حوى المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، ركنا خاصا عن المسيحية، يتمثل في 3 أركان ترمز لعصر الاستشهاد وكنيسة بيزنطية بالإضافة إلى الفن القبطي، ليكون جزءا شاهدا على الحياة المسيحية منذ عصورها الأولى وبنظام عرض متحفي مميز جعلها أشبه بكنيسة تعود لقرابة 15 قرنا من الزمن الحالي.

يتميز ذلك الركن بوجود تمثال أثري فريد من نوعه عن الملك دقلديانوس وهو أحد أشهر من اضطهدوا المسيحية وارتبط به عصر الاستشهاد.

أشبه بكنيسة أثرية 

الركن الآخر بمجرد الدخول إليه تشعر وكأنك دخلت إلى كنيسة عمرها 1500 سنة، بسبب الأعمدة الأثرية ومدخل الكنيسة الأثري والحلية التي ترمز لمدخل الهيكل، والصلبان المزينة لتلك الأجزاء.

عشرات التماثيل الأثرية.. أبرزها رمز السيد المسيح 

الجزء الأخير حوى عشرات التماثيل الأثرية منها من يرمز إلى الراعي الصالح أي السيد المسيح وآخر إلى الشهيد العظيم مارمينا بالإضافة إلى مومياء عُثر عليها وكانت تحوي علامة الصليب، والعديد من القطع الأخرى، فتصبح تلك الأماكن كأنها رحلة إلى حياة المسيحيين من 15 قرن.

دكتورة آثار: الفن البيزنطي وجد مكانه في الإسكندرية قديما 

وتقول الدكتورة كريستينا منير ابراهيم، دكتوراه في الآثار والفنون القبطية ومفتشة آثار بوزارة السياحة والآثار، إن المتحف اليوناني الروماني يضم العديد من الآثار البيزنطية والقبطية؛ حيث إن الفنين البيزنطي والقبطي حملا التأثيرات اليونانية الرومانية بشكل واضح.

وأضافت إبراهيم، لـ«الوطن»، أن الفن البيزنطي باتجاهه الرسمي وبرعاية الحاكم وجد مكانه في الإسكندرية في منازل الأثرياء والكنائس الكبرى لم يتخلَ عن سمات الفن الروماني المتأخر، وكذلك الفن القبطي بسمته الشعبية كان المُعبر عن الروح المصرية بشخصيات أسطورية يونانية ولكن برمزية جديدة فأفروديت إلهة الجمال وحوريات البحر صارا رمزًا للمعمودية حيث الميلاد الجديد، استعار الفنان القبطي كذلك عنقود العنب الخاص بديونسوس كرمز لدم السيد المسيح، وغيرهم من الشخصيات الأسطورية خاصة خلال فترة الفن القبطي المبكر.

عرض متحفي مسيحي في المتحف اليوناني الروماني 

وأشارت إلى أن سيناريو العرض المتحفي دقيق لحدٍ كبير؛ يبدأ العرض بفكر مصري معتدل وهو اعادة الاستخدام، عتبة تحمل زخارف لثلاثة صلبان وفي خلفها نقوش مصرية قديمة، حيث جرت العادة آنذاك اعادة استخدام عتب المعابد المصرية القديمة مرة أخرى دون محو للكتابات والرموز المصرية القديمة، مع إضافة الرموز المسيحية الجديد كالصليب، يلي العتبة الأعمدة الضخمة التي تحمل التيجان البيزنطية التي تتخذ شكل السلال وتصور أحد القديسين وهو يرفع يديه في هيئة التعبد، وكأنك في زيارة كنيسة ترجع للقرن السادس الميلادي ؛ باستثناء الفسيفساء التي تصور مشاهد أسطورية تبعدنا عن هذا التخيل فهي وإن كانت تتوافق زمنيًا إلا أنها تختلف موضوعًا.

وأكدت أن المتحف يتميز بعرض مجموعة مميزة للمنحوتات القبطية التي تتسم بالفن التجريدي، حيث خلت من مثالية مقاييس الأجسام المعروفة عند النحات اليوناني وإن استمر في تنفيذ نفس الموضوعات الأسطورية اليونانية خلال الفترة المبكرة أي حتى القرن الرابع الميلادي.

 

 

 

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المتحف اليوناني الروماني الفن القبطي رحلة إلى الماضي المتحف الیونانی

إقرأ أيضاً:

الفاتيكان تحتضن معرضا بعنوان " الأردن فجر المسيحية"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

انطلق مساء الجمعة 31 يناير  2025، في الفاتيكان، معرض "الأردن: فجر المسيحية"، برعاية وزيرة السياحة والآثار لينا عنّاب، وحضور السفير الأردني لدى روما قيس أبو دية، ومدير هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبد الرزاق عربيات، وعدد من الشخصيات الدينيّة والسياحيّة، وعدد من أعضاء مجلس الأعيان، وحضور لافت للإعلام الايطالي وإعلام الفاتيكان. ومن الجانب الكنسي حضر مدير المركز الكاثوليكي الاب رفعت بدر، ورئيس كنيسة الارمن الكاثوليك الاب ناريك.
 

واشتمل المعرض الذي أشرفت عليه وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة والمخرج إياد الخزوز عرضًا لتاريخ الأردن المسيحي وخاصة مواقع الحج المسيحي في الأردن وهي المغطس ومكاور وجبل نيبو وموقع مار الياس وموقع سيدة الجبل في عنجرة. وتمّ عرض فيديو بطريقة إخراجية فنية رائعة حول تاريخ الأردن المسيحي. ويشتمل المعرض على 90 مقتنى أثريًا يتحدّث عن تاريخ الأردن القديم وصور للكنائس الحالية وصور لزيارات البابوات للأردن في أعوام 1964 و2000 و2009 و2014.

ويستمرّ المعرض مفتوح الأبواب مجانًا اعتبارًا من هذا اليوم إلى نهاية شهر فبرايير المقبل وسيشهد زيارة لعدد من الشخصيات الدينيّة والمدنيّة من الأردن والفاتيكان وإيطاليا. ويُقام هذا المعرض في هذه السنة 2025 كونها سنة اليوبيل والذي من المتوقع ان يزور روما فيها 35 مليون حاج، وكذلك يُقام في الذكرى 25 سنة لزيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى الأردن، و25 سنة على بدء الحج إلى موقع المعموديّة.

مقالات مشابهة

  • افتتاح المسار الرقمي للعائلة المقدسة بالدير القبطي في هوكستر
  • افتتاح المسار الرقمي للعائلة المقدسة بالدير القبطي بهوكستر
  • الفاتيكان تحتضن معرضا بعنوان " الأردن فجر المسيحية"
  • تباين بين الاحزاب المسيحية وسلام والتغيريين؟
  • باحث ألماني يكتشف قفل ذهبي يعود إلى العصر الروماني
  • وزير الدفاع اليوناني يطلب رسميا من سفيرة فرنسا توضيحات حول صفقة صواريخ مع تركيا
  • الأنبا بشارة يتفقد المؤتمر التكويني للمرحلة الإعدادية بكنيسة أم الرحمة الإلهية بمنهري
  • الأنبا بشارة يتفقد مؤتمر المرحلة الإعدادية بكنيسة السيدة العذراء ببني عبيد
  • الآثار والمتاحف تعلن فتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا
  • عقدة القوى المسيحية.. هل يمكن حلها؟