الذكاء الاصطناعي يهدد بإلغاء عدد من الوظائف.. هل تعمل في هذه المهنة؟
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
«متى سيأخذ الروبوت وظيفتك؟».. تحت هذا العنوان كشف خبراء تفاصيل ما أعلن عنه الملياردير إيلون ماسك، بأن الذكاء الاصطناعي يأخذ مكان العديد من الوظائف، ما يعني أنه لن يضطر أحد إلى العمل في نهاية المطاف، في ظل التقدم السريع لـ (AI).
وظائف يهددها الذكاء الاصطناعي.. ما هي؟ما هي الوظائف التي ستتولاها الروبوتات أولاً؟.
وبحسب الخبراء فإن عمال تعبئة اللحوم وعمال النظافة والبناؤون هم من بين أولئك الذين يمكن أن تطيح بهم الآلات في المستقبل غير البعيد، في حين أن المعلمين والممرضات ومصممي الأزياء في أمان في الوقت الحالي.
وانتشرت التكهنات حول تأثير الذكاء الاصطناعي على القوى العاملة بعد ظهور برامج الكمبيوتر مثل ChatGPT، والتي يمكنها إنشاء نص والإجابة على الأسئلة بطريقة تشبه الإنسان.
يقول الخبراء إن أدوار خدمة العملاء في جميع أنحاء العالم تم أخذها بالفعل بواسطة الذكاء الاصطناعي، بحسب التقرير، حيث كشفت شركة أساس سويدية شهيرة أن 47% في المائة من مكالمات العملاء يتم التعامل معها الآن بواسطة الذكاء الاصطناعي المسمى Billie، في حين تعهدت شركات اتصالات باستبدال 10 آلاف وظيفة بالروبوتات.
الذكاء الاصطناعي يتسبب في أزمة للبشر بشأن وظائفهم.. ما القصة؟وبحسب البروفيسور كارل بنديكت فراي، مدير العمل المستقبلي بمدرسة أكسفورد مارتن بجامعة أكسفورد، فإن وظائف عملاء مراكز الاتصال والمسوقين عبر الهاتف هي من بين الوظائف التي من المرجح أن يتم استبدالها بالذكاء الاصطناعي.
في الوقت ذاته ذهب المدير التنفيذي للإعلانات، السير مارتن سوريل، إلى التنبؤ بأن جميع مراكز الاتصال ستختفي قريبًا مع تطور الذكاء الاصطناعي.
وبحسب تحليل لموقع التوظيف «Adzuna»، انخفضت الوظائف الشاغرة لمصممي الجرافيك بنسبة 58% منذ عام 2022، وألقت الشركة اللوم في ذلك على ظهور برامج الدردشة الآلية مثل ChatGPT وGoogle’s Bard، والتي سرقت أيضًا العمل من محللي دعم تكنولوجيا المعلومات ومصممي الويب ومهندسي البرمجيات، حيث انخفضت أدوار الأخير بنسبة 57 %، من 20193 وظيفة شاغرة في عام 2022 إلى 8644 وظيفة هذا العام، مما يشير إلى أن الشركات تسعى إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لشغل العديد من الوظائف التي كان يحتلها البشر في السابق.
وسيؤثر الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر على الوظائف التالية:
المحررون
يمثل الذكاء الاصطناعي مشكلة كبيرة بالنسبة للبشر، حيث أصبحت بعض روبوتات الدردشة مثل ChatGPT قادرة على إنشاء محتوى لا يمكن تمييزه عن العمل الذي يقوم به الأشخاص، ليس ذلك فحسب، بل يمكنهم القيام بذلك بشكل أسرع بكثير.
وأكد التقرير أن مؤلفي النصوص البشرية قد يستغرقون ما يصل إلى 90 دقيقة لكتابة مقالة، ينفذها الذكاء الاصطناعي في أقل من 10 دقائق، ولهذا السبب تحاول بعض الشركات تجربتها.
البناة
ليس هناك شك في أن البناء بالطوب يتطلب قدرا كبيرا من المهارة والخبرة، لكن الروبوتات تحاول بشكل متزايد إتقانها إلى جانب مهام البناء الأخرى، بما في ذلك خلط الخرسانة وصب الأسمنت.
الصحفيون
مثل محرري النصوص، يتعرض الصحفيون أيضًا للتهديد من الارتفاع المذهل لبرامج الدردشة الآلية، حيث إن الاقتصادي بول كروجمان قال في مقال افتتاحي لصحيفة نيويورك تايمز إن ChatGPT قد يكون قادرًا على القيام بمهام مثل إعداد التقارير والكتابة بكفاءة أكبر من البشر.
النوادل
هناك بالفعل أمثلة على الروبوتات الشبيهة بـ Dalek التي تتجول في المطاعم في جميع أنحاء العالم، ولكنها لم تنتشر بعد على نطاق واسع، إلا أن شركة الوسائط الرقمية «DailyAI.com» حذرت من أن النوادل والنادلات من البشر سيكونون تحت تهديد أن يقوم الروبوتات بالقيام بأدوارهم بنسبة 72%.
مصففو شعر
يشير الخبراء إلى أن هناك احتمالًا كبيرًا لظهور صالونات الذكاء الاصطناعي خلال العقد المقبل، ويقدر تحليل موقع «DailyAI.com» أن فرصة استبدال مصففي الشعر والحلاقين بأجهزة أندرويد تصل إلى 57%.
وكشف التقرير أن الوظائف الأقل عرضة للخطر هي الفيزيائيون وأطباء الأعصاب وأطباء الطب الوقائي وعلماء النفس العصبي وعلماء النفس العصبي السريري وعلماء الأمراض وعلماء الرياضيات والرؤساء التنفيذيين والجراحين وعلماء الأحياء الجزيئية والخلوية وعلماء الأوبئة، والممرضات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي وظائف الـ AI إيلون ماسك الذکاء الاصطناعی الوظائف التی
إقرأ أيضاً:
موظفو البنوك.. أين أنتم من الذكاء الاصطناعي؟
مؤيد الزعبي
رغم أنَّ قطاع البنوك واحدٌ من أكثر القطاعات حساسية في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لما يترتب على ذلك من مخاطر عديدة، إلّا أنه في الوقت نفسه، يُعد قطاع البنوك واحدًا من أكثر القطاعات استثمارًا في التكنولوجيا واستخداماتها لتطوير بيئة العمل داخل القطاع نفسه أو حتى فيما يتعلق بتحسين تجربة المستخدمين وتعاملاتهم وخدمتهم بشكل أفضل وأسرع.
ووفقًا لدراسة أجرتها شركة "ماكينزي" بعنوان "لماذا تفشل أغلب عمليات التحول إلى الخدمات المصرفية الرقمية، وكيفية قلب الاحتمالات"، فإنَّ إنتاجية البنوك الكبيرة كانت أقل بنسبة 40% من البنوك الرقمية. وهنا نتحدث عن البنوك الرقمية، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ كيف يكون الحال مع البنوك الذكية أو بنوك الذكاء الاصطناعي. وفي المقابل كيف سيؤثر هذا الأمر على موظفي قطاع البنوك؛ سواء من حيث طريقة عملهم أو حتى فرصهم المستقبلية والمخاطر التي تهدد وظائفهم، هذا هو ما سوف أتناوله معك ها هنا من خلال هذا الطرح.
تُشير الدراسات إلى أنه منذ عام 2013 وحتى عام 2022، زادت البنوك إنفاقها على التكنولوجيا بنسبة 38% لدعم الاحتياجات الرقمية المتطورة للعملاء، وفي بيئة حياة دخلها الذكاء الاصطناعي بشكل لافت خلال السنوات القليلة الماضية فكان لا بُد للبنوك من إدخال هذه التقنيات في صلب عملياتها التشغيلية وأيضًا إدراجها في عمليات تحسين تجربة العملاء. وقد حدث بالفعل في أن شهدنا تطورًا كبيرًا في التطبيقات الرقمية الخاصة بالبنوك، من خلال تحسينات ملحوظة في واجهة المستخدم، وأيضًا من خلال الخدمات التي يمكن للعمل الوصول إليها من خلال هذه التطبيقات مباشرة دون تدخل موظفي البنوك إلا في بعض الحالات.
الذكاء الاصطناعي قادم لا محال في قطاع البنوك، أولًا: لأن البنوك تستهدف الربحية في المقام الأول؛ إذ يُشير تقرير منشور في موقع "Financial News London" إلى أن تبنِّي الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يضيف 170 مليار دولار إلى أرباح البنوك في السنوات الخمس المقبلة، مع توقعات بزيادة الأرباح إلى ما يقرب من 1.992 مليار دولار بحلول عام 2028، وعين البنوك جميعها على هذه الأرباح. وثانيًا: لأن البنوك لن تدخر أي فرصة من شأنها تحسين وتسريع تجربة العملاء. وثالثًا: لأن المخاطر التي سيخلقها دخول الذكاء الاصطناعي لحياتنا تحتاج لذكاء اصطناعي قادر على مواجهتها. ونتحدث هنا عن الأمن الإلكتروني والاحتيال وما شابه ذلك من مخاطر رقمية. ففي الوقت الذي تعمل فيه أنظمة الذكاء الاصطناعي من محاكاة الأصوات وتقليدها وما سيُسببه ذلك من إرباك لمقدمي الخدمات المصرفية عبر الهاتف، إلّا أنه في الوقت نفسه، سيُقدِّم الذكاء الاصطناعي حلًا لمثل هذه المشاكل، كما إن أنظمة الذكاء الاصطناعي ستُقلِّل من عمليات جرائم غسيل الأموال أو انتحال الهوية أو التحويلات المزيفة أو السرقة الإلكترونية.
ربما لاحظنا جميعًا السرعة الكبيرة التي حدثت في عمليات التحويلات المالية والتي باتت مؤتمتة بالكامل من خلال أنظمة تكنولوجية لا يمكننا القول إنها تعمل بالذكاء الاصطناعي؛ لأن هذه العمليات يمكن إدراجها ضمن الأتمتة الإلكترونية المتطورة، وليس لها علاقة بالذكاء الاصطناعي. لكن سنجد أن الذكاء الاصطناعي سيقوم بتسريع بعض العمليات المُعقَّدة في هذا الجانب، مثل التحويلات المالية بين الشركات أو حتى التحويلات الدولية، والتي كانت تحتاج لبعض الأيام لمعالجتها والتأكد منها إلى حين إتمامها. والذكاء الاصطناعي سيؤدي دورًا كبيرًا في تسريع هذه العملية لما له من قدرات فائقة في تحليل البيانات والتأكد من صحتها.
وتُعد خدمة العملاء أو الرد على استفسارات أو تنفيذ متطلباتهم المالية من أكثر المهام التي سيدخلها الذكاء الاصطناعي، وسيسطر عليها في السنوات المقبلة. فعلى سبيل المثال: رُوبوت الدردشة "Watsonx Assistant" الذي طورته شركة "IBM، وهو عبارة عن روبوت محادثة يقدم المساعدة للخدمات المصرفية مدعوم بالذكاء الاصطناعي، سنجده يلبي احتياجات المؤسسات المالية بشكل فعّال في الرد على استفسارات العملاء، وتسجيل شكاويهم وتنفيذ طلباتهم وتقديم المساعدة في الوصول لبياناتهم المصرفية. وكل هذا دون تدخل بشري، إلّا أن الشركة المُطوِّرة تقول إن نظامها يُشبه البشر في طريقة الرد والتحدث، ونحن ما زلنا في بداية الأمر؛ إذ ستشهد هذه الخدمات تطورًا كبيرًا قد يتسبب في إلغاء أي وظيفة متعلقة بخدمة العملاء في قطاع البنوك في السنواتر المقبلة.
وأحد أكبر فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع المالي، هو تحسين عملية اتخاذ القرار المتعلقة بتقييم الائتمان والإقراض والاستثمار، والذكاء الاصطناعي وقدراته في الاستفادة من الكم الهائل من البيانات التي تولدها المؤسسات المالية سيُعزز عمليات اتخاذ القرار؛ سواءً بالنسبة للموظفين العاملين في البنوك من عمليات الموافقة على القروض والائتمان، أو حتى تحسين اتخاذ القرار بالنسبة للخدمات المؤتمتة والرقمية؛ حيث سيُوفِّر الذكاء الاصطناعي القدرة على تقييم المخاطر الائتمانية وبنفس الوقت سيكون قادرًا بنفسه على اتخاذ القرار للموافقة أو الرفض لأي عملية ائتمانية دون الرجوع للبشر.
أيضًا الذكاء الاصطناعي قادرٌ على فتح وإغلاق الحسابات، وقد لاحظنا إدراج العديد من البنوك لمثل هذه الخدمات ضمن خدماتها المصرفية الرقمية. كما يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يتنبأ ما إذا كان العملاء الأفراد أو الشركات على وشك إلغاء حساباتهم بناء على سجلاتهم البنكية، مثل عدد مرات تسجيل الدخول أو إيداع الأموال، وبالتالي يُمكن للبنوك تفادي هذا الأمر من خلال تقديم بعض العروض للعملاء، أو حتى تقديم بعض التحسينات في تجربتهم الشخصية. ومن هنا تأتي أهمية الذكاء الاصطناعي في أن يقدم للعملاء تجربة شخصية بناءً على متطلباته ومتغيراته الشخصية، ولهذا سنجد في قادم الوقت خدمات أكثر شخصية تقدمها البنوك لعملائها، مثل بطاقة ائتمانية تناسب العميل نفسه وحده، أو نوع حساب مناسب له بشكل أكبر، أو تسهيلات في عمليات الدفع تناسب ظروفه المالية أو حتى تناسب طبيعة عمله.
الخلاصة.. أن قطاع البنوك سيشهد طفرة كبيرة في عملية التحوُّل التشغيلي والخدمي مع دخول الذكاء الاصطناعي، وسنجد وظائفَ تنتهي مثل وظائف خدمة العملاء، ووظائف متعلقة بالتحليل الائتماني ومكافحة الاحتيال، أو حتى بعض وظائف المبيعات والتسويق، إلّا أن الذكاء الاصطناعي سيخلق وظائف جديدة في قطاع البنوك، مثل مُبرمِج ذكاء اصطناعي أو مُتخصص أمن سيبراني أو مدير أنظمة الذكاء الاصطناعي. وعلى جانب آخر، ستُوفِّر البنوك خدمات "أكثر ملاءمة شخصية" لعملائها، تتناسب معهم ومع طبيعة أعمالهم الشخصية أو التجارية، ولكن ينبغي الانتباه إلى أنَّ الخطأ في برمجة الذكاء الاصطناعي قد يُسبب كارثة في المستقبل، ولهذا ما نُبرمِجه اليوم وما نُدخله في بيئة أعمالنا هو ما سيُحدد شكل تواجدنا المستقبلي كمؤسسات بنكية، وما نتعلمه اليوم ونُطوِّرُه من مهارات، سيُحدد ما إذا كُنا سنخسر وظائفنا أم سنُطوِّرُها كأفراد وعاملين في قطاع البنوك.
رابط مختصر