الضربة اليمنية الخامسة.. دقيقة ونوعية
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
يمانيون – متابعات
مقتضب جاء بيان القوات المسلحة اليمنية حول الضربة الخامسة في قلب “إسرائيل”، لكنه حمل مؤشرات حول عملية نوعية تبين رفع مستوى الاستهداف وربما إدخال مسيرات نوعية قادرة على تخطي الموانع الإسرائيلية والأمريكية والعربية.
أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع عن توجيه دقة من المسيرات نحو أهداف حساسة في قلب الأراضي المحتلة، قبل أن يؤكد أن العملية أدت إلى توقف الحركة في القواعد والمطارات المستهدفة ولعدة ساعات.
تقصد بيان القوات المسلحة عدم تسمية القواعد والمطارات المستهدفة، وهو أسلوب سبق أن اتبعته عند توجيه ضربات حساسة في العمقين السعودي والإماراتي.
عدم تحديد الأهداف التي ضربت، وتبيان النتائج، يؤكد أن ما كان يهم صنعاء هو معرفة العدو الإسرائيلي بالقدرات اليمنية والبناء عليها، وفهم طبيعة الضربات التي يمكن أن توجه خلال المرحلة المقبلة.
الإشارة إلى قواعد ومطارات يدلل أيضا على بنك أهداف يمني معد، وقد يُسْتَهْدَف أكثر من مرة، وبشكل تصاعدي وصولا إلى تعطيله لأكثر وقت ممكن وليس لساعات فقط.
قراءة مسار الضربات اليمنية منذ الأولى وحتى الخامسة يوضح أنها تأخذ مسارا تصاعديا، إن من حيث الأسلوب أو النوعية أو طبيعة الأهداف.
في خطابه يوم الجمعة، أشار السيد حسن نصر الله إلى الصواريخ والمسيرات الآتية من اليمن، ومرر عبارة قال فيها: “حتى الآن أرسل اليمن صواريخه ومسيراته حتى لو أسقطوها لكنها في نهاية الأمر ستصل إلى إيلات وإلى جنوب فلسطين وإلى القواعد العسكرية الإسرائيلية المحتلة في جنوب الكيان”. في إشارة السيد نصر الله نقاط عدة أبرزها على مستوى التنسيق بين قوى المحور ومعرفته بالقدرات اليمنية، ودقة اليمنيين في توجيه قواهم وقدراتهم وفق منهجية وخطط موضوعة مسبقا.
هذا الأمر يعتبر أنه تجسد بشكل واضح في مسار الضربات الخمسة، حيث التدرج من إعلان الدخول إلى المعركة، ثم الاختبار العملياتي للميدان، وقراءة الموانع الأمريكية والخليجية وغيرها، ثم الالتفاف عليها ومعالجتها للوصول إلى مرحلة ضرب الأهداف بأريحية، وهذا جزء مهم من إدارة القوة الصاروخية والمسيرة لتحقيق الأهداف المرجوة.
وعليه، يمكن القول إن القوات المسلحة اليمنية التي تخبر الميدان جيداً وتقرأ نقاط قوة وضعف الأعداء ونتيجة الخبرة لسنوات في هذا المجال، بدأت تشكل عاملاً مهما في المواجهة الحالية، وهي قادرة على إلحاق الأذى بما تقتضيه مجريات المعركة في غزة، مع الأخذ بالحسبان تطور المعركة وتوسعها ومددها الزمنية ما يقتضي الاحتفاظ بأوراق قوة كبيرة ترمى على الطاولة وفق متطلبات المواجهة.
إن صنعاء تدير ضرباتها بدقة وهي قادرة على تخطي الموانع والعوائق لتحقيق الهدف وإسناد غزة بما يلزم.
وإن صنعاء تملك الكثير من أوراق القوة التي تتعدى مسألة الصواريخ والمسيرات وتصل إلى حدود البحر والمحيط وما بينهما.
موقع العهد الاخباري/خليل نصر الله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: القوات المسلحة
إقرأ أيضاً:
قوة الردع اليمني..الأسطورة التي هزمت المشروع الأمريكي
الثورة نت../
أثبت اليمن، منذ عقد على نجاح ثورة 21 سبتمبر 2014م، مدى القدرة العالية على مواجهة أعتى إمبراطورية عسكرية على مستوى العالم “أمريكا” وأجبرها على الرحيل من المياه الإقليمية والدولية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي وخليج عدن وسحب حاملات طائراتها وبارجاتها ومدمراتها، وإخراج بعضها محترقة وأخرى هاربة تجر أذيال الهزيمة.
قوة ردع لم تكن في الحسبان
وبالرغم مما تعرض له اليمن من عدوان وحصار من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، منذ عشر سنوات، إلا أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في إيجاد قوة ردع لم تكن في الحسبان، ولم يتوقعها الصديق والعدو، عادت باليمن إلى أمجاده وحضارته وعراقته المشهورة التي دوّنها التاريخ وكتب عنها في صفحاته، وأصبح اليمن اليوم بفضل الله وبحكمة وحنكة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، رقمًا صعباً في المعادلة الإقليمية والدولية.
مجددًا تنتصر القوات المسلحة اليمنية لغزة وفلسطين، بعملياتها العسكرية النوعية خلال الساعات الماضية وتثبت للعالم بأن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل بما تمتلكه من إمكانيات وقوات عسكرية وحربية كبيرة، مجرد فقاعة اعتاد الإعلام والأدوات الصهيونية تضخيمها لإخضاع الدول والشعوب المستضعفة، لكنها في الحقيقة عاجزة عن إيقاف صواريخ ومسيرات باتت تهددّها في العمق الصهيوني وتدك مرابضها في البحار.
وفي تطور لافت، أفشلت القوات المسلحة اليمنية بعملية عسكرية نوعية أمس الأول، الهجوم الأمريكي البريطاني، باستهداف حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس ترومان” ومدمرات تابعة لها، وأجبرتها على الفرار من موقعها وأحدثت هذه العملية حالة من الإرباك والصدمة والتخبط في صفوف قوات العدو الأمريكي البريطاني.
اختراق منظومة السهم والقبة الحديدية
بالمقابل حققت القوات المسلحة اليمنية تطورًا غير مسبوق في اختراق منظومة السهم والقبة الحديدية الصهيونية التي عجزت عن اعتراض الصواريخ والمسيرات اليمنية وآخرها صاروخ فرط الصوتي “فلسطين2” الذي دك منطقة “يافا” الفلسطينية المحتلة، محدثًا دمارًا هائلًا ورعبًا في صفوف العدو الصهيوني، وعصاباته ومستوطنيه.
لم يصل اليمن إلى ما وصل إليه من قوة ردع، إلا بوجود رجال أوفياء لوطنهم وشعبهم وأمتهم وخبرات مؤهلة، قادت مرحلة تطوير التصنيع الحربي والعسكري على مراحل متعددة وأصبح اليمن اليوم بما يمتلكه من ترسانة عسكرية متطورة يضاهي الدول العظمى، والواقع يشهد فاعلية ذلك على الأرض، وميدان البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي غير بعيد وما يتلقاه العدو الأمريكي البريطاني الصهيوني من ضربات موجعة خير دليل على ما شهدته منظومة الصناعة العسكرية والتقنية للجمهورية اليمنية من تطور في مختلف تشكيلاتها.
بروز الموقف اليمني المساند لفلسطين
وفي ظل تخاذل الأنظمة العربية والإسلامية للقضية الفلسطينية وتواطئها مع كيان العدو الصهيوني، تجاه ما يمارسه في غزة وكل فلسطين من جرائم مروعة، ودعمها للمشروع الأمريكي، الأوروبي في المنطقة، برز الموقف اليمني المساند لفلسطين، وملأ الفراغ العسكري العربي والإسلامي لمواجهة الغطرسة الصهيونية وأصبحت الجبهة اليمنية اليوم الوحيدة التي تواجه قوى الطغيان العالمي بقيادة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا نيابة عن الأمة.
يخوض اليمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، منذ السابع من أكتوبر 2023م مع أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، نصرة لفلسطين وإسنادًا لغزة، وهو متسلحاً بالله وبحاضنة شعبية وترسانة عسكرية ضخمة لمواجهة الأعداء الأصليين وليس الوكلاء كما كان سابقًا.
وبما تمتلكه صنعاء اليوم من قوة ردع، فرضت نفسها بقوة على الواقع الإقليمي والدولي، أصبح اليمن أسطورة في التحدّي والاستبسال والجرأة على مواجهة الأعداء، وبات اليمني بشجاعته وصموده العظيم يصوّر مشهداً حقيقياً ويصنع واقعًا مغايرًا للمشروع الاستعماري الأمريكي الغربي، الذي تحاول الصهيونية العالمية صناعة ما يسمى بـ” الشرق الأوسط الجديد” في المنطقة والعالم، وأنى لها ذلك؟.
سبأ