دبلوماسيون أمريكيون ينتقدون سياسة الحكومة والرئيس بايدن تجاه الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
نشرت صحيفة "بوليتكو" الأمريكية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على السخط الداخلي في وزارة الخارجية بشأن سياسات الرئيس جو بايدن في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إن موظفي وزارة الخارجية وجهوا انتقادات لاذعة لتعامل إدارة بايدن مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في مذكرة حصلت عليها الصحيفة، قائلين إنه، "من بين أمور أخرى، ينبغي على الولايات المتحدة أن تكون على استعداد لانتقاد الإسرائيليين بشكل علني".
وأشارت المذكرة إلى فقدان متزايد للثقة بين الدبلوماسيين الأمريكيين في نهج الرئيس جو بايدن تجاه أزمة الشرق الأوسط. وهو يعكس مشاعر العديد من الدبلوماسيين الأمريكيين، لاسيما في الرتب المتوسطة والدنيا، وفقًا لمحادثات مع العديد من موظفي الوزارة بالإضافة إلى تقارير أخرى. وفي حال اشتدت هذه الخلافات الداخلية، فقد يزيد ذلك من صعوبة صياغة إدارة بايدن سياستها تجاه المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن المذكرة تتضمن طلبين رئيسيين وهما أن تدعم الولايات المتحدة وقف إطلاق النار، وأن توازن بين رسائلها الخاصة والعامة تجاه إسرائيل، بما في ذلك توجيه انتقادات للتكتيكات العسكرية الإسرائيلية وموقفها تجاه الفلسطينيين.
وتنص الوثيقة على أن الفجوة بين الرسائل الخاصة والعامة الأمريكية "تساهم في التصورات العامة الإقليمية بأن الولايات المتحدة جهة فاعلة متحيزة وغير نزيهة، وفي أحسن الأحوال لا تعمل على تعزيز المصالح الأمريكية في جميع أنحاء العالم، وفي أسوأ الأحوال تضر بها".
وجاء في الرسالة ما مفاده أن "الولايات عليها أن تنتقد علنًا انتهاكات إسرائيل للمعايير الدولية مثل الفشل في تحديد العمليات الهجومية على الأهداف العسكرية المشروعة".
وأضافت: "عندما تدعم إسرائيل عنف المستوطنين والاستيلاء غير القانوني على الأراضي أو تستخدم الاستخدام المفرط للقوة ضد الفلسطينيين، يجب علينا أن نعلن علنًا أن هذا يتعارض مع قيمنا الأمريكية حتى لا تتصرف إسرائيل مع الافتراض أنها قادرة على الإفلات من العقاب".
وأوضحت الصحيفة أن المذكرة صُنفت على أنها "حساسة ولكنها غير سرية". وليس من الواضح عدد الأشخاص الذين وقعوا عليها أو إذا تم إرسالها إلى قناة المعارضة التابعة للوزارة، ومتى، حيث يمكن للموظفين التعبير عن خلافاتهم بشأن السياسة. وليس من الواضح أيضًا ما إذا كانت الوثيقة قد تمت مراجعتها بأي شكل من الأشكال بخلاف النسخة التي حصلت عليها بوليتكو.
ومع ذلك، فإن الحجج الواردة فيه توفر نافذة على أفكار العديد من الأشخاص في وزارة الخارجية، التي طالما أزعجها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود. ورفضت الوزارة التعليق مباشرة على المذكرة. وتطرقت صحيفة بوليتكو إلى تصريحات سابقة للمتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر، الذي أوضح أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن يرحب بمثل هذه الحجج ويدرسها بدقة.
ونقلت الصحيفة عن ميلر عن موقفه من مثل هذه الرسائل خلال مؤتمر صحفي الشهر الماضي: "إن إحدى نقاط القوة في هذه الوزارة هي أن لدينا أشخاصًا لديهم آراء مختلفة. ونحن نشجعهم على التعبير عن آرائهم". وتوزع مذكرات معارضة متعددة حول هذه الحرب في وزارة الخارجية في محاولة لجمع التوقيعات. وقد تكون هذه الاتصالات سرية أو لا تكون، ولكن نادرا ما يتم تسريب محتوياتها. تعد قناة المعارضة التابعة للوزارة وسيلة راسخة تسمح للموظفين بالتعبير بحرية عن استيائهم بشأن مسألة تتعلق بالسياسة دون خوف من الانتقام.
وأوضحت الصحيفة أن المذكرة التي حصلت عليها بوليتكو كتبها اثنان من الموظفين من المستوى المتوسط عملوا في الشرق الأوسط، حسبما قال أحد موظفي الإدارة الذين اطلعوا على الوثيقة واشترطوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة موضوع حساس.
وتقر المذكرة بأن لإسرائيل "حقًا والتزامًا مشروعين" في السعي لتحقيق العدالة ضد مقاتلي حماس، الذين قتلوا حوالي 1400 إسرائيلي في هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
لكنها تقول إن "حجم الخسائر في الأرواح البشرية حتى الآن غير مقبول" - في إشارة إلى آلاف الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين والعديد من الأطفال، الذين قتلتهم إسرائيل في الأيام التي تلت ذلك.
وجاء في الوثيقة أن "تسامح" الولايات المتحدة مع مثل هذا العدد المرتفع من القتلى المدنيين "يشكك في النظام الدولي القائم على القواعد والذي دافعنا عنه منذ فترة طويلة".
وترى الوثيقة أن الولايات المتحدة يجب أن تُحمل كلا من إسرائيل وحماس المسؤولية عن أفعالهما. ومن غير المرجح أن تلقى مطالب المذكرة آذان صاغية لدى بايدن أو كبار مساعديه، على الأقل ليس في أي وقت قريب.
وأكدت الصحيفة أنه من المستبعد أن يطالب الرئيس وبلينكن وآخرون بوقف إطلاق النار، لكنهم سيدعمون رغبة إسرائيل في تفكيك حماس، التي تتمركز في قطاع غزة.
وسعى فريق بايدن بشكل متزايد إلى تحويل رسائله العامة للتأكيد على أهمية حماية المدنيين واتباع القانون الدولي، بيد أنه تجنب إلى حد كبير الانتقاد العلني المباشر للهجمات الإسرائيلية. وعلى خلفية ذلك، عقد بلينكن جلسات استماع مع مجموعات من الموظفين غير الراضين عن مسار السياسة الأمريكية في الأسابيع القليلة الماضية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة بايدن غزة امريكا احتلال غزة بايدن طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی وزارة الخارجیة الولایات المتحدة الشرق الأوسط الصحیفة أن
إقرأ أيضاً:
تقرير للجيش الأمريكي: صعود أنصار الله يُعيد تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط
مقالات مشابهة ليست إيران.. البنتاغون الامريكي يعلن العثور على أخطر مصادر تمويل الحوثيين بالترسانة العسكرية
5 أيام مضت
02/07/2024
09/03/2024
08/03/2024
07/03/2024
05/03/2024
كشف مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية، التابع لقيادة الجيش الأمريكي، في دراسة حديثة عن تحول حركة أنصار الله إلى قوة إقليمية مؤثرة، معتبرًا صعودها المفاجئ “تحوّلًا استراتيجيًا” يُعيد رسم خريطة القوى في الشرق الأوسط، ويتجاوز حدود الصراع اليمني إلى تأثيرات دولية واسعة.
من فاعل محلي إلى لاعب إقليمي مؤثر
وبحسب الدراسة، التي حملت عنوان “الميليشيا التي أصبحت لاعبًا قويًا: الصعود المذهل للحوثيين”, فإن الحركة كانت تُعتبر قبل طوفان الأقصى مجرد فاعل محلي في اليمن، لكنها بعد أحداث أكتوبر 2023 عززت تحالفاتها مع محور المقاومة (إيران، حزب الله، فصائل فلسطينية)، وأصبحت لاعبًا رئيسيًا في معادلة الصراع الإقليمي.
وأشارت الدراسة إلى أن العمليات العسكرية التي نفذتها الحركة، مثل استهداف السفن في البحر الأحمر، لم تقتصر على التأثير الإقليمي، بل تسببت في زعزعة الاستقرار العالمي، مما دفع القوى الكبرى إلى إعادة تقييم حساباتها في المنطقة.
تنزيل التقرير الكامل pdf لمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية
الصعود المذهل للحوثيينتنزيلالمقالة من المصدر الأصلي للتقرير على مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية التابع لقيادة الجيش الأمريكي
تهديد اقتصادي واستراتيجي عالمي
أكد التقرير أن استهداف أنصار الله للممرات البحرية الحيوية، مثل باب المندب، أدى إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية، ورفع أسعار النفط، وأجبر الشركات الدولية على إعادة حساب المخاطر التجارية في المنطقة. كما أسفر عن انخفاض حركة الملاحة في قناة السويس بنسبة 60%، مما أثر على التجارة الدولية بشكل مباشر.
سياسيًا، فرضت الحركة نفسها كطرف لا يمكن تجاوزه في أي مفاوضات إقليمية أو دولية، كما كشفت عن ضعف الآليات الدولية في احتواء الصراعات الناشئة، مما جعلها “مغيّرًا لقواعد اللعبة”, وفقًا للتقرير.
استراتيجية المواجهة الأمريكية: أربعة مستويات للتصدي لأنصار الله
في ضوء هذا الصعود المتسارع، اقترحت الدراسة الأمريكية استراتيجية للتعامل مع “الخطر الحوثي” عبر أربعة محاور رئيسية:
عسكريًا: استهداف قيادات الحركة عبر عمليات اغتيال تهدف إلى تقويض بنيتها التنظيمية.دبلوماسيًا: العمل على عزلها دوليًا من خلال تشكيل تحالفات إقليمية مضادة.إعلاميًا: مواجهة حملاتها الدعائية التي تعزز شرعيتها محليًا وإقليميًا.اقتصاديًا: فرض عقوبات على الدول والجهات الداعمة لها.قدرات عسكرية غير مسبوقة وتأثير إقليمي متزايد
وبحسب الأرقام الواردة في التقرير، نفذت أنصار الله أكثر من 100 هجوم بحري، مما أدى إلى تعطيل التجارة العالمية بشكل غير مسبوق. كما شنت أكثر من 220 هجومًا على إسرائيل، بينها ضربات ناجحة على تل أبيب، ما أظهر قدرتها على تنفيذ عمليات بعيدة المدى.
وتشير الدراسة إلى أن تحالفات الحركة مع جهات إقليمية فاعلة ساهمت في توسيع نفوذها على مستوى الشرق الأوسط، في وقت لم تثبت التدابير العسكرية الدولية فعاليتها في احتواء عملياتها، بسبب الطبيعة غير المتكافئة للصراع.
توصيات لمواجهة التغيرات الاستراتيجية
خلص التقرير إلى أن مواجهة هذا الواقع الجديد تتطلب استجابة شاملة تتجاوز الحلول العسكرية، مشيرًا إلى أن التأثيرات المحتملة لهذا التحول قد تمتد إلى الاستقرار الإقليمي والأمن العالمي، مما يستدعي إعادة تقييم السياسات الدولية تجاه الشرق الأوسط.
ذات صلةالوسومالحوثيين انصار الله تقرير الجيش الامريكي قيادة الجيش الأمريكي مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
آخر الأخبار