من هو الطوباوي جون دونس سكوت ؟
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
تحيي الكنيسة الكاثوليكية اليوم ذكرى وفاة الطوباوي جون دونس سكوت.
ولد جون دونس سكوت في أواخر عام 1265م، بقرية دونس بالقرب من أدنبره في إسكتلندا. ولد في عائلة رائدة. وانتمى منذ شبابه الى رهبانية الاخوة الاصاغر، وسيك كاهناً في 17 مارس 1291م.
في سانت أندروز ، نورثهامبتون ، إنجلترا . وكان ذا ذكاء حاد وميل نحو التأمل والتبصر، واستحق أن يدعي " الملفان الدقيق".
فاتجه إلى دراسة الفلسفة واللاهوت في جامعات أكسفورد وباريس، وعندما أنهى دروسه بنجاح أصبح استاذاً للاهوت في جامعتي أكسفورد وكمبريدج ومن ثم في باريس، مبتدئاً في التعليق، كما كل معلمي ذاك الزمان، على أحكام " بياترو لومباردو" تمثل الأعمال الرئيسية لدونس سكوت في الواقع ثمرة ناضجة لهذه الدروس.وأهم متبه الفلسفية وشروحاته: " المؤلف الأكسفوردي ، ومسائل في ميتافيزيقا ارسطو ، والمذكرات الباريسية ورسالة في النفس".
ورحل عن باريس عندما اندلع صراع خطير بين الملك فيليب الرابع الجميل ملك فرنسا والبابا بونيفاسيوس الثامن ، كانت القضية هي فرض ضرائب على ممتلكات الكنيسة لدعم حروب الملك مع إنجلترا. عندما طرده بونيفاس كنسياً ، رد الملك بالدعوة إلى مجلس الكنيسة العام لإقالة البابا. إذ فضل دونس سكوت المنفى الاختياري بدلا من التوقيع على وثيقة معادية للحبر الأعظم، فرضها الملك على كل رجال الدين. وهكذا غادر دونس سكوت البلاد، حباً بالكرسي الرسولي، جنباً الى جنب مع الرهبان الفرنسيسكان.
بيد أن العلاقات بين ملك فرنسا والبابا بنديكتس الحادي عشر، الرجل القديس داعية سلام وعملاً له تقياً. توصل الى مصالحة الكرسي الرسولي وفرنسا ورفع الحرم عن الملك. وفى عام 1305م استطاع دونس سكوت العودة الى باريس وأصبح استاذاً لتدريس اللاهوت. وأرسله رؤساؤه في وقت لاحق إلى كولونيا كأستاذ في المعهد اللاهوتي الفرنسيسكاني. وقبل كل شيء، لقد تأمل دونس سكوت في سر التجسد واكد على عكس العديد من المفكرين المسيحيين في ذلك الزمان، على أن ابن الله كان سيتأنس حتى ولو لم تسقط الإنسانية في الخطيئة. ويجزم قائلاً:" أن الاعتقاد بأن الله كان ليتخلى عن هذا العمل لو لم يخطئ آده هو من غير المعقول تماماً! أقول إذاً إن السقوط لم يكن سبب قدر المسيح – وحتى لو لم يسقط أحد، لا ملاك ولا إنسان – بهذا الافتراض لكان المسيح مقدراً له نفس الشيء. ربما تثير هذه الفكرة الدهشة قليلاً، فقد نشأت لأن تجسد ابن الله بالنسبة لدونس سكوت، المخطط له منذ الأزل من قبل الله الآب في مشروع محبته، هو اكتمال الخلق، ويجعل من الممكن لكل مخلوق، في المسيح وبواسطته، أن تفيض عليه النعمة، فيقدم الثناء والمجد لله على الابد. على الرغم من أن دونس سكوت يدرك في الواقع أن المسيح وبسبب الخطيئة الاصلية، قد خلصنا بفدائه وموته وقيامته.
فهو يؤكد أن التجسد هو العمل الأكبر والأجمل في كل تاريخ الخلاص ، وهذا لا يتأثر بأي حدث طارئ ، بل يشكل الفكرة الأصلية لله التي تتمثل أخيراً في توحيد جميع الخلق بذاته في شخص الابن وجسده. وكتلميذ مخلص للقديس فرنسيس الاسيزي ، كان دونس سكوت يحب التأمل والوعظ حول سر آلام المسيح الخلاصية . وهى تعبير عن محبة الله العظيمة. ولا تظهر هذه المحبة على جبل الجلجلة فحسب، بل أيضا في سر القربان الأقدس ، الذي كرمه دونس سكوت ، إذ كان يري فيه سر الحضور الحقيقي ليسوع المسيح وسر الوحدة والشراكة الذي يدفعنا إلى محبة بعضا البعض ومحبة الله بصفته الخير المشترك الأعظم.
ودافع بقناعة عن العقيدة التي تقول إن مريم كلية القداسة كانت بريئة من الخطيئة الأصلية منذ اللحظة الأولي من الحبل بها. ويعلمنا الطوباوي دونس سكوت أن جوهر حياتنا هو أن نؤمن بأن الله قريب منا ويحبنا في المسيح يسوع . وأن ننمي لذلك محبة عميقة لله وكنيسته.
ونحن شهود لهذه المحبة على هذه الأرض . لتساعدنا القديسة مريم على تلقى محبة الله اللامتناهية هذه التي سوف نتمتع بها بالملأ في السماء إلى الأبد ، عندما تصبح نفسنا متحدة أخيراً بالله على الدوام ، وفى شركة القديسين. وإذ كان في قمة عطائه التعليمي في كولونيا ن فاجأته المنية هناك في 8 نوفمبر عام 1308م . وأعلنه طوباوياً البابا يوحنا بولس الثاني في 6 يوليو 1991م.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط
إقرأ أيضاً: