ذكرت وكالة "بلومبرغ"، نقلا عن أشخاص مطلعين على الأمر، أنه تم إطلاع الرئيس الأميركي، جو بايدن، على خطة صينية لبناء منشأة عسكرية في عمان، وذلك في إطار مساعي بكين لتعميق العلاقات الدفاعية والدبلوماسية مع الشرق الأوسط.

ووفقا للوكالة، تم إبلاغ بايدن بأن المسؤولين العسكريين الصينيين ناقشوا الأمر في، أكتوبر الماضي، مع نظرائهم العمانيين، الذين أعربوا عن استعدادهم للموافقة على هذه الصفقة، حسبما قال الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم أثناء مناقشة المداولات الخاصة.

وأضافوا أن الجانبين اتفقا على إجراء مزيد من المحادثات في الأسابيع المقبلة، لكن لم يُعرف حتى الآن الموقع الدقيق للقاعدة المحتملة أو ما ستضمه.

وفي ما يتعلق بدلالة إنشاء مثل هذه القاعدة، أوضحت الوكالة في تقريرها، الثلاثاء، أن وجود قاعدة صينية في عمان من شأنه أن يكمل المنشأة العسكرية الخارجية الأخرى لبكين، والتي تشير إليها باعتبارها "مركزا لوجستيا" في دولة جيبوتي الواقعة في شرق إفريقيا.

لكن البنتاغون يقول منذ سنوات، بحسب الوكالة، إن الصين تريد بناء مزيد من المرافق اللوجستية العسكرية الخارجية في المنطقة بما في ذلك الإمارات ودول أخرى في آسيا مثل تايلاند وإندونيسيا وباكستان.

وترى الوكالة أن وجود قاعدة في عمان سيكون بمثابة تحد للولايات المتحدة، التي تشرف قيادتها المركزية على القوات المتمركزة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك الكويت والبحرين وقطر والسعودية والإمارات وعمان.

وتأتي أهمية عمان تحديدا، بحسب الوكالة،  من وقوعها بالقرب من مضيق هرمز، أحد أهم الممرات الملاحية للنفط والغاز الطبيعي المسال. ويصبح المضيق نقطة محورية كلما اندلعت التوترات مع إيران.

وتحاول الصين تعميق العلاقات مع دول الشرق الأوسط والانخراط في قضاياه وآخرها حرب إسرائيل على غزة، وقالت وزارة الخارجية الصينية إن المبعوث الصيني الخاص لقضايا الشرق الأوسط، تشاي جيون، التقى بالسفير الأميركي لدى الصين، نيكولاس بيرنز، الثلاثاء، وتبادلا وجهات النظر بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وموضوعات أخرى، وفقا لوكالة "رويترز".

وقالت وزارة الخارجية الصينية، الاثنين، إن الصين ستبذل قصارى جهدها لتحقيق السلام في الأراضي الفلسطينية خلال رئاستها لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وذلك في وقت تتزايد فيه التوترات في منطقة الشرق الأوسط.

وقال المتحدث باسم الوزارة، وانغ ون بين، في مؤتمر صحفي دوري "ستبذل الصين قصارى جهدها لتشجيع مجلس الأمن على الاضطلاع بمسؤولياته والقيام بدوره وبناء توافق في الآراء واتخاذ إجراءات مسؤولة وفعالة في أقرب وقت ممكن لتهدئة الأزمة الحالية وحماية سلامة المدنيين من أجل تحقيق السلام".

ويأتي بيان الصين بينما تكثف إسرائيل هجومها العسكري على قطاع غزة.

وتولت الصين الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، قال إن الصراع في الشرق الأوسط يتصدر جدول أعمال مجلس الأمن، في نوفمبر.

وأفادت صحيفة "تشاينا ديلي" أن تشانغ قال "من الضروري التشجيع على وقف إطلاق النار ووقف القتال ومنع وقوع مزيد من الخسائر بين المدنيين ومنع حدوث كارثة إنسانية أوسع نطاقا والحيلولة دون اتساع نطاق الصراع".

وأنهى المبعوث الصيني الخاص إلى الشرق الأوسط، تشاي جيون، للتو جولة في المنطقة.

وأرجع تشاي، الذي اجتمع مع قادة عدة دول بشأن الأزمة، سبب الصراع بين إسرائيل وغزة إلى عدم وجود ضمانات لحقوق الفلسطينيين.

ويجري شهريا تناوب رئاسة مجلس الأمن الدولي بين 15 دولة عضوا فيه. وكانت آخر مرة تولت فيها الصين رئاسة المجلس، في أغسطس 2022.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الشرق الأوسط فی عمان

إقرأ أيضاً:

ماذا بعد نسف أول أوهام الشرق الأوسط القديم؟ (1)

كانت متوقعة تلك المسارعة من بعض أطراف النظام العربي الرسمي، للحديث عن حكم غزة (بقرار أممي/ دولي) بعد انتهاء الحرب، خاصة بعد بدء تبين الملامح الأولى للخيط الأبيض من الخيط الأسود من نتيجة هذه الحرب الضروس التي تمثل الجولة الأكبر تاريخيا واستراتيجيا في أتون الصراع العربي/ الغربي من سنة 1948م، وهي الجولة الأكبر بكل حق، وفي كل شيء، وليس في عدد أيامها وشهورها فقط، ولا حتى في حجم العمل العسكري الضخم الذي كان فيها، ولا حتى في حجم الزخم والجدل السياسي فيها وعنها.. لكنها ستكتسب هذا الوصف بكل أريحية وبكل منطق، وبكل دقة وشمول، من قيامها بوضع رأس الفأس على أصل الشجرة الخبيثة في ضربة شديدة وقاصمة.. فانكشف عنها كل عمقها الخبيث، وتمددها الأخبث في محيط واسع للغاية حولها، ولم يعد هناك بعدها ما يخفي ولم يعد هناك بعدها ما يٌكتم، ولم يعد هناك بعدها ما يٌسكت عنه..

* * *

وعلى السيناتور الأمريكي الراحل بول فيندلي أن ينعم الآن بالسلام في قبره (ت: 2019م)، بعد أن كتب لنا وللعالم كتابا من 40 سنة! وتحديدا سنة 1985م بعنوان "من يجرؤ على الكلام؟"، وتحدث فيه بجرأة مذهلة عن اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشئون العامة (إيباك)، صاحبة الكلمة القوية في كل علاقة لأمريكا بالشرق الأوسط، سواء في إطار التنفيذ والفعل أو إطار التشاور والمعلومات.

الحديث العربي الرسمي.. وما تم التصريح به عن مستقبل غزة بعد الحرب.. فلا يمكن بحال من الأحوال تصور أنه سيكون قابلا للتحقق في ربوع "أهل الأنوار" في غزة، أولئك الذين صبروا صبرا لا نظير له، "صبر استراتيجي"
سيقول لنا إن الأغلبية العظمى من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب تنفذ رغبات "إيباك" دون مناقشة، إن هم رغبوا في الاحتفاظ بمناصبهم! (هكذا!)، وهو ما رأيناه كشمس السماء في الشهور التسعة الماضية!

* * *

وسنعرف منه أن ذلك ليس إلا الجزء الظاهر من جبل جليد اللوبي الصهيوني الهائل، والذي يمتد نفوذه عبر 200 هيئة ولجنة، تعمل بأوامر مباشرة منه، وتتواجد في كل المؤسسات السياسية والإعلامية والأكاديمية الأمريكية! وهو أيضا ما رأه كوكب الأرض كله في الشهور التسعة الماضية!

سيتعرض الكتاب وكاتبه لهجوم شرس من اللوبي الصهيوني وقتها، والذي وجد في آراء الكاتب جُرأة صادمة لم تحدث من قبل، وهو اللوبي الذي يعمل بجهد صارم على تأمين كل الجيوب والثغرات المفترضة في حصنه الحصين داخل أمريكا، سواء بالترغيب التقليدي، أو الترهيب غير التقليدي، الذي قد يصل إلى القتل.

ولن يصدمنا كثيرا حين يقول فيندلي نصا: "أغلبية المواطنين غير مدركين لحقيقة أن سياسة بلادنا بشأن الشرق الأوسط لا ترسم من قبل خبراء معنيين بالمصالح القومية للولايات المتحدة"..

تذكر أن ذلك كله كان في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، والذي قاله السيناتور الذي مثّل ولاية إيلينوي 22 سنة متصلة (1960-1982م)، الرجل الذي قال كلمته ومضى..

* * *

وعودة إلى الحديث العربي الرسمي.. وما تم التصريح به عن مستقبل غزة بعد الحرب. فلا يمكن بحال من الأحوال تصور أنه سيكون قابلا للتحقق في ربوع "أهل الأنوار" في غزة، أولئك الذين صبروا صبرا لا نظير له، "صبر استراتيجي"، كما سماه بحق الأستاذ فهمي هويدي، وتم تقديم كل شيء شهادة وقربى بين يدي هذا الصبر العظيم، كل شيء حرفيا، من الأرواح والأنفس، إلى المال والبنين، إلى البيوت التي كانت أمس عامرة، إلى الشجر والحجر، إلى شوارع المدن والبلدات والطرق والحارات، والمدارس والمشافي والمساجد.. أكرر ثانية كل شيء.

لذلك فالحديث عن إغراءات المال وإعادة الإعمار سيكون حديثا مملا، وبعيدا جدا عن القبول لدى شعب قدم كل هذه التضحيات من أجل كرامته وعزته وحريته.

ثم إن ملحمة الشهور الطويلة من 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023م عقدت بأواصر من الفولاذ "رباطا" لا يوصف بين الشعب والمقاومة.. الشعب الذي يرى ما قدمته وتقدمه المقاومة في إرغام العدو وكسر شوكته، بما لم يره الشرق الأوسط من قبل في تاريخه الحديث.. والمقاومة التي رأت في صبر ورباط الشعب ما أعلى من هامتها ورفع رأسها وعززها وأعزها، وبما يفوق ما أعلاه وعززه السلاح والكمائن والأنفاق والمسافة صفر، وكل تلك الأعاجيب المذهلة التي تراها الدنيا صوت وصورة.

* * *

في نفس الإطار تقريبا صرح وزير خارجية أمريكا تصريحه الشهير وقدم فيه "الأثافي الثلاث" التي تتعلق بغزة بعد الحرب، من وجهة نظره الشخصية بالطبع، وأيضا وجهة نظر إدارته، هذا إذا كان لإدارته أولوية تذكر لديه، وهو ما كشفته تلك الاستقالة الكاشفة، للرجل العتيق في إدارة الملف العربي الإسرائيلي، أندرو ميللر" الشهر الماضي (21 حزيران/ يونيو).

ما هي تلك الأثافي الثلاث.. والتي قالها في مؤتمر بمعهد بروكينجز للأبحاث يوم الاثنين الماضي (1 تموز/ يوليو)؟

قال إن الإدارة الأمريكية ترفض احتلال دائم من إسرائيل لغزة، كما ترفض سلطة حماس وإدارتها الحكومية (بغض النظر عن رأى الفلسطينيين أنفسهم!)، كما ترفض الفراغ والفوضى.

الاحتمال الثالث لم يكن موفقا فيه الحقيقة، ويدل على ضعف في خياله السياسي واللغوي، لأنه يعلم استعداد حماس التام، للتقدم في الوقت الذي ستختاره هي وتحدده هي، سواء بالتنسيق المباشر مع باقي الفصائل أو بأي ترتيب أخر، أي لن يكون هناك لا فوضى ولا فراغ.. الحاصل انه أضاف قائلا: "نحن نعمل مع حلفائنا العرب لوضع خطة مستقبل غزة"!! وهو ما بدأنا به الحديث، وهو التصريح انزلق من فم بلينكن، وظهر بعدها فورا، وتحديدا الآن!! على لسان المسؤول العربي الرسمي.

* * *
الشرق الأوسط بعد نسف أوهامه القديمة، وأولها بالطبع بل وعلى رأسها، وهْم الجيش الذي لا يقهر، وبكل ما يرشح وينضح عنه هذا الوهم
الحديث عن الشرق الأوسط بعد نسف أوهامه القديمة، وأولها بالطبع بل وعلى رأسها، وهْم الجيش الذي لا يقهر، وبكل ما يرشح وينضح عنه هذا الوهم: سواء فشل المخابرات الأمريكية في الوصول للأسرى وقيادات المقاومة، وفشل الموساد والشاباك، أو فشل السلاح، أو فشل المقاتل خلف السلاح.. الخ، أو قوة الإرادة والفعل لدى المقاومة، أو قدرة الصبر والصمود لدى الإنسان في غزة.

هذا الحديث سيمتد طولا وعرضا وعمقا وارتفاعا في فضاءات الشرق الأوسط كلها، ليس فقط لمكانة فلسطين والمسجد الأقصى في عالم الإسلام، وليس فقط للقدرات غير العادية للمقاومة (عسكريا وإعلاميا)، ولكن وهو الأهم لأن "البوصلة التاريخية" للصراع بكل أعماقه وامتداداته، أخذت اتجاهها الصحيح للمرة الأولى من خمسينيات القرن الماضي! وحدث في طوفان الأقصى (غزة/ حماس) لم يكن إلا باكورة البواكير، من بدايات، مما لا يُعرف من نهايات.

وكل باب وإن طالـت مغالقه يوما    له من جميل الصبرِ مفتاح

x.com/helhamamy

مقالات مشابهة

  • ماذا بعد نسف أول أوهام الشرق الأوسط القديم؟ (1)
  • النائب العام يبحث مع مسؤول صيني تطوير الأنظمة القانونية وتحديث الإجراءات القضائية في كلا البلدين
  • تعرف على مواقف جليلي وبزشكيان في ملفات السياسة الخارجية
  • وزير الخارجية يشارك في جلسة نقاش بشأن خيارات أوروبا بمنطقة الشرق الأوسط
  • بوتين: روسيا تواصل جهودها لحل الصراع بين فلسطين وإسرائيل
  • وزير الخارجية يتلقى اتصالاً من المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط
  • جوتيريش يدعو لإحلال السلام في الشرق الأوسط بدءًا من وقف الحرب على غزة
  • مذكرات وزير بريطاني سابق تسلط الضوء على حجم النفوذ الإسرائيلي في بريطانيا
  • بمشاركة عراقية.. قياديو الاتصالات في الشرق الأوسط يناقشون الأمن السيبراني بمؤتمر شنغهاي
  • قياديو قطاع الاتصالات في الشرق الأوسط يناقشون مستقبل معايير وسياسات الأمن السيبراني