ندد الائتلاف الفلسطينيّ للحقوق الرقميّة، بمحاولات عبّر منصاتها المختلفة، "تجريد الفلسطينيّين إنسانيّتهم وإسكات الصوت الفلسطينيّ"، داعية إلى التوقف عن ذلك.

جاء ذلك في رسالة مفتوحة، تقدم بها الائتلاف المكوّن من مجموعة من منظّمات حقوق الإنسان والمجتمع المدنيّ الفلسطينيّ، إلى شركة "ميتا"، داعية إياها باتّخاذ إجراءات فوريّة لحماية الحقوق الرقميّة الفلسطينيّة، خاصّة في أوقات العنف الإسرائيليّ المتصاعد.

وقال الائتلاف "في خضمّ الانتهاكات المتزايدة الّتي ترتكبها السلطات الإسرائيليّة ضدّ الشعب الفلسطينيّ، والعنف المتواصل، وخرق اتّفاقيّات جنيف 1949، يضطرّ الائتلاف إلى تناول مسألة تجريد شركة ميتا الشعب الفلسطينيّ من إنسانيّته، وخاصّة في أوقات الأزمات".

وأضاف "في الآونة الأخيرة، يتمّ إنشاء ملصقات لأطفال يحملون أسلحة على (واتساب) عندما يقوم المستخدم باستخدام كلمة "فلسطينيّ" لإنشاء ملصقات باستخدام الذكاء الاصطناعيّ".

ولفت البيان إلى أن "نموذج الترجمة القائم على الذكاء الاصطناعيّ على منصّة (إنستغرام) قام باستبدال كلمة (فلسطينيّ الحمد اللّه) تلقائيًّا إلى (إرهابيّ فلسطينيّ) على الصفحة الشخصيّة للمستخدمين".

وعلقت رسالة الائتلاف على ذلك بالقول: "تشير كلتا الحالتين إلى مشكلة مستمرّة حيث تولّد نماذج الذكاء الاصطناعيّ الخاصّة بشركة (ميتا) نتائج تجرّد الفلسطينيّين من إنسانيّتهم، بسبب التحيّز في مجموعات بيانات التدريب".

اقرأ أيضاً

أطفال فلسطينيون يحملون سلاحا وإسرائيليون يقرؤون.. واتساب يثير غضبا وميتا تعلق

وزادت الرسالة: "يتفاقم هذا الأمر بسبب الحقيقة المؤلمة المتمثّلة في استمرار إسكات الأصوات الفلسطينيّة، واستمرار تعرّض المحتوى الفلسطينيّ إلى الرقابة المفرطة على منصّات ميتا".

كما نددت الرسالة باستمرار "استهداف الفلسطينيين بخطابات الكراهية والتحريض والعنصريّة باللغة العبريّة والّذي يتجسّد في أحداث عنيفة وخطرة على أرض الواقع".

وتابع الائتلاف "من المخيّب للآمال أن نشهد التحدّيات المتكرّرة الّتي يواجهها الفلسطينيّون على منصّات (ميتا) الرقميّة، اعتراض منظّمات المجتمع المدنيّ الفلسطينيّ لسنوات على الانتهاكات المتصاعدة بشكل متسارع للحقوق الرقميّة الفلسطينيّة على المنصّات".

وسبق أن كشف مسؤولون سابقون داخل "فيسبوك"، عن توجيه إدارة المنصة الاجتماعية استهدافًا مدبرًا للمحتوى العربي وخاصة الفلسطيني.

كما أفادوا بالتعاون المباشر بين "فيسبوك" وأجهزة المخابرات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والمحتوى الذي يدعم قضيتهم على هذه المنصة الضخمة.

وزاد الائتلاف في رسالته: "إضافة إلى ذلك، فإنّ خطاب الكراهية والتحريض على العنف والمعلومات المضلّلة لا يزالوا غير مراقبين بشكل كاف على مختلف منصّات (ميتا) الرقميّة، ممّا يقوّض سلامة وكرامة الأصوات الفلسطينيّة على شبكة الإنترنت".

اقرأ أيضاً

ميتا تواصل استهداف المحتوى الفلسطيني وتحذف صحفة شبكة قدس الإخبارية

وطالب الائتلاف الفلسطينيّ للحقوق الرقميّة، شركة ميتا باتّخاذ إجراءات فوريّة لحماية الحقوق الرقميّة الفلسطينيّة، خاصّة في أوقات العنف الإسرائيليّ المتصاعد.

وأضاف: "من الضروريّ ضمان احترام حقوق الإنسان على شبكة الإنترنت وتوفير منصّات آمنة للجميع، ويجب على شركة (ميتا) أيضًا أن تضمن أنّ الأصوات الفلسطينيّة وغيرها من الأصوات الّتي تدافع عن حقوق الإنسان الفلسطينيّ في جميع أنحاء العالم، لا تتعرّض للخنق، أو تخضع للإدارة بشكل غير متناسب".

وتابع: "كما يجب أن تتماشى سياسات وممارسات إدارة المحتوى مع القانون الدوليّ لحقوق الإنسان ومبادئ الأمم المتّحدة التوجيهيّة بشأن الأعمال التجاريّة وحقوق الإنسان".

وطالب الائتلاف كذلك من شركة "ميتا"، بوقف تحيّز الذكاء الاصطناعيّ، وإجراء تدقيق فوريّ وشامل لمجموعات البيانات المستخدمة، وإجراء تحقيق في الأحداث الأخيرة المتعلّقة بنماذج الذكاء الاصطناعيّ الخاصّة بالشركة.

كما دعا إلى وقف محاولات إسكات الأصوات الفلسطينيّة، وتعزيز شفّافيّة سياسات تصنيف ومتابعة "المنظّمات والأفراد الخطرين"، ووقف تنفيذ إجراءات تقييد وصول المستخدمين الفلسطينيّين وتحديد التفاعل والتعليقات على منشوراتهم.

وطالب الائتلاف كذلك بوقف خطاب الكراهية والتحريض باللغة العبريّة، ووضع حدّ لانتشار خطابات الكراهية والتحريض على منصّاتها من خلال تفعيل المصنّفات العبريّة لخطابات الكراهية والتحريض.

اقرأ أيضاً

بالتزامن مع طوفان الأقصى.. ميتا تواصل حجب المحتوى الفلسطيني

واختتم الائتلاف رسالته بالقول: "في النهاية، على شركة (ميتا) أخذ إجراءات فوريّة وحاسمة لإعادة تصويب التحيّز المتجذّر الّذي تعاني منه منصّاتها، بدءًا من التجريد من الإنسانيّة من خلال الذكاء الاصطناعيّ، إلى فرض الرقابة المفرطة على المحتوى الفلسطينيّ".

والعام الماضي، وجدت دراسة منظّمة الأعمال من أجل المسؤوليّة الاجتماعيّة، أنّه في مايو/أيار 2021، كان لإجراءات "ميتا" تأثير سلبيّ على حقوق الإنسان بما يتعلّق بـ"حقوق المستخدمين الفلسطينيّين في حرّيّة التعبير، وحرّيّة التجمّع، والمشاركة السياسيّة، وعدم التمييز وبالتّالي على قدرة الفلسطينيّين على تبادل المعلومات والتحديثات حول تجاربهم، في حين حدوثها".

واتسعت خلال الأيام القليلة الماضية، حملة إغلاق الحسابات التي تظهر جرائم الاحتلال، خصوصا على المنصات المملوكة لشركة "ميتا".

وسبق أن أغلق "فيسبوك" صفحات العشرات من الصحفيين والنشطاء والمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة دون سابق إنذار في إطار "محاربة الموقع للمحتوى الفلسطيني المناهض للجرائم الإسرائيلية".

وفي وقت سابق، ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أن "فيسبوك"، و"إنستجرام"، أزالا محتوى حمله فلسطينيون، بما في ذلك تجاوزات ارتُكبت خلال المواجهة العسكرية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، خلال الأعوام الماضية.

واتهمت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، قبل أشهر، منصات التواصل الاجتماعي بالتواطؤ مع إسرائيل، وقد دعت الحكومة الفلسطينية إلى مواجهة الخطر الكبير الذي يهدد الإعلام والرواية الفلسطينية بسبب إدارات بعض منصات التواصل الاجتماعي، ممن تخضع وتتساوق مع منظومة إسرائيل في حجب المواقع الفلسطينية.

الجدير ذكره، أن إسرائيل أبرمت اتفاقا مع "فيسبوك" يتيح لها مراقبة المحتوى الفلسطيني، وسبق أن اعتقل فلسطينيون، بتهمة الكتابة على ذلك الموقع، ضد سياسات الاحتلال.

وكانت مؤسسة "إمباكت" الدولية لحقوق الانسان، ربطت بين قيام "فيسبوك" بمحاربة المحتوى الفلسطيني، وبين وجود مصالح اقتصادية تربط هذه الشركة بإسرائيل، لافتا إلى أن استضافة إسرائيل مقرا إقليميا لشركة "فيسبوك"، مكن حكومة تل أبيب من التأثير بشكل متصاعد على المحتوى الفلسطيني الذي وصل إلى حد اعتقال عشرات الفلسطينيين بسبب ممارستهم لمجرد حقهم في حرية التعبير.

اقرأ أيضاً

دراسة داخلية لميتا تقر بالتحيز ضد الفلسطينيين

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: ميتا فيسبوك إنستجرام المحتوى الفلسطيني غزة المحتوى الفلسطینی الذکاء الاصطناعی حقوق الإنسان ة الفلسطینی اقرأ أیضا الرقمی ة على منص

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الدولي للبناء يرفض الترحيل اللا إنساني للعمال من أمريكا

أدان الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب (BWI)، بشدة التصاعد المقلق في اضطهاد واحتجاز وترحيل العمال المهاجرين في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل لا إنساني، في ظل سياسات الهجرة العدوانية للإدارة الحالية، مشيرا إلى أنه يتم تجريم واحتجاز وترحيل آلاف العمال قسرا، خاصة القادمين من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بينما يواجهون ظروف عمل غير مستقرة للغاية.

وقال الاتحاد، في بيان له، إن هؤلاء العمال، الذين يعمل العديد منهم في قطاعات البناء و والأخشاب هم من يبنون المنازل والطرق والمدن التى تحرك الاقتصاد الأمريكي، على الرغم من مساهماتهم الأساسية، يتم تحميلهم مسؤولية مشاكل المجتمع بحجة وضعهم غير القانوني أو اتهامهم بوجود سجلات جنائية.

وتابع: شنت سلطات الهجرة حملة قمعية وحشية، إذ زادت من عمليات الترحيل وعسكرة الحدود، في جميع أنحاء البلاد، يعيش الرجال والنساء والأطفال وكبار السن من دول مثل البرازيل والأرجنتين وبيرو والإكوادور وكولومبيا وفنزويلا ونيكاراغوا وهندوراس والمكسيك وجمهورية الدومينيكان وغيرها في خوف دائم يخليكون تحت تهديد اضطهاد سلطات الهجرة الأمريكية، مؤكدا أن هذه الهجمات لا تنتهك فقط حقوق الإنسان الأساسية بل تضعف أيضا الحماية لجميع العمال.

وتابع: بينما تتمتع الدول بالحق السيادي في تنظيم حدودها، لا يوجد استثناءات من الالتزام باحترام حقوق الإنسان الأساسية، فتكشف التقارير عن معاملة مهيئة ولا إنسانية للمهاجرين المرحلين يتم تقييدهم بالأغلال، ويحرمون الطعام والماء والرعاية الطبية، ويحتجزون في مراكز تشبه السجون العسكرية.

ودعت نقابات الاتحاد الدولي للتشييد والبناء، إلى رفض الاضطهاد القائم على العرق والترحيل اللا إنساني، مطالبة باتخاذ إجراءات فورية لتعزيز التضامن العمالي العالمي، لكشف هذه الانتهاكات، وحشد الجهود ضد القمع، وحماية العمال المهاجرين من الاضطهاد، ووقف الترحيلات والمداهمات وإنهاء الإجراءات التنفيذية اللا إنسانية، وإعادة فتح مسارات الهجرة القائمة على الحقوق، وتقديم تعويضات للعمال المتضررين، إضافة إلى ضمان العمل اللائق والعدالة لجميع العمال المهاج اجرين فهما أعضاء أساسي يون في القوى العاملة، مؤكدين أنه يجب معاملتهم بكرامة، ودعم حقوق العمل والإنسان.

وشدد الاتحاد، على أنه يقف بتضامن لا يتزعزع مع العمال المهاجرين في الولايات المتحدة، مصمما على الدفاع عن حقوقهم وسلامتهم وكرامتهم في مواجهة التصعيد القمعي في مواجهة هذه الأزمة المتعمقة.

واختتم الاتحاد بيانه، قائلا: “نؤكد من جديد عزمنا على القتال معا، مدركين أن العدالة لن تتحقق إلا عندما يتم عكس هذا الفصل المظلم من التاريخ بقوة جماعية من الطبقة العاملة العالمية”.

مقالات مشابهة

  • Netflix تُلغي 6 ألعاب على منصات الهواتف الذكية
  • شقيقها وائل كتب وصيته عبر «فيسبوك».. ما موقف ياسمين عبد العزيز؟
  • حمدان بن محمد يعتمد مبادرة «القنوات الرقمية المشتركة» لتقديم خدمات دبي في منصات موحدة
  • الاتحاد الدولي للبناء يرفض الترحيل اللا إنساني للعمال من أمريكا
  • مؤسسة «أجر» و«إذاعة رأس الخيمة» تتعاونان لإطلاق برنامج إنساني
  • تعرف على بدائل غير أمريكية للتواصل الاجتماعي ؟؟
  • ميرهان حسين تنفي امتلاك حساب على فيسبوك
  • استسلام «ميتا» والسوق الحر للأكاذيب
  • ترامب يتعجب من صغر مساحة إسرائيل: "مثل قلم على مكتب" (فيديو)
  • خبير سياسات دولية: مصر ترفض أي تهديد بمحاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم