عربي21:
2024-06-30@01:22:32 GMT

لماذا تعتبر المقاومة في غزة خط الدفاع الأول عن مصر؟

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

لماذا تعتبر المقاومة في غزة خط الدفاع الأول عن مصر؟

تعد شبه جزيرة سيناء بوابة مصر الشرقية وأقدم ممر بين قارات العالم القديم وشهد سقوط وقيام دول وحضارات عبر التاريخ، وعلى الضفة الأخرى يوجد قطاع غزة وينظر إليه على أنه خط الدفاع الأول عن سيناء، وبات حجر عثرة بين دولة الاحتلال ومصر.

يقول خبراء وسياسيون إنه منذ فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس بالانتخابات عام 2006 أصبح القطاع هو حاضنة شعبية لحركات المقاومة والتحرر الفلسطيني، وخط الدفاع الأول عن مصر ضد أطماع دولة الاحتلال الإسرائيلي الذي أجبرتها المقاومة الشعبية على تسليم القطاع.



‌تشير التقارير الصحفية العربية والدولية إلى أن الهجوم المفاجئ الذي نفذته حركة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال في غلاف قطاع غزة دمر إحدى الأساطير المرتبطة بإسرائيل في ساعات قليلة.



‌وتسعى الحكومة المصرية على مدى عقد من الزمن على إنفاق مئات المليارات من الجنيهات لتنمية شمال سيناء وتحسين حياة سكانها من خلال استراتيجية شاملة متعددة الأبعاد، وتدشين مئات المشاريع على اعتبار أن التنمية والإعمار خط الدفاع الأول عن سيناء.

من يسيطر على فلسطين يسيطر على سيناء
تعد سيناء أهم وأخطر مدخل لمصر على الإطلاق، وبالتالي تكتسب فلسطين أهمية استراتيجية بالنسبة لمصر، والتي لخصها المفكر والجغرافي المصري الشهير، جمال حمدان في كتابه "سيناء في الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا" في قوله: إن الدفاع عن فلسطين هو قضية أمن قومي مصري بالأساس الأول، وأن ‏من يسيطر على فلسطين يهدد خط دفاع سيناء الأول، ومن يسيطر على سيناء يتحكم في خط دفاع مصر الأخير ويهدد الوادي".


إزاء الدعم العسكري والمادي المفتوح من الولايات المتحدة الأمريكية لدولة الاحتلال وتحريك بوارجها وسفنها الحربية العملاقة إلى شواطئ فلسطين لحماية إسرائيل من تداعيات أي تطور لعملية الإبادة التي تشنها على قطاع غزة يظل القطاع وحيدا محاصرا لا يستطيع العرب إدخال أي مساعدات إغاثية أو وقود دون إذن مسبق من تل أبيب ما يعكس تواطؤ أو فشل عربي كبير.



‌مبارك يختزل السبب وراء صمت العرب
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا من مؤتمر صحفي للرئيس المصري الراحل حسني مبارك، في تسعينيات القرن الماضي، يختزل حقيقة الدعم الأمريكي لإسرائيل وسبب عدم قدرة العرب على مساندة الفلسطينيين.

وفي إجابته على سؤال أحد الصحفيين بشأن مساندة الدول العربية للفلسطينيين لعودة القدس،  قال ساخرا: "عاوز مساندة الدول العربية مع الفلسطينيين ضد أمريكا وإسرائيل.. تعالى قابلني (وهو مصطلح مصري شعبي يعني أنه من المستحيل حدوثه).

وأضاف مبارك: "ياراجل.. لا معلش أنا بتكلم بصراحة.. أمريكا بتدي إسرائيل كل شيء من مساعدات لإنشاء الصواريخ إلخ عايزين إسرائيل تكون هي الأقوى..وهم يريدون إسرائيل تكون هي البلد المهيمنة على المنطقة كلها؛ لذلك إضعاف مصر مهم جدا.. هو هذا الهدف".

واستدرك ضاحكا: "العرب كلهم.. العرب كلهم عايزين مساندة أمريكا.. خليك مع الله".

#مبارك أوضح الموقف...
تسريب ينشر لأول مرة...
تعليقي: لا يمكن الانتصار الا بتوحيد العرب وبتحييد أمريكا وكلاهما مستحيل في الواقع الحالي.#Gaza #فلسطين_الان pic.twitter.com/CEdbmPzPUG

— Moataz A. Fattah (Ph.D) (@MoatazAFattah) November 7, 2023


أطماع إسرائيل تحجبها المقاومة
مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، عبد الله الأشعل، المشارك في مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل ومفاوضات استعادة طابا، تحدث إلى "عربي21" عن حقيقة أطماع العدو في مصر، مؤكدا أن "أطماع إسرائيل في سيناء قائمة، وقطاع غزة هو حجر عثرة أمام تحقيقها، بالتالي فإن المقاومة الفلسطينية هي خط الدفاع عن سيناء ومصر".

وبشأن موقف العرب من دعم المقاومة في فلسطين، أوضح  أن "أمريكا أعدت للأمر عدته منذ عقود وتمكنت من القرار العربي، والعواصم العربية لا تستطيع اتخاذ قرار جماعي دون المرور على أمريكا، للأسف الشديد تم ربط مستقبل الحكام العرب بالقرار الأمريكي والموقف من إسرائيل، لا نملك جميعا فتح أو تأمين العبور من معبر رفح للجانب الفلسطيني، ولا يمر مريض أو مصاب دون إسال اسمه هناك".

واعتبر أن "المعارك الحاسمة في تاريخ العالم الإسلامي كانت على الضفة الأخرى من شبه جزيرة سيناء، وهناك تم صد الأعداء سواء التتار أو الصليبيين وهزيمة الروم وغيرهم، فأرض فلسطين هي خط الدفاع الأول والحصين لمصر ومن مصلحة مصر أن يظل قويا صامدا وبانهياره تصبح هدفا سهلا للأعداء".

ووصف الدبلوماسي المصري عدم تقديم دعم حقيقي للمقاومة بأنه "فشل كبير بسبب عدم قدرتهم جميعا على تحريك عبوة وقود إلى قطاع غزة دون إذن من إسرائيل، هناك رغبة لتقديم الدعم والمساعدة والمساندة لدى البعض، والبعض الآخر يرى فيما يحدث مصلحة ولكن ليس مصر".

في الـ 30 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، خرج عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق في مقابلة تلفزيونية قائلا، "إن الكثير ممن أتواصل معهم من جهات أجنبية للمساعدة يقولون إنهم يتكلمون مع جهات عربية، وبينهم من السلطة الفلسطينية، يشجعون على إخراج حماس من المشهد، ولكن لا يستطيعون الحديث عن هذا أمام الجمهور لأنه يرفضه".



خنق المقاومة ومحاصرتها
عند الحديث عن المقاومة في غزة من الضروري إدراك الآتي، يقول رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري، الدكتور عمرو عادل، كان الشمال الشرقي هو نقطة الغزو لمصر على مر تاريخها لذلك فأمن مصر مرتبط عضويا بأمن الشام كلها، النظام المصري الحالي غير مكترث بأمن مصر القومي وجزيرتي تيران وصنافير بعد بيعهما للسعودية خدمة للكيان الصهيوني  سد النهضة إثباتات لا تقبل الجدل حول تخلى النظام عن أمن مصر".

وأضاف لـ"عربي21": "النظام المصري الحالي يعادي المقاومة منذ تفريغ الشريط الحدودي وإغلاق الأنفاق، النظام المصري يتمنى سقوط المقاومة في غزة لأنها نموذج مدمر على الاحتلال والاستبداد وامتداد هذا النموذج المقاوم  قادر على تدمير النظم الاستبدادية"



لكن عادل الضابط السابق بالجيش المصري، يفرق بين موقف الشعوب في غالبها وبين النظم الحاكمة، فالشعوب التي تئن تحت الفقر والاستبداد ترى في غزة ومقاوميها نموذجا ملهما أما الانظمة فتراها خطرا محدقا، أما الغرب يحارب معركته وليس فقط معركة الكيان ولا يهتم بسقوطه الأخلاقي ولا حتى سقوط مؤسسات النظام العالمي فهي معركة وجود بالنسبة له

واختتم السياسي المصري حديثه بالقول "من هذه المقدمات يصبح من الطبيعي أن النظم الحاكمة تقدم الدعم للكيان وتحاصر المقاومة وتتمنى هزيمتها، وقد انتكس كل النظام العالمي والعربي أخلاقيا وإنسانيا منذ زمن طويل، فقط أحداث غزة كاشفة وليست منشئة، ولذلك فإن سقوط المقاومة في غزة هو أمل النظام الغربي والعربي ونجاحها بداية صفحة جديدة في التاريخ".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سيناء مصر غزة المقاومة حماس مصر حماس غزة سيناء المقاومة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة خط الدفاع الأول عن المقاومة فی غزة یسیطر على قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تحالف لصد إسرائيل.. لماذا الآن؟

أظهرت الحرب في غزة أننا – بمفردنا – غير قادرين على منع قتل إخواننا المسلمين أمام أعيننا، وتدمير أوطانهم. والآن؛ هناك هجوم عنيف ستشنه إسرائيل على دولة مسلمة أخرى، وهي لبنان، وأعتقد أن العالم الإسلامي سيكتفي بمشاهدة تحول تلك الأراضي إلى خراب وموت الآلاف من الناس.

وماذا بعد؟

لدى إسرائيل رؤية مستقبلية؛ حيث تسعى للاستيلاء على أراضي "أرض الميعاد"، وإقامة دولة إسرائيل الكبرى. فهم يتملكهم حلم الدولة المثالية، وأعتقد أن العديد من المسلمين، لا يعتقدون بإمكانية تحقق هذه الدولة. ولكن الصهاينة يعملون بدأب لتكون واقعًا.

قبل الحرب العالمية الأولى؛ لم يكن أحد يعتقد بأن حلم ثيودور هرتزل في إقامة كيان إسرائيلي على أراضي الدولة العثمانية يمكن تحقيقه، لكنهم حققوه في ذلك الوقت، والآن يسعون لتحقيق حلم "أرض الميعاد".

إذا استمر العالم الإسلامي في هذا التشتت والتشظي وضعف المواقف تجاه ما يجري على مسرح الأحداث في عالمنا الإسلامي، فسنرى على الأرجح تمدد إسرائيل في المنطقة، ولن يكون هناك من رادع أمام هذه الرغبات الجامحة. لكن قضيتنا ليست رؤية إسرائيل للمستقبل، بل ما هي خطط العالم الإسلامي للمستقبل. هل لدى الدول الإسلامية في المنطقة خطة لمواجهة توسع إسرائيل وعدوانها؟ أو هل لديها رؤية مشتركة للمستقبل؟

إذا نظرنا من نافذة الواقعية السياسية، عندما نرى حال وسياسات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الـ57، يعتقد الجميع أنه من المستحيل وضع هدف مشترك. كيف يمكن لعشرات الدول التي تعادي بعضها بعضًا وتتنازع فيما بينها أن تتفق على رؤية مشتركة، أليس كذلك؟

حلف دفاعي

في مثل هذه الحالة، دائمًا ما أذكر تأسيس الاتحاد الأوروبي كمثال. فرنسا وألمانيا وإنجلترا وإيطاليا خاضت حروبًا فيما بينها، لكنها بدأت العمل على الوحدة فور انتهاء الحرب العالمية الثانية. كيف تمكنت من الاتحاد بعد حرب تسببت في مقتل ما يقرب من 70 مليون شخص؟

اليابان والولايات المتحدة خاضتا أكثر الحروب دموية ولكنهما تحالفتا ضد الصين.

أليس الناتو منظمة مشابهة؟ تركيا واليونان لا تتفقان أبدًا، لكنهما تتعاونان في مجال الدفاع.

إذًا، لماذا لا تتّحد الدول الإسلامية على الأقل في الحد الأدنى من القواسم المشتركة؟ على سبيل المثال، ضد السياسات العدوانية والتوسعية لإسرائيل.

إن حلم "أرض الميعاد" لا يشمل فقط الأراضي الفلسطينية، بل يعتبر أراضي لبنان وسوريا والأردن وتركيا والعراق والسعودية ومصر وإيران أيضًا ضمن الأراضي المستهدفة.

إذا كان الناتو قد تأسس لمواجهة خطر روسيا، فلماذا لا تستطيع الدول الإسلامية إنشاء حلف دفاعي لمواجهة خطر إسرائيل؟ السبب يكمن في ضعف الإرادة لدى الأنظمة الرسمية، فمعظم هذه الأنظمة تعيش في انفصال عن شعوبها، ولا تفكر في الأخطار التي تحيط بعالمنا الإسلامي وسبل مواجهتها.

لكن، إذا أجريت أي استطلاع رأي عام في أي بلد، فستجد أن الشعوب المسلمة ترغب في الوحدة، والتحرك المشترك، والتوحد ضد عدوان إسرائيل.

حتى احتلال غزة والمجازر التي ارتكبت لم تجعل هذه الأنظمة تستيقظ، ولا أعتقد أن أي شيء آخر يمكنه ذلك؛ لذا يمكننا أن نفقد الأمل في أي تحرك يسهم في وقف الإبادة التي يتعرض لها سكان القطاع.

أملي يكمن في الشباب المسلم، فهم يرون الأخطاء المتراكمة أمام أعينهم، وأنا واثق بأنهم في المستقبل لن يرتكبوا هذه الأخطاء، ولكنهم سيتبنّون رؤية جديدة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • المقاولون العرب يعلن عودة عماد النحاس
  • قاسم: ملتزمون بـالطائف
  • افتتاح معرض الفن التشكيلي لنصرة فلسطين
  • يورو 2024.. لماذا تعتبر النمسا أكبر مفاجأة في البطولة؟
  • لماذا تبدأ السنة الهجرية بشهر المحرم رغم هجرة الرسول في ربيع الأول؟
  • لماذا أعلنت القسام أسم مجند إسرائيلي وقتله قنصاً؟ .. الدويري يجيب
  • الدوري المصري.. الاهلي يتقدم على فاركو في الشوط الأول
  • لماذا أعلنت القسام اسم مجند إسرائيلي وقتله قنصا؟.. الدويري يجيب
  • محافظ شمال سيناء.. 30 يونيه انتفاضة شعب بكل فئاته
  • تحالف لصد إسرائيل.. لماذا الآن؟