في الوقت الذي تستمر فيه الضغوط من جانب الحكومة البريطانية واليمين؛ على الشرطة لإلغاء مظاهرة مؤيدي فلسطين السبت القادم بحجة أن ذلك اليوم يصادف ذكرى يوم الهدنة (انتهاء الحرب العالمية الأولى)، بدأت أصوات من اليمين المتطرف بالدعوة للتجمع في ذلك اليوم بذريعة حماية النُصب التذكاري للحرب قرب مقر الحكومة في وايت هول، في حين سعت صحف محسوبة على اليمين للتحذير من احتمال اندلاع صدامات.



وكان المتحدث باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك قد قال إن قرار السماح بالمظاهرة أو حظرها يعود لشرطة العاصمة، لكنه أوضح أن الحكومة تود أن تتم دراسة طلب حظر التظاهرة بعناية. وأضاف: "رئيس الوزراء لا يرى أن من الصواب تنظيم تظاهرات في يوم الهدنة (نهاية الحرب العالمية الأولى). هو يعتقد أنها استفزازية وتنم عن عدم الاحترام".


وكانت الشرطة قد دعت منظمي التظاهرة لإلغائها في ذلك اليوم، لكن المنظمين رفضوا التأجيل، كما عبّرت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان عن قلقها من احتمال إقدام الشرطة على منع التظاهرة.

وعبّر رئيس وزراء أسكتلندا حمزة يوسف عن دعمه لحق المتظاهرين في الاستمرار في تظاهرتهم، ليرد عليه السياسي اليميني نايجل فاراج بعنف.

وقالت صحيفة الديلي إكسبرس المحسوبة على اليمين؛ إن "الآلاف" عبروا عن استجابتهم لدعوة من منظمة يمينية للتجمع عند النصب التذكاري بحجة حمايته، لكن الصحيفة ذكرت أن الدعوة "قفز عليها" عدد من مشاغبي كرة القدم، وآخرون من اليمين المتطرف مثل تومي روبنسون الذي اتهم سابقا بالكراهية ومعاداة المسلمين، وهو ما دفع المجموعة الأصلية لإعلان انسحابها من المنطقة قبل وقت التظاهرة، قائلة إنها تريد النأي بنفسها عن اليمين المتطرف، وحذرت من حصول "مذبحة".

ويأتي هذا رغم أن مسار مظاهرة مؤيدي فلسطين لن يشمل المنطقة التي يقع فيها النصب، بل ستبقى على بُعد نحو ميلين، لكن الصحيفة اتخذت من دعوات اليمين ذريعة للتحذير من حصول صدامات، فيما تبدو محاولة لإلقاء المزيد من الضغوط على الشرطة للتحرك لحظر التظاهرة.

ووصل الأمر إلى حد صدور دعوات لوزيرة الداخلية سويلا برافمان، التي سبق أن وصفت مظاهرات مؤيدي فلسطين بأنها "مظاهرات كراهية"، لاستخدام سلطتها بموجب قانون "حالة الطوارئ" لحظر التظاهرة يوم السبت القادم، بحجة أن الشرطة تبدو "ضعيفة".

ويشار إلى قانون التظاهر ينص على أن يصدر قرار الإلغاء من الشرطة إذا رأت أن التظاهرة يمكن أن تُخل بالنظام العام، ليتاح المجال أمام وزيرة الداخلية لإصدار أمر بهذا الصدد.

وبينما يستمر الجدل حول مظاهرة لندن السبت القادم، ذكرت شرطة مانشستر أن نُصبا خاصا بالحرب تعرض للتشويه الثلاثاء، حيث كُتبت عليه عبارة "فلسطين حرة"، كما تم الاثنين تخريب الزهور الحمراء على النُصب، ما دفع الشرطة لنشر عناصرها في المكان لحمايته.

ولم تُعرف هوية الفاعلين، ولم تكن هناك أي تظاهرة لمؤيدي فلسطين في ذلك الوقت، لكن يُتوقع أن تزيد هذه الحادثة من ضغوط مناهضي المظاهرة على الشرطة لإلغاء تظاهرة السبت التي يصفها منظموها بالمليونية. وكانت المظاهرات السابقة قد مرت من جانب النُصب في لندن دون أن يتعرض له أحد.

وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت الثلاثاء عن عقد اجتماع طارئ للاستجابة لتأثير الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين على تماسك المجتمع في بريطانيا.


وكانت شرطة لندن قد قالت في وقت سابق إن المتظاهرين المؤيدين لفلسطين يعتزمون تنظيم "مظاهرة كبيرة" في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، الذي يصادف الذكرى السنوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى، لكنهم لا يعتزمون الاحتجاج في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر عندما تقام الفعاليات الرسمية لإحياء الذكرى.

وقالت شرطة العاصمة إنها ستجري "عملية شرطية وأمنية كبيرة" يومي 11 و12 تشرين الثاني/ نوفمبر، وسوف "تستخدم كل الصلاحيات المتاحة لضمان عدم نجاح أي شخص يعتزم تعطيل المناسبة".

وكانت الشرطة قد واجهت ضغوطا من الحكومة للتعامل بقسوة أكبر مع مظاهرات مؤيدي فلسطين، بحجة أنها تشهد مظاهر معادية للسامية. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية فلسطين يوم الهدنة مظاهرات بريطانيا بريطانيا مظاهرات فلسطين غزة يوم الهدنة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الیمین المتطرف مؤیدی فلسطین

إقرأ أيضاً:

شرطة الاحتلال تقمع مظاهرة مناهضة لحكومة نتنياهو بالقدس

القدس - صفا

قمعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، السبت،  مظاهرة بالقدس شارك فيها آلاف الأشخاص للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية بغزة، وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

وقالت وسائل إعلام عبرية، بينها هيئة البث الرسمية وصحيفة "يديعوت أحرنوت" الخاصة، إنّ شرطة الاحتلال اعتدت بالضرب المبرح على عدد من المتظاهرين بالقدس، واعتقلت أحدهم على الأقل.

بدورها، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أنها سجلت مقطعًا مصورًا لأحد أفراد الشرطة وهو يسب أحد المتظاهرين بعبارات نابية.

وأشارت الإذاعة إلى أن اشتباكات عنيفة نشبت بين الشرطة والمحتجين في أعقاب المظاهرة المناهضة لحكومة نتنياهو.

والسبت، تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين، في عديد المناطق، منها تل أبيب، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية، وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

وفي الأسابيع الأخيرة، صعّد معارضون للحكومة وذوو أسرى إسرائيليين في غزة، من نشاطاتهم الاحتجاجية، للمطالبة بصفقة تبادل أسرى وتبكير الانتخابات العامة.

ومساء الأحد الماضي، قال نتنياهو، للقناة "14" الخاصة المقربة منه، إنه "مستعد لصفقة جزئية" يستعيد بها بعض الأسرى المحتجزين في غزة، مؤكدا "ضرورة استئناف الحرب بعد الهدنة لاستكمال أهدافها".

وتشن "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا على غزة خلفت أكثر من 124 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل "إسرائيل" هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها "فورا"، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح جنوبي القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

مقالات مشابهة

  • بعد فوزه في التشريعيات.. اليمين المتطرف الفرنسي يضيق الخناق على المهاجرين
  • الكشف عن شبكة دولية مواليه لـإسرائيل تستهدف مؤيدي فلسطين.. مَن وراءها؟
  • الكشف عن شبكة مواليه لـإسرائيل تستهدف مؤيدي فلسطين.. مَن وراءها؟
  • الكشف عن شبكة مواليه لـإسرائيل تستهدف مؤيدي فلسطين.. من ورائها؟
  • كيف تشكّل حرب غزة وقانون التجنيد نهاية حكومة اليمين المتطرفة؟
  • شرطة الاحتلال تقمع مظاهرة مناهضة لحكومة نتنياهو بالقدس
  • شرطة "إسرائيل" تقمع مظاهرة مناهضة لحكومة نتنياهو بالقدس
  • ضرب مبرح وتنكيل بالمحتجين في مظاهرة ضد نتنياهو بالقدس
  • الشرطة الإسرائيلية تقمع مظاهرة مناهضة لحكومة نتنياهو بالقدس المحتلة (شاهد)
  • احتجاجات كبيرة تواكب مؤتمر حزب اليمين المتطرف في ألمانيا