قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا لن تسيطر على البحر الأسود، وسيتعين عليها أن تخشى الاقتراب من شواطئ القرم بفعل تحركات القوات البحرية الأوكرانية.

أما الإدارة العسكرية والمدنية الروسية في زاباروجيا جنوبي البلاد فقالت إن الجيش الأوكراني يستعد لبدء المرحلة الثانية من الهجوم المضاد، ويحاول القيام بعمليات استطلاع ويدفع بمزيد من التعزيزات إلى المقاطعة.

وأضاف زيلينسكي -في رسالة مصورة من أوديسا حيث التقى قائد القوات البحرية الأوكرانية- "من المؤكد أن العدو لن يملي شروطه في البحر الأسود، وسيكون المحتلون خائفين من الاقتراب من القرم، من شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وشواطئنا على بحر آزوف".

وتخضع سواحل بحر آزوف وشبه جزيرة القرم لسيطرة القوات الروسية.


استفزاز روسي

من ناحية أخرى، طالب المستشار في مكتب الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك العالم بتحذير روسيا من أي هجوم إرهابي على أراضي محطة زاباروجيا للطاقة النووية، مشيرا إلى أن ذلك سيكون بمثابة استخدام للأسلحة النووية التكتيكية.

وغرد بودولياك -عبر حسابه على تويتر- قائلا" أي استفزاز روسي في محطة زاباروجيا سيعادل على الفور استخدام الأسلحة النووية التكتيكية مع عواقب ملموسة مقابلة".

وأضاف أنه على الرغم من كل التحذيرات الأوكرانية فإن بلاده "لا تسمع من العالم إلا صمتا مطبقا".

وتأتي تصريحات المسؤولين الأوكرانيين هذه بعد أن أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن العاصمة كييف تعرضت لهجمات روسية لأول مرة منذ نحو أسبوعين، وقالت إن دفاعاتها الجوية في المدينة تمكنت من تدمير جميع الصواريخ، لكن أصيب شخص وتضررت منازل بسبب تساقط الحطام، كما أسقطت 8 طائرات مسيرة و3 صواريخ كروز.

وجاء الهجوم على كييف بعد يوم من زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز للمدينة، حيث تعهد بتقديم مساعدات جديدة بالملايين لأوكرانيا، كما تعهد بأن تستمر أوروبا في دعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا.

وقد زار سانشيز كييف في أول يوم من تولي مدريد الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.


تقدم في باخموت

وفي باقي التطورات الميدانية أعلنت القوات الأوكرانية تقدمها في جبهة باخموت، فيما قال الجيش الروسي إنه أحبط 11 هجوما أوكرانيا في دونيتسك جنوبي البلاد.

كما أعلن موقع "ريدوفكا" الروسي أن معارك محتدمة تدور بين القوات الروسية والأوكرانية في محور أريخوف جنوبي مقاطعة زاباروجيا.

وأضاف الموقع أن القوات الأوكرانية استطاعت التقدم قليلا باتجاه بلدة بريوتنوي وقرب بلدة نوفودونتسكوي غرب أوغليدار في دونتيسك.

كما أعلنت القوات الموالية لروسيا سيطرتها على دبابة فرنسية من طراز "إي إم إكس" (IMX) في محور أوغليدار خلال معارك مع القوات الأوكرانية.

وذكر المتحدث باسم القوات الأوكرانية في منطقة عمليات تافريا جنوب شرقي أوكرانيا أن القوات الروسية تركز جهودها على منع تقدم الوحدات الهجومية الأوكرانية باتجاه منطقة ميليتوبل، كما تشن هجمات مضادة وتحافظ على صفوفها بتجاه بريديانسك حنوبي زاباروجيا.


انفجار في روسيا

وأفادت وسائل إعلام روسية بوقوع انفجار قوي قرب مطار عسكري في منطقة بريمورسك-أختارسك بإقليم كراسنودار جنوب غربي روسيا.

وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صور تظهر تصاعد أعمدة دخان وحفرة كبيرة في المنطقة.

وقال بنيامين كوندراتيف حاكم إقليم كراسنودار إن السلطات تعمل على تحديد ملابسات الحادث، مشددا على أنه لم يوقع أي أضرار مادية أو بشرية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: القوات الأوکرانیة

إقرأ أيضاً:

روسيا تُهاجم زيلينسكي وتُشيد بترامب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في تطور لافت يعكس التباين في المواقف الدولية بشأن الحرب في أوكرانيا، وجهت موسكو انتقادات لاذعة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، متهمةً إياه بـ"العجز" عن إنهاء النزاع، في وقتٍ لم تُخفِ فيه إشادتها بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اعتبر أن على كييف قبول خسارة شبه جزيرة القرم كجزء من أي تسوية قادمة.
 

زيلينسكي يفاوض بشروط وهمية

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريح صحفي من موسكو، إن زيلينسكي يسعى لفرض شروطه الخاصة على أي مفاوضات سلام، معتبرة أن هذا النهج "انفصامي" ويعكس عجز كييف الكامل عن التفاوض، وعدم استعدادها لتحمّل مسؤولياتها تجاه شعبها.

 وأضافت بحدة: "القيادة الأوكرانية مستمرة في تغذية آلة الحرب، ولو على حساب آخر جندي أوكراني، بغضّ النظر عن حجم الخسائر".

وأكدت زاخاروفا أن زيلينسكي لا يزال يرفض قطعياً الاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في 2014، رغم تغير الحقائق الميدانية والسياسية منذ ذلك الحين، على حد تعبيرها.

في المقابل، وجدت تصريحات دونالد ترامب بشأن القرم ترحيباً واسعاً في موسكو، حيث رأى ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أن موقف ترامب "يتماهى تماماً مع النظرة الروسية للواقع الجيوسياسي".
وكان ترامب قد قال في تصريح حديث إن "أوكرانيا خسرت القرم منذ سنوات"، معتبراً أن الإصرار على استعادتها يقوّض فرص السلام، ويزيد من كلفة الحرب على الجميع.

بين الواقعية السياسية وتوازن القوى


الإشادة الروسية بترامب تأتي في سياق رغبة الكرملين في كسر العزلة الدولية، ومحاولة إعادة صياغة السردية المتعلقة بالحرب. كما تعكس رغبة روسيا في استثمار أي انقسامات أو أصوات غربية تميل إلى تبني "الحلول الواقعية"، بما فيها الاعتراف بالأمر الواقع على الأرض.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن الهجوم على زيلينسكي بهذا الشكل الحاد، وربطه بـ"المذبحة المستمرة"، يدخل في إطار حرب إعلامية روسية تهدف إلى تحميل كييف مسؤولية استمرار الصراع، وتبرير العمليات العسكرية المستمرة في شرق البلاد.


ما بين ترمب وبايدن.. رسائل مزدوجة


لا تخلو الإشادة الروسية بترامب من رسائل سياسية موجّهة إلى الداخل الأمريكي، خاصة مع اقتراب السباق الرئاسي. فبينما يُنظر إلى إدارة جو بايدن على أنها الداعم الأول لكييف، تُراهن موسكو على احتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض، باعتباره أكثر ميلاً إلى الانسحاب من الحروب الخارجية والتركيز على السياسة الداخلية.
وبينما تستمر المعارك على الأرض، تشتد المعركة السياسية في الكواليس الدولية، حيث تُعاد صياغة المواقف وتُختبر حدود النفوذ والواقعية السياسية، في مشهد لا يزال مفتوحاً على كل الاحتمالات.

مقالات مشابهة

  • روسيا تتهم الاستخبارات الأوكرانية بقتل جنرال قرب موسكو
  • ترامب: القرم ستظل تحت سيطرة روسيا ومهاجمة إيران خيار إسرائيلي
  • روسيا: زيلينسكي يتبع نهجًا يُظهر عجز كييف التام عن التفاوض
  • البنك المركزي الأوكراني: الأصول الروسية المجمدة ضرورية لتعويض خسائر كييف
  • ترامب ينتقد غارات روسيا على كييف ويطالب بوتين بالتوقف فورًا
  • روسيا تُهاجم زيلينسكي وتُشيد بترامب
  • زيلينسكي يختصر زيارته لجنوب أفريقيا بعد هجوم روسي على كييف
  • ‏زيلينسكي يقول إنه سيقطع زيارته لجنوب إفريقيا بعد الضربة الروسية الدامية على كييف
  • قتيلان و54 جريحا بقصف روسي على كييف وترامب يهاجم زيلينسكي
  • روسيا تشن قصفا صاروخيا عنيفا على العاصمة الأوكرانية كييف