أرقام صادمة تكشف أكذوبة المنطقة الآمنة جنوب غزة
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
غزة- ليلة دامية جديدة قضاها نازحون من شمال قطاع غزة إلى جنوبه في ظل غارات جوية إسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة الأسطل ودمرت منازل مجاورة، وسقط بسببها عشرات الشهداء والجرحى، وذلك في واحدة من الجرائم التي تدحض مزاعم إسرائيلية بشأن وجود "منطقة آمنة" في جنوب وادي غزة.
كانت الليلة الدامية في مدينتي رفح وخان يونس المتجاورتين، وهما الأكبر بجنوب القطاع، ولجأت إليهما حشود من نازحي الشمال منذ 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لتؤكد دماؤهم النازفة أن "لا مكان آمن فوق أرض غزة وتحت سمائها".
دينا أبو شعبان نزحت عن منزلها في حي الرمال بمدينة غزة كغيرها من النازحين، ولجأت إلى منزل أقاربها في مدينة خان يونس.
تقول أبو شعبان للجزيرة نت إن "الموت يلاحقنا في كل مكان، وعندما أسمع بالشهداء من النازحين أتساءل: لماذا نزحنا؟ ولماذا لم نبق في منازلنا لنموت بكرامة وليس كضيوف لدى الأقارب والأصدقاء أو كمشردين في مراكز الإيواء؟".
وباتت أبو شعبان -وهي أم لابنتين- أكثر قلقا على أسرتها مع تصاعد الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف منازل في جنوب القطاع يقيم فيها نازحون من الشمال، أو باستهداف محيط مراكز الإيواء، وبرأيها فإنه "لا خطوط حمراء لدى الاحتلال في هذه الحرب".
وأضافت "عايشنا حروبا عدة والكثير من جولات التصعيد خلال الـ15 عاما الماضية، لكن هذه الحرب مختلفة تماما، حيث الموت قد يباغتك في أي لحظة وفي أي مكان".
زيف المناطق الآمنة
ما قالته أبو شعبان وما تشهده مناطق جنوب وادي غزة هما ترجمة عملية للأرقام الرسمية الصادرة عن السلطات المحلية في غزة، والتي تشير إلى استشهاد 1021 من سكان الشمال النازحين إلى مدن جنوب القطاع، والتي تبلغ نسبة الشهداء فيها عامة 42% من إجمالي أعداد الشهداء.
واستشهد منذ اندلاع الحرب المتصاعدة في أسبوعها الخامس على التوالي أكثر من 10 آلاف فلسطيني في غزة، وسجل 2350 مفقودا -بينهم 1300 طفل- لا يزالون تحت أنقاض المنازل والمباني المدمرة، فضلا عن أكثر من 25 ألف جريح.
وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف للجزيرة نت إن كل هذه الأرقام تكشف "زيف ما تدعيه قوات الاحتلال الإسرائيلي عن ممرات ومناطق آمنة"، وتساءل: كيف سيكون هناك مكان آمن في قطاع غزة الذي ألقت عليه نحو 30 ألف طن من المتفجرات خلال 30 يوما؟
ولفت معروف إلى الكم الهائل من المتفجرات وارتكاب الاحتلال 1050 مجزرة، آخرها في منزل عائلة الأسطل التي تستضيف عددا من نازحي الشمال، مؤكدا أن الاحتلال "زرع الموت في كل متر على أرض غزة، وأن أي ادعاءات عن وجود مناطق آمنة هي زائفة وباطلة، وتهدف إلى بيع الوهم للعالم وذر الرماد في العيون، لإخفاء ما يرتكبه من جرائم مروعة بحق المدنيين وملاحقته للنازحين في كل مكان".
وقال إن عشرات من جثث الأبرياء المتراكمة على جانبي شارع صلاح الدين والمشاهد المروعة التي يرويها من سلكوه وكذلك شارع الرشيد الساحلي قبل إغلاقه بقوة النيران تفضح "أكذوبة الاحتلال عن الممرات والمناطق الآمنة".
وشدد المسؤول الحكومي على أن "الاحتلال لن يفلح في تجميل صورته البشعة، ودماء الشهداء -وبينهم آلاف الأطفال والنساء- ستفضحه وتلاحقه، وسيأتي اليوم الذي يحاسَب فيه القادة والمجرمون في دولة الاحتلال على ما اقترفوه من جرائم ومجازر".
نزوح بالإرهاب
ولا يوجد إحصاء دقيق لأعداد الفلسطينيين من سكان شمال القطاع الذين نزحوا عن منازلهم نحو مدن الجنوب، لكن أرقاما محلية ودولية تشير إلى أن الحرب الإسرائيلية تسببت في نزوح نحو مليون و600 ألف فلسطيني من بين 2.2 مليون نسمة عدد سكان القطاع الساحلي الصغير.
ولم يلجأ كل هذا العدد الكبير إلى مدن جنوب القطاع، وإنما تشتتوا في منازل الأقارب والأصدقاء ومراكز الإيواء داخل المدينة الواحدة، لكن الاحتلال يستخدم وسائل متنوعة من أجل تفريغ شمال القطاع من سكانه، وذلك عبر التهديد والقتل وإحكام الخناق، وادعاء تخصيص ممر آمن في وقت محدد عبر شارع صلاح الدين الذي تسيطر عليه دبابات إسرائيلية، وتفصل شمال القطاع عن جنوبه.
وفي مؤتمر صحفي عقده بمستشفى الشفاء في مدينة غزة، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم أن الاحتلال لم يستطع تحقيق أهدافه بالتهجير رغم المجازر التي يرتكبها في مدينة غزة وشمالها، مقدرا أن 900 ألف مواطن يوجدون في محافظتي غزة وشمال غزة، وما جرى من نزوح في المحافظتين هو نزوح داخلي إلى مراكز الإيواء أو نحو منازل الأقارب والأصدقاء.
وأشار البزم إلى أنه يوجد في هاتين المحافظتين 97 مركز إيواء تضم 311 ألف نازح، ولا يزال 600 ألف مواطن يقطنون في أحياء المحافظتين ويمارس الاحتلال ضدهم سياسة التجويع والتعطيش، محذرا من استمرار قيام الاحتلال بالمجازر والإرهاب والضغط النفسي لإرغامهم على ترك منازلهم، متسائلا "إلى أين يذهبون؟ ومشيرا إلى أنه "لم تعد هناك منطقة آمنة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جنوب القطاع أبو شعبان
إقرأ أيضاً:
المؤتمر: انضمام مصر للخطاب الموجه للأمم المتحدة خطوة لوقف الحرب في غزة
قال السعيد غنيم، النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، إن انضمام مصر للخطاب الموجه إلى الأمم المتحدة بوقف تصدير الأسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي، يأتي في إطار استكمال الجهود المبذولة من قبل الدولة المصرية لدعم القضية الفلسطينية.
وأوضح النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر في بيان صحفي له ، أن هذه الخطوة تمثل أهمية كبرى، وتأتي في إطار دور مصر التاريخي المنحاز للقضية الفلسطينية ، والمنحاز لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع، في الوقت الذى يقف المجتمع الدولى مكتوف الأيدي أمام ما تقوم به دولة الاحتلال من مجازر في قطاع غزة، بل وفي المنطقة بالكامل.
وأوضح السعيد غنيم، أن العالم تيقين أن تصدير أى أسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي يؤدي لاستخدامها في جرائم ضد الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، ومن ثم هذه الخطوة من المرتقب أن تكون من ضمن الخطوات الجادة الداعمة لعملية الاستقرار في المنطقة ووقف الحرب الغاشمة التي يشنها جيش الاحتلال في حق الأبرياء.
وشدد النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، على ضرورة أن يكون للمجتمع الدولى دور في وقف الحرب الدائرة في المنطقة، وإعلاء قيم التسامح والسلام، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني الأعزل، ودعم حقه في إقامة دولة مستقبلة.