القوات الإسرائيلية تصل قلب مدينة غزة.. ونتانياهو: لا وقف لإطلاق النار
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
أعلنت إسرائيل، الثلاثاء، أن قواتها توغلت في عمق مدينة غزة في اليوم الثاني والثلاثين للحرب مع حركة حماس، بينما تعهد رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، باستمرار العمليات حتى إنهاء حكم حماس للقطاع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في تصريحات نقلتها رويترز إن قوات الجيش باتت مساء الثلاثاء "في قلب مدينة غزة"، متعهدا بتدمير الحركة التي أطلقت هجوم السابع من أكتوبر داخل إسرائيل.
وأكد نتانياهو في كلمة، الثلاثاء، أن الجيش قد توغل في غزة "بشكل أعمق مما تخيلته حماس"، متعهدا بأن "غزة لن تشكل بعد اليوم تهديدا لإسرائيل".
وقال يارون فينكلمان، قائد القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، للصحفيين بالقرب من حدود غزة: "للمرة الأولى منذ عقود، يقاتل جيش الدفاع الإسرائيلي في قلب مدينة غزة. في قلب الإرهاب".
وأضاف: "كل يوم وكل ساعة تقتل القوات مسلحين وتكشف أنفاقا وتدمر الأسلحة وتواصل التقدم نحو مراكز العدو".
ومنحت إسرائيل السكان مهلة من الساعة العاشرة صباحا وحتى الثانية، من ظهر الثلاثاء، لمغادرة مدينة غزة.
وقال سكان لوكالة رويترز إن الدبابات الإسرائيلية تتحرك في الغالب أثناء الليل.
وتقول وزارة الداخلية في غزة إن 900 ألف فلسطيني ما زالوا يقيمون في شمال القطاع الذي يضم مدينة غزة.
وقال ساكن يدعى آدم فايز زيارة لرويترز: "شفنا الدبابة من مسافة صفر، شفنا أشلاء ممزقة ومتحللة، شفنا الموت بعيونا".
ويأتي هذا فيما أفاد مراسل الحرة بوقوع غارات مكثفة على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، وقصف مكثف على حي تل الهوا في مدينة غزة.
وبينما تركز إسرائيل عمليتها العسكرية على النصف الشمالي من غزة، تعرض الجنوب للهجوم أيضا.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني لرويترز إن 23 شخصا على الأقل قتلوا في ضربتين جويتين إسرائيليتين منفصلتين، في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، على مدينتي خان يونس ورفح بجنوب القطاع.
وأفادت "تايمز أوف إسرائيل" بسماع دوي صفارات الإنذار في جميع أنحاء وسط إسرائيل، ومنطقة حدود غزة. ولم ترد تقارير فورية بوقوع إصابات.
حماس: ألحقنا خسائر فادحة بالقواتفي غضون ذاك، قال الجناح العسكري لحركة حماس إن مقاتليه يلحقون خسائر وأضرارا فادحة بالقوات الإسرائيلية التي تتقدم.
ويظهر فيديو نشرته رويترز نحو خمسة مسلحين تابعين لحماس وهم يطلقون قذائف هاون على مواقع عسكرية إسرائيلية.
وفي فيديو آخر التقطته كاميرا وضعت على جسد مسلح، الثلاثاء، يظهر مسلحون احتموا داخل بنايات وهم يطلقون النار على مركبات إسرائيلية.
"لا لوقف إطلاق النار"وقال المتحدث باسم القوات الإسرائيلية، دانييل هاغاري، إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار مع استمرار الجيش في هجومه البري، مضيفا: "إرهابيو حماس يقولون لأنفسهم أنه سيكون هناك وقف لإطلاق النار. لن يحدث ذلك. نحن نمضي قدما".
وأكد المتحدث أن الجيش ضرب أكثر من 14 ألف هدف في قطاع غزة، ودمر أكثر من 100 مدخل نفق، واستولى على 4000 قطعة سلاح مخبأة في مواقع مدنية.
وفي حديثه من مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، أكد نتانياهو أن العملية البرية دمرت "عددا لا يحصى" من مراكز قيادة ومواقع وأنفاق حماس، مشددا على أنه "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون عودة مختطفينا".
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي لأعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية في جلسة عقدت في مقر وزارة الدفاع في تل ابيب أن "اسرائيل مقبلة على أيام قتال كثيرة، وفي ختامها سيتم تحقيق ثلاثة أهداف: حماس لن تكون إطارا عسكريا وسلطويا في قطاع غزة، ولن يأتي أي تهديد منها إلى اسرائيل، وسيتمتع الجيش بحرية نشاط كاملة دون قيود على تفعيل القوة" وفق تصريحاته التي نقلهتها هيئة البث (مكان).
وفي أول تعليقات مباشرة عن خطط إسرائيل لمستقبل غزة بعد الحرب، قال نتانياهو في مقابلة، الاثنين، إن إسرائيل ستتولى المسؤولية الأمنية عن القطاع لأجل غير مسمى، لكن الولايات المتحدة عارضت، الثلاثاء، هذه الخطط.
"شهر من المعاناة"وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في بيان في بداية جولة بالمنطقة يزور خلالها معبر رفح من الجانب المصري: "مر شهر كامل من المذبحة والمعاناة المتواصلة وإراقة الدماء والدمار والغضب واليأس".
ويُسمح للمئات من سكان غزة، الذين يحملون جوازات سفر أجنبية، منذ الأسبوع الماضي، بمغادرة القطاع عبر معبر رفح إلى مصر، لكن الغالبية العظمى من سكان غزة محاصرون داخل القطاع، وأولئك الذين تمكنوا من الفرار يتحدثون عن معاناة بعدما تركوا ذويهم وراءهم.
ويشن الجيش الإسرائيلي عملياته البرية والجوية في غزة ردا على هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس في السابع من أكتوبر داخل الأراضي الإسرائيلية أوقع 1400 قتيل، غالبيتهم مدنيون، واتخذت نحو 240 شخصا رهينة.
وفي المقابل، أوقع القصف الإسرائيلي للقطاع إلى الآن أكثر من 10300 قتيل، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
وتزداد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار أو إعلان "هدنة" مع دخول النزاع شهره الثاني. لكن غالانت قال: "لن تكون هناك هدنة إنسانية من دون عودة الرهائن".
نتائج الحرب تحدد "مستقبل غزة".. ماذا يعني نتانياهو بحديث "السيطرة الأمنية"؟ بإعلانه أن "إسرائيل ستتولى لفترة غير محددة المسؤولية الأمنية الشاملة" في قطاع غزة بعد الحرب، يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خالف جميع السيناريوهات التي دار الحديث عنها بكثرة خلال الأيام الماضية، كما تشي كلماته بأنه لا ينحاز إلى نظرة الولايات المتحدة بشأن مستقبل القطاع "بعد حماس".المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وقف لإطلاق النار مدینة غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: دخول المساعدات إلى غزة عند مستوى متدن
غزة "وكالات": قال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم إن دخول المساعدات إلى غزة عند مستوى متدن، إذ صار تسليم المساعدات إلى أجزاء من شمال القطاع المحاصر شبه مستحيل.
تتعارض هذه التصريحات مع تقييم أمريكي صدر في وقت سابق من الأسبوع الجاري خلص إلى أن إسرائيل لا تعرقل حاليا وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لتتجنب بذلك فرض قيود على المساعدات العسكرية الأمريكية. وتقول إسرائيل إنها تعمل جاهدة للمساعدة في تلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة.
وقال لايركه ردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي في جنيف بشأن ما إذا كان وصول المساعدات الإنسانية قد تحسن "من وجهة نظرنا، فإن جميع المؤشرات التي يمكن النظر فيها فيما يتعلق بالاستجابة الإنسانية تسير في الاتجاه الخاطئ".
وأضاف "دخولها عند مستوى متدن. الفوضى والمعاناة واليأس والموت والدمار والنزوح عند مستوى مرتفع".
وعبر لايركه عن القلق بشأن شمال غزة، حيث صدرت أوامر للسكان بالتوجه جنوبا مع استمرار توغل القوات الإسرائيلية لأكثر من شهر.
وقال لايركه "رأينا وشعرنا بقلق على وجه الخصوص إزاء الوضع في شمال غزة الذي أصبح الآن تحت الحصار فعليا، ومن شبه المستحيل إدخال المساعدات إلى هناك. لذا فإن هناك عرقلة للعملية".
وأضاف "الوضع فيما يتعلق بالعمل الإنساني كما يصفه أحد زملائي... هو أشبه بأنك ترغب في أن تقفز وتفعل شيئا. غير أنه أضاف: لكن أرجلنا مكسورة. لذا يُطلب منا القفز بينما أرجلنا مكسورة".
وأعطى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن في رسالة بتاريخ 13 أكتوبر تشرين الأول نظيريهما الإسرائيليين قائمة بخطوات محددة يتعين على إسرائيل اتخاذها في غضون 30 يوما للتعامل مع الوضع المتدهور في غزة.
وقالا في الرسالة إن عدم تنفيذ تلك الخطوات قد تكون له عواقب محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. وتقول جماعات إغاثية أخرى غير تابعة للأمم المتحدة إن إسرائيل لم تلب المطالب، وهو ما رفضته إسرائيل.
الضغط على إسرائيل
من جهة ثانية، أعلنت حركة حماس الفلسطينية اليوم أنها "مستعدة" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة داعية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب "للضغط" على إسرائيل، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي قصف القطاع المدمر.
يأتي هذا بعد نحو أسبوع على إعلان قطر تعليق وساطتها بين إسرائيل وحركة المقاومة (حماس)، ما أضعف الآمال المتدنية أساسا بشأن تحريك المباحثات الهادفة لإنهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام في القطاع الفلسطيني.
وقال باسم نعيم العضو في المكتب السياسي للحركة إن "حماس مستعدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في حال قُدم عرض يقضي بوقف اطلاق النار على ان تلتزم به دولة الاحتلال"، داعيا "الإدارة الأمريكية وترامب للضغط على الحكومة الاسرائيلية لوقف العدوان والحرب على غزة والمنطقة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني".
واضاف "نحن في حماس لم نتلقَّ أي اقتراح جديد وسندرس بايجابية أي عرض يقدم لنا"، واوضح أن "حماس أبلغت الوسطاء أننا مع أي اقتراح أو عرض يتم تقديمه لنا يحقق وقفا نهائيا لاطلاق النار والانسحاب العسكري من قطاع غزة مع تمكين عودة النازحين، وصفقة جادة لتبادل الاسرى وادخال المساعدات الانسانية والإغاثية وإعادة الاعمار". وتعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إنهاء الحروب في الشرق الأوسط.
تسجيل لمحتجز
خلال هجوم "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023، أسرت فصائل المقاومة 251 شخصا داخل إسرائيل واقتيدوا إلى قطاع غزة. ولا يزال 97 منهم محتجزين في القطاع من بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
ومنذ الهدنة الوحيدة التي أبرمت نهاية نوفمبر 2023 وسمحت بالافراج عن مائة رهينة، لم تفض المفاوضات إلى أي نتيجة ما دفع قطر إحدى دول الوساطة إلى اعلان تعليق وساطتها بين إسرائيل وحماس.
وأسفرت الحملة العنيفة التي يشنها جيش الاحتلال في قطاع غزة عن استشهاد 43764 شخصا غالبيتهم من المدنيين بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وبثّت حركة الجهاد الإسلامي صباح اليوم تسجيلا مصوّرا جديدا للمحتجز الإسرائيلي ساشا تروبانوف في غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023 بعد بث أول تسجيل له في وقت سابق هذا الأسبوع.
وناشد تروبانوف الذي تعرّف عليه أقاربه في أول تسجيل نشر الأربعاء، في الفيديو الجديد أرييه درعي زعيم حزب شاس اليهودي المتطرف العضو في الائتلاف الحاكم في إسرائيل، مساعدته وغيره من المحتجزين في غزة.
وفي دير البلح بوسط القطاع، دمرت غارة إسرائيلية منزل محمد بركة، وقال بركة لفرانس برس "استيقظت عند الساعة 2:30 فجرا مع الغارة. ووجدت الركام والزجاج.. ووجدت حريقا في البيت".
وأضاف "أسفر القصف عن ثلاثة شهداء و15 جريحا".