بيروت- كل إنسان معرّض للفشل في مشروع أو خطوة أو علاقة ما في حياته، البعض ينهضون ويقفزون فوق الحواجز التي تعترض طريقهم، وآخرون يبقون أسرى التجربة المُرَّة. وفي كل الأحوال، يسير قطار الحياة إلى الأمام، ولا ينتظر أولئك الواقفين في محطات الألم والحسرة والندم.
باختصار، إن القاعدة الذهبية في الحياة تقول "لا أحد محصّنا ضد الفشل"، رغم أن البشر يحاولون تجنّبه لاعتقادهم بأنه نهاية الطريق، مما ينعكس سلبا على صحتهم العقلية والجسدية.
تقدم المعالجة النفسية الدكتورة إلينا عودة مجموعة من النصائح للتغلب على هذا الشعور، من أبرزها:
التحدّث مع الأصدقاء والمقرّبين لتقديم المساعدة لتجاوز التفكير بطريقة سلبية، وعدم كبت المشاعر أو تجاهلها. تقبل الأخطاء التي ارتكبتها وكيفية تصحيحها في المستقبل. التفكير الإيجابي، فهو مهم جدا لوضع خطة مستقبلية وبدء مرحلة جديدة بعقلانية ونضج ووعي. التوقف عن الحديث السلبي مع النفس للتخلّص من التوتر والقلق. التذكّر دائما أن تجربة الفشل يمكن أن تصبح أداة للمساعدة في تطوير المهارات وفهم العقبات والتعامل معها بكفاءة في التجربة التالية.وترى عودة -في حديثها للجزيرة نت- أن اعتماد نمط الحياة الصحي يلعب دورا مهما في تجاوز تجربة الفشل، مثل الحرص على ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة تقريبا في معظم أيام الأسبوع. ويمكن تقسيمها إلى فترات، مدة كل منها 5 أو 10 دقائق. وتوضح أن ممارسة الرياضة تنعكس إيجابا على المزاج وتساعد في التخلص من التوتر.
وتنصح باتباع نظام غذائي صحي بهدف توفير الطاقة للعقل والجسد، فضلا عن الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتعلم أساليب التعامل مع التوتر.
كما يجب منح النفس الإذن للابتسام أو الضحك، لا سيما أثناء الأوقات العصيبة، والبحث عن المرح في ما يحدث يوميا؛ فحينما يضحك أحدنا من الحياة سيشعر بتوتر أقل.
وتلفت عودة إلى المنافع الصحية للتفكير الإيجابي الذي يتغلب على الفشل بسهولة ويتعامل مع كل الضغوط من دون يأس أو تشاؤم، وأهم تلك المنافع:
خفض معدلات الاكتئاب. التمتع بصحة نفسية جيدة وبدنية أفضل. تقليل مخاطر الوفاة الناجمة عن أمراض القلب والسكتات الدماغية. تقليل مخاطر الوفاة الناجمة عن السرطان. تحسين مهارات التكيّف خلال الأوقات الصعبة وفترات التوتر.وحسب عودة، فإن الأتيكيفوبيا (رهاب الفشل) هو خوف حقيقي وقوي يمنع الناس في كثير من الأحيان من الارتقاء إلى أقصى إمكاناتهم، وهو أحد تلك المخاوف التي يمكن تجاهلها أو التغلب عليها بسهولة.
وتشرح أنه باستطاعة الإنسان تجاوز "رهاب الفشل" عبر تغيير طريقة التفكير واتباع أساليب بسيطة وفعالة، مثل ممارسة التفكير الإيجابي وإعادة صياغة ما يعنيه الفشل بالنسبة إلى كل شخص.
وللقيام بذلك، يمكن اللجوء إلى أساليب التعزيز الإيجابي، من خلال قراءة كتب تعالج مسألة الخوف من الفشل، والحصول على التشجيع من الأصدقاء والعائلة، وما إلى ذلك.
إن التعرف على الأشخاص الذين مروا بتجارب مماثلة يلعب دورا مهما في التخلّص من "رهاب الفشل"؛ فهناك أشخاص ناجحون بدؤوا مسيرتهم بالفشل، وبالتالي فإن القراءة عنهم وعن تجاربهم يمكن أن تعزّز الثقة بالنفس، وتجعلك تنظر إلى الفشل على أنه مرحلة تعليمية حتمية في حياة الأفراد.
ونشر موقع "سيرفيس أنيميلا" (services.unimelb) تقريرًا قدّم فيه نصائح للتعامل مع الفشل بحكمة وإيجابية، ومنها:
الفشل جزء من تجربة حياة كل شخص، وبالتالي عليك مواجهة مشاعره السلبية، من قلق أو خوف أو ألم أو غضب أو إحراج، لتكون أكثر وعيا ونضجا في التجارب الأخرى. من الضروري التعاطف مع الذات، وتجاهل الشعور بالذنب ونقد الذات، لأن التعاطف يؤدي إلى التعامل بمرونة أكثر في المواقف الأخرى. مراجعة حساباتك وتدوين كل الأخطاء التي ارتكبتها، من أجل وضع خطة مستقبلية بواقعية وبذكاء، عبر التركيز على الهدف الحقيقي من دون تردد أو قلق. الاستفادة من تجربة الفشل للمضي قدما بتحد وثقة وبمهارات فيها خبرة ووضوح ومن دون تسرّع.المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
فاينانشيال تايمز: على حلفاء الولايات المتحدة في آسيا إعادة التفكير في سياساتهم الدفاعية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أنه يتعين على حلفاء الولايات المتحدة، إعادة التفكير في سياستهم الدفاعية، قائلة إن قيام الرئيس دونالد ترامب بتحويل الولايات المتحدة إلى شريك غير موثوق به دفع إلى إعادة نظر جذرية في سياسات الدفاع بين أعضاء حلف الناتو، ورغم أن تداعيات ذلك على حلفاء واشنطن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لم تحظ باهتمام يُذكر، إلا أنها لا تقل عمقا. إذ يشكل صعود الصين تحديا واسع النطاق للديمقراطيات في المنطقة التي اعتمدت طويلا على القوة الأمريكية للحفاظ على أمنها.
وذكرت الصحيفة في مقال افتتاحي اليوم الأحد أن هذا الأمر يشكل تحديا قويا بشكل خاص بالنسبة لليابان وكوريا الجنوبية. فلطالما كان التحالف مع الولايات المتحدة الركيزة الأساسية لأمنهما منذ خمسينيات القرن الماضي. ويتمركز حوالي 60 ألف جندي أمريكي في اليابان، في حين ويتمركز ما يقرب من 30 ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية.
وأضافت الصحيفة أنه ظاهريا، تبدو علاقاتهما مع الولايات المتحدة متينة. فبعد اجتماع ودي مع ترامب في البيت الأبيض الشهر الماضي، تحدث رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا عن "عصرٍ ذهبي جديد" في العلاقات الثنائية. ويأمل صقور إدارة ترامب المتشددون تجاه الصين أن يقدر ترامب حلفائه الآسيويين مع تحول واشنطن نحو المحيط الهادئ، مشيرة إلى أنه تمت طمأنة البعض في طوكيو من خلال تحذير ترامب وإيشيبا المشترك من أي محاولة صينية لاستخدام "القوة أو الإكراه" لتغيير الوضع الراهن في بحر الصين الشرقي، وتأكيدهما أهمية الاستقرار في مضيق تايوان.
وأشارت إلى أنه رغم ذلك، فإن هناك سببا وجيها للتشكك في التزام ترامب تجاه تايوان. فالرئيس الأمريكي لا يبدي أي استعداد للتضحية بالدماء أو المال الأمريكي من أجل جزيرة يتهمها بـ"سرقة" صناعة أشباه الموصلات الأمريكية. لكن استيلاء الصين على تايوان سينهي "السلام الأمريكي" في آسيا، ويسمح لبكين بالهيمنة على ممرات الشحن الحيوية لاقتصادي اليابان وكوريا الجنوبية.
ومضت الصحيفة تقول إن تجنب الوقوع تحت سيطرة الصين سيتطلب إنفاقا أكبر على الدفاع. فقد زادت اليابان ميزانيتها الدفاعية بشكل كبير، لكن من المستهدف أن تصل إلى 2% فقط من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027. ورغم تهديد كوريا الشمالية النووية، لا تنفق كوريا الجنوبية سوى حوالي 2.8%.
ورأت الصحيفة أنه من أجل تحقيق أقصى استفادة من أموالهما - وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة - ينبغي على كليهما التعاون بشكل أوثق مع الديمقراطيات في جميع أنحاء المنطقة وخارجها. ويعد اتفاق اليابان مع المملكة المتحدة وإيطاليا على تطوير مقاتلة جديدة بشكل مشترك خطوة جيدة في هذا الشأن. كما أن إقامة تحالفات جديدة بين حلفاء المنطقة الطبيعيين من شأنه أن يسهم في تحقيق ذلك. وقد تحدث إيشيبا عن إنشاء "حلف ناتو آسيوي". ولكن ينبغي أن يتم منح الأولوية لتوثيق العلاقات بين طوكيو وول، الجارتين المتوترتين اللتين اضطر رؤساء الولايات المتحدة السابقون إلى إقناعهما بالعمل معا في القضايا الأمنية.
ولفتت الصحيفة إلى أن تراجع الثقة بالمظلة النووية الأمريكية من شأنه أن يدفع بعض الحلفاء حتما إلى التفكير في إنشاء قوات ردع خاصة بهم، وهو خيار يناقش على نطاق واسع في كوريا الجنوبية. أما اليابان -التي لا تزال تعاني من آثار القصف النووي على هيروشيما وناجازاكي- فهي أكثر تحفظا.
واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إنه لم يتضح بعد ما إذا كان السياسيون في طوكيو وسول مستعدين للتعامل مع مثل هذه القضايا الجسيمة، مشيرة إلى أن الاستياء الكوري الجنوبي من الحكم الاستعماري الياباني السابق من شأنه أن يعقد بناء تحالف ثنائي. وقد أثار فشل محاولة الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول لفرض الأحكام العرفية شكوكا حول تقارب سول الأخير مع طوكيو. ورغم أنه لا يبدو أن أيا من البلدين مستعد لإعادة النظر في استراتيجيته الأمنية برمتها، إلا أن هذا الأمر تحديدا هو ما يجب عليهما البدء به.