موسكو-سانا

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن هناك دولا تحاول تقويض الحكومات الشرعية والقيم التقليدية، وزعزعة الوضع بشكل عام في الدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة.

ونقل موقع (RT) عن بوتين قوله في رسالة مصورة وجهها إلى المشاركين في اجتماع أمناء مجالس الأمن بالدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة والذي ينعقد في موسكو اليوم: إن “النزاعات القديمة تصاعدت في عدد من المناطق وظهرت بؤر صراع جديدة وعلى وجه الخصوص في الشرق الأوسط، حيث تم تأجيج جولة جديدة من المواجهة والتي يعاني منها المدنيون في المقام الأول”، مشيراً إلى أن حالة عدم الاستقرار العالمي تنعكس أيضاً على أوراسيا.

وحذر من أن تصرفات بعض البلدان تهدف بشكل مباشر إلى تقويض السلطة الشرعية في بلدان الرابطة والتشويش على علاقاتها التجارية والتعاونية والثقافية الوثيقة تقليدياً، لافتاً إلى أن بلدان رابطة الدول المستقلة لا تزال تواجه تهديدات مشتركة منها الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية والتشدد والتطرف، فضلاً عن المخاطر في مجال الأمن الاقتصادي والمعلوماتي والتكنولوجي والبيولوجي.

وشدد بوتين على أن “كل ذلك لا يتطلب رد فعل جماعي منسق فحسب بل يتطلب أيضاً الكثير من العمل الوقائي، ومن المهم أيضاً الاستفادة على أكمل وجه من التقديرات والمعلومات والقدرات التحليلية لمجالس الأمن، بهدف إجراء دراسة معمقة وشاملة للوضع في ساحة رابطة الدول المستقلة والعالم ككل”.

من جانب آخر، أكد بوتين في حديث لصحيفة (كازاخستانسكايا برافدا) أن إقامة نظام عالمي جديد أكثر عدالة هي جزء لا يتجزأ من إقامة مجال موحد للسلام والاستقرار والازدهار في أوراسيا، وقال: إن “التوجه السائد في المرحلة المعاصرة من التنمية العالمية هو تشكيل نظام عالمي جديد أكثر عدالة مبني على أولوية القانون الدولي”.

وأشار بوتين إلى أن رابطة الدول المستقلة لا تزال عنصراً مهما للحفاظ على السلام والاستقرار في المجال الأوراسي الشاسع، موضحاً في الوقت ذاته أن موسكو تتطلع بصورة خاصة لتنمية منظمة شنغهاي للتعاون التي تتمتع بإمكانات قوية تختلف عن هياكل الكتلة الغربية الضيقة، نظراً لأنها تتمتع بإمكانات سياسية واقتصادية قوية مجتمعة وتمتد جغرافية دولها من جنوب وجنوب شرق آسيا إلى الشرق الأوسط وأوروبا.

وعن الشراكة بين روسيا وكازاخستان، أكد بوتين أنها تتسم بطابع خاص ومميز وتتطور بنشاط وتقوم على مبادئ وحدة الأراضي والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

وكان الكرملين أعلن في وقت سابق أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيقوم بزيارة رسمية إلى كازاخستان في التاسع من الشهر الجاري لمناقشة القضايا الرئيسية للعلاقات الروسية الكازاخستانية مع الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: رابطة الدول المستقلة

إقرأ أيضاً:

العمليات النفسية الاعلامية في الفضاء السيبراني ..كتاب جديد للدكتور أكرم الربيعي

يناير 26, 2025آخر تحديث: يناير 26, 2025

حامد شهاب

كاتب وباحث إعلامي

في كل مرة يفاجأنا الدكتور أكرم الربيعي رئيس قسم الإعلام بجامعة المستقبل بكتاب إعلامي مثير للإنتياه وإنجاز علمي رصين وهذه المرة من خلال كتاب (العمليات النفسية الاعلامية في الفضاء السيبراني وطرق التحكم الرقمي بالتفكير) حيث يشكل الفضاء السيبراني والعمليات النفسية ميدانا حيويا لمحتويات هذا الكتاب وهو ما يدخل المتابعين له في دائرة الإهتمام الإستثنائي لما تتميز به العناوين التي يختارها لمؤلفاته من حداثة في المعلومات وذات سبق تقني ونفسي وإعلامي معاصر يدخل الباحثين في مجالات المعرفة الإعلامية النفسية في ميدانها الرحب من أوسع أبوابها.

(العمليات النفسية الاعلامية في الفضاء السيبراني وطرق التحكم الرقمي بالتفكير) صدر عن دار الكتب والدراسات العربية في كل من  الشارقة والاسكندرية حيث يأتي صدور هذا الكتاب متوافقا مع التطورات الهائلة في ميدان الاتصال والمعلوماتية لاسيما في ظل الفضاء الالكتروني المفتوح.

ومن المعروف ان العلاقة بين الأمن والتكنولوجيا تزايدت مع إمكانية تعرض المصالح الاستراتيجية للدول إلى أخطار وتهديدات الأمر الذي حول الفضاء الإلكتروني لوسيط ومصدر لأدوات جديدة للصراع الدولي وفرضت تلك التطورات إعادة التفكير في مفهوم الأمن القومي للدولة والذي يعني بحماية قيم المجتمع الأساسية وإبعاد مصادر التهديد عنها وغياب الخوف من خطر تعرض هذه القيم للهجوم.

ويؤكد متابعون للأمن السبراني أن طبيعة معالم الامن السبراني باعتباره ساحة عالمية عابرة لحدود الدول هو من جعل الأمن السيبراني يمتد من داخل الدولة إلى النظام الدولي ليشكل نوعا من الأمن الجماعي العالمي، خاصة مع وجود مخاطر تهدد جميع الفاعلين في مجتمع المعلومات العالمي.

ويضيف هؤلاء المتابعون أن الاهتمام بالأمن الإلكتروني لايقتصر على البعد التقني فحسب، بل تجاوزه إلى أبعاد أخرى ذات طبيعة ثقافية، واجتماعية، واقتصادية، وعسكرية وغيرها خاصة أن الاستخدام غير السلمي للفضاء الإلكتروني يؤثر في الرخاء الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي لجميع الدول التي أصبحت تعتمد بنيتها التحتية على الفضاء الإلكتروني.

كما أن تراجع سيادة الدول مع تصاعد دور الفاعلين من غير الدول في العلاقات الدولية (مثل الشركات التكنولوجية العابرة للحدود، وشبكات الجريمة، والقرصنة الإلكترونية والجماعات الإرهابية وغيرها) فرض تحديات عديدة في الحفاظ على الأمن السيبراني العالمي. ودفع ذلك إلى بروز اتجاهات تعددية لتحقيق ذلك الأمن عبر التنسيق بين أصحاب المصلحة من الحكومات والمجتمع المدني والشركات التكنولوجية ووسائل الإعلام وغيرها.

ومن أبرز مخاطر وتداعيات الأمن السيبراني ما يلي:

** تصاعد المخاطر الإلكترونية خاصة مع قابلية المنشآت الحيوية (مدنية وعسكرية) في الدول للهجوم الإلكتروني عليها عبر وسيط وحامل للخدمات أو شل عمل أنظمتها المعلوماتية الأمر الذي يؤثر في وظائف تلك المنشآت. وبالتالي فإن التحكم في تنفيذ هذا الهجوم يعد أداة سيطرة استراتيجية بالغة الأهمية، سواء في زمن السلم أو الحرب.

** تعزيز القوة وانتشارها.. فمن جهة عزز الفضاء الإلكتروني ما يسمي بـ “القوة المؤسسية” في السياسة الدولية وهي تعني أن يكون لها دور في قوة الفاعلين وتحقيق أهدافهم وقيمهم في ظل التنافس مع الآخرين والإسهام في تشكل الفعل الاجتماعي في ظل المعرفة والمحددات المتاحة والتي تؤثر في تشكيل السياسة العالمية.

** عسكرة الفضاء الإلكتروني وذلك سعيا لدرء تهديداته على أمن الفضاء الإلكتروني وبرز في هذا الإطار اتجاهات مثل التطور في مجال سياسات الدفاع والأمن الإلكتروني وتصاعد القدرات في سباق التسلح السيبراني وتبني سياسات دفاعية سيبرانية لدي الأجهزة المعنية بالدفاع والأمن في الدول وتزايد الاستثمار في مجال تطوير أدوات الحرب السيبرانية داخل الجيوش الحديثة.

** إدماج الفضاء الإلكتروني ضمن الأمن القومي للدول وذلك عبر تحديث الجيوش وتدشين وحدات متخصصة في الحروب الإلكترونية وإقامة هيئات وطنية للأمن والدفاع الإلكتروني والقيام بالتدريب وإجراء المناورات لتعزيز الدفاعات الإلكترونية والعمل على تعزيز التعاون الدولي في مجالات تأمين الفضاء الإلكتروني والقيام بمشروعات وطنية للأمن الإلكتروني.

** الاستعداد لحروب المستقبل حيث تبني العديد من الدول استراتيجية حرب المعلومات بحسبانها حربا للمستقبل والتي يتم خوضها بهدف التشتيت وإثارة الاضطرابات في عملية صناعة القرار لدي الخصوم عبر اختراق أنظمتهم، واستخدام ونقل معلوماتهم. وهنا ترى الدول الكبري أن من يحدد مصير تلك المعركة المستقبلية ليس من يملك القوة فقط وإنما القادر على شل القوة، والتشويش على المعلومة..

** تحديث القدرات الدفاعية والهجومية حيث سعت الدول إلى تحديث النشاط الدفاعي لمواجهة مخاطر الحرب السيبرانية والاستثمار في البنية التحتية المعلوماتية، وتأمينها وتحديث القدرات العسكرية ورفع كفاءة الجاهزية لمثل هذه الحرب عن طريق التدريب والمشاركة الدولية في حماية البنية المعلوماتية والاستثمار في رفع القدرات البشرية داخل الأجهزة الوطنية المعنية. وهنا، يتعلق التوجه الأخطر بنقل تلك القدرات من الدفاع إلى الهجوم عن طريق استخدام تلك الهجمات في إطار إدارة الصراع والتوتر مع دول أخرى.

من هذا يتبين لها مدى الأهمية التي يتضمنها مفهوم العمليات النفسية والأمن السبراني وطرق التحكم الرقمي بالتفكير التي ستغير من معالم حروبنا النفسية المقبلة بعمليات سبرانية وطرق تفكير معقدة تدخل التكنلوجيا والعمليات الفنية والتقنية كإحدى أبرز معالم هذا التطور وتحدياته الخطيرة على  الأمن القومي والعالم على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • العمليات النفسية الاعلامية في الفضاء السيبراني ..كتاب جديد للدكتور أكرم الربيعي
  • الحرب الروسية الأوكرانية.. بوتين يرد على تهديدات ترامب.. وزيلينسكي يحذر من خداع الرئيس الروسي
  • الأمم المتحدة: منع الأونروا من العمل قد يؤدي إلى تقويض وقف إطلاق النار في غزة
  • بوتين يدعو إلى توسيع التعاون بين جامعة موسكو الحكومية ودول “الأغلبية العالمية”
  • الرئيس اللبناني: وحدة الدول العربية هي الأساس لمواجهة التحديات الراهنة
  • الرئيس الأمريكي ترامب والهروب من باريس
  • الرئيس الأمريكي : أرغب في لقاء بوتين قريبًا
  • عطاف: الأوضاع المتأزمة في ثلث الدول العربية تتصدر أجندة مجلس الأمن
  • دوغين يشير إلى قاسم مشترك بين بوتين وترامب وفرص تحسين العلاقة بين موسكو وواشنطن
  • مصر تتجاوز الأزمات.. الرئيس السيسي يوجه 10 رسائل هامة في عيد الشرطة