موقع 24:
2024-09-08@23:39:39 GMT

بوليتيكو: هل يمكن التوصل إلى حل دائم لغزة هذه المرة؟

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

بوليتيكو: هل يمكن التوصل إلى حل دائم لغزة هذه المرة؟

على خلفية هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، والرد الإسرائيلي الذي لا يرحم، يتساءل المراقبون ما إذا كانت قساوة العنف هذه المرة سترغم الإسرائيليين والفلسطينيين في نهاية المطاف على الوصول إلى حل حقيقي ودائم للنزاع حول غزة.

لا يبدو أن إسرائيل لديها خطة لترسيخ الاستقرار في غزة وحكمها بعد الحرب







وكتب الأستاذ المشارك في كلية العلوم السياسية في جامعة تكساس بأرلينغتون برنت إي.

ساسلي في مقال نشرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أن المشكلة تكمن في أن كل الحروب السابقة بين إسرائيل وحماس انتهت بالعودة إلى الوضع الذي كان سائداً في السابق، وأن لا سبب مقنعاً للتفكير بأن الوضع قد يكون مختلفاً هذه المرة. إن كل الحروب بين إسرائيل وحماس في 2008 و2008-2009 و2014، انتهت كلها بوقف لإطلاق النار من دون أي أمر آخر على صعيد حل النزاع. وكانت النتيجة اشتباكات متواصلة، صاروخ يطلق على إسرائيل، وإسرائيل ترد بغارات جوية على غزة ومناوشات بين المقاتلين، وكلها كانت تؤدي إلى مقتل مدنيين.
إن تغييراً في النظام الإقليمي يتطلب إما عملية سياسية بين إسرائيل وحماس، أو التدمير الكامل للحركة. لكن أياً من هذين السيناريوين ليس مرجحاً، حتى في الوقت الحاضر، إلا إذا قرر الديبلوماسيون رفض النموذج القديم واستبداله بنموذج جديد.

النموذج نفسه هذه المرة


لماذا من المرجح الانتهاء بالنموذج نفسه هذه المرة؟
أولاً، على رغم حقيقة التسبب بأعداد هائلة من الأرواح بالنسبة لإسرائيل، فإن حماس لا تشكل خطراً وجودياً على إسرائيل. إن دولة إسرائيل هي عضو كامل العضوية في الأسرة الدولية. وهي تملك الجيش الأقوى في المنطقة وترسانة نووية، ومظلة أمنية أمريكية. وفي ظل هذه الظروف، فإن أقصى ما يمكن أن تفعله حماس هو الانخراط في هجمات متقطعة و"صغيرة" ضد إسرائيل. وكل ما تريده الآن هو النجاة من الرد الإسرائيلي الحالي، بحيث تعود إلى موقع يمكنها من الضرب مجدداً.
وهذا يعني أن لا مجال لحماس كي ترغم إسرائيل على تقديم تنازلات حقيقية. إن أقصى ما يمكن حماس تحقيقه هو مبادلة المختطفين الإسرائيليين بالسجناء الفلسطينيين في إسرائيل. لكن هذا لا يعني شيئاً على صعيد الحد من الخلافات بين الجانبين.
ثانياً، إن أياً من الجانبين لم يعرب عن أي اهتمام حقيقي في عملية سياسية. لقد بنت حماس سمعتها وهدفها الأساسي على قدرتها على "مقاومة" إسرائيل. وعلاوة على ذلك، فإن الحكم القمعي لحماس في غزة قد حرمها من شرعية تشكيل بديل سياسي جدي لحركة فتح، تاركة شرعيتها مرتبطة فقط بمثل هذه المقاومة.

المشاركة في الحكم


وتدل الأبحاث على أن الجماعات المتمردة توافق على الدخول في عملية سياسية، فقط عندما يتاح لها المشاركة في الحكم. ومع ذلك، فإنه بالنسبة لحماس كي تفعل ذلك يتعين عليها التخلي عن العنف الذي يعتبر السبب الوحيد لوجودها. إن أقصى ما تريده حماس هو التفاوض على وقف للنار وتبادل الأسرى والسجناء- وفقط عبر وسيط.
وبالنسبة لإسرائيل، فإن أياً من حكوماتها لم تبد أي مصلحة في التفاوض مع حماس، وكانت تقبل بمحادثات تقتصر على التوصل إلى وقف للنار وإطلاق رهائن.
ثالثاً، إن الوضع السائد كان يصب في مصلحة اليمين الإسرائيلي، بمعنى أن وجود حماس في غزة يعفي إسرائيل من إجراء مفاوضات مع فتح المعتدلة حول تقسيم الضفة الغربية. وطالما توجد منظمة إرهابية على حدودها، فإن هذه الحكومات كانت تجادل بأن العملية السلمية مستحيلة، وبأن لا دولة فلسطينية قابلة للحياة.
وهناك تقارير تفيد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نفسه كان يتبنى هذا الاستراتيجية. ونقل عنه في 2019 قوله، إن أي شخص يرفض الدولة الفلسطينية يتعين عليه تقوية حماس على حساب فتح.
وإذا ما أقنعت وحشية الهجوم الذي شنته حماس هذه المرة، إسرائيل بأن الأمر الواقع السابق لم يعد ممكناً، فإنه يجب هزيمة حماس عسكرياً. لكن فعل ذلك سيكون صعباً للغاية-وهذا سبب رابع لعدم ترجيح حصول تغيير.
إن ردود إسرائيل الأساسية على هجمات سابقة لحماس كانت تقتصر على استخدام القوة الجوية. لكن القوة الجوية ليست كافية لاستئصال الحركة. وحتى لو دمرت إسرائيل كل المباني فوق الأرض التي يمكن أن تستخدمها حماس، فإن الحركة لا تزال تملك شبكة أنفاق تحت غزة من الممكن أن تستعملها في شن عمليات في سياق حرب عصابات طويلة.

احتلال طويل الأمد


وتكمن الوسيلة الوحيدة لهزيمة حماس في غزو بري واحتلال طويل الأمد. وهذا يتطلب من الجيش الإسرائيلي التحرك ببطء وبشكل ممنهج عبر مساحات مفتوحة ومناطق حضرية لأسر أو قتل مقاتلي حماس وقادتهم. وهذا ما سيرتب مخاطر على إسرائيل- مخاطر يميل نتانياهو إلى تجنبها- وسيؤدي إلى مزيد من الخسائر بين الفلسطينيين، مدنيين وعسكريين. وكلما طالت مثل هذه العملية كلما تعرضت إسرائيل لضغوط دولية متزايدة لوضع حد لها، على الأرجح قبل تحقيق الهدف العسكري منها.
خامساً، إن هزيمة حماس في الميدان لن تكون كافية لتغيير الوضع السائدـ لأن الظروف التي عززت هذا الوضع على مدى سنوات ستبقى في مكانها. إن كل الدراسات المتعلقة بحملات مكافحة التمرد ومكافحة الإرهاب، كلها تركز على أهمية تخطيط بعيد المدى في ما يتعلق بتسوية لما بعد الحرب.
ولا يبدو أن إسرائيل لديها خطة لترسيخ الاستقرار في غزة وحكمها بعد الحرب. ولا الرأي العام ولا قادة إسرائيل لديهم أي شهية لإدارة أراضٍ مدمرة منذ سنوات بفعل الحرب والحصار.



 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل هذه المرة حماس فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

مدير CIA يسعى لاقتراح أكثر تفصيلا بشأن غزة.. الـ10% المتبقية هي الأصعب

يأمل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" بيل بيرنز، في التوصل إلى اقتراح أكثر تفصيلا بشأن الأسرى الإسرائيليين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة لعرضه على "إسرائيل" وحركة حماس خلال الأيام المقبلة.

وكشف بيرنز، خلال حدث عام مشترك مع مدير جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني "إم آي 6"، ريتشارد مور، أن نجاح هذا الاقتراح سيعتمد على "الإرادة السياسية" من قبل الطرفين، بحسب صحيفة "فاينانشال تايمز".

وأضاف بيرنز أن الولايات المتحدة "تعمل بجدية مع الوسطاء الإقليميين لحمل كل من "إسرائيل" وحركة حماس المسلحة على الاتفاق على خطة السلام"، قائلا إنه "على الرغم من كل العمل الذي يتعين القيام به، فإن إنهاء الحرب في غزة مسألة إرادة سياسية في نهاية المطاف".


وأوضح أن الولايات المتحدة تعمل حاليا مع الوسطاء المصريين والقطريين لـ"تنقيح المقترح الذي قدمه بايدن في أيار/ مايو الماضي، ووضعه في شكل اقتراح جيد بما فيه الكفاية بحيث ترى القيادة الإسرائيلية وقيادة حماس قيمة من المضي قدما فيه".

وذكر أنه من خلال تجربته مع مفاوضات الشرق الأوسط، فإن "الكمال ليس على القائمة أبدا"، موضحا أنه "لا يستطيع أن يقول بالتأكيد إننا سننجح في ذلك، ولا مدى قرب الولايات المتحدة والوسطاء من التوصل إلى صفقة في الوقت الحالي".

وقال: "الحقيقة أنه إذا نظرت إلى النص المكتوب، فقد تم الاتفاق على 90 بالمئة من الفقرات، ولكن في أي مفاوضات شاركت فيها، فإن آخر 10 بالمئة، هي النسبة الأصعب للاتفاق عليها".

وقال بيرنز إنه "يوجد الكثير على المحك للفلسطينيين والإسرائيليين، وكذلك استراتيجيا في المنطقة، ولكن قبل كل شيء، فإن ما هو على المحك هو من الناحية الإنسانية"، مشيرا إلى "الرهائن المحتجزين في ظروف جهنمية في غزة، ومعاناة سكان غزة وسط أزمة إنسانية متفاقمة".


والجمعة، قالت هيئة البث الإسرائيلية؛ إنه لا يوجد صفقة تلوح في الأفق حتى الآن، مبينة أن احتمال التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ضئيل جدا.

وأضافت، أن كل جانب يرى الآخر غير راغب في التوصل إلى اتفاق، مبينة أن "تل أبيب لم تبذل ما في وسعها لتجنب تفويت فرصة التوصل إلى اتفاق".

وأشارت إلى أن "واشنطن والوسطاء يحاولون إيجاد صيغة مناسبة لمقترح التسوية، لكن القناعة تتعزز لدى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأنه لا حركة المقاومة الإسلامية حماس ولا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريدان إبرام صفقة تبادل أسرى".

مقالات مشابهة

  • واشنطن تدرس التراجع عن "مقترح جديد" للهدنة في غزة
  • مدير CIA يسعى لاقتراح أكثر تفصيلا بشأن غزة.. الـ10% المتبقية هي الأصعب
  • مدير CIA يسعى لاقتراح أكثر تفصيلا بشأن غزة.. 10% المتبقية هي الأصعب
  • مدير الاستخبارات البريطانية: حماس حركة وفكرة لا يمكن قتلها
  • غارديان: عاملون بوكالة إغاثة يزعمون وقف بي بي سي نداء إنسانيا لغزة
  • رغم التطمينات الأمريكية..فرص الاتفاق على وقف الحرب في غزة ضئيلة جداً
  • مسؤولون إسرائيليون: فرص التوصل لاتفاق مع حماس ضئيلة
  • القناة 13: فرص التوصل لاتفاق مع حماس ضئيلة للغاية
  • تصريحات السفير حسام زكي والجامعة العربية سقف سياسي لا يمكن الاستغناء عنه من أجل وحدة العرب
  • هل يمكن لأمريكا إبرام صفقة أحادية مع حماس بشأن الرهائن؟.. مسؤول يجيب CNN