بالرغم من تسويق الجيش الاسرائيلي لسردية تحقيقه تقدما عسكريا وميدانيا في المعركة البرية، إلا أن حقيقة الأمر أن كل ما حصل حتى اللحظة لا قيمة عسكرية فعلية له، وان السيطرة على جزء من جغرافيا القطاع المحاصر لم يؤد فعليا إلى الضغط على البنية العسكرية واللوجستية لفصائل المقاومة، وتحديدا لكتائب القسام التي باتت تكثف إصدارات اعلامها العسكري لإظهار تضعضع القوات البرية الاسرائيلية.



إحدى أهم الانجازات التي يسوق لها الجيش الاسرائيلي هو فصل الجزء الشمالي من غزة، وهو الجزء المستهدف من العملية البرية، عن الجزء الجنوبي، على إعتبار أن هذه الخطوة تؤدي حتماً إلى محاصرة مدينة غزة ومخيم جباليا، اهم معاقل حركة حماس، وهذا ما يفتح الباب أمام بدء عملية القضم للمساحات المبنية وبالتالي السيطرة الفعلية على المدن والمخيمات في القسم الشمالي من القطاع.

لكن الحديث عن حصار مدينة غزة ليس له أي ترجمة عسكرية فعلية، على اعتبار ان القطاع في الأصل محاصر، كما أنه يضم بنية تحتية عسكرية هائلة قوامها الأنفاق التي تربط مدن ومخيمات وأطراف القطاع والتي تستعملها المقاومة في أوقات السلم لنقل الصواريخ والمقاتلين منعاً لانكشافهم في ظل التفوق الاسرائيلي على المستوى الاستخباري والمعلوماتي.

وعليه فإن كل التقدم الذي حصل لن يؤدي الى تحقيق الهدف المرسوم، بل على العكس من ذلك فان الجيش الاسرائيلي يسيطر اليوم على مناطق مكشوفة، وهي المناطق الزراعية ولم يستطع الدخول الى المناطق المبنية، وهذا يجعله عرضة للعمليات والاستهدافات المستمرة في ظل تكتيكات غير نظامية يعتمدها مقاتلو حماس، وهذا ما ظهر في المقاطع المصوّرة التي نشرت في الايام الماضية.

كل ما سبق يؤكد أن الواقع الميداني لفصائل المقاومة الفلسطينية لا يزال جيداً، في ظل الاستفادة الدائمة من عامل الوقت الذي يصب بشكل أو بآخر لصالحها، لان الخسائر المتزايدة التي تصيب الجيش الاسرائيلي ستشكل عامل ضغط جدي على حكومة نتنياهو وهذا ما سيكون دافعاً جدياً للتراجع عن العملية البرية والانسحاب بالتوازي مع تسوية سياسية قد تلوح بالأفق قريباً.

الواضح ان الواقع الميداني في غزة لا يفتح الباب حتى اللحظة على إمكانية رفع "حزب الله" لمستوى إنخراطه في المعركة، أو الأصح لا يفتح الباب امام تدحرج سريع عند الجبهة الجنوبية، لكن الأمر الذي يشكل خطر فعلي والذي قد يساهم في تفلت الجبهة وخروجها الكامل من عملية الضبط، هو الاستهداف المتزايد للمدنيين وتعامل تل ابيب مع جبهة لبنان من ضوابط فعلية وهذا ما سيكون له أثمان مثل قصف جدي للمستوطنات يرفع مستوى التحدي ويؤدي إلى حرب شاملة .. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجیش الاسرائیلی وهذا ما

إقرأ أيضاً:

بهية الحريري بحثت مع مفتي زحلة والبقاع في التطورات

إلتقت السيدة بهية الحريري في دارة مجدليون مفتي زحلة والبقاع الدكتور الشيخ علي الغزاوي، في حضور مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان.

  وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة في أعقاب الحرب الإسرائيلية على لبنان والتطورات الأخيرة في سوريا.  وشدد المجتمعون على "أهمية تعزيز التضامن الداخلي والحفاظ على الوحدة الوطنية والإسلامية في مواجهة كل التحديات التي فرضتها الأحداث الأخيرة وفي مقدمها تحدي إعادة الإعمار وإعادة الروح والإنتظام لعمل المؤسسات انطلاقاً من انتخاب رئيس للجمهورية لوضع البلد على سكة الإستقرار والنهوض".

مقالات مشابهة

  • ‏إذاعة الجيش الإسرائيلي: "الكابينت" يجتمع هذه الأثناء وعلى جدول أعماله التطورات في سوريا
  • بهية الحريري بحثت مع مفتي زحلة والبقاع في التطورات
  • نقابة الدواجن: تهريب الدجاج والبيض عبر الحدود البرية يهدد القطاع
  • وكالات أممية: كل الطرق في غزة تؤدي إلى الموت
  • منظمات أممية : كل الطرق في غزة تؤدي الى الموت
  • تنافس على القتل.. اعترافات صادمة لجنود إسرائيليين تعمدوا استهداف المدنيين في غزة
  • قوى الأمن الفلسطيني: الاحتلال لم يتوقف عن استهداف المدنيين في جنين
  • قائد الجيش: لبنان يحمي الطوائف وليست الطوائف هي التي تحميه
  • الكشف عن حصيلة إصابات الجيش الإسرائيلي في العمليات البرية بجنوب لبنان
  • ميقاتي التقى السيسي: المدخل الحقيقي للتنمية احترام الشرعية الدولية ووقف العدوان الاسرائيلي