط المقاومة في غزة لأنها نموذج مدمر على الاحتلال والاستبداد وامتداد هذا النموذج المقاوم  قادر على تدمير النظم الاستبدادية"



لكن عادل الضابط السابق بالجيش المصري، يفرق بين موقف الشعوب في غالبها وبين النظم الحاكمة، فالشعوب التي تئن تحت الفقر والاستبداد ترى في غزة ومقاوميها نموذجا ملهما أما الانظمة فتراها خطرا محدقا، أما الغرب يحارب معركته وليس فقط معركة الكيان ولا يهتم بسقوطه الأخلاقي ولا حتى سقوط مؤسسات النظام العالمي فهي معركة وجود بالنسبة له

واختتم السياسي المصري حديثه بالقول "من هذه المقدمات يصبح من الطبيعي أن النظم الحاكمة تقدم الدعم للكيان وتحاصر المقاومة وتتمنى هزيمتها، وقد انتكس كل النظام العالمي والعربي أخلاقيا وإنسانيا منذ زمن طويل، فقط أحداث غزة كاشفة وليست منشئة، ولذلك فإن سقوط المقاومة في غزة هو أمل النظام الغربي والعربي ونجاحها بداية صفحة جديدة في التاريخ".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سيناء مصر غزة المقاومة حماس مصر حماس غزة سيناء المقاومة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة خط الدفاع الأول عن المقاومة فی غزة یسیطر على قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

توفيق عكاشة: إسرائيل تحتاج العرب للسيطرة على العالم

قال الإعلامي توفيق عكاشة، إن مخطط تقسيم الأمة العربية لم يبدأ بعد أحداث 2011 التي ضربت المنطقة وإنما بدأ في أواخر السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.

وكشف خلال مقابلة خاصة من مزرعة خيوله مع الإعلامي الإماراتي محمد الملا في برنامج “ديوان الملا” أن  رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت دعا إلى مؤتمر من أجل الوحدة وإعلان السلام مع العرب، مشيرًا إلى أن غرض اليهود في ذلك هو الوحدة مع (أبناء إسماعيل) حتى يتمكنوا من قيادة العالم والسيطرة على الأرض، ما يعني إقامة سلام مع جميع الدول العربية على غرار اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، وأن هذا السلام سيسهم في تعزيز العلاقات بين اليهود والعرب.

إسرائيل وحماس تتوصلان إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى وإطلاق سراح الرهائن ترامب يؤكد ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قبل تنصيبه

وأكمل: “حضر جميع القادة العرب، بما في ذلك صدام حسين وحافظ الأسد، وذلك في الاجتماع الأخير في بغداد، أعتقد أن هذا الاجتماع كان في عام 1987، في ذلك الوقت، كانت جبهة الصمود والتصدي قد رفضت الأمر، بينما وافقت معظم الدول العربية على الفكرة، ما أدى إلى عدم التوصل إلى اتفاق، ومن ثم، بدأ التخطيط لوضع خريطة جديدة أو لتنفيذ الخطة الجديدة بدون العرب”، حسب زعمه.

ولفت إلى أن اليهود ومعهم إسرائيل ذهبوا إلى هذا المؤتمر ولديهم خطتان، واحدة تتضمن موافقة العرب، والأخرى تتضمن عدم موافقتهم، وقد نفذوا خطة عدم موافقة العرب، متهما صدام حسين وحافظ الأسد ومعمر القذافي وعبدالله صالح، مردفا: “جهلهم وغبائهم سبب المصائب التي نحن فيها الآن”.

وبين أن اليهود يعتقدون أن السيطرة على الأرض لن تتحقق إلا من خلال أبناء إسماعيل، وهذه عقيدة دينية توراتية، لأن سيدنا إبراهيم، بحسب العقيدة اليهودية، دعا لهم بالملك والمال، ودعا لأبناء إسماعيل بكثرة العدد والقوة؛ لذا، فإن الملك والمال لا يمكن أن يتحققا إلا بالقوة والعدد، وهما في إسماعيل، بينما الملك والمال في إسحاق، مردفا: “هذا هو دينهم، وليس لي علاقة به”.

وتابع: “أما بالنسبة لمصر، فإنك تشير إلى أن الملك السياسي فيها يعود أيضًا إلى عقيدة دينية مرتبطة بسيدنا يوسف، لديهم عقيدة يهودية واضحة، وحكمهم مستند إلى هذه العقيدة”.

وأشار إلى أن معمر القذافي تم ذبحه، كاشفًا أن إسرائيل مدت يدها للسلام وكان قائد ذلك الاتفاق من جانب العرب الملك الحسن الثاني ملك المغرب لكن زعماء محور الممانعة رفضوا وتم فض المجلس.

وتابع في سياق آخر: “لقد تم استخدام الماسونية في الأمور السياسية، حيث كانت تُستخدم كمعابد وأماكن للعبادة، ولكن استخدامها في نسيج السياسة العالمية والإقليمية والمحلية بدأ منذ القرن السابع عشر، انطلقت هذه الظاهرة من ألمانيا واستمرت حتى مطلع عام 2020، حيث لم يعد هناك استخدام للماسونية بعد ذلك”. 

 

 

مقالات مشابهة

  • أبو عبيدة: معركة طوفان الأقصى أشعلت شرارة تحرير فلسطين
  • لماذا تعمدت حماس تسليم الأسيرات الثلاث بساحة السرايا؟
  • انتصار المقاومة الفلسطينية.. غزة أول الغيث لتحرير فلسطين كاملة
  • كيف تستعد إسرائيل لاستقبال أسراها وتحرير أسرى فلسطين؟
  • فلسطين تفتح صفحة جديدة..وطن السلام يفتح الباب أمام الزوار
  • لماذا تقلق إسرائيل من وقف إطلاق النار في غزة؟ (شاهد)
  • خبير : لماذا تقلق إسرائيل من وقف إطلاق النار في غزة؟
  • عرب المقاومة وفن صناعة الهزائم
  • مدير «معهد فلسطين»: مصر تعتبر قضيتنا أمنا قوميا.. وسعت لوقف الحرب منذ بدايتها
  • توفيق عكاشة: إسرائيل تحتاج العرب للسيطرة على العالم