موقع 24:
2025-01-02@19:11:22 GMT

ضرورة المبادرة العربيّة تجاه غزّة

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

ضرورة المبادرة العربيّة تجاه غزّة

بعد شهر على حرب غزّة، تظهر الحاجة أكثر من أي وقت إلى حل سياسي يوقف الجنون الإسرائيلي ويضع حداً للمجازر التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني. لن يخرج إسرائيل من المأزق الذي وجدت نفسها فيه، والذي ترجمته إهراق مزيد من الدم الفلسطيني، غير الحل السياسي.

سيتوجب على إسرائيل القبول بمثل هذا الحلّ بعدما راهنت طويلاً على "حماس" ورفضها خيار الدولة الفلسطينية والمشروع الوطني الذي نادي به ياسر عرفات منذ عام 1988.



عاجلاً أم آجلاً، ستتوقف حرب غزّة. ستخلف الحرب أرضاً مدمّرة لا مكان للعيش فيها، خصوصاً في غياب اتفاق ذي طابع دولي وإقليمي يؤدي إلى أمرين. أولهما التأكد من أن حكم "حماس" للقطاع انتهى، والآخر إيجاد سلطة تدير شؤون القطاع بعيداً من الشعارات الفارغة من كلّ مضمون من نوع "فلسطين وقف إسلامي" وما شابه ذلك. الحاجة واضحة إلى حل سياسي في فلسطين يقوم على خيار الدولتين. الدولة الفلسطينية "القابلة للحياة" وإسرائيل ضمن حدود 1967، مع بعض التعديلات الطفيفة، إذا كان ذلك مطلوباً... وبما يتلاءم مع مصلحة الجانبين.

يبدو مطلوباً البحث منذ الآن في مستقبل غزّة. يحتاج ذلك إلى لقاءات عربيّة على أعلى مستوى تخصص لمستقبل القطاع ووضعه في إطار تسوية سياسيّة على الصعيد الإقليمي. هناك ضرورة، أكثر من أي وقت، لاتخاذ الجانب العربي المبادرة واتخاذ موقف من مستقبل غزّة تفادياً لتكرار المأساة التي تسبب بها الرد الإسرائيلي الوحشي على العمليّة التي قامت بها "حماس" في السابع من تشرين الأوّل – أكتوبر الماضي.

في هذا السياق، يبدو مفيداً إيجاد غطاء دولي، أميركي وأوروبي تحديداً، لدور عربي في غزّة، بما يؤمّن عودة أهلها إليها بدل إبعادهم إلى سيناء. يستأهل الغزاويون مستقبلاً أفضل بعد عيشهم طوال 16 عاماً تحت حكم "حماس" وبعد كلّ ما تعرّضوا من أعمال وحشية مارستها إسرائيل. راهنت إسرائيل منذ انسحابها من القطاع في آب (أغسطس) 2005 على الانقسام الفلسطيني لتفادي أي تسوية سياسيّة معقولة ومقبولة تستجيب لحقوق شعب حرم طويلاً من هذه الحقوق المشروعة.

حققت حركة "حماس" انتصاراً لا سابق له على إسرائيل. يؤكّد ذلك عدد القتلى العسكريين والمدنيين الإسرائيليين وعدد الأسرى لدى الحركة. أجبرت "حماس" إسرائيل على خوض مغامرة اقتحام القطاع براً. سيكلفها ذلك خسائر كبيرة، لكنّ المفارقة أنّ "حماس" لن تستطيع الاستفادة من هذا الانتصار، اللهمّ إلّا إذا كانت إسرائيل على استعداد للقبول بشروط معيّنة من بينها الدخول في صفقة تبادل للأسرى... قبل الانتهاء من اجتياحها البرّي.

كان لافتاً تشديد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله في خطابه الأخير، وهو الأول منذ اندلاع حرب غزّة، على ضرورة التوصل إلى وقف للنار. يرفض حسن نصر الله الذي يهمّه إنقاذ "حماس"، أخذ العلم بأن حرب غزة لا تشبه حرب صيف 2006 في شيء. يعود ذلك إلى أن إسرائيل تخوض حالياً حرب وجود. إذا خسرت حربها مع "حماس"، فسيعني ذلك بكلّ بساطة أن على مواطنيها جمع حقائبهم ومغادرة ما يسمونه "أرض الميعاد".

هناك أسباب عدّة تفرض البحث في مستقبل غزّة، اليوم قبل غد، وقبل انتهاء الحرب. يفترض وجود مبادرة عربيّة تأخذ شكل خطة عمل تعيد الحياة إلى غزّة. الهدف من ذلك تأكيد أنّ غزّة، من دون "حماس"، جزء من الدولة الفلسطينية المتوقع قيامها ولم تعد "إمارة إسلاميّة"، على الطريقة الطالبانية، معزولة عن العالم. إضافة إلى ذلك، إن المبادرة العربيّة هذه تقطع الطريق على المتاجرين بالقضيّة الفلسطينية، أكان في داخل إسرائيل نفسها أو في المنطقة.

راهنت إسرائيل على "حماس" وصواريخها من أجل القول إن "لا وجود لطرف فلسطيني يمكن التفاوض معه". تغاضت عن حصول "حماس" على مساعدات مالية من قطر وغير قطر وأسلحة من إيران وغير إيران نظراً إلى أن "حماس" كانت ضمانة لتكريس الانقسام الفلسطيني.

في السابع من تشرين الأوّل(أكتوبر) 2023، انفجر لغم "حماس" في وجه إسرائيل التي تلجأ إلى ارتكاب المجازر، بما في ذلك قصف المستشفيات، للخروج من المأزق الذي وجدت نفسها فيه. سيوفر وقف النار، في حال وجود مبادرة عربيّة تجاه غزّة، فرصة للغزاويين أوّلاً. لدى مثل هذه المبادرة أمل بالنجاح. يعود ذلك إلى أنّ مرحلة ما بعد حرب غزة سترى، على الأرجح، ولادة ثلاثة فراغات. الأول إسرائيلي ناجم عن حال ضياع داخلية يرافقها أفول نجم بنيامين نتنياهو، والثاني فلسطيني بعدما تبيّن أن السلطة الفلسطينية في رام الله باتت من الماضي ولا دور من أي نوع لها، والثالث أميركي بسبب انهماك الرئيس جو بايدن في الإعداد للانتخابات الرئاسية بعد سنة من الآن.

سيكون همّ إدارة بايدن محصوراً بالداخل الأميركي في الأشهر القليلة المقبلة.

تشكّل هذه المبادرة العربيّة ضرورة ملحة وفرصة لا تعوض في وقت تبدو "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران مستعدة للذهاب بعيداً في جني ثمار "طوفان الأقصى" في كلّ أنحاء المنطقة، بدءاً بالعراق وصولاً إلى اليمن، مروراً في طبيعة الحال بسوريا ولبنان.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة ة الفلسطینیة عربی ة

إقرأ أيضاً:

الصحة الفلسطينية: عدوان إسرائيل على غزة يوقع 45581 شهيدًا و108438 مصابًا

كشفت وزارة الصحة الفلسطينية، عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 45581 شهيدا و108438 مصابا منذ السابع من أكتوبر للعام 2023، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.

الصحة الفلسطينية تطالب بالإفراج عن مدير مستشفى كمال عدوان الصحة الفلسطينية: الاحتلال نقل مرضى كمال عدوان تحت تهديد السلاح والمدير يتلقى تهديدات الاحتلال ارتكب 5 مجازر بغزة و28 شهيدًا و59 مصابًا خلال 24 ساعة

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية بأن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 28 شهيدا و59 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.

 الاحتلال الإسرائيلي اعتقل أكثر من 100 من الكوادر الطبية

جدير بالذكر أن الدكتور خليل دقران المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، قال إنَّ شمال قطاع غزة بلا خدمات صحية على مدار 80 يومًا، مطالبًا المنظمات الدولية بالتدخل لوقف جرائم الاحتلال.

وأضاف «دقران» خلال نبأ عاجل نقلته قناة القاهرة الإخبارية، أنَّ قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 4 مرضى في أثناء نقلهم إلى مجمع الشفاء.

وأشار متحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إلى أنَّ الاحتلال الإسرائيلي اعتقل أكثر من 100 فرد من الكوادر الصحية.

وأكّد خروج مستشفى الإندونيسي عن الخدمة جراء القصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل، لافتًا إلى أنَّ الاحتلال الإسرائيلي أخرج معظم المستشفيات عن الخدمة.

وكانت وزارة الصحية الفلسطينية، طالبت بالإفراج الفوري عن مدير مستشفى كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفية، وعن كل الكوادر الطبية المعتقلة في السجون الإسرائيلية. ووصفت الوزارة الاعتقالات بأنها "انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وحقوق العاملين في المجال الصحي".

ودانت الوزارة في بيان اعتقال الدكتور أبو صفية والتنكيل به، مشيرة إلى أن الهجوم على الأطباء والمرضى واعتقالهم أثناء تأديتهم لواجبهم الإنساني يُعد تجاوزا للحقوق الإنسانية والمهنية، بحسب وكالة الأناضول التركية.

وناشدت الوزارة المؤسسات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، بالتدخل العاجل للإفراج عن الدكتور أبو صفية وكافة الطواقم الطبية المعتقلة، وضمان توفير الحماية اللازمة لهم ليتمكنوا من أداء مهامهم الإنسانية في بيئة آمنة.

واقتحمت قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان في وقت سابق، وأضرمت النار فيه، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة. كما اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 350 شخصا كانوا داخل المستشفى، من بينهم الطواقم الطبية ومرضى وجرحى.

وتعتبر الوزارة هذه الإجراءات جزءا من سلسلة من الانتهاكات التي تستهدف المنظومة الصحية في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، والذي شمل قصف المستشفيات وحصارها ومنع دخول الإمدادات الطبية، خاصة في المناطق الشمالية من القطاع.

 

مقالات مشابهة

  • تعرف على أبرز محطات صدام السلطة الفلسطينية مع فصائل المقاومة منذ أوسلو
  • وزير الخارجية المصري يؤكد ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية
  • الصحة الفلسطينية: عدوان إسرائيل على غزة يوقع 45581 شهيدًا و108438 مصابًا
  • اشتباكات جنين اختبار حاسم للسلطة الفلسطينية
  • غالانت يستقيل من الكنيست الإسرائيلي.. ويكشف أسباب قراره
  • قبل عودة ترامب..السلطة الفلسطينية تصر على السيطرة على مخيم جنين
  • صحيفة:الطريق مسدود تجاه وقف إطلاق النار في غزة
  • المقاومة الفلسطينية تشن أول هجوم على إسرائيل في 2025
  • كاتب بريطاني: كارتر كان محقا بشأن إسرائيل ونظام الفصل العنصري تجاه الفلسطينيين
  • أكثر من 82 ألف شخص غادروا إسرائيل في العام 2024