يمن مونيتور/تقرير خاص

مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني، تستغل جماعة الحوثي حالة التعاطف في أوساط السكان بمناطق سيطرتها وخاصة في العاصمة صنعاء لصالح أجنداتها وفتح معسكرات تجنيد جديدة بحجة الجهاد في فلسطين

ومنذُ إعلان زعيم الجماعة عن الاستعداد للقيام بعمل عسكري إذا تدخلت الولايات المتحدة بقوة السلاح إلى جانب إسرائيل، وكذلك تبنيها إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه مناطق الاحتلال الإسرائيلي، تمكنت الجماعة من استغلال المشهد بفتح باب التجنيد وحشد المئات من الأطفال والشباب في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها تحت مبرر الجهاد في فلسطين.

ويقول مراقبون إن الجماعة المسلحة تستخدم حملة الذهاب للجهاد في فلسطين وسيلة لكسب مقاتلين جدد تزج بهم في جبهاتها الداخلية واستخدامهم وقود لحروبها العبثية أخوتهم اليمنيين.

ونفذت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر شركات الاتصال تحث فيها السكان على سرعة التسجيل في دورات تدريب قتالية ستقام لتأهيل المشاركين في الجهاد داخل فلسطين.

وجاءت الحرب في غزة لتستثمرها الجماعة المسلحة لأغراضها السياسية، والهروب من حالة الغضب الشعبي الواسعة إزاء التدهور الكبير في الاقتصاد واتساع رقعة الفقر والمجاعة في مناطق سيطرتها.

ويقول نشطاء يمنيون إن الجماعة تقدم نفسها المخول للدفاع عن القضية الفلسطينية دون غيرها بهدف استغلال حالة الغضب الشعبي الرافضة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي وحربه على غزة، لصالح مشروعها السلالي.

ويشير سكان محليون في صنعاء إلى أن الجماعة تعتمد على عقال الحارات بعد تراجع دور شيوخ القبائل إبان مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، للحشد إلى جبهات القتال.

ويفيد المواطن هاشم أحمد أحد أبناء حارة التعاون التابعة لمديرية بني الحارث شمالي صنعاء أن قيادات في الجماعة أعلنت فتح باب التجنيد عبر عقال الحارات، الذين بدورهم طالبو بضرورة تسجيل الأسماء، للجهاد في فلسطين، وأبلغونا عبر رسائل في مجموعات واتساب، بضرورة الدفع بأسمائنا ضمن الدورة الأولى للتدريب والتأهيل للقتال.

وأضاف في تصريح لـ “يمن مونيتور” أن الحوثي تستخدم القضية الفلسطينية كوسيلة للمزايدة، والمتاجرة بالوهم باسم الجهاد في فلسطين، مضيفا أنها تستغل الفرصة لصرف اهتمام الشارع اليمني عن قضيته الوطنية وتخفيف حدة الاحتقان الشعبي في مناطق سيطرتها.

وأضاف: على الرغم من الدعوات الحوثية للقتال وضرورة الالتحاق بمعسكرات التدريب، إلا أن عملية التجنيد باتت واضحة للأهالي ولم تعد تخفى على أحد.

استغلال الوضع

من جانبه يقول محمد علي، الذي حضر عدد من الدورات القتالية للجماعة إن الإعلان الأخير بإعداد مقاتلين للجهاد فلسطين مثير للسخرية وغير واقعي.

وأفاد في تصريح لـ يمن مونيتور”، أن الغالبية العظمي من أبناء الشعب أصبحوا يدركون حقيقة الحروب التي تشنها الجماعة بأنها عبثية، بدأت دعواتهم للتجنيد تتراجع.

وأضاف: مع العدوان الأخير على غزة، بدأوا في استغلال الوضع لجذب بعض المتعاطفين للمشاركة في دوراتهم القتالية.

وأضاف: تظهر دعوات الحوثيين للجهاد في فلسطين بشكل يثير الشك والريبة، يبدو أن هذه الدعوات لا تمت لواقع الأمور بأي صلة، حيث لا توجد وسائل متاحة لإرسال المجاهدين إلى فلسطين، ويمكن أن تكون هذه الدعوات مجرد وسيلة لجذب المزيد من المقاتلين لمواجهة الصراعات الداخلية.

وتشير التقارير إلى أن الحوثيين، على الرغم من محاولات التنصل من الالتزامات وزعزعة الاستقرار المحلي، لا يزالون يتجنبون مصلحة المواطنين في المناطق التي يسيطرون عليها.

وترى أن استماتت الجماعة في خدمة الأجندة الإيرانية تفاقم معاناة اليمنيين وتزيد في حالة التدمير والخراب التي تشهدها البلاد وترويجها الأخير للحرب في فلسطين مجرد حجة لتغطية مشاكلها الداخلية والأزمات التي صنعتها وضخمتها في كافة مناطق البلاد.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الحوثي اليمن حرب غزة فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

الحوثي وأنصاره في مأزق.. محلل عسكري يتحدث عن سر حالة الإرتباك والتخبط التي تعيشه المليشيات مؤخراً

 

قال المحلل العسكري والدكتور علي الذهب اليوم الأحد أن مليشيا الحوثي الانقلابية تعيش حالة من الارتباك والقلق منذ مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، موضحا أن العويل الممزوج بالهرج الذي يتصدره عبد الملك الحوثي يشير إلى أن الحوثي وأنصاره في مأزق.
 
واوضح في تغريدة على حسابه بمنصة (اكس) "يعيش المتمردون الحوثيون في اليمن، حالة من الارتباك والقلق منذ مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومسؤولين آخرين بحادثة جوية غامضة في 19 مايو الماضي".
 
وبين الذهب أنه " منذ تاريخ الحادثة حاول الحوثيون استظهار قوتهم، لإثبات عدم تأثرهم بها، وعززوا ذلك بمجموعة من الزوابع الإعلامية التي لم تزدهم إلا انكشافا وتعريا" مشيرا الى أن مفاوضات مسقط بينهم وبين الحكومة اليمنية، ومعها السعودية مثلت اختبارا عمليا لقياس لتلك الآثار، واستغلالها خلال هذه المفاوضات.
 
وأضاف أنه " بعد الإعلان عن مسعود بزشكيان، خلفا لرئيسي، سيكون أمامه حوالي شهرين لتشكيل حكومة جديدة، وموافقة البرلمان عليها، وممارسة وظائفها"، مؤكدا أن "العويل الممزوج بالهرج الذي يتصدره عبد الملك الحوثي، إلى أن الحوثي وأنصاره في مأزق، وأن مدة الشهرين التي حددتها نتائج مفاوضات مسقط، موافقة لفترة تشكيل الحكومة الإيرانية والموافقة عليها".
 
وفي نهاية كلامه قال الدكتور الذهب " مع ذلك لا أستبعد تهور الحوثيين، محليا وخارجيا، لكنهم هذه المرة سيدفعون الثمن باهظا".

مقالات مشابهة

  • بن غفير: نعيش حالة من الفوضى في قطاع غزة وعلى الحدود الشمالية
  • بعد تهديد مطارات السعودية… الحوثيون يرفضون عودة رحلات مطار صنعاء
  • اتساع ثورة المقاومة والموجهه.. مارب برس يرصد ابرز عمليات المواجهه ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم .. مقتل وأصابة 28 حوثياً بينهم قيادات
  • سعيد حجازي يكتب: التغييرات الإعلامية.. مهمة وطنية جديدة
  • فلسطين.. شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على غزة
  • أسامة كمال: التغير الوزاري بمثابة أمل لتغيير الفكر والإدارة لتحقيق تطلعات المواطن
  • الحوثي وأنصاره في مأزق.. محلل عسكري يتحدث عن سر حالة الإرتباك والتخبط التي تعيشه المليشيات مؤخراً
  • أسامة كمال: أتمنى مخاطبة الحكومة لتطلعات المواطن ومشكلاته في بيانها غدا
  • في اليوم الـ 275 للعدوان… شهداء وجرحى في قصف الاحتلال مناطق متفرقة من القطاع
  • خبير: حالة صخب وفقدان ثقة لدى الأوروبيين في الساسة