عربي21:
2024-09-18@08:50:43 GMT

لن تكون غزة غراد

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

القصف الهمجي والوحشي الصهيوني على قطاع غزة مستمر، والعدوان طوال الأيام المنقضية من الشهر الأول محسوبة بالدم الفلسطيني الذي تحمله أخبار العدوان وأرقامه الفظيعة، من حجم المذابح المستمرة على مدار الوقت.. كل ساعة حولت حياة أكثر من مليونين وربع المليون من الفلسطينيين إلى جحيم يتعاظم بفعل جرائم الإبادة المستمرة واستهداف كل مقدرات الحياة؛ لتصبح من حياة السكان صعبة مع إحداث كم فظيع من الألم في المجتمع الفلسطيني؛ محو أحياء سكنية، إبادة لأسر كاملة، ضرب البنية التحتية المتهالكة بالأصل بفعل الحصار الإسرائيلي الطويل، ونتيجة الفشل الأخلاقي الدولي والعربي المذبحة مستمرة على مرأى ومسمع منه.



وعليه، كل تفسير عربي رسمي مرتبط بتفسيرات غربية وأمريكية، يعطي أولوية للمصلحة الصهيونية في حرب الإبادة الجارية على قطاع غزة، ويعكس الرغبات المتعلقة بالتخلص من ظاهرة المقاومة في غزة، وهو ما ظهر في اتصالات الولايات المتحدة مع أطراف عربية منذ بداية العدوان، وكرره وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على مسامع وزراء وقادة عرب وعلى مسامع شعوبهم في العواصم العربية، أن لإسرائيل حقا مطلقا بالدفاع عن نفسها وبدعم غير محدود من أمريكا بالمال والعتاد.

ووُجهت الدعاية الأمريكية نحو هدف واحد هو "دعم وتأييد إسرائيل"، وفي هذا السبيل شنت أمريكا وإسرائيل والغرب، حملة لمحاولة ربط غزة بالإرهاب، مقاومة وشعبا، واللذين يمثلان عائقا رئيسا في طريق "السلام" والتطبيع العربي مع إسرائيل، بحسب التفسير الإسرائيلي والأمريكي، حيث سمع المبعوث الأمريكي السابق لعملية السلام "دينيس روس"؛ كلاما من عواصم عربية عن ضرورة التخلص من "حماس" في غزة لإكمال كل المشاريع. وتابع روس: "إسرائيل ليست الوحيدة التي تعتقد أن عليها هزيمة حماس"، مضيفا: "خلال الأسبوعين الماضيين، عندما تحدثت مع مسؤولين عرب في أنحاء مختلفة من المنطقة أعرفهم منذ فترة طويلة، قال لي كل واحد منهم إنه لا بد من تدمير حماس في غزة".

لم يخرج أحد من عرب دنيس روس لينفي الرغبة، على العكس، تقود مراقبة الأوضاع في قطاع غزة لنفس القناعة التي خرج بها الأمريكي والإسرائيلي، من أن هناك رغبة عربية في تدمير المقاومة الفلسطينية التي تشكل مرآة عار مستمر لسياسة عربية تخذل قضيتها المركزية.

ومع دخول العدوان شهره الثاني لم نسمع كلاما عربيا عن حق الشعب الفلسطيني بالدفاع عن نفسه، وهذه إشارة مهمة وقوية بالحد الأدنى العربي "المساند" له؛ كون الفلسطينيين يرزحون تحت الاحتلال، بل إن معظم المواقف العربية استندت للتقويم الصهيوني الذي بدأ في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي عندما شعرت إسرائيل أن وجودها قد اهتز مع عملية طوفان الأقصى، وبالتالي المواقف المائعة عربيا عن وقوفها بجانب القضية الفلسطينية والدعوة لتطبيق قرارات دولية، هي التي دفعت المؤسسة الصهيونية منذ ثلاثة عقود إلى تطبيق مقولة إسحاق شامير الشهيرة بجرجرة العرب عشرات السنين خلف هذه المقولة المتعلقة بالسلام، وتنفيذ الاستيطان والسيطرة على الأرض.

ويعلم الساسة العرب هذه الحقائق وما أدت إليه السياسات العدوانية الصهيونية على الأرض، وتعلم السلطة الفلسطينية ذلك، ولكن للأسف الجميع يضبط توقيته على التقويم الصهيوني للأحداث، وتحت ضغط أمريكي أعلن دخوله المعركة المباشرة ضد الفلسطينيين من خلال إرسال السلاح والأساطيل العسكرية للمنطقة. وتلك إشارة مهمة إلى أن سياسة الولايات المتحدة الخارجية تحديدا في المنطقة العربية ليست سياسة أمريكية بقدر ما تحمل المصلحة والسياسة الإسرائيلية في مقدمة اهتماماتها، كما عبر الوزير بلينكن في جولته الأخيرة وعقده قمة مصغرة مع وزراء عرب في العاصمة الأردنية عمان.

تمتلئ الأخبار الفلسطينية من غزة بفائض كبير من الدم والجثث والحطام، ويمتلئ الواقع العربي بكم هائل من الأسئلة الموجعة والمخجلة في تاريخ العرب المعاصر؛ عن العجز والتقصير بالقدرة على إنقاذ رضيع من تحت الركام، وعن التآمر والتخاذل عن دعم الحق الفلسطيني، والتراجع والهزيمة أمام العدوان، وعن الذل والصمت والتركيع لشعوب عربية ترفض الهوان، وعن الضمير الغائب وعن الحقد والنفاق والنزعة التهجمية الاستعلائية على كل من يقاوم المحتل.

غزة ليست قوة عظمى ستواجه أساطيل أمريكا وترسانة عسكرية صهيونية تمارس الوحشية على جغرافيا ضيقة ومكتظة بسكانها، لكنها هزمت أباطيل العجز وتصنع التاريخ بدم الشهداء؛ غزة التي أنهت زمن وقوف زعامات عربية على المنابر، ولأنها كشفت عن الخديعة الكبرى والوهم الأكبر بأن جيوش وعسكر العرب يقفون أمام قوة لا تقهر، وأمام جيش لا يُهزم. وكل هذه الجلبة من التآمر والخذلان هي محاولة النظام الرسمي العربي العودة للنوم في مستنقع الوهم الكبير، لكنها غزة الكاشفة وليست "غزة غراد" التي يراقب الجميع فيها وهما آخر لراية بيضاء ترفع على أحيائها المدمرة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المقاومة غزة المقاومة العالم العربي التطبيع مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

فصائل المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الإسرائيلي على لبنان: كلنا ثقة بحزب الله

دانت فصائل المقاومة الفلسطينية العدوان الإسرائيلي الغادر على لبنان، والذي تمثل بتفجير أجهزة اتصال لاسلكية، في عددٍ من المناطق اللبنانية، وتؤكد ثقتها بقدرة المقاومة على الثأر والرد القوي على الاحتلال، على نحو يلجم العدوان.

 

ودانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، بشدّة، العدوان الصهيوني الإرهابي الذي استهدف مواطنين لبنانيين، عبر تفجير أجهزة اتصالات في مناطق متعددة من الأراضي اللبنانية، وأدى إلى إصابة الآلاف بين المواطنين، من دون تفريقٍ بين المقاومين والمدنيين، واستشهاد عدد منهم.

ورأت حماس أن العدوان “جريمة تتحدّى كل القوانين والأعراف”، محمّلةً حكومة الاحتلال “المسؤولية كاملة عن تداعيات هذه الجريمة الخطيرة”.

وأشارت الحركة، في بيانها، إلى أنّ هذه الجريمة “تأتي في إطار العدوان الصهيوني الشامل على المنطقة، وسياسة العربدة والغطرسة التي تتبنّاها حكومة الاحتلال، متسلّحة بدعم أميركي يوفّر غطاءً لجرائمها”، مؤكدةً أنّ “هذا التصعيد الإجرامي لن يقود كيان الاحتلال الإرهابي إلا إلى مزيد من الفشل والهزيمة”.

وثمّنت حركة “حماس جهاد إخواننا في حزب الله وتضحياتهم، وإصرارهم على مواصلة دعم شعبنا الفلسطيني في غزة وإسناده”، مؤكدةً تضامنها الكامل مع الشعب اللبناني وحزب الله، ومشددةً على أنّ “جرائم الاحتلال الفاشي لن توهن عزيمة شعوبنا الحرة، ولن تكسر إرادة المقاومة لديها”.

الجهاد الإسلامي: ثقتنا تامة بردّ المقاومة الإسلامية
ورأت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن “العملية الغادرة التي نفذتها أجهزة الكيان الصهيوني عبر تفجير أجهزة اتصال، هي جريمة حرب موصوفة، ألحقت أضراراً بالغة بعدد كبير من المدنيين الآمنين داخل بيوتهم، بناءً على نية غدر مبيتة”.

وقالت الحركة، في بيانٍ، إنّ لجوء العدو إلى هذا الخيار يدل على مستوى الإحباط وضيق الخيارات التي بات يمتلكها بعد الضربات التي تلقاها من أكثر من جبهة من جبهات إسناد الشعب الفلسطيني.

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي ثقتها التامة بأن المقاومة الإسلامية قادرة على امتصاص هذه الضربة الغادرة واحتواء نتائجها سريعاً، وأنها ستردّ بما يتلاءم مع حجم الجريمة واستهداف المدنيين داخل بيوتهم، ولاسيما منهم عوائل المقاومين.

حركة المجاهدين: نحمّل الإدارة الأميركية المسؤولية المباشرة
ودانت حركة المجاهدين الفلسطينية، بدورها، “الجريمة القذرة وغير الأخلاقية، والتي استهدفت أجهزة اتصالات لبنانية، وأدت إلى استشهاد (9 لبنانيين) واصابة الآلاف من أشقائنا في لبنان، ويقف وراءها العدو الصهيوني الجبان”.

ورأت الحركة في الجريمة “جزءاً من الحرب الإجرامية التي تقودها حكومة نتنياهو ضد أمتنا، بدعم من الإدارة الأميركية المجرمة”، محمّلةً الأخيرةَ “المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة النكراء وكل الجرائم الصهيونية”.

وأكدت حركة المجاهدين أنّ العدو لن يفلح في سعيه من خلال جرائمه الجبانة والغادرة لكسر إرادة المقاومة في أمتنا، أو ثني المجاهدين في حزب الله ولبنان عن مواصلة إسنادهما قطاع غزة، الذي يتعرّض لأبشع جرائم الإبادة الجماعية.

وشدّدت الحركة على “تدفيع العدو الصهيوني المجرم ثمن جرائمه البشعة بحق شعبنا وأمتنا”، مؤكدةً أنّ “عليه أن يدرك أنه في معركة مفتوحة مع كل القوى الحية في الأمة”.

ودعت حركة المجاهدين، في بيانها، الأمة وقواها الحية إلى “التوحد والاصطفاف في مواجهة عدو الأمة المركزي، الكيان الصهيوني المجرم، وراعيته الإدارة الأميركية المجرمة”.

ألوية الناصر صلاح الدين: محاولة يائسة لإيقاف جبهة الإسناد
ودانت ألوية الناصر صلاح الدين الجريمة الهمجية بحق أبناء الشعب اللبناني الشقيق، والتي أدت الى إرتقاء عدد من الشهداء، وأوقعت مئات الجرحى والمصابين.

وقالت، في بيانٍ، إنّ الجريمة الصهيونية المروعة جاءت نتيجة الفشل الصهيوني العسكري الكبير في إيقاف جبهة الاسناد اللبنانية، خلال معركة طوفان الأقصى المستمرة، ورأت فيها محاولة يائسة لإيقاف جبهة الإسناد اللبنانية المشتعلة، والتي يمثل حزب الله والمقاومة الإسلامية رأس حربتها.

وشدّد بيان ألوية الناصر صلاح الدين على الثقة بـ”قدرة الأشقاء في المقاومة الإسلامية وحزب الله على الثأر والرد على هذه الجريمة النكراء، والاستمرار في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته ودعمهما، مهما كانت التضحيات”.

مقالات مشابهة

  • فصائل المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الإسرائيلي على لبنان: كلنا ثقة بحزب الله
  • الرئيس الفلسطيني يوجه بفتح المستشفيات الفلسطينية في لبنان لاستقبال جرحى التفجيرات
  • المقاومة الفلسطينية: نثق بقدرة حزب الله على لجم العدوان الإسرائيلي بعد التفجيرات الأخيرة في لبنان
  • السعد: نأمل أن تكون الدماء التي سقطت اليوم مدخلا لتمتين الوحدة الوطنية
  • الدكتور الهباش يلتقي ممثلين عن الجالية الفلسطينية في إسطنبول
  • "التربية الفلسطينية": استشهاد 11 ألف طالب وتخريب 500 مدرسة وجامعة منذ بداية العدوان
  • التربية الفلسطينية: استشهاد 11 ألف طالب وتعرض500 مدرسة وجامعة للقصف منذ السابع من أكتوبر
  • "الصحة الفلسطينية": استشهاد 1151 من الكوادر الطبية منذ بدء العدوان على غزة
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ 41252 شهيدا و95497 مصابا
  • حماس: الاحتلال لن يحظى بالأمن ما لم يتوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني