استقال وزير حكومة الظل البريطاني عمران حسين من منصبه في حزب العمال، احتجاجًا على موقف رئيس الحزب كير ستارمر من الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، والنأي بنفسه عن دعم وقف إطلاق النار في غزة.

وحسب شبكة "سكاي نيوز"، يعد قرار حسين بمثابة ضربة لزعيم حزب العمال، الذي كان يحاول الحفاظ على تماسك حزبه في نقاش متزايد الانقسام حول ما إذا كان ينبغي على القيادة أن تدعم وقف إطلاق النار في غزة.

وقال حسين في خطاب استقالته إلى ستارمر: "لقد أصبح من الواضح أن وجهة نظري بشأن الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة تختلف بشكل كبير عن الموقف الذي تبنته".

وأضاف أن "الحزب بحاجة إلى الذهاب إلى أبعد من ذلك والدعوة إلى وقف إطلاق النار”.

وكان النائب عن حزب العمال البريطاني المعارض، عمران حسين، واضحًا في إدانته للهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، لكنه قال إن الوضع في غزة أصبح الآن مروعًا.

وأكد حسين أنه يريد أن يكون "مدافعًا قويًا عن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية".

وكتب: "من الواضح أنني لا استطيع بما فيه الكفاية، وبكل ضمير حي، أن أفعل ذلك من على مقاعد البدلاء بالنظر إلى موقعي الحالي"، مؤكدًا أنه سيواصل الضغط من أجل وقف إطلاق النار بما يتماشى مع مطالب الأمين العام للأمم المتحدة، وبعد ذلك، من أجل التوصل إلى حل دائم يحقق السلام

وأضاف حسين أنه "منزعج للغاية" من تعليقات السير ستارمر بشأن الحرب في غزة، مستطردًا أن حزب العمال يجب أن يكون صريحًا في الدعوة إلى وقف إطلاق النار.

ويعد عمران حسين هو أول عضو برلماني من حزب العمال يستقيل بسبب الصراع في غزة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حزب العمال غزة إطلاق النار في غزة الصراع في غزة المقاومة الفلسطينية حماس وقف إطلاق النار حزب العمال فی غزة

إقرأ أيضاً:

بقاء السلاح شرط الوجود في غزة

صرح وزير "الدفاع" يؤاف غالانت، في حكومة نتنياهو، أكثر من مرّة، أن هدف الحرب العدوانية التي تُشنّ على قطاع غزة، تستهدف تجريد حماس من السلاح، والبدء بعملية التهجير "الطوعي" من القطاع. وهو خيار بين موت تحت سلاح المقاومة، بلا قدرة على التنفيذ، وموت وتهجير بعد نزع السلاح، في حالة اتفاق بالشروط الصهيونية.

هذان الهدفان، جعلهما نتنياهو على رأس الحرب البريّة، وحرب الإبادة منذ ما بعد شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023. ولكن الفشل كان نصيب هاتين الحربين، كما عبّر عن ذلك، اتفاق وقف إطلاق النار في كانون الثاني/يناير 2025. وقد تحوّلت مراسم تبادل إطلاق الأسرى، إلى شواهد على انتصار المقاومة والصمود الشعبي، أو في الأقل، على فشل نتنياهو في تحقيق أي من أهداف الحرب عسكرياً، أو سياسياً، لاحقاً (اتفاق وقف إطلاق النار).

وكان من نتيجة هذا الفشل، ولأسباب أخرى، أن دخل نتنياهو في أزمة، أصبح عنوانها الإطاحة به وبحكومته. فإلى جانب افتقار هذه الجولة من الحرب إلى الإجماع، بل اتسّامها بمعارضة وصلت من خلال أحد الاستطلاعات إلى نسبة 70%. وقد تصاعد الصراع مع محكمة العدل العليا، والمستشارة القضائية، ومع الدولة العميقة، فضلاً عن المعارضة السياسية، وما انضمّ إليها من نقابات مهنية، كما اتحاد العمال، لتتعاظم التظاهرات التي لم تعد تقتصر، على دعم أهالي الأسرى.

هذا وقد برزت سمة أخرى للصراع الداخلي، من خلال بيانات المئات والآلاف من كوادر الاحتياط العسكري، ومن سلاح الطيران، وسلاح الدبابات والخدمات الطبية في الجيش. وقد عبّرت جميعها عن المطالبة بوقف الحرب، وعدم المشاركة فيها في غزة. وهي سمة لم يعرفها الجيش الصهيوني من قبل. فبالرغم من أنها لم تصل بعد، لتفرض على نتنياهو الرضوخ لها، إلاّ أن من الخطأ، التقليل من خطورتها وأهميتها، ولا سيما، في الظروف الراهنة.

يجب أن يُفهَم من هذا البُعد، أن نتنياهو ضعيف ومأزوم، ومعرّض للسقوط، والأهم وضعه لِترامب بين خيار الانحياز، لأحد الطرفين الصهيونيين. على العكس من الخيار السابق، بين نتنياهو والفلسطينيين. الأمر الذي يسمح بتوقع احتمال انقلاب ترامب على نتنياهو، كما أخذت تظهر بوادر ذلك، في استدعائه الأخير إلى واشنطن. وما تلاه من توجهات سريّة، بحثاً عن وقف جديد لإطلاق النار.

إن كل تجارب سحب السلاح، شكّلت خطيئة كبرى وكارثة، فكيف مع عدّو كالكيان الصهيوني، وكيف مع تواطؤ دولي، وعجز عربي وإسلامي، كما حدث خلال السنة والنصف الماضية. وكما يعلن عن ذلك نتنياهو وغالانت، بلا تردّد، فيما هنالك من يغطيهما.على أن ثمة إشكالاً مع بعض المبادرات التي راحت تقحم شرط تسليم السلاح من ضمن الاتفاق الجديد لوقف إطلاق النار. وبهذا تأتي "السياسة" لتحقق، ما لم يستطع الجيش الصهيوني تحقيقه بالحرب. وهو ما يجب أن يُواجَه بالرفض والحزم، وإغلاق الموضوع من أساسه، باعتبار المساس بسلاح المقاومة، ليس خطاً أحمر فحسب، وإنما أيضاً جريمة، تكمّل جريمة حرب الإبادة، والدعوة إلى تهجير فلسطينيي غزة. فهذه الجريمة ستقع حتماً، خلال أيام، إذا ما جردّت المقاومة من سلاحها.

ولهذا فإن أيّ توهّم بأن الكيان الصهيوني لن يرتكب هذه الجريمة، يعبّر عن خداع للنفس، وغباء وأوهام. ولا يجب أن يُسمَح له به، فلسطينياً أو عربياً.

إن كل تجارب سحب السلاح، شكّلت خطيئة كبرى وكارثة، فكيف مع عدّو كالكيان الصهيوني، وكيف مع تواطؤ دولي، وعجز عربي وإسلامي، كما حدث خلال السنة والنصف الماضية. وكما يعلن عن ذلك نتنياهو وغالانت، بلا تردّد، فيما هنالك من يغطيهما.

من هنا يجب أن يأتي وقف إطلاق النار، ضمن الشروط التي حدّدها المفاوض الفلسطيني والمقاومة، ولا مفرّ لترامب، إلاّ أن يخضع لها، إذا وجد أمامه، حقاً فلسطينياً لا يقبل المساومة، ولا يخشى أن تطول هذه الحرب، التي ستبقى يد المقاومة هي العليا، والصمود الشعبي هو الثابت فيها. فنحن في معادلة الآية الكريمة: }وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا{ النساء {104 :

ونحن في لحظة: "من يصرخ أولاً" .. وما كنا بصارخين قط.

مقالات مشابهة

  • 500 ألف نازح في غزة منذ انتهاء وقف إطلاق النار
  • بزشكيان يقبل استقالة ظريف من منصبه كمفاوض في الاتفاق النووي الإيراني
  • استعرض جهود المملكة الدبلوماسية لحل الأزمة.. نائب وزير الخارجية: السعودية تحذر من دعوات تشكيل حكومة موازية بالسودان
  • لبنان.. الامم المتحدة تصدر إحصائية بعدد ضحايا “الخروقات الاسرائيلية” منذ سريان الهدنة
  • الأمم المتحدة: إسرائيل قتلت 71 مدنيا منذ وقف إطلاق النار في لبنان
  • نزع سلاح غزّة.. ماذا تريد إسرائيل وما موقف الوسطاء؟!
  • “حماس” تصدر بيانا بشأن المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار
  • الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من غزة
  • بقاء السلاح شرط الوجود في غزة
  • هدنة مرتقبة