اعتاد الطبيب إياد شقورة، وهو صيدلي يعمل وقت الحرب في غرفة الطوارئ في مستشفى ناصر في خان يونس، على مشاهدة سيل من الشهداء والجرحى، إلا أنه فقد وعيه مساء الاثنين عندما وصلت جثامين أطفاله وأمه وأقاربه إلى المستشفى، بحسبما ذكرته وكالة «وفا».

فاجعة الطبيب شقورة

فجع شقورة (42 عاما) بعد اكتشافه أن أفراد عائلته هم بين ضحايا الغارة التي أصابت منزلهم في خان يونس جنوب قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وألقى شقورة بعينين دامعتين صباح الثلاثاء النظرة الأخيرة على أحبائه الذين تم لفهم بأكفان بيضاء على طاولة المشرحة في قسم الطوارئ، قائلًا «الحمد لله الحمد لله».

وبدأ بتعداد أسماء أصحاب الجثامين واحدا تلو آخر: «في هذه الضربة، فقدت والدتي زينب أبو دية، وفقدت أخوي محمود وحسين شقورة، وأختي إسراء شقورة مع ابنيها حسين ونبيل شقورة»، مضيفا «وفقدت ابني، فلذتي كبدي عبد الرحمن (7 سنوات) وعمر (5 سنوات)».

وأضاف شقورة واضعا جبهته على جبهة طفله عبدالرحمن التي كانت ملطخة بالدماء، «لدي خمسة أطفال، ولكنه كان المفضل بالنسبة إلي»، ووضع جثماني عبد الرحمن وشقيقه في كفن واحد.

"الحمد لله.. الحمد لله"..

كان على رأس عمله.. هكذا استقبل الطبيب الفلسطيني "إياد شقورة" جثامين أطفاله الشهداء الذين ارتقوا بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي المنزل على رؤوسهم في خانيونس جنوب قطاع غزة pic.twitter.com/FvuEuyvEhi

— العالم.. هنا (@zz88zz77) November 6, 2023 شقورة: ما الذنب الذي اقترفوه؟

وتساءل الدكتور شقورة بألم: «ما الذنب الذي اقترفوه حتى تصب على رؤوسهم أطنان من القنابل وأطنان من المتفجرات؟ الحمد لله، هم ليسوا أحسن حالا من أطفال سبقوهم عند الله».

وينحدر شقورة من عائلة من اللاجئين الفلسطينيين الذين هجّرهم الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، ويمثل اللاجئون اليوم مع أحفادهم نحو 80% من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون شخص، بحسب أرقام صادرة عن الأمم المتحدة.

وأدى الطبيب صلاة الجنازة في باحة المستشفى، بينما وضعت جثامين أفراد عائلته وطفليه أمامه، فيما وقف خلفه عدد من الأقارب والزملاء، وقال: «سأدفن أطفالي الآن وسأواصل عملي».

ونقلت الجثامين إلى «مقبرة شهداء خان يونس» القريبة من المستشفى لدفنها، وفي الطريق إلى المقبرة، حمل شقورة طفله عبدالرحمن وقبَّله على رأسه للمرة الأخيرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين الاحتلال الإسرائيلي غزة خان يونس قوات الاحتلال الإسرائيلي الحمد لله

إقرأ أيضاً:

إنتشال جثامين 4 شهداء في وطى الخيام

تمكنت فرق الصليب الاحمر الدولي والصليب الاحمر اللبناني واليونيفيل بانتشال 4 جثامين لشهداء من تحت الانقاض في بلدة وطى الخيام.    

مقالات مشابهة

  • إنتشال جثامين 4 شهداء في وطى الخيام
  • سعد الشهري: عبدالإله العمري كان يرغب في الانتقال إلى جدة منذ عقد قرانه.. فيديو
  • كيف استقبل سكان غزة فوز ترامب؟
  • قنصل سفارة المملكة العربية السعودية بالقاهرة يزور مستشفى الكرنك الدولي بالأقصر
  • المنتدى الحضري يُسلط الضوء على برنامج «نُوَفِّي» كنموذج عملي للمنصات الوطنية الجاذبة للاستثمارات
  • إسرائيل تقر قانونا يسمح لها بترحيل عائلات الفلسطينيين الذين يقومون بهجمات ضدها
  • دعاء النبي في قيام الليل.. اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهنّ
  • فلسطين.. طائرات الاحتلال تشن غارة شرق منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة
  • وكيل «صحة الشرقية» يقرر إقالة مدير مستشفى منيا القمح ورئيس الاستقبال
  • الاحتلال يواصل قصف المستشفيات شمال قطاع غزة