في مشهد مؤثر.. طبيب يودع عائلته برفح ويعود لعلاج جرحى غزة
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
انتابت الطبيب محمد أبو ناموس يوم الثلاثاء مشاعر جياشة عندما احتضن ربما للمرة الأخيرة ابنته بينما تستعد أسرته لمغادرة غزة إلى مصر عند معبر رفح الحدودي بعد أن قرر البقاء في القطاع لرعاية آلاف الجرحى جراء القصف الإسرائيلي.
وأسرة أبو ناموس، التي تحمل الجنسية المولدوفية، هي من بين المئات من سكان غزة الذين يحملون جوازات سفر أجنبية ويسمح لهم بالمغادرة إلى مصر عبر المعبر، وهو السبيل الوحيد للخروج من الجيب الفلسطيني المحاصر ولا يقع على حدود إسرائيل.
وقال أبو ناموس لرويترز، بينما يجلس إلى جوار زوجته وابنته في منطقة الانتظار: "لا يوجد سبيل آخر للخروج من هذا الوضع. لا أمان هنا. قطاع غزة بأكمله غير آمن. ولهذا السبب من الأفضل أن أخرجهم حتى أتمكن من التركيز على عملي في علاج المرضى".
وأضاف "قطعا سأخرجهم، لكني سأبقى في قطاع غزة ولن أغادره".
ووفق أبو ناموس، وهو جراح عظام، فإنه نقل أسرته من مخيم جباليا في شمال غزة مع بدء الغارات الإسرائيلية إلى منطقة الزهراء السكنية ثم إلى مخيم النصيرات في وسط غزة، لكن إيجاد مكان آمن للأسرة كان أمرا بعيد المنال.
من جانبها، قالت دينا، ابنة أبو ناموس، إن مشاعر متباينة تعصف بها كلما تذكرت أنها قد تغادر القطاع، مضيفة: "سنذهب إلى هناك، حيث توجد الكهرباء والمياه والإنترنت وكل شيء، لكنني في الوقت نفسه حزينة لأن أبي سيبقى هنا".
ووفقا لتقديرات مسؤولي الصحة في غزة، أودت الغارات الإسرائيلية حتى الآن بحياة ما يزيد على 10 آلاف فلسطيني، نحو 40 بالمئة منهم أطفال، وهو ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى التحذير من أن غزة تتحول إلى "مقبرة للأطفال".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات غزة مصر إسرائيل جباليا الكهرباء أنطونيو غوتيريش غزة فلسطين إسرائيل غزة مصر إسرائيل جباليا الكهرباء أنطونيو غوتيريش منوعات
إقرأ أيضاً:
أحمد، شاب من الفنيدق مات بحثا عن طريق إلى سبتة
كان اسمه أحمد، يبلغ من العمر 25 عامًا فقط، ويعيش مع عائلته في مدينة الفنيدق. هو الشاب الذي عُثر على جثته يوم الأحد الماضي في مياه سبتة. ساعدت الوثائق التي كان يحملها داخل بذلة الغوص في التعرف عليه. عائلته تسعى جاهدة لنقله ودفنه في أرضه ليودعه والداه وإخوته.
مرت الأيام دون أي خبر عن أحمد. منذ يوم السبت، لم تكن هناك أي معلومات عنه. اكتشاف جثتين في مياه سبتة أثار أسوأ المخاوف. وبعد ذلك جاءت التأكيدات: أحد الضحايا كان أحمد.
كانت وثائقه، وحقيقة أنه لم يمضِ سوى ساعات قليلة على وفاته، عوامل حاسمة في التعرف عليه وكشف جزء من قصته. قصته ليست سوى واحدة من العديد من القصص التي انتهت بمآسٍ في البحر. في المغرب، تنعدم فرص العمل وتتفاقم المشاكل، ويُعتقد خطأً أن الحياة على الجانب الآخر من الحدود ستكون أفضل.
رحلات الموتيرمي الشباب أنفسهم في البحر بحثًا عن حياة مختلفة، دون أن يدركوا المخاطر التي قد تكون قاتلة. أحمد قرر المخاطرة، تاركًا وراءه والديه وإخوته في الفنيدق، لكنه فقد حياته في هذا العبور.
كانت أصوات أفراد عائلته تحثه على الانتظار، لكنها اصطدمت برغبته الشديدة في الهروب من بلد يفتقر إلى مقومات الحياة الكريمة.
عندما تلقى الحرس المدني الإسباني بلاغًا عن جثة تطفو في البحر، كان أحمد قد فارق الحياة منذ وقت قصير، بعد يوم عاصف شهد زيادة في محاولات العبور.
كان أحمد يرتدي بدلة غوص باللونين الأسود والبرتقالي، وعُثر داخلها على وثائقه محمية بالبلاستيك، وتحمل صورته المطابقة لوجهه. لم يكن هناك أي شك في هويته. الآن، تسعى عائلته إلى دفنه في أرضه، حيث لم يستوعب أفراد العائلة والجيران، بعد، النهاية المأساوية لهذا الشاب.
عن (منارة سبتة)
كلمات دلالية المغرب سبتة لاجئون هجرة