موقع 24:
2025-03-12@04:59:02 GMT

بوليتيكو: هل يمكن التوصل إلى حل دائم لغزة هذه المرة؟

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

بوليتيكو: هل يمكن التوصل إلى حل دائم لغزة هذه المرة؟

على خلفية هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، والرد الإسرائيلي الذي لا يرحم، يتساءل المراقبون ما إذا كانت قساوة العنف هذه المرة سترغم الإسرائيليين والفلسطينيين في نهاية المطاف على الوصول إلى حل حقيقي ودائم للنزاع حول غزة.

لا يبدو أن إسرائيل لديها خطة لترسيخ الاستقرار في غزة وحكمها بعد الحرب







وكتب الأستاذ المشارك في كلية العلوم السياسية في جامعة تكساس بأرلينغتون برنت إي.

ساسلي في مقال نشرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أن المشكلة تكمن في أن كل الحروب السابقة بين إسرائيل وحماس انتهت بالعودة إلى الوضع الذي كان سائداً في السابق، وأن لا سبب مقنعاً للتفكير بأن الوضع قد يكون مختلفاً هذه المرة. إن كل الحروب بين إسرائيل وحماس في 2008 و2008-2009 و2014، انتهت كلها بوقف لإطلاق النار من دون أي أمر آخر على صعيد حل النزاع. وكانت النتيجة اشتباكات متواصلة، صاروخ يطلق على إسرائيل، وإسرائيل ترد بغارات جوية على غزة ومناوشات بين المقاتلين، وكلها كانت تؤدي إلى مقتل مدنيين.
إن تغييراً في النظام الإقليمي يتطلب إما عملية سياسية بين إسرائيل وحماس، أو التدمير الكامل للحركة. لكن أياً من هذين السيناريوين ليس مرجحاً، حتى في الوقت الحاضر، إلا إذا قرر الديبلوماسيون رفض النموذج القديم واستبداله بنموذج جديد.

النموذج نفسه هذه المرة


لماذا من المرجح الانتهاء بالنموذج نفسه هذه المرة؟
أولاً، على رغم حقيقة التسبب بأعداد هائلة من الأرواح بالنسبة لإسرائيل، فإن حماس لا تشكل خطراً وجودياً على إسرائيل. إن دولة إسرائيل هي عضو كامل العضوية في الأسرة الدولية. وهي تملك الجيش الأقوى في المنطقة وترسانة نووية، ومظلة أمنية أمريكية. وفي ظل هذه الظروف، فإن أقصى ما يمكن أن تفعله حماس هو الانخراط في هجمات متقطعة و"صغيرة" ضد إسرائيل. وكل ما تريده الآن هو النجاة من الرد الإسرائيلي الحالي، بحيث تعود إلى موقع يمكنها من الضرب مجدداً.
وهذا يعني أن لا مجال لحماس كي ترغم إسرائيل على تقديم تنازلات حقيقية. إن أقصى ما يمكن حماس تحقيقه هو مبادلة المختطفين الإسرائيليين بالسجناء الفلسطينيين في إسرائيل. لكن هذا لا يعني شيئاً على صعيد الحد من الخلافات بين الجانبين.
ثانياً، إن أياً من الجانبين لم يعرب عن أي اهتمام حقيقي في عملية سياسية. لقد بنت حماس سمعتها وهدفها الأساسي على قدرتها على "مقاومة" إسرائيل. وعلاوة على ذلك، فإن الحكم القمعي لحماس في غزة قد حرمها من شرعية تشكيل بديل سياسي جدي لحركة فتح، تاركة شرعيتها مرتبطة فقط بمثل هذه المقاومة.

المشاركة في الحكم


وتدل الأبحاث على أن الجماعات المتمردة توافق على الدخول في عملية سياسية، فقط عندما يتاح لها المشاركة في الحكم. ومع ذلك، فإنه بالنسبة لحماس كي تفعل ذلك يتعين عليها التخلي عن العنف الذي يعتبر السبب الوحيد لوجودها. إن أقصى ما تريده حماس هو التفاوض على وقف للنار وتبادل الأسرى والسجناء- وفقط عبر وسيط.
وبالنسبة لإسرائيل، فإن أياً من حكوماتها لم تبد أي مصلحة في التفاوض مع حماس، وكانت تقبل بمحادثات تقتصر على التوصل إلى وقف للنار وإطلاق رهائن.
ثالثاً، إن الوضع السائد كان يصب في مصلحة اليمين الإسرائيلي، بمعنى أن وجود حماس في غزة يعفي إسرائيل من إجراء مفاوضات مع فتح المعتدلة حول تقسيم الضفة الغربية. وطالما توجد منظمة إرهابية على حدودها، فإن هذه الحكومات كانت تجادل بأن العملية السلمية مستحيلة، وبأن لا دولة فلسطينية قابلة للحياة.
وهناك تقارير تفيد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نفسه كان يتبنى هذا الاستراتيجية. ونقل عنه في 2019 قوله، إن أي شخص يرفض الدولة الفلسطينية يتعين عليه تقوية حماس على حساب فتح.
وإذا ما أقنعت وحشية الهجوم الذي شنته حماس هذه المرة، إسرائيل بأن الأمر الواقع السابق لم يعد ممكناً، فإنه يجب هزيمة حماس عسكرياً. لكن فعل ذلك سيكون صعباً للغاية-وهذا سبب رابع لعدم ترجيح حصول تغيير.
إن ردود إسرائيل الأساسية على هجمات سابقة لحماس كانت تقتصر على استخدام القوة الجوية. لكن القوة الجوية ليست كافية لاستئصال الحركة. وحتى لو دمرت إسرائيل كل المباني فوق الأرض التي يمكن أن تستخدمها حماس، فإن الحركة لا تزال تملك شبكة أنفاق تحت غزة من الممكن أن تستعملها في شن عمليات في سياق حرب عصابات طويلة.

احتلال طويل الأمد


وتكمن الوسيلة الوحيدة لهزيمة حماس في غزو بري واحتلال طويل الأمد. وهذا يتطلب من الجيش الإسرائيلي التحرك ببطء وبشكل ممنهج عبر مساحات مفتوحة ومناطق حضرية لأسر أو قتل مقاتلي حماس وقادتهم. وهذا ما سيرتب مخاطر على إسرائيل- مخاطر يميل نتانياهو إلى تجنبها- وسيؤدي إلى مزيد من الخسائر بين الفلسطينيين، مدنيين وعسكريين. وكلما طالت مثل هذه العملية كلما تعرضت إسرائيل لضغوط دولية متزايدة لوضع حد لها، على الأرجح قبل تحقيق الهدف العسكري منها.
خامساً، إن هزيمة حماس في الميدان لن تكون كافية لتغيير الوضع السائدـ لأن الظروف التي عززت هذا الوضع على مدى سنوات ستبقى في مكانها. إن كل الدراسات المتعلقة بحملات مكافحة التمرد ومكافحة الإرهاب، كلها تركز على أهمية تخطيط بعيد المدى في ما يتعلق بتسوية لما بعد الحرب.
ولا يبدو أن إسرائيل لديها خطة لترسيخ الاستقرار في غزة وحكمها بعد الحرب. ولا الرأي العام ولا قادة إسرائيل لديهم أي شهية لإدارة أراضٍ مدمرة منذ سنوات بفعل الحرب والحصار.



 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل هذه المرة حماس فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس توضح مطالبها الثلاث في المفاوضات.. أبرزها وقف دائم للحرب

علقت حركة حماس على المفاوضات التي جرت مع الوسطاء المصريين والقطريين ومبعوث الرئيس ترامب بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والمساعي للدخول في المرحلة الثانية منه.

وقالت "حماس" الاثنين، على لسان عبد اللطيف القانوع،  المتحدث باسمها، إن المفاوضات التي جرت في الدوحة مع الوسطاء المصريين والقطريين ومبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ارتكزت على إنهاء حرب الإبادة الجماعية والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وعملية إعادة الإعمار.

وأضاف: "تعاملنا بمرونة مع جهود الوسطاء ومبعوث ترامب وننتظر نتائج المفاوضات المرتقبة وإلزام الاحتلال بالاتفاق والذهاب للمرحلة الثانية".

وتابع: "المفاوضات التي جرت مع الوسطاء المصريين والقطريين ومبعوث ترامب ترتكز على إنهاء الحرب والانسحاب والإعمار".


وأوضح أن الحركة التزمت بشكل كامل في "المرحلة الأولى من الاتفاق"، لافتة إلى أن أولوياتها في الوقت الحالي ترتكز على إيواء فلسطينيي غزة وإغاثتهم وضمان وقف دائم لإطلاق النار.

وأكد أن الإجراءات الإسرائيلية من تشديد للحصار على غزة وإغلاق المعابر ومنع الإغاثة عن الفلسطينيين ترمي إلى "دفعهم للهجرة"، مضيفا "هذا أضغاث أحلام".

كما قال إن الحديث الإسرائيلي عن خطط عسكرية لاستئناف القتال بغزة وقرار قطع الكهرباء المقطوعة أصلا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، هي "خيارات فشلت وتشكل تهديدا على أسراه الذين لن يحررهم إلا بالتفاوض".

تفاصيل اللقاءات

ونشرت قناة "الجزيرة" الفضائية تفاصيل جديدة بشأن اللقاءات المباشرة التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة، بين حركة حماس ومسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأشار الصحفي في قناة "الجزيرة"، تامر المسحال، إلى أن أربعة لقاءات مباشرة عقدت في الدوحة الأسبوع الماضي، منوها بأن الأمريكيين طلبوا صفقة منفصلة (جزئية) بالإفراج عن جندي حي يحمل الجنسية الأمريكية وأربعة جثامين.


وأضاف المسحال أن "حماس وافقت على صفقة جزئية، وطلبت الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، ووافق الوفد الأمريكي على الإفراج عن 250 أسيرا، بينهم 100 من المؤبدات، والباقي من الأحكام العالية".

ولفت إلى أن "إسرائيل طلبت حق الاعتراض على 50 اسما من المؤبدات، وحماس وافقت على حق الاعتراض على 10 بحد أقصى"، مؤكدا أن الولايات المتحدة تراجعت في اللقاء الرابع، وقالت إن "الرئيس ترامب يريد الإفراجات دون مقابل، وانفض اللقاء دون إتمام الصفقة".

وتواصلت "عربي21" مع عدد من المصادر في حركة حماس للتأكد من هذه التفاصيل، والحصول على معلومات إضافية بشأن اللقاءات، إلا أنها لم تتلقَ إجابة.

وكان المبعوث الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد قال في وقت سابق إن الرئيس دونالد ترامب يريد من حماس إطلاق سراح الأسير الحامل للجنسية الأمريكية، إيدان ألكسندر، لأنه مهم لنا، وهو يظهر أن حماس جادة بشأن المفاوضات.

مقالات مشابهة

  • حماس: الاحتلال يواصل حصاره لغزة وتصعيده في الضفة الغربية
  • تعثّر الخطط لغزة يزيد احتمالات تجدد القتال
  • بارزاني: ضرورة التوصل إلى حل دائم للقضايا الخلافية مع بغداد
  • ألمانيا تدعو إسرائيل لرفع القيود على وصول المساعدات لغزة
  • حماس توضح مطالبها الثلاثة في المفاوضات.. أبرزها وقف دائم للحرب
  • حماس توضح مطالبها الثلاث في المفاوضات.. أبرزها وقف دائم للحرب
  • مبعوث ترامب لشؤون الأسرى يصف اللقاء مع “حماس” بالمفيد للغاية
  • المبعوث الأمريكي بولر: يمكن التوصل إلى اتفاق للإفراج عن جميع الأسرى من غزة
  • لماذا لا يمكن للسلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل واختيار المقاومة؟
  • عشية بدء المفاوضات الثانية.."حماس" تدعو إلى فتح المعابر ودخول مواد الإغاثة لغزة دون قيد أو شرط