سرايا - يوسف الطورة - في ظل مخاوف القاهرة من أن الحرب الطويلة الأمد من شأنها زعزعة استقرار منقطة سيناء، وتأكيداً على رغبة القرار المصري إنهاء سريع للحرب الدائرة على تخوم حدودها، أبلغت مصر، الولايات المتحدة أن هدف حكومة الاحتلال المعلن، بإنهاء وإخراج حركة حماس من حكم قطاع غزة هو هدف غير واقعي.


وتحرص مصر تسليم التحذيرات بشكل منتظم، في الوقت الذي ترفض فيه القاهرة المبادرات الأمريكية لتولي دور أمني محتمل في المستقبل في قطاع غزة المحاصر، ودعوات سلطات الاحتلال لقبول التهجير القسري للفلسطينيين، في صحراء سيناء ومدن مصرية أخرى.




وتسلط التحذيرات، الضوء رغبة مصر في إنهاء سريع للحرب الدائرة عبر حدودها، لكنها تؤكد أيضا كيف اتخذت القاهرة موقفا أكثر حزما تجاه الصراع مما توقعه بعض المسؤولين في حكومة الاحتلال، والغربيين.


الضغط الذي تمارسه حكومة الاحتلال ومساع التهجير القسري للفلسطينيين من غزة أدى إلى تفاقم هذا الرفض، وتتبلور المخاوف المصرية من أن الحرب الطويلة الأمد هناك يمكن أن تزعزع استقرار منطقة سيناء مع انتشارها محليا بين السكان المحليين المؤيدين للقضية الفلسطينية على نطاق واسع.


وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يفرض سيطرة مشددة على مصر، بإطلاق العنان لمواطنيه الذين قال: "إنهم سيخرجون ويحتجون بالملايين إذا طلب منهم القيام بذلك، ضد التهجير القسري".


وقال السيسي حينها، إن بلاده أكدت وكررت رفضها التام للتهجير القسري للفلسطينيين ونزوحهم إلى الأراضي المصرية في سيناء، بوصفه تصفية نهائية للقضية الفلسطينية.


ويرى في قبول تدفق اللاجئين، وما يرافقها من امتيازات مالية، سيكون مربحا للحكومة المصرية التي تعاني من ضائقة مالية، حيث ورد أن سلطات الاحتلال تطرح خطة لشطب ديون مصر الدولية من خلال البنك الدولي والاتحاد الأوروبي الذي يعقد صفقة محتملة لمساعدة اللاجئين.


ويلفت في حديث لمديرة برنامج مصر بمعهد الشرق الوسط "ميريت مبروك" القول: "يمكنك المراهنة على أنه لو وافقت القاهرة على ما تريده حكومة الاحتلال، لما كانت في حالة ضائقة اقتصادية شديدة كما هي اليوم، لكنها استدركت: "لا أعتقد أن الحوافز المالية ستؤثر على مركز القرار المصري".


القاهرة رفضت أيضا خطة ناقشها مسؤولون أمريكيون وفي مركز قرار سلطة الاحتلال، إدارة مصر للأمن في غزة، تمهيدا لحين تمكن السلطة الفلسطينية في رام الله تولي المسؤولية في حالة إنهاء حكم حماس في القطاع.


ويرى في رفض مصر التورط في ملف قطاع غزة، يكشف عن سوء فهم وتقدير لدى سلطة الاحتلال، والعواصم الغربية لكيفية نظر القاهرة إلى أولوياتها في غزة، وتبعاتها على استقرار سيناء.


لمصر شبكة من المصالح في الجيب المطل على البحر الأبيض المتوسط، والذي احتلته على مرحلتين بين عامي 1948 و1967، وفي الماضي، سبقت التوترات في غزة اندلاع أعمال العنف بين مصر والاحتلال، بما في ذلك أزمة السويس عام 1956.

تخشى معها مصر من أن يؤدي تدفق الفلسطينيين إلى زعزعة استقرار سيناء، حيث أمضت الحكومة سنوات في محاربة التمرد المتفاقم بما في ذلك ضد الجماعات المحلية التابعة لتنظيم داعش.


ترفض القاهرة أيضا تدفق اللاجئين الذي قد يؤدي إلى قيام المقاتلين الفلسطينيين بإنشاء قواعد لمهاجمة عمق الاحتلال والمستوطنات في محيط قطاع غزة، على غرار التجربة اللبنانية ، الأمر الذي قد يؤدي إلى عمل عسكري للاحتلال بشكل مباشر في شبه الجزيرة الصحراوية.


الرد الذي يواجهه السيسي تجاه التهجير القسري يأتي أولاً وقبل كل شيء من داخل مؤسسة الجيش، بوصفه، سيناء خط أحمر.


على الرغم من حصول القاهرة على تعهد علني من الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن الفلسطينيين في غزة لن يتم تهجيرهم، ثمة إشارة إلى تعزيز مخاوف مصر، اعترافاً بدور القاهرة في الحرب التي دخلت أسبوعها الخامس.


تبقى اهم الأولوية الابرز لمصر في الوقت الحالي، التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتعزيز المساعدات الإنسانية إلى غزة لدرء احتمالات التهجير القسري، وعدم الزج بها طرفا في الحرب الدائرة.


وتسيطر مصر على معبر رفح، المنفذ الحدودي الوحيد لغزة الذي لا تسيطر عليه سلطة الاحتلال بشكل مباشر، بوصفه الممر الرئيسي لإدخال المساعدات الدولية إلى القطاع، وإخراج الرعايا الأجانب المحاصرين، وربطت مصر مؤخرا تعاونها في إخراج الأجانب بتسليم وادخال المساعدات للقطاع المحاصر في اعقاب معركة طوفان الأقصى وما اعقبها من الحرب الدائرة في السابع من اكتور الماضي.


السيسي، الذي أدار ملف غزة كرئيس سابق للمخابرات العسكرية، على دراية جيدة بالحركة مثل أي من قادة مصر السابقين..


المؤسسة العسكرية المصرية، تدير "ملف غزة"، وتحتفظ بعلاقات مع حماس، إضافة إلى تمتع القاهرة بعلاقة حساسة مع الحركة التي تعود جذورها إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، يبقى المؤكد فيها قدرة القاهرة من تجزئة علاقتها مع حماس، فهناك على الأقل قبول فعلي لحماس ككيان حاكم في غزة.


معهد الشرق الأوسط المتابع للرأي والمزاج العام يرصد في كافة تقاريره، القول: " أنه من الحماقة الضغط على القاهرة، وكل ما يتعين على مصر فعله هو ألا تكون صديقة لحكومة الاحتلال فيما يتعلق بالتعاون الأمني، يصف معها الحياة تصبح صعبة للغاية بالنسبة لسلطة الاحتلال.


المتابع يقراء تمكن مصر في الوقت الحالي الاستفادة من العلاقات مع كل من حماس والاحتلال لكسب استحسان الجانبين، خاصة وأنها تدرك جيدا تبعات تخلي حماس في الحفاظ على الأمن الحدودي.


وهو ما يؤكده الثناء في الخطاب الأخير للزعيم السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، لمصر لرفضها التهجير القسري للفلسطينيين.
إقرأ أيضاً : جيش الاحتلال: مقتل جندي و3 إصابات في المعركة شمال قطاع غزةإقرأ أيضاً : بايدن يطلب من نتنياهو وقفا مؤقتا للقتال في غزةإقرأ أيضاً : 33 يوما للحرب على غزة: 12 شهيدا وجرحى بقصف اسرائيلي على القطاع


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: القاهرة الاحتلال غزة مصر القاهرة غزة الاحتلال مصر القاهرة الاحتلال غزة الرئيس السيسي الاحتلال مصر مصر القاهرة مصر الله مصر القاهرة غزة مصر مصر الحكومة القاهرة الاحتلال السيسي القاهرة الرئيس بايدن غزة القاهرة لمصر غزة مصر الاحتلال مصر غزة مصر القاهرة القاهرة مصر الاحتلال مصر لمصر مصر أمريكا القاهرة إصابات اليوم الحكومة الله بايدن غزة الاحتلال السيسي لمصر الرئيس القطاع القسری للفلسطینیین حکومة الاحتلال التهجیر القسری قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

أول تعليق رسمي من الاحتلال على تعزيز مصر لوجودها العسكري في سيناء: انتهاك خطير لاتفاقية السلام في سيناء

سرايا - علق السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة الأمريكية على تعزيز الوجود العسكري في سيناء، مشيرا إلى أن ذلك يخالف اتفاق السلام الموقع بين مصر و "إسرائيل" بعد حرب أكتوبر 1973.



ونشر موقع “إسرائيل هيوم” العبري أن السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة يحيئيل لايتر حذر في حديث مع رؤساء المنظمات اليهودية من “أن مصر ترتكب انتهاكا خطيرا للغاية لاتفاقية السلام في سيناء”.



ووصف الدبلوماسي الإسرائيلي زيادة الوجود العسكري المصري في سيناء وقرب الحدود المصرية الإسرائيلية بأن “الوضع لا يطاق”.



وبحسب ليتر الذي تولى منصبه مؤخرا فإن مصر تعمل في سيناء على “بناء قواعد مخصصة فقط للعمليات الهجومية”، معتبرا ذلك يمثل “انتهاكات خطيرا للاتفاقية بين الجانبين”.


وأكد السفير الإسرائيلي أن هذه القضية ظلت طي الكتمان لفترة طويلة وأن "إسرائيل" تنوي إثارة هذه القضية في أقرب وقت وبكل حزم”.


وكان موقع “nziv” الإخباري الإسرائيلي نشر تقريرا تحت عنوان “الاستعداد العاجل مطلوب لمواجهة التهديد العسكري المصري” مؤكدا أنه على "إسرائيل" أن تستعد لاحتمال اندلاع حرب أخرى مع مصر.


وأوضح التقرير أنه يجب على الأطراف المعنية بالأجهزة الأمنية والعسكرية في "إسرائيل" على التوصل إلى إجابات مرضية وحلول مناسبة للأسئلة العاجلة حول: حجم القوات المصرية المتاحة حالياً للحرب مع "إسرائيل"، وكم من الوقت تحتاج مصر للوصول إلى التجنيد الكامل وما هي إمكانياتها؟ وكيف يمكن للجيش الإسرائيلي أن يستعد للدفاع الفعال مسبقاً ضد التهديد ضمن إطار زمني واقعي؟.


وتساءل الموقع العبري عن كيف قد يبدو الهجوم المفاجئ المصري على "إسرائيل" في ضوء تحليل القدرات والتدريبات الجديدة للجيش المصري على مدى العشرين عاماً الماضية؟

وكان وزير الدفاع قد زار الوحدات المصرية القتالية المنتشرة في سيناء ومنطقة رفح المصرية ليلة الثلاثاء الماضي، ودعاها إلى الحفاظ على “الاستعداد التام لأي تصعيد”.


واعتبرت وسائل إعلام عبري طلب وزير الدفاع المصري عبد المجيد صقر إعلان قوات الجيش الثالث الميداني الجاهزية القتالية بأنه “مسار تصادمي تنتهجه مصر ضد "إسرائيل" والولايات المتحدة”.

إقرأ أيضاً : جيش الاحتلال ينسحب من كل القرى الحدودية في جنوب لبنان باستثناء 5 نقاطإقرأ أيضاً : الاحتلال يسعى لابتلاع الضفة .. نزوح 40 ألف فلسطينيإقرأ أيضاً : وسائل إعلام عبرية تكشف عن التحدي الأكبر أمام خطة مصر للرد على ترامب



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #مصر#ترامب#لبنان#الدفاع#الاحتلال#العاجل#القوات#الوحدات



طباعة المشاهدات: 1337  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 18-02-2025 11:21 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
تحطم طائرة في كندا وإصابة 17 من ركابها جنازة شابين تتحول إلى فرح في الجزائر هل تدفع حرائق لوس أنجلوس الأمريكيين لتغيير أسلوب حياتهم؟ دراسة: التفاؤل يعزّز سلوكيات الادخار شاهد بالفيديو .. مجهولون يلقون البيض على منزل... بالفيديو :الحديث الكامل للملك خلال لقاء مع رفاق... النائب أحمد القطاونة يعود لمجلس النواب ويعتذر... بالفيديو .. القبض على أحد رؤوس المسؤولين عن مجزرة... زيادة رواتب المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى... جيش الاحتلال ينسحب من كل القرى الحدودية في جنوب...الاحتلال يسعى لابتلاع الضفة .. نزوح 40 ألف فلسطينيوسائل إعلام عبرية تكشف عن التحدي الأكبر أمام خطة...الفاتيكان: البابا يعاني من "وضع سريري...إعلام كندي: 8 مصابين في حادث تحطم طائرة أثناء...بالصور .. غزة تستعيد ملامحها السابقةأميركا في الأمم المتحدة: عودة أوكرانيا إلى قبل 2014...إيران: ندعم الجيش السوداني ومستعدون لإعادة الإعمارسيناتور أميركي: الملك عبدالله الثاني أقنعني بأن... "تعليق مبطّن وقاسٍ" من سعد لمجرد على قضية... تعرض الفنان "محمد نجاتي" لحادث ونقله... "رامز إيلون مصر" .. جديد رامز جلال في رمضان من بطولة باسل خياط وباميلا الكيك .. خلافات توقف... شاكيرا بالمستشفى وإلغاء حفلها في ليما منتخب النشميات يبدأ تدريباته في الإمارات‎ مدرب الحسين إربد: لن ندافع أمام الشارقة ريال مدريد يفكر بالهرب من إسبانيا .. وتقديم طلب لجوء 3 أندية عربية تتنافس على البطاقات الثلاث الأخيرة لثمن نهائي أبطال آسيا نيمار يفك عقمه التهديفي أمام فريق "درجة رابعة" قصة صادمة لامرأة .. إدمانها للوجبات السريعة سبب تساقط مفاجئ لشعرها دراسة: واحدة من كل 5 فتيات مواليد 2030 ستعمر حتى الـ100 لحظات رعب .. انفجار هاتف محمول داخل جيب امرأة بمتجر برازيلي روسيا تفرض غرامة على جوجل بسبب مقطع على "يوتيوب" الرجال أم النساء .. من الأكثر كرما؟ شجار بين الركاب يجبر طائرة على الهبوط اضطراريا في تركيا! انخفاض إنتاج البن في البرازيل يرفع الاسعار عالميا الأميرة شارلوت .. هل هي حقاً أغنى طفل في العالم؟ زلزال يضرب المحيط الهادئ .. كم بلغت قوته "من الإنجليزية إلى الإنجليزية" .. ترامب يستعين بمترجم لفهم لهجات "الصحفيين الأجانب"

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • تقرير: واشنطن تنتظر الخطة العربية في غزة
  • «القاهرة الإخبارية»: الكرافانات المرسلة إلى غزة مساحتها 40 مترا ومجهزة بالصرف الصحي
  • كاميرا «القاهرة الإخبارية» ترصد استعدادات تسليم جثامين 4 محتجزين إسرائيليين بغزة
  • 4 جثث لإسرائيليين محتجزين في غزة تكشف وحشة الاحتلال.. تفاصيل صفقة تبادل الأسرى خلال ساعات.. عاجل 
  • دولة الاحتلال تتهم مصر بمواصلة خرق معاهدة السلام.. ما علاقة سيناء؟
  • تماطل وتحاول فرض شروطها.. من الذي تريده إسرائيل لإدارة غزة؟
  • السفير حازم خيرت: حماس هاجس دائم لإسرائيل.. والتخلص منها غير واقعي
  • هيئة البث الإسرائيلية: محادثات المرحلة الثانية مع حماس تبدأ بوصول مبعوث أمريكا
  • أول تعليق رسمي من الاحتلال على تعزيز مصر لوجودها العسكري في سيناء: انتهاك خطير لاتفاقية السلام في سيناء
  • سفير الاحتلال بأمريكا مهددا مصر: سنتعامل مع استعدادات جيشكم في سيناء