أعلنت إسرائيل، الثلاثاء، أن قواتها توغلت في عمق مدينة غزة في اليوم الثاني والثلاثين للحرب مع حركة حماس، بينما تعهد رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، باستمرار العمليات حتى إنهاء حكم حماس للقطاع.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في تصريحات نقلتها رويترز إن قوات الجيش باتت مساء الثلاثاء "في قلب مدينة غزة"، متعهدا بتدمير الحركة التي أطلقت هجوم السابع من أكتوبر داخل إسرائيل.

وأكد نتانياهو في كلمة، الثلاثاء، أن الجيش قد توغل في غزة "بشكل أعمق مما تخيلته حماس"، متعهدا بأن "غزة لن تشكل بعد اليوم تهديدا لإسرائيل".

وقال يارون فينكلمان، قائد القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، للصحفيين بالقرب من حدود غزة: "للمرة الأولى منذ عقود، يقاتل جيش الدفاع الإسرائيلي في قلب مدينة غزة. في قلب الإرهاب".

وأضاف: "كل يوم وكل ساعة تقتل القوات مسلحين وتكشف أنفاقا وتدمر الأسلحة وتواصل التقدم نحو مراكز العدو".

ومنحت إسرائيل السكان مهلة من الساعة العاشرة صباحا وحتى الثانية، من ظهر الثلاثاء، لمغادرة مدينة غزة.

وقال سكان لوكالة رويترز إن الدبابات الإسرائيلية تتحرك في الغالب أثناء الليل. 

وتقول وزارة الداخلية في غزة إن 900 ألف فلسطيني ما زالوا يقيمون في شمال القطاع الذي يضم مدينة غزة.

وقال ساكن يدعى آدم فايز زيارة لرويترز: "شفنا الدبابة من مسافة صفر، شفنا أشلاء ممزقة ومتحللة، شفنا الموت بعيونا".

ويأتي هذا فيما أفاد مراسل الحرة بوقوع غارات مكثفة على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، وقصف مكثف على حي تل الهوا في مدينة غزة.

وبينما تركز إسرائيل عمليتها العسكرية على النصف الشمالي من غزة، تعرض الجنوب للهجوم أيضا.

وقال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني لرويترز إن 23 شخصا على الأقل قتلوا في ضربتين جويتين إسرائيليتين منفصلتين، في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، على مدينتي خان يونس ورفح بجنوب القطاع.

وأفادت "تايمز أوف إسرائيل" بسماع دوي صفارات الإنذار في جميع أنحاء وسط إسرائيل، ومنطقة حدود غزة. ولم ترد تقارير فورية بوقوع إصابات.

حماس: ألحقنا خسائر فادحة بالقوات

في غضون ذاك، قال الجناح العسكري لحركة حماس إن مقاتليه يلحقون خسائر وأضرارا فادحة بالقوات الإسرائيلية التي تتقدم.

ويظهر فيديو نشرته رويترز نحو خمسة مسلحين تابعين لحماس وهم يطلقون قذائف هاون على مواقع عسكرية إسرائيلية. 

وفي فيديو آخر التقطته كاميرا وضعت على جسد مسلح، الثلاثاء، يظهر مسلحون احتموا داخل بنايات وهم يطلقون النار على مركبات إسرائيلية.

"لا لوقف إطلاق النار"

وقال المتحدث باسم القوات الإسرائيلية، دانييل هاغاري، إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار مع استمرار الجيش في هجومه البري، مضيفا: "إرهابيو حماس يقولون لأنفسهم أنه سيكون هناك وقف لإطلاق النار. لن يحدث ذلك. نحن نمضي قدما".

وأكد المتحدث أن الجيش ضرب أكثر من 14 ألف هدف في قطاع غزة، ودمر أكثر من 100 مدخل نفق، واستولى على 4000 قطعة سلاح مخبأة في مواقع مدنية.

وفي حديثه من مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، أكد نتانياهو أن العملية البرية دمرت "عددا لا يحصى" من مراكز قيادة ومواقع وأنفاق حماس، مشددا على أنه "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون عودة مختطفينا".

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي لأعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية في جلسة عقدت في مقر وزارة الدفاع في تل ابيب أن "اسرائيل مقبلة على أيام قتال كثيرة، وفي ختامها سيتم تحقيق ثلاثة أهداف: حماس لن تكون إطارا عسكريا وسلطويا في قطاع غزة، ولن يأتي أي تهديد منها إلى اسرائيل، وسيتمتع الجيش بحرية نشاط كاملة دون قيود على تفعيل القوة" وفق تصريحاته التي نقلهتها هيئة البث (مكان).

وفي أول تعليقات مباشرة عن خطط إسرائيل لمستقبل غزة بعد الحرب، قال نتانياهو في مقابلة، الاثنين، إن إسرائيل ستتولى المسؤولية الأمنية عن القطاع لأجل غير مسمى، لكن الولايات المتحدة عارضت، الثلاثاء، هذه الخطط.

"شهر من المعاناة"

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في بيان في بداية جولة بالمنطقة يزور خلالها معبر رفح من الجانب المصري: "مر شهر كامل من المذبحة والمعاناة المتواصلة وإراقة الدماء والدمار والغضب واليأس".

ويُسمح للمئات من سكان غزة، الذين يحملون جوازات سفر أجنبية، منذ الأسبوع الماضي، بمغادرة القطاع عبر معبر رفح إلى مصر، لكن الغالبية العظمى من سكان غزة محاصرون داخل القطاع، وأولئك الذين تمكنوا من الفرار يتحدثون عن معاناة بعدما تركوا ذويهم وراءهم.

ويشن الجيش الإسرائيلي عملياته البرية والجوية في غزة ردا على هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس في السابع من أكتوبر داخل الأراضي الإسرائيلية أوقع 1400 قتيل، غالبيتهم مدنيون، واتخذت نحو 240 شخصا رهينة.

وفي المقابل، أوقع القصف الإسرائيلي للقطاع إلى الآن أكثر من 10300 قتيل، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

وتزداد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار أو إعلان "هدنة" مع دخول النزاع شهره الثاني. لكن غالانت قال: "لن تكون هناك هدنة إنسانية من دون عودة الرهائن".

نتائج الحرب تحدد "مستقبل غزة".. ماذا يعني نتانياهو بحديث "السيطرة الأمنية"؟ بإعلانه أن "إسرائيل ستتولى لفترة غير محددة المسؤولية الأمنية الشاملة" في قطاع غزة بعد الحرب، يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خالف جميع السيناريوهات التي دار الحديث عنها بكثرة خلال الأيام الماضية، كما تشي كلماته بأنه لا ينحاز إلى نظرة الولايات المتحدة بشأن مستقبل القطاع "بعد حماس".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: وقف لإطلاق النار مدینة غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بعد حرب غزة..الجيش الإسرائيلي يطبق الدروس المستفادة في الضفة الغربية

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أن الجيش يطبق الدروس التي تعلمتها في غزة، بالتزامن مع عملية قال الجيش إنها ستتصدي لجماعات مسلحة مدعومة من إيران في مدينة جنين، بالضفة الغربية.

ورفض متحدث عسكري تقديم تفاصيل لكنه قال إن العملية "مشابهة نسبياً"، وإن كانت على نطاق أصغر، لعملية أخرى في أغسطس (آب) الماضي، داهمت فيها قوات إسرائيلية مدعومة بطائرات دون طيار، ومروحيات، جنين ومدناً أخرى مضطربة في الضفة الغربية المحتلة.

وهذا هو التوغل الثالث الكبير للجيش الإسرائيلي في أقل من عامين في جنين، وهي معقل رئيسي للجماعات المسلحة، ومنها حركتا حماس والجهاد، اللتان قالتا إن قواتهما تقاتل القوات الإسرائيلية.

قوات الاحتلال اعتقلت عددا من المواطنين من داخل أحياء عدة في مخيم جنين بينهم سيدتان وهما: والدة الشهيد محمود السعدي، ووالدة الشهيد أشرف السعدي، والشابان نسيم صلاح وعلاء طوالبة pic.twitter.com/xwmJPDSsps

— Wafa News Agency (@WAFA_PS) January 22, 2025

وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن 4 فلسطينيين على الأقل أصيبوا اليوم الأربعاء، بعد مقتل 10، الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني، إن تزايد استخدام المسلحين للقنابل المزروعة على جوانب الطرق وغيرها من العبوات الناسفة بدائية الصنع هو أمر موضع اهتمام خاص في العملية، التي شملت استخدام جرافات مدرعة لتجريف الطرق في مخيم اللاجئين المجاور للمدينة.

ومع استمرار العملية، غادر كثير من الفلسطينيين منازلهم في المخيم، المزدحم بأحفاد الفلسطينيين الذين فروا أو طردوا من منازلهم في حرب 1948.

وقبل الغارة، التي جاءت بعد أسبوعين من هجوم بإطلاق النار، ألقت إسرائيل بالمسؤولية فيه على مسلحين من جنين، أقيمت حواجز ونقاط تفتيش في مختلف أنحاء الضفة الغربية في محاولة لإبطاء الحركة فيها.

إسرائيل تستهدف أكثر من 10 فلسطينيين في جنين - موقع 24أعلن الجيش والشرطة الإسرائيليان، اليوم الأربعاء، أن قوات من الجيش وجهاز الأمن العام "الشاباك" وحرس الحدود استهدفت أكثر من 10 فلسطينيين في جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وحين بدأت الغارة، انسحبت قوات أمن السلطة الفلسطينية بعد أن نفذت عملية استمرت أسابيع في محاولة لإعادة السيطرة على مخيم اللاجئين الذي تهيمن عليه فصائل فلسطينية معادية للسلطة الفلسطينية. 

وجاءت العملية بعد يومين فقط من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ومبادلة أسرى إسرائيليين وسجناء فلسطينيين، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من مواقعها في مناطق كثيرة من القطاع.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن عملية جنين تشكل تحولاً في الخطة الأمنية للجيش في الضفة الغربية وهي "الدرس الأول المستفاد من أسلوب الغارات المتكررة في غزة".

وقال في بيان: "لن نسمح لأذرع النظام الإيراني والإسلام المتطرف بتعريض حياة المستوطنين للخطر وإقامة جبهة إرهابية شرق دولة إسرائيل".

وقال الجيش الإسرائيلي إنه طور تكتيكاته في حرب المناطق الحضرية في ضوء خبرته في غزة، لكن شوشاني رفض تقديم تفاصيل عن كيفية تطبيق مثل هذه الدروس في جنين.

IDF says it found a drone carrying a pipe bomb in the West Bank https://t.co/QbKTVe5tbe

— The Times of Israel (@TimesofIsrael) January 22, 2025

وتعتبر إسرائيل الجماعات الفلسطينية المسلحة مثل حماس والجهاد المدعومتين من إيران جزءاً من حرب متعددة الجبهات يشنها محور يضم حزب الله في جنوب لبنان والحوثيين في اليمن.

ويعيش نحو 700 ألف مستوطن إسرائيلي بين 2.7 مليون فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية التي استولت عليها إسرائيل في حرب 1967.



مقالات مشابهة

  • نتانياهو أمام مستقبل سياسي هش مع تزايد سطوة ترامب وضغوط الداخل
  • عاجل | القناة 14 الإسرائيلية: إسرائيل لن تنسحب حاليا من جنوب لبنان بسبب عدم تنفيذ الجيش اللبناني التزاماته
  • الجيش الإسرائيلي ينفذ تفجيراً وتوغلاً في جنوب لبنان
  • رغم الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل عنصر من "الجهاد" في غزة
  • هل عادت حماس إلى غزة؟
  • السعودية تدين الهجوم الإسرائيلي على مدينة جنين بالضفة الغربية
  • بعد وقف إطلاق النار..عودة حماس إلى شوارع غزة تحرج نتانياهو
  • بعد حرب غزة..الجيش الإسرائيلي يطبق الدروس المستفادة في الضفة الغربية
  • كاتس: عملية جنين قد تشكل تحولا في استراتيجية الجيش الإسرائيلي بالضفة
  • الجيش الإسرائيلي يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين