فايننشال تايمز: مصالح إيران تتقدّم على مأساة الفلسطينيبن
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
تنفس لبنان الصعداء، ومعه معظم دول العالم ربما، يوم الجمعة عندما تحدث حسن نصر الله، الأمين العالم لحزب الله، أخيراً بعد أربعة أسابيع من الصمت. ومع أنه بدا كمحارب لكنه لم يعلن الحرب، مجنباً لبنان المواجهة الشاملة مع إسرائيل، في الوقت الحالي.
أمضت إيران السنوات الـ 44 الماضية في استخدام القضية الفلسطينية لتعزيز مصالحها الخاصة
شعر العديد من الفلسطينيين بالخيانة، ليس بسبب الرغبة في المزيد من الصراع، ولكن بسبب اليأس من الحصول على بعض الدعم وسط القصف الإسرائيلي المدمر لغزة.
وتقول كيم غطاس في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن خطاب نصرالله كان بمثابة مناورة افتتاحية في مفاوضات طهران مع الولايات المتحدة بشأن مكانتها المستقبلية في المنطقة، في منعطف حرج ليس فقط بالنسبة للشرق الأوسط ولكن بالنسبة للجمهورية الإسلامية. أولويات طهران
وتتمثل أولويات طهران في استقرار نظامها، وسط ضغوط سياسية واقتصادية محلية، وحماية أكبر عدد ممكن من أصولها الإقليمية، وضمان خلافة سلسة للمرشد الأعلى علي خامنئي البالغ من العمر 84 عامًا عندما يحين الوقت.
Iran’s interests are trumping the Palestinian tragedy https://t.co/XOJsVXHLU5 | opinion
— Financial Times (@FT) November 7, 2023
لقد أمضت إيران السنوات الـ 44 الماضية في استخدام القضية الفلسطينية لتعزيز مصالحها الخاصة وتعزيز مكانتها مع العرب - فهي تعد بتحرير القدس باستخدام وكلاء لمهاجمة إسرائيل بعيدًا عن حدودها، وتهدد أمريكا وتلعب بشكل عام دوراً تخريبياً. ولكن يبدو أن العنصر الفلسطيني في هذه الاستراتيجية قد بلغ نهايته بعد أن أثار توغل حماس في إسرائيل في السابع من أكتوبر(تشرين الأول) غضباً انتقامياً على غزة ، وجلب أيضاً الحشد العسكري الأمريكي الأضخم إلى المنطقة منذ عقود من الزمن.
وترى غطاس أنه سواء علمت إيران بخطط حماس أم لا، فيبدو أنها لم تتوقع حجم العملية ورد الفعل العنيف. فجأة، بدأت طهران تنظر إلى الاحتمال الحقيقي للغاية لحدوث مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ويبدو أنها فصلت بهدوء مصالحها عن مصالح الفلسطينيين.
وخلال العام الماضي، تحدث كل من نصرالله وقائد "فيلق القدس" الإيراني إسماعيل قآني، عن تنسيق وكلاء إيران وتوحيد الجبهات ضد إسرائيل. لكن نص الله قال في خطابه إن عملية حماس كانت "نتيجة قرار فلسطيني مئة بالمئة".
.@KimGhattas on how Iran’s interests are trumping the Palestinian tragedy https://t.co/Neud3dYBZO
— Jonathan Derbyshire (@Jderbyshire) November 7, 2023
وهذا بالطبع يساعد بشكل ملائم على تجنب الانتقام المباشر. لكن نصرالله أضاف أن "من اعتقد أن العملية أو توقيتها يخدم مصالح إيران مخطئ. طهران تحدد مسارها الخاص".
وفي الشهر الماضي اشتكى خالد مشعل، أحد كبار قادة حماس، من أن الحركة كانت تتوقع المزيد من الدعم من حزب الله. ولكن عندما تحدث، أوضح نصرالله أن "الفرسان" ليسوا مستعدين. وتنظر إيران إلى لبنان كقاعدة دفاع أمامية، في حين يعتبر حزب الله خط دفاع رئيسياً في حال تعرض النظام لتهديد مباشر، ولا يمكنها التضحية بهذا الأصل من أجل الفلسطينيين.
وبدلاً من ذلك، ستقوم طهران بمضايقة أمريكا بشكل متزايد في سوريا والعراق، بينما سيفعل حزب الله ما يكفي من جنوب لبنان لإظهار أنه يساعد حماس.
وقُتل حتى الآن 61 من مقاتلي "حزب الله"، وهو رقم كبير أحدث صدمة في قاعدتهم، نظراً للحرب المنخفضة الحدة على الحدود. وقد فسر نصرالله ذلك من خلال الزعم بأن تكتيكات حزب الله تجعل ثلث جيش إسرائيل مشغولاً على حدودها الشمالية.
وحذر نصرالله من إمكانية التصعيد إذا لم تتوقف الحرب على غزة أو إذا تجاوزت إسرائيل قواعد الاشتباك مع حزب الله. ويدرك نصرالله إيقاع الحرب جيداً. وهو يعلم أنه لم يسبق لأي إدارة أمريكية أن دعت إسرائيل إلى وقف إطلاق النار في غضون أيام أو حتى أسبوعين من اندلاع الصراع. لقد اختار التحدث بعد أربعة أسابيع ومقتل أكثر من 10000 فلسطيني، وتزامن تحذيره مع أول دعوة للرئيس جو بايدن إلى "وقفات تكتيكية".ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وافق ضمنياً على مثل هذه الوقفات.
هناك الآن حربان تتطوران بالتوازي: الحرب المباشرة بين حماس وإسرائيل، والحرب غير المباشرة التي تشنها طهران. وهذا يعني أيضاً مسارات دبلوماسية متوازية: الأول هو المهمة العاجلة العاجلة المتمثلة في حماية المدنيين الفلسطينيين، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وجلب المساعدات إلى غزة، والتوصل إلى وقف إطلاق النار.
كما أعاد بايدن عملية السلام وحل الدولتين إلى جدول الأعمال مرة أخرى. ولكن كلما طال أمد الهجوم الإسرائيلي على غزة، حتى مع فترات توقف مؤقتة، أصبح من الصعب على العرب المشاركة.
وتستفيد إيران أيضاً من استمرار الحرب. ربما تكون في موقف حرج الآن، لكنها ماهرة في تحويل لحظات الخطر إلى فرصة. وفي نهاية هذا الأسبوع، سيتحدث نصرالله مرة أخرى بينما سيقوم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بزيارته الأولى إلى الرياض لحضور قمة منظمة التعاون الإسلامي. يجب على السعوديين أن يسألوا رئيسي ليس فقط عما تريده إيران، بل أيضًا عما ترغب في التخلي عنه، من لبنان إلى العراق.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حزب الله
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: «ماسك» طلب عقد اجتماع سري مع مندوب إيران لدى الأمم المتحدة
عقد الملياردير ورجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، اجتماعًا مع مندوب إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن “إيلون ماسك”، وهو مستشار مقرب من الرئيس المنتخب دونالد ترامب، التقى مع مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيراواني، في نيويورك، لإجراء محادثة حول موضوع خفض التوترات بين إيران والولايات المتحدة”.
وذكرت الصحيفة أن “الرجلين التقيا لأكثر من ساعة في مكان سري وأن اللقاء كان “إيجابيا”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن “الاجتماع مع “ماسك” وفر لطهران “حلا بديلا” لتجنب الدخول في محادثات مباشرة مع المسؤولين الأمريكيين”.
وبحسب الصحيفة، وخلال المحادثة، “اقترح “إيرواني” على “ماسك” نقل بعض أعماله إلى طهران من خلال طلب إذن من وزارة الخزانة الأمريكية”.
وبحسب مصادر الصحيفة، فإن “اللقاء جرى في مكان سري واستمر لأكثر من ساعة، وقد قيمت النتائج بأنها إيجابية”، مبينة أن “ماسك هو من طلب عقد الاجتماع، وأن السفير هو من اختار الموقع”.
وأضافت الصحيفة أن “اللقاء المباشر المبكر بين مسؤول إيراني كبير وماسك يثير احتمال حدوث تغيير في لهجة العلاقات بين طهران وواشنطن في ظل إدارة ترامب، على الرغم من التاريخ المشحون بين الرئيس المنتخب وإيران”.
كما أشارت إلى أن”السفير الإيراني أبلغ ماسك خلال الاجتماع بأنه يجب الحصول على إعفاءات من عقوبات وزارة الخزانة”، موضحة أن “الاجتماع قدم حلا بديلا لإيران مما سمح لها بتجنب الجلوس مباشرة مع مسؤول أمريكي”.
يذكر أنه قبل أيام، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أن الملياردير إيلون ماسك، سيتولى قيادة وزارة الكفاءة الحكومية، مع المرشح الرئاسي الجمهوري السابق فيفيك راماسوامي.