الطلقة التي ستغير فرنسا.. صحافة روسية: هل غرقت فرنسا في حرب عرقية؟
تاريخ النشر: 2nd, July 2023 GMT
تحت شعار "لا عدالة، لا سلام" انتفض الفرنسيون من أصول عربية وأفريقية على إثر مقتل شاب من أصول جزائرية يبلغ من العمر 17 عاما على يد الشرطة الفرنسية.
في تقريرها الذي نشرته صحيفة "برافدا" الروسية، تقول ليوبوف ستيبوشوفا إن أعمال العنف والشغب في منطقة باريس وتحديدا في إيل دو فرانس وفي جميع أنحاء فرنسا تستمر لليوم الرابع على التوالي، ردًا على مقتل الشاب نائل البالغ من العمر 17 عامًا الذي يُقال إنه لم يلتزم بأوامر الشرطة.
وتضيف الكاتبة أنه بينما تضرم النيران في مارسيليا وتغرق ليون في الفوضى جرّاء استخدام المخربين المفرقعات النارية، أحرِقت المباني العامة مثل مجلس المدينة ومراكز الشرطة والمدارس في منطقة باريس وتولوز وليل وكليرمون فيران، وكذلك السيارات الخاصة ووسائل النقل العام، ونشبت اشتباكات في بوردو وغرونوبل وسانت إيتيان وتعرضت المتاجر والمخازن للنهب.
ومن جهته، قاطع الرئيس إيمانويل ماكرون إقامته في بروكسل وقمة الاتحاد الأوروبي وعاد إلى باريس ليترأس اجتماع مكافحة الأزمة.
كما قسّم مقتل نائل فرنسا ويتجلى ذلك في انتقاد جون لوك ميلانشون، سياسي فرنسي يساري من حزب "فرنسا غير الخاضعة"، "المراقبين" الذين طالبوه بالهدوء. وقد كتب على مواقع التواصل الاجتماعي "نطالب بالعقاب. إلغاء الدعوى المرفوعة ضد القتيل، ومعاقبة الشرطي القاتل وشريكه الذي أصدر الأمر بإطلاق النار". كما طالب ميلانشون بتشكيل لجنة تحقيق في "الزيادة في عدد الوفيات الناجمة عن رفض الامتثال لأوامر التوقف".
الكراهية والعنصرية تقتل فرنساعلى خلفية أحداث 2005 عندما توفي مراهقان بصعقة كهرباء أثناء اختبائهما في محطة كهرباء فرعية هربًا من الشرطة، انقسم الرأي العام الفرنسي على أساس الأصل العرقي. وفي ظل الهجرة غير المنظمة تفاقمت العنصرية على مرّ السنين، ذلك أن المهاجرين يعتبرون فرنسا وطنهم دون أن يندمجوا في المجتمع أو يلتزموا بالقواعد مع تزايد شكاوى الانتهاكات.
وأوردت الكاتبة أن نقابات الشرطة ندّدت باحتجاز زميلهم بحجة أن السلطات كانت تتغاضى عن تصرّفات المتظاهرين. وفي الحقيقة، أن التستر على مشكلة الاختلافات العرقية في فرنسا وحظر النقاشات المفتوحة حول هذا الموضوع وعدم السماح بإجراء دراسات إحصائية حسب العرق من العوامل التي يمكن أن تفجر فرنسا.
حرب عرقية وعنصريةويتماشى هذا مع رأي صحيفة فزغلياد التي اختارت عنوان: "هل غرقت فرنسا في "حرب عرقية"؟ في تقرير لها عن هذا الموضوع.
وتقول "فزغلياد" في تقرير لمحررتها فاليريا فيربينينا إن الحرق المتعمد والسرقات والهجمات على الشرطة من التصرفات التي اجتاحت جميع أنحاء البلاد بعد فشل محاولات السلطات في إعادة الوضع إلى طبيعته.
وأضافت الكاتبة أن أحد السياسيين الفرنسيين وصف الوضع ببداية "حرب عرقية وعنصرية"، وبعد انتشار الفيديو الذي وثق الحادث على مواقع التواصل الاجتماعي، تأججت المشاعر التي دفعت المتظاهرين إلى الخروج إلى الشوارع احتجاجا على التصرفات المماثلة.
وذكرت الكاتبة أن الحشود المسلحة بالمفرقعات النارية وزجاجات المولوتوف بدأت في حرق المفوضيات والبنوك والسيارات والحافلات والمتاجر والهجوم على رجال الشرطة، ولم تقتصر جغرافيا الاضطرابات على ضواحي باريس فقط، وإنما وصلت كذلك إلى حدود فرنسا بل وتجاوزتها لتصل إلى بلجيكا.
وأعربت الكاتبة عن اعتقادها بأن ما فاقم الوضع لم يكن تزوير الوقائع الذي عمدت له الشرطة ولا سن الضحية، بل ما عمدت له وسائل الإعلام المحلية من تهويل للحادثة من أجل صرف انتباه السكان عن مشاكل التضخم وارتفاع الرسوم الجمركية وأجواء الاضطرابات العامة.
غير أن السحر، وفقا للكاتبة، سرعان ما انقلب على الساحر وتحول التلاعب البسيط في وسائل الإعلام إلى سيف سُلط على رقاب السلطات، بعد إحداث مقتل نائل صدى كبيرا وتحوله إلى موضوع الساعة وخروج الوضع عن السيطرة، ليعيد إلى الأذهان الأزمة المماثلة التي شهدتها فرنسا عام 2005.
وبحسب الكاتبة، فإن الدعوة إلى إعلان حالات الطوارئ خير دليل على التوترات الاجتماعية التي وصلت إلى نقطة كشفت عجز السلطات عن التعامل معها، ويتجلى ذلك في إنكار السلطات الفرنسية وجود تدفقات خارجة عن السيطرة للمهاجرين وعدم وجود جرائم عرقية والتقسيم الطبقي الاجتماعي، وفي ظل هذا الوضع، تجد الشرطة نفسها بين مطرقة الحكومة التي تعتمد عليها في كثير من المهام وتطلب الكثير منها وتتجاهل بعض الجوانب، وبين المجتمع الذي يعتبر الشرطة عدوًا له.
ولفتت الكاتبة إلى أن المرشح الرئاسي السابق الفرنسي اليميني المتطرف إريك زمور من بين القلائل الذين تجرؤوا على التطرق إلى هذا الموضوع، مشيرًا إلى أن ما يحدث أسوأ بكثير من أزمة عام 2005 عندما استمرت الاضطرابات حوالي 3 أسابيع وشملت ضواحي باريس فقط، على عكس الحالية التي شملت جميع أنحاء البلاد، لأن المهاجرين في الوقت الراهن في كل مكان، قائلًا: "فرنسا اليوم على شفا حرب أهلية وهذه حرب عرقية، المتورط فيها جلي للعيان".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إلغاء زيارة وزير الخارجية الفرنسي بعد توقيف موظفين قنصليين من قبل الشرطة الإسرائيلية في القدس
شهدت مدينة القدس يوم الخميس حادثًا دبلوماسيًا عندما دخلت القوات الإسرائيلية المسلحة إلى ساحة كنيسة "باتر نوستر" في مجمع تابع للكنيسة الفرنسية، مما أدى إلى توقيف اثنين من موظفي القنصلية الفرنسية بشكل مؤقت.
اعلانهذا التصرف أثار غضب وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، الذي كان يخطط لزيارة الكنيسة، ودفعه إلى إلغاء الزيارة المقررة.
وفقًا لوزارة الخارجية الفرنسية، قالت إن الشرطة الإسرائيلية دخلت إلى ساحة الكنيسة مما أثار الاستياء لدى الوزير الفرنسي، وهو ما دفعه لإلغاء زيارته للكنيسة.
عبرت الوزارة عن إدانتها الشديدة لما وصفته بالتصرف غير المقبول، مشيرة إلى أن هذا الحادث يأتي في وقت حساس، حيث كانت فرنسا تسعى إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة والعمل على خفض التصعيد.
Relatedنتنياهو يزعم العثور على أسلحة روسية في لبنان ويصف تصريحات ماكرون حول تأسيس إسرائيل بـ "جهل تاريخي"بسبب حرب غزة.. فرنسا تمنع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض يوروستوري للأسلحة من "الأم الحنون الحامية إلى دور المتفرج".. كيف فقدت فرنسا نفوذها في لبنان؟تسمياتٌ تفجر جدلا في فرنسا .. شوارع بواتييه على اسم أحمد ياسين وياسرعرفات وجورج ابراهيم عبد الله !وبحسب البيان، فإن الموظفين تم احتجازهم لفترة قصيرة قبل أن يتم إطلاق سراحهم بعد تدخل الوزير الفرنسي شخصيًا. أكدت الوزارة أن جميع الترتيبات الخاصة بالزيارة كانت قد تمت مسبقًا مع السفارة الفرنسية في تل أبيب، وأوضحت أن زيارة المسؤولين الفرنسيين تتم عادة تحت حماية أمنية إسرائيلية.
من جانبها، قالت الشرطة الإسرائيلية إن الحادث كان نتيجة سوء تفاهم، حيث رفض موظفو الكنيسة الذين لم يعرّفوا عن أنفسهم السماح لرجال الأمن الإسرائيليين الذين كانوا برفقة الوزير بالدخول، مما أدى إلى احتجازهما لمدة عشرين دقيقة. وأكدت الشرطة أن الموظفين أُطلق سراحهم بعد التأكد من هويتهم كموظفين في القنصلية الفرنسية، التي تحمي المواقع الدينية الفرنسية في المدينة.
أوضحت السلطات الإسرائيلية أن جميع الوزراء الأجانب في زيارات رسمية إلى إسرائيل يتم توفير حراس أمن إسرائيليين لهم طوال مدة الزيارة، وأشارت إلى أن إجراءات الزيارة كانت قد تم الاتفاق عليها مسبقًا مع السفارة الفرنسية.
يعيد الحادث إلى الأذهان مشادات سابقة بين المسؤولين الفرنسيين والسلطات الإسرائيلية بشأن مرافقة الأمن الإسرائيلي أثناء الزيارات، مثل ما حدث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 2020، حيث اندلعت مشادة مماثلة بسبب وجود الحراس الأمنيين الإسرائيليين أثناء زيارة كنيسة فرنسية في القدس.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في اليوم الـ399 للحرب: 70% من قتلى غزة من النساء والأطفال وحزب الله يصعد ضرباته على حيفا إصابة 10 إسرائيليين وفقدان الاتصال بآخرين عقب اشتباكات مع مناصرين لفلسطين في العاصمة الهولندية "تطبيقه سيكون كارثة".. ذلك ما وصف به مفوض الأونروا قرار إسرائيل بمنع عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين أزمة دبلوماسية اعتقال زيارة دبلوماسية إسرائيل فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. في اليوم الـ399 للحرب: 70% من قتلى غزة من النساء والأطفال وحزب الله يصعد ضرباته على حيفا يعرض الآن Next إصابة 10 إسرائيليين وفقدان الاتصال بآخرين عقب اشتباكات مع مناصرين لفلسطين في العاصمة الهولندية يعرض الآن Next مقتل وإصابة العشرات في ضربات روسية على خاركيف وأوديسا يعرض الآن Next ما هو سر اختيار ترامب لسوزي وايلز رئيسة لموظفي البيت الأبيض؟ يعرض الآن Next إيلون ماسك.. أقوى رجل غير منتخب في العالم اعلانالاكثر قراءة من الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.. إلى موضوع المواليد.. ماذا حل بالقدس في ولاية ترامب الرئاسية الأولى؟ حزب الله يقصف حيفا وعكا وفضيحة تسريب جديد بمكتب نتنياهو وغالانت يؤكد أن لا أهمية للبقاء في فيلادلفيا ترامب بعد فوزه.. محادثات مع قادة العالم حول الحرب في أوكرانيا وغزة ودعم إسرائيل وتهديدات إيران كيف تسهم الموانئ الرئيسية في الجزائر: عنابة وجن جن وبجاية في دفع النمو الاقتصادي بالمشاركة مع anep اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024دونالد ترامبإسرائيلروسيافيضانات - سيولالحرب في أوكرانيا بحث وإنقاذضحاياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنانغزةمراهقونالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024