العربية:
2025-04-29@16:37:57 GMT

كبيع البطاطا.. شاهد مفاوضات لبيع السلاح المسروق في السودان

تاريخ النشر: 2nd, July 2023 GMT

كبيع البطاطا.. شاهد مفاوضات لبيع السلاح المسروق في السودان

‍‍‍‍‍‍

مع استمرار الحرب في السودان منذ أكثر منذ شهرين، انتشرت ظاهرة بيع الأسلحة المسروقة في العاصمة الخرطوم وولايات أخرى.

فقد حصلت العربية/الحدث على مقاطع مصورة تظهر عمليات بيع أسلحة وذخيرة مسروقة في الأسواق.

السودان الداخلية السودانية: حميدتي أطلق السجناء لنشر الفوضى مادة اعلانية

وأظهر مقطع مصور عملية بيع ومفاوضات في إحدى الأسواق على سعر بندقية وبضع ذخائر، بالإضافة إلى وجود أسلحة أخرى كمسدس وعلب رصاص.

وبات اقتناء السلاح الناري ضمن أولويات غالبية السودانيين بمعظم مدن ولايات البلاد عقب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، الأمر الذي ينذر بانتشار السلاح بين المدنيين.

يذكر أنه منذ تفجر القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي (2023)، تفاقمت الأزمة الإنسانية في البلاد، وأجبر أكثر من 1.3 مليون شخص على الفرار من ديارهم، فيما سقط أكثر من 850 قتيلاً وأصيب الآلاف.

في حين انتشرت أعمال السلب والنهب في البلاد بسبب حالة الانفلات الأمني الذي يعاني منها السودان منذ بدء الأزمة وبفعل الاشتباكات بين أقوى قوتين عسكريتين فيها.

ولم تصمد عشرات الهدن السابقة إلا أن كافة الآمال علقت حالياً على الهدنة الأخيرة، لاسيما أن الطرفين وقعا عليها بعدما أدركا أن لا حل إلا بالحوار وأن لا نصر قريباً لأي طرف، بحسب الأمم المتحدة.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News

المصدر: العربية

إقرأ أيضاً:

بين فوضى السلاح وتيه العقل السياسي

يعيش السودان مرحلة من أكثر مراحله تعقيدًا في تاريخه الحديث، حيث تتداخل خيبات الماضي مع انسداد الأفق الحاضر، وتتضاعف معاناة الناس اليومية أمام عجز النخب السياسية عن تقديم بديل واقعي. السؤال اليوم لم يعد "من يحكم السودان؟" بل "كيف نخرجه من هذه العتمة المتواصلة؟".
منذ انقلاب الفريق إبراهيم عبود في 1958، مرورًا بنميري والبشير، وحتى انقلاب البرهان في 2021، ظل الجيش يتدخل في السياسة تحت شعارات مختلفة، لكن النتيجة دائمًا واحدة: تعطيل المسار المدني، وتآكل مؤسسات الدولة. في كل مرة يُطرح الجيش كمنقذ، لكنه سرعان ما يصبح جزءًا من الأزمة، إن لم يكن جوهرها.
غير أن المشكلة لا تكمن في العسكر وحدهم؛ فالقوى المدنية بدورها أظهرت هشاشة واضحة، وانقسامات عميقة، وغياب مشروع وطني متماسك. بعد ثورة ديسمبر المجيدة، تضاءلت آمال الناس بسبب صراعات النخب، وتعطيل العدالة الانتقالية، والضعف التنفيذي الذي مهّد لانقلاب جديد.
وتزداد الصورة قتامة حين نضيف إلى المعادلة الدور الذي لعبه الإسلاميون منذ 1989، حيث بنوا نظامًا شموليًا قائمًا على التمكين وتفكيك مؤسسات الدولة. وحتى بعد سقوطهم، ظل تأثيرهم ممتدًا في شكل تحالفات خفية ومقاومة لأي تحوّل ديمقراطي، ما عمّق أزمة الانتقال
أما التفكير السائد داخل المؤسسة العسكرية، فقد تشكّل على مدار عقود في بيئة ترى نفسها وصية على الدولة، لا خادمة لها. العقل العسكري في السودان اعتاد النظر إلى المدنيين كمصدر للفوضى، وإلى نفسه كضامن وحيد للاستقرار، مما جعله يرفض التنازل عن السلطة الحقيقية حتى في ظل أنظمة انتقالية. هذا النمط من التفكير يعكس تراكماً تاريخيًا من التداخل بين النفوذ السياسي والمصالح الاقتصادية، وهو ما يفسّر إصرار الجيش على البقاء في المشهد وعدم قبوله الخضوع الكامل للسلطة المدنية.
ويبدو أن أحد أخطر مظاهر الأزمة هو تغلغل "الأنا السياسية" داخل العقل القيادي في السودان، حيث باتت المصالح الذاتية والأجندات الحزبية تتقدّم على المصلحة الوطنية. هذا النوع من التفكير تغذّيه ثقافة تقوم على الشخصنة والولاء الضيق، وتكريس الزعامة الفردية على حساب المؤسسات. كما أن ضعف التربية الديمقراطية، وانعدام آليات المحاسبة، وفشل النخب في بناء دولة قانون ومواطنة، كلها عوامل ساهمت في تعميق هذا النهج الأناني.
لكن، رغم هذا الواقع المعقد، فإن باب الأمل لم يُغلق. يمكن للعقلين العسكري والمدني أن يلتقيا في منتصف الطريق إذا توفرت الإرادة الحقيقية، وتقدم كل طرف بتنازلات شجاعة. المطلوب إعادة تعريف دور الجيش بوضوح، وجعل مهامه الأمنية تحت مظلة مدنية دستورية. كما أن القوى المدنية مطالبة ببناء كتلة سياسية موحدة ذات برامج واضحة وقيادات مؤهلة، قادرة على نيل ثقة الشارع أولًا ثم المؤسسة العسكرية ثانيًا. يجب تجاوز منطق المحاصصة، والانخراط في تسوية تضمن تفكيك النفوذ السياسي والاقتصادي للمؤسسة العسكرية تدريجيًا، ومن جهة أخرى، لا بد من إصلاح الحياة الحزبية، وتوسيع قاعدة المشاركة، وفتح حوار وطني واسع يشمل الجميع بلا إقصاء.
السودان لن يخرج من عتمته الحالية إلا إذا ارتفع الجميع فوق جراحهم وطموحاتهم الخاصة، وقدموا مصلحة الوطن على كل ما عداها. النور ممكن، لكنه لن يأتي إلا بالاعتراف، والتنازل، والتفكير خارج الصندوق.

بقلم: محمد الأمين حامد

rivernile20004@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • عماد السنوسي يتحدث عن الدور المصري الفاعل في الأزمة السودانية
  • بين فوضى السلاح وتيه العقل السياسي
  • الذي يأتي ولا يأتي من الحـافلات
  • شاهد | مفاوضات غزة لم تنتهِ ولم تبدأ بعد؟
  • مصر تعرب عن تعازيها لايران في ضحايا الانفجار الذي وقع جنوب البلاد
  • ما سر السلاح الغريب الذي حمله جنود إيطاليون خلال جنازة البابا فرانشيسكو؟
  • حرب السودان في عامها الثالث فهل من أفق لحل الأزمة؟
  • محمد معز رئيس المالديف الذي منع الإسرائيليين من دخول بلاده
  • من أشعل الحرب في السودان؟ ما الذي حدث قبل 15 أبريل؟
  • باكستان تتهم الصهاينة بتأجيج التوتر مع الهند وتلوح باستخدام السلاح النووي