يعد التباين والمزج الذكي بين المقادير المختلفة والمتنوعة أحد أهم العوامل بالنسبة للطهي الجيد، خاصة في ما يتعلق بالحلويات. ففي حين أن هناك بالتأكيد تفضيلا خاصا للأطباق الكريمية الناعمة، لكن كثيرين يشعرون بمذاق وقوام أغنى عندما تُضاف بعض المكونات الهشة والمقرمشة للأطباق الحلوة المختلفة، مما يضفي استمتاعا خاصا للعديد من وصفات الحلويات.

وبداية من الكيك والبسكويت، وصولا لوصفات الحلوى الشرقية مثل المهلبية والبسبوسة وغيرها، يمكن تحسين الطعم والقوام بصورة جذرية بمجرد إضافة القليل من القرمشة، وهنا تأتي المكسرات على رأس قائمة المكونات التي قد تجعل الطبق استثنائيا بخطوة واحدة.

ورغم أهميتها في المطبخ وكونها متعددة الاستخدامات، فإن المكسرات تظل إحدى أغلى المكونات التي يمكن استخدامها في تحضير الوصفات، مما يدفع كثيرين إلى الاستغناء عنها على حساب جودة الحلويات، فما الحل؟

لماذا ترتفع أسعار المكسرات؟

أولا، من الضروري معرفة لماذا المكسرات باهظة الثمن في مختلف دول العالم، خاصة في الشرق الأوسط والدول العربية.

هناك عديد من الأسباب التي تجعل المكسرات من أغلى أنواع المحاصيل والمنتجات الغذائية، وذلك لأنها تتطلب بيئة معينة وظروفا مناخية خاصة للغاية لكي تتم زراعتها في دول محدودة حول العالم، الأمر الذي يسهم في زيادة كلفة البيع على المستهلك.

علاوة على ذلك، عادة ما يكون هناك تدنٍ في كميات الحصاد الناتجة من رقعة زراعية واسعة، كما أن متطلبات زراعة المكسرات في ما يتعلق بطرق العناية والاهتمام والحماية من الآفات مقارنة بالمحاصيل الزراعية الأخرى تستلزم كثيرا من العمالة اليدوية ذات الخبرة، مما يسهم في زيادة كلفة المكسرات عند وصولها للمستهلكين.

بدائل أوفر للمكسرات.. باستخدام المكسرات!

لمواجهة مشاكل غلاء المكونات، طور عديد من الخبراء في الطهي وتحضير الطعام بعض الحيل الذكية التي من شأنها التوفير في مكونات تحضير المواصفات، وفي الوقت نفسه عدم المساومة على جودة وقوام الأطباق.

لذلك بات من الشائع في الآونة الأخيرة استخدام العديد من المطابخ ومتاجر الحلويات المتخصصة أنواعا من المكسرات المتوفرة بأسعار معقولة كبديل في الطهي عن النوعيات الباهظة، وذلك بمجرد إضافة بعض التعديلات على المذاق واللون والرائحة، مع أقل قدر ممكن من الاختلاف في النتائج النهائية.

هذه البدائل الاقتصادية أصبحت معروفة باسم "المكسرات الكاذبة"، وذلك لأنها في الواقع تعتمد بشكل كبير على الفول السوداني غير المحمّص، الذي عادة ما يتوفر بأسعار معقولة وفي متناول شريحة واسعة من المستهلكين.

في ما يلي نستعرض بعض وصفات "المكسرات الكذابة" وطريقة التحضير بمكونات اقتصادية ستحقق نتائج نهائية قريبة جدا لمعظم أطباق الحلويات عند الاستخدام.

الجوز- عين الجمل الكذاب

باستخدام نصف كيلوغرام من الفول السوداني غير المحمّص وقليل فقط من مكسرات الجوز المفروم غير المحمص أيضا، يمكن تحضير كمية كبيرة من المكسرات البديلة للجوز المفروم في الوصفات من دون فرق يُذكر في القوام أو المذاق تقريبا.

وبعد فرم المكونات بشكل مجروش منعا لتحولها إلى عجين، يتم فرد الخليط في صينية مسطحة على ورق الزبدة بحيث يكوّن طبقة واحدة رفيعة ومتساوية.

تدخل الصينية الفرن على درجة حرارة عالية (180-200 درجة مئوية)، لمدة لا تتجاوز 10 دقائق، حتى تتحمص المكسرات، ثم يُترك المزيج ليبرد كليا، ويُحفظ في برطمان زجاجي محكم الغلق لحين الاستخدام.

باستخدام الفول السوداني وقليل فقط من مكسرات عين الجمل يمكن تحضير كمية كبيرة من المكسرات البديلة (بيكسلز) وصفة "الفستق الكذاب"

باستخدام نصف كيلو من الفول السوداني غير المحمص، وعبوة من مذاق الفستق الحلبي المباعة في المتاجر ومحلات العطارة، يمكن تحضير كمية من بديل الفستق في وصفات الحلويات بشكل قريب جدا من المقادير الأصلية، مع استخدام ملون طعام سائل أخضر لتحقيق الشكل المطلوب.

وبعد فرم الفول غير المحمص بشكل خشن، تُضاف ملعقة صغيرة من النكهة المركزة ونصف ملعقة صغيرة من اللون وتُفرم مجددا بشكل مجروش.

بعدها يتم فرد الفستق الكذاب في صينية مسطحة على ورقة زبدة بحيث يكون طبقة واحدة رفيعة، ويدخل الفرن الساخن لمدة 10 دقائق حتى مرحلة التحميص، على حرارة بين 180 إلى 200 مئوية.

يخرج الفستق من الفرن ويترك ليبرد ثم يحفظ في برطمان زجاجي.

وصفة "اللوز الكذاب"

بالطريقة ذاتها، يتم فرم نصف كيلوغرام من الفول السوداني غير المحمص بالقوام المطلوب حسب الرغبة، مع إضافة زيت اللوز المركز أو ما يُعرف أحيانا في بعض المتاجر الكبرى أو محلات العطارة باسم "روح اللوز"، على ألا يتم وضع أكثر من ملعقة شاي صغيرة لكي لا يؤدي لمذاق مر.

بعدها يتم فرد المزيج المفروم في صينية مسطحة على ورق الزبدة، وتوضع في الفرن لمدة 10 دقائق حتى تفوح رائحة التحميص، وذلك على حرارة بين 180 إلى 200 مئوية.

وبشكل عام، من الضروري الاحتفاظ بالمكسرات الكذابة المفرومة في وعاء زجاجي محكم الغلق لكي لا تصاب بالرطوبة وتتعفن أو تفقد هشاشتها وقرمشتها وتفقد معظم النكهة بسبب التعرض للهواء.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

خبراء: رمضان محرك اقتصادي نشط يدعم قطاعات حيوية في الإمارات

يشهد شهر رمضان في الإمارات نشاطاً استهلاكياً ترتفع فيه معدلات الإنفاق على المواد الغذائية، والمنتجات الرمضانية التقليدية مما ينعكس على حركة الأسواق التجارية، التي تتكيف مع زيادة الطلب عبر العروض الترويجية المكثفة وزيادة ساعات العمل.

ولفت الخبير الاقتصادي ومستشار ريادة الأعمال، جمال السعيدي، عبر 24، إلى أن "شهر رمضان يستمر في كونه محركاً رئيسياً للإنفاق الاستهلاكي، حيث تزداد الرغبة الشرائية عند الأفراد للاستفادة من العروض الرمضانية الخاصة، إلى جانب ما يترافق مع الشهر من حراك اجتماعي يتطلب ارتفاع الطلب على المستلزمات الغذائية والاستهلاكية وما يتبعها من نشاط التسوق للعيد".

انتعاش الأسواق 

وقال: "يشهد قطاع التجزئة في الإمارات انتعاشاً كبيرًا خلال شهر رمضان، بسبب تغير أنماط الاستهلاك وارتباط الشهر الكريم بعادات الإفطار والسحور والاستعداد للعيد. كما يشهد سوق الهدايا رواجاً إضافياً مع سفر العديد من المقيمين لقضاء العيد في بلدانهم".

دعم الاقتصاد المحلي 

وأوضح السعيدي أن تأثير رمضان لا يقتصر على الإنفاق فقط، بل يمتد إلى تنشيط قطاعات أخرى، مثل المطاعم والضيافة، التي تشهد زيادة كبيرة في الطلب على وجبات الإفطار والسحور، مما يسهم في تعزيز النشاط التجاري ودعم الاقتصاد المحلي".

تمديد ساعات التسوق 

من جهته قال الخبير الاقتصادي ثاني سالم الكثيري: "في رمضان يتم تمديد ساعات العمل في المراكز التجارية مما يرفع من حركة التسوق حتى وقت متأخر، إلى جانب ازدهار  قطاعات الضيافة والسياحة، حيث تستقطب الفنادق والمطاعم الزوار بموائد الإفطار والسحور المميزة".

 التسوق الإلكتروني 

وأوضح أن العلامات التجارية تُكثف من حملاتها التسويقية التلفزيونية، مستفيدةً من ارتفاع نسب المشاهدة قبل الإفطار، بينما تشهد التجارة الإلكترونية نمواً ملحوظاً مع تفضيل المستهلكين التسوق عبر الإنترنت. وبالرغم من انخفاض التداولات في الأسواق المالية نهاراً، إلا أن قطاعات مثل العقارات والضيافة تشهد نشاطاً لافتًا. كما ينعكس الجانب الخيري بزيادة التبرعات والمبادرات الاجتماعية، مما يعزز التأثير الإيجابي للشهر الفضيل على الاقتصاد المحلي".

حركة الأموال

ومن جانبه قال الخبير الاقتصادي، هواري عجال: "يشهد شهر رمضان انتعاشاً ملحوظاً في الأسواق المحلية، حيث يرتفع الإنفاق على المواد الغذائية والهدايا، إلى جانب تزايد المبادرات الخيرية لتقديم وجبات الإفطار والسحور، وهذا النشاط يعزز حركة الأموال ويسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي".
وأضاف: "تتغير أنماط الاستهلاك خلال الشهر الفضيل، إذ يزداد الطلب على السلع الغذائية والحلويات، ما يدفع الأسواق إلى تكثيف العروض الترويجية".
وأكد أن رمضان لا يؤثر فقط على الإنفاق الاستهلاكي، بل يمتد تأثيره على الاقتصاد بشكل أوسع، حيث تستفيد قطاعات مثل التجارة الإلكترونية والعقارات، مما يجعله موسماً اقتصادياً حيوياً في الإمارات.

مقالات مشابهة

  • رشيد جابر يُجهز بديل حارب السعدي .. والأحمر يستعد للمباراة الـ 21 في شرق آسيا
  • مؤسسة إنسجام للتنمية تُدشن مشروع تعزيز أدوار المكونات الشبابية في التنمية المحلية بالعاصمة عدن
  • الزبيدي يهاجم المكونات الحضرمية ويعترف أن الصراع حول "النفط والنفوذ"
  • بعد إصابته.. تعرف على بديل كول بالمر في قائمة منتخب إنجلترا
  • وزير المالية: لا شطب للودائع والإصلاح المالي خيار لا بديل عنه
  • أصالة: صحن الفول من الأكلات التي تأخذني إلى طفولتي بالشام ..فيديو
  • طريقة تحضير الخروب في المنزل
  • خبراء: رمضان محرك اقتصادي نشط يدعم قطاعات حيوية في الإمارات
  • فن تحضير القهوة
  • زي الجاهز.. طريقة تحضير صوص الثومية