تنفس لبنان الصعداء، ومعه معظم دول العالم ربما، يوم الجمعة عندما تحدث حسن نصر الله، الأمين العالم لحزب الله، أخيراً بعد أربعة أسابيع من الصمت. ومع أنه بدا كمحارب لكنه لم يعلن الحرب، مجنباً لبنان المواجهة الشاملة مع إسرائيل، في الوقت الحالي.

أمضت إيران السنوات الـ 44 الماضية في استخدام القضية الفلسطينية لتعزيز مصالحها الخاصة



شعر العديد من الفلسطينيين بالخيانة، ليس بسبب الرغبة في المزيد من الصراع، ولكن بسبب اليأس من الحصول على بعض الدعم وسط القصف الإسرائيلي المدمر لغزة.


وتقول كيم غطاس في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن خطاب نصرالله كان بمثابة مناورة افتتاحية في مفاوضات طهران مع الولايات المتحدة بشأن مكانتها المستقبلية في المنطقة، في منعطف حرج ليس فقط بالنسبة للشرق الأوسط ولكن بالنسبة للجمهورية الإسلامية.

أولويات طهران


وتتمثل أولويات طهران في استقرار نظامها، وسط ضغوط سياسية واقتصادية محلية، وحماية أكبر عدد ممكن من أصولها الإقليمية، وضمان خلافة سلسة للمرشد الأعلى علي خامنئي البالغ من العمر 84 عامًا عندما يحين الوقت.

 

Iran’s interests are trumping the Palestinian tragedy https://t.co/XOJsVXHLU5 | opinion

— Financial Times (@FT) November 7, 2023


لقد أمضت إيران السنوات الـ 44 الماضية في استخدام القضية الفلسطينية لتعزيز مصالحها الخاصة وتعزيز مكانتها مع العرب - فهي تعد بتحرير القدس باستخدام وكلاء لمهاجمة إسرائيل بعيدًا عن حدودها، وتهدد أمريكا وتلعب بشكل عام دوراً تخريبياً. ولكن يبدو أن العنصر الفلسطيني في هذه الاستراتيجية قد بلغ نهايته بعد أن أثار توغل حماس في إسرائيل في السابع من أكتوبر(تشرين الأول) غضباً انتقامياً على غزة ، وجلب أيضاً الحشد العسكري الأمريكي الأضخم إلى المنطقة منذ عقود من الزمن.

حجم العملية ورد الفعل


وترى غطاس أنه سواء علمت إيران بخطط حماس أم لا، فيبدو أنها لم تتوقع حجم العملية ورد الفعل العنيف. فجأة، بدأت طهران تنظر إلى الاحتمال الحقيقي للغاية لحدوث مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ويبدو أنها فصلت بهدوء مصالحها عن مصالح الفلسطينيين.
وخلال العام الماضي، تحدث كل من نصرالله وقائد "فيلق القدس" الإيراني إسماعيل قآني، عن تنسيق وكلاء إيران وتوحيد الجبهات ضد إسرائيل. لكن نص الله قال في خطابه إن عملية حماس كانت "نتيجة قرار فلسطيني مئة بالمئة".

 

.@KimGhattas on how Iran’s interests are trumping the Palestinian tragedy https://t.co/Neud3dYBZO

— Jonathan Derbyshire (@Jderbyshire) November 7, 2023


وهذا بالطبع يساعد بشكل ملائم على تجنب الانتقام المباشر. لكن نصرالله أضاف أن "من اعتقد أن العملية أو توقيتها يخدم مصالح إيران مخطئ. طهران تحدد مسارها الخاص".

حزب الله ليس مستعداً


وفي الشهر الماضي اشتكى خالد مشعل، أحد كبار قادة حماس، من أن الحركة كانت تتوقع المزيد من الدعم من حزب الله. ولكن عندما تحدث، أوضح نصرالله أن "الفرسان" ليسوا مستعدين. وتنظر إيران إلى لبنان كقاعدة دفاع أمامية، في حين يعتبر حزب الله خط دفاع رئيسياً في حال تعرض النظام لتهديد مباشر، ولا يمكنها التضحية بهذا الأصل من أجل الفلسطينيين.
وبدلاً من ذلك، ستقوم طهران بمضايقة أمريكا بشكل متزايد في سوريا والعراق، بينما سيفعل حزب الله ما يكفي من جنوب لبنان لإظهار أنه يساعد حماس.
وقُتل حتى الآن 61 من مقاتلي "حزب الله"، وهو رقم كبير أحدث صدمة في قاعدتهم، نظراً للحرب المنخفضة الحدة على الحدود. وقد فسر نصرالله ذلك من خلال الزعم بأن تكتيكات حزب الله تجعل ثلث جيش إسرائيل مشغولاً على حدودها الشمالية.
وحذر نصرالله من إمكانية التصعيد إذا لم تتوقف الحرب على غزة أو إذا تجاوزت إسرائيل قواعد الاشتباك مع حزب الله. ويدرك نصرالله إيقاع الحرب جيداً. وهو يعلم أنه لم يسبق لأي إدارة أمريكية أن دعت إسرائيل إلى وقف إطلاق النار في غضون أيام أو حتى أسبوعين من اندلاع الصراع. لقد اختار التحدث بعد أربعة أسابيع ومقتل أكثر من 10000 فلسطيني، وتزامن تحذيره مع أول دعوة للرئيس جو بايدن إلى "وقفات تكتيكية".ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وافق ضمنياً على مثل هذه الوقفات.
هناك الآن حربان تتطوران بالتوازي: الحرب المباشرة بين حماس وإسرائيل، والحرب غير المباشرة التي تشنها طهران. وهذا يعني أيضاً مسارات دبلوماسية متوازية: الأول هو المهمة العاجلة العاجلة المتمثلة في حماية المدنيين الفلسطينيين، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وجلب المساعدات إلى غزة، والتوصل إلى وقف إطلاق النار.
كما أعاد بايدن عملية السلام وحل الدولتين إلى جدول الأعمال مرة أخرى. ولكن كلما طال أمد الهجوم الإسرائيلي على غزة، حتى مع فترات توقف مؤقتة، أصبح من الصعب على العرب المشاركة.
وتستفيد إيران أيضاً من استمرار الحرب. ربما تكون في موقف حرج الآن، لكنها ماهرة في تحويل لحظات الخطر إلى فرصة. وفي نهاية هذا الأسبوع، سيتحدث نصرالله مرة أخرى بينما سيقوم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بزيارته الأولى إلى الرياض لحضور قمة منظمة التعاون الإسلامي. يجب على السعوديين أن يسألوا رئيسي ليس فقط عما تريده إيران، بل أيضًا عما ترغب في التخلي عنه، من لبنان إلى العراق.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حزب الله

إقرأ أيضاً:

بلينكن يحذر من تصاعد الصراع واجتماع في طهران لبحث الرد على إسرائيل

قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إن الشرق الأوسط يتجه إلى مزيد من الصراع وطالب بعدم اتخاذ إجراءات تصعيدية، في حين نقلت رويترز عن مصادر أن حلفاء إيران سيجتمعون في طهران لبحث خيارات الرد على إسرائيل.

واستشهد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران أمس الأربعاء في عملية اغتيال لم تعلن إسرائيل رسميا عن تبنيها، في حين أكدت مسؤوليتها عن قتل القيادي في حزب الله فؤاد شكر في قصف على الضاحية الجنوبية ببيروت.

وفي ظل مخاوف من اندلاع صراع إقليمي عبر عمليات ثأرية تستهدف إسرائيل، نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن بلينكن قوله إن الشرق الأوسط يتجه لمزيد من الصراع، وحث كل الأطراف على عدم اتخاذ إجراءات تصعيدية.

ويرى وزير الخارجية الأميركي ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة من أجل "كسر دائرة العنف"، وطالب جيع الأطراف بتبني "الخيارات الصحيحة" في الأيام المقبلة، وأضاف "تحدثت مع زملائي في مختلف أنحاء المنطقة، وكلهم يركزون على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وجميع الأطراف بحاجة إلى إيجاد أسباب للتوصل إلى اتفاق وليس البحث عن مبررات لتأخيره".

وفي وقت سابق نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن دبلوماسي غربي قوله إن من وصفهم بـ"الجميع" يضغطون على طهران حتى لا ترد على اغتيال هنية، ونقلت عن مسؤولين لم تسمهم أن "مستقبل الصراع قد يعتمد على حسابات إيران أكثر من حسابات إسرائيل".

وقالت فايننشال تايمز إن دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين يجرون محادثات عاجلة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط في سباق لمحاولة تجنب اندلاع حرب إقليمية شاملة.

اجتماع طهران

في المقابل، قالت 5 مصادر لرويترز إن مسؤولين إيرانيين كبارا سيلتقون بممثلي حلفاء طهران في المنطقة من لبنان والعراق واليمن اليوم الخميس لمناقشة الرد المحتمل على إسرائيل.

وعقب حادثة اغتيال هنية، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن طهران ترى أن "من واجبها الثأر لدم هنية"، لأن الاغتيال وقع على الأراضي الإيرانية. وأضاف، في بيان، أن "الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي، باغتياله هنية، مهّد الأرضية لمعاقبته بقسوة".

في السياق نفسه، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن 3 مسؤولين إيرانيين مطلعين أن خامنئي أمر في اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي بضرب إسرائيل مباشرة ردا على اغتيال إسماعيل هنية.

وأضاف هؤلاء أن القادة يدرسون شن هجوم بمسيّرات وصواريخ على أهداف عسكرية بمحيط تل أبيب وحيفا، وأن من بين الخيارات هجوما منسقا من إيران واليمن وسوريا والعراق لتحقيق أقصى تأثير.

وقال المسؤولون الإيرانيون -حسب الصحيفة- إن خامنئي أمر الحرس الثوري والجيش بإعداد خطط للهجوم والدفاع إذا توسعت الحرب، مشيرين إلى أن إيران ستحرص على تجنب ضرب الأهداف المدنية في أي هجوم على إسرائيل.

وتتحسب إسرائيل لرد من إيران على اغتيال إسماعيل هنية وكذلك من حزب الله على اغتيال فؤاد شكر، وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأن إسرائيل أبلغت لبنان وإيران عبر قنوات دبلوماسية أنها مستعدة لحرب شاملة.

وأضافت القناة أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تستعد لمجموعة من الردود المحتملة تشمل محاولات لاختراق الحدود الشمالية.

مقالات مشابهة

  • بي بي سي: زيادة احتمالات فشل مفاوضات الهدنة في غزة بعد اغتيال هنية
  • جملة لحسن نصرالله بخطاب تشييع فؤاد شكر تشعل تفاعلا
  • كيف ردت إسرائيل على خطاب حسن نصرالله؟
  • بلينكن يحذر من تصاعد الصراع واجتماع في طهران لبحث الرد على إسرائيل
  • نيويورك تايمز: مسؤولون أميركيون اعترفوا سرا بأن إسرائيل اغتالت هنية
  • ‏فايننشال تايمز نقلًا عن ديبلوماسي غربي: ضغوط تُمارس على طهران لعدم الرد واحتواء الوضع
  • كيف سيتعامل حزب الله وإيران مع ضربات إسرائيل الأخيرة؟
  • “فايننشال تايمز”: على الرغم من الضربات العديدة.. “إسرائيل” تفشل في ردع أعدائها
  • صورة لجثمان هنية ومراسم وداعه في طهران
  • نيويورك تايمز: ضربات إسرائيل في إيران ولبنان تزيد من خطر التصعيد.. والحرب الشاملة «ليست حتمية»